أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الشيطان يجكم .














المزيد.....

مقامة الشيطان يجكم .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 13:24
المحور: الادب والفن
    


مقامة الشيطان يحكم : تقاسيم على مانشرته الست الفاضلة نضال كرادي .

أختيار جميل لنص الدكتور مصطفى محمود , الذي ينهيه بعبارة ( الشيطان يحكم ) , وددت ان اعلق عليه بحوار تخيلي كنت قد قرأته بين عمر الخيام والشاعر القزويني , ويمثل استكشافًا لفلسفة التصوف والفكر الديني , حيث يقول عمر الخيام: (( يا صديقي , تأملت كثيرًا في مفهوم الرب , وفي كل مرة أجد نفسي أمام بحر من الغموض , هل يمكن للعقل البشري المحدود أن يفهم هذا اللامحدود؟ نحن نرى إشاراته في الطبيعة , في النظام الدقيق , في الجمال , وفي الفوضى , لكن هل هذه الإشارات كافية لفهم حقيقته؟ )) , فيرد عليه الشاعر القزويني : (( يا عمر, هذا السؤال قديم قِدَم الزمن نفسه , لطالما سعى الإنسان لفهم الألوهية من خلال العقل والمنطق , وكذلك من خلال الروح والقلب , هناك من يرى الرب في كل شيء , وهناك من يراه بعيدًا عن كل شيء , لكن ما نتفق عليه جميعًا هو أنه غامض , لا يمكننا الإحاطة به بالكامل)) .
ها نحن ندخل بالغموض , وهو ما يجعل الألوهية ساحرة ومرعبة في الوقت ذاته , ولما كنا معشر البشر نميل إلى تبسيط الأمور لفهمها , فأننا نحاول وضع الألوهية في قوالب نعرفها ونفهمها , لكن الرب يتجاوز كل هذه القوالب , إنه أكبر من أن يُحتوى في كلمات أو أفكار, إنه يُدرَك بالقلب قبل العقل , وبالإيمان قبل المعرفة .

يقول جلال الدين الرومي : (( ليست المناسك والطقوس هي التي تجعلنا مؤمنين , بل إن كانت قلوبنا صافية أم لا, فتوضأ بالمحبةِ قبل الماء , لأن الصلاة بقلبٍ حاقدٍ لا تجوز)) ,
وهكذا نرى أن الفكر يَسبَحُ في ملكوت المعاني , وليس أمام المريد إلا التَدبّر , وليس أمام العارف إلا التأمل , و كلهم رفاق إلا من انتشلك من حزنك , وآمن بك وراهن على نجاتك , هذا يسمي عزيز الروح.

يذكر الشعراني في كتابه (الطبقات الكبرى) ,وهو كتاب عن طبقات الصوفية , ان صوفياً هو إبراهيم بن عصيفر المجذوب الذي توفى في مصر عام ١٥٣٥ م , كان يسرح مع الذئاب في البرية , وينام ليلا في الكنائس مع الرهبان , فلما سئل عن ذلك قال : ان النصارى لا يسرقون النعال في الكنيسة بخلاف المسلمين في المساجد , (هذا الأمر كان قبل حوالي ٧٠٠ سنة ) , هذا قلب ارتوى وتجاوز تسمية ألأديان , ورُوح مسّها شغفُ الانبعاث, الا ان ما يؤلم انهم كانوا يبكون مع التقوى , ونحن لا نزال نضحك مع الذنوب.

يرددالمولويّ على نغم الخلوتي : ((أستودع الله لي قمرا في مساكن الأشراف دارها العالية والوقت رفيق صبري وقلبي مولويّ تحت أسوارها من خمرة العشق مأخوذ لا يفيق)) , ولما سألته عن الحقيقة , لم يقل كلمة , لقد أغلق وجهَهُ ومنحني ظهرَهُ العالي ثم مضى متعجلاً , تبعتُهُ ماشياً على رؤوس أصابعي , وعندما أمسكت بذيل قميصه المفتول مثل رقصة درويش , طار عالياً ودخل عين الشمس , عندها تذكرت ما رواه ابن المقفع قبل الذهاب إلى التنور : (( صارحه تفقده , انقده ينقلب عليك )) , ضوءا يلمع من بعيد يعطي الأمل , فأقترب فإذا هو دعاء السالكين.

رحم الله خالي , ذلك الرجل الهويدراوي ألأمي العتيق , كان يلخص لنا مفهومه للأديان ورسالتها للبشر بعبارة لازالت تتردد في مخيلتي تقول : (( ياعبدن , كون زينن )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة البومبيلي .
- مقامة العرافة كوماي .
- مقامة المشحوف.
- مقامة العصافير .
- مقامة الليلة الكبيرة .
- مقامة الوهم .
- مقامة الحكمة .
- مقامة التطاول .
- مقامة قلم الكتابة الأحمر.
- مقامة ألأجازة .
- مقامة البلاغة .
- مقامة ألأيام التي لن تعود .
- مقامة الفجر الرصاصي .
- مقامة العطش ونقد النقد .
- مقامة الحسجة .
- مقامة الأمل و السعادة .
- مقامة ألأستشراق .
- مقامة الجواهري.
- مقامة كنكلي . الى الأستاذ محمد علي السعدي.
- مقامة الظل والضوء


المزيد.....




- مسرحي أنباري: إهمال الجانب الفني بالمحافظة يعيق الحركة الإبد ...
- الأفئدة المهاجرة التي أشعل طوفان الأقصى حنينها إلى جذورها
- بعد رحلة علاج طويلة.. عبدالله الرويشد يعود إلى الكويت الأسبو ...
- قطر.. افتتاح مركز لتعليم اللغة الروسية في الدوحة
- نجم فيلم -سبايدرمان-: الفلسطينيون في غزة هم الأهم ويجب تركيز ...
- محمد منير يثير تساؤلات بسبب غيابه عن تكريم مهرجان الموسيقى ا ...
- -جوكر: جنون مشترك-.. لعنة السلاسل السينمائية تُجهز على فيلم ...
- من هو مختوم قولي فراغي الذي يشارك بزشكيان في ذكرى رحيله بترك ...
- أحداث تشويقية لا تفوتك.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 167 مترجمة ...
-  الممثل الخاص لوزير الخارجية يلتقي مع المسؤولين الإعلاميين ف ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الشيطان يجكم .