اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8061 - 2024 / 8 / 6 - 10:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ايران في ورطة
أزمة ايران عميقة ، وتتعمق معها أزمات البلدان التي أصبحت تدور في فلكها كلما امتد زمن الحرب …
فضحت حماس هذه الأزمة حين وجدت نفسها وحيدة بمواجهة ردود فعل اسرائيل ، فاكتشف العالم معها خواء وهشاشة شعار : وحدة الساحات …
شعار وحدة الساحات ، هو الوجه الآخر ( للأحزاب الشيعية الطائفية) لجبهة الصمود والتصدي الأكثر كذباً وزيفاً منها …
ضمت جبهة الصمود والتصدي دولاً عربية ، فيما ضمت : المقاومة أحزاباً وميليشيات طائفية .
وهذه الظاهرة التي حلت فيها الطوائف الدينية محل الدول في الصراع المتجدد بين العرب واسرائيل : لم يتم دراسة جذورها دراسة جدية بعد : لأول مرة تقود دولة غير عربية هي ايران المواجهة مع اسرائيل ، مع ملاحطة ( وهي ملاحظة ضرورية ) ان هذه الدولة لم تخسر جندياً واحداً في هذه المواجهة ، ولم تنطلق من أراضيها طلقة واحدة ضد اسرائيل ( الّا إذا تعرضت سيادتها للانتهاك من قبل اسرائيل ، فماذا عن غزة وماذا عن شعب غزة ؟ ) في حين سال دم المصريين والسوريين والعراقيين أنهاراً في حروب : 48 ، 67 ، 73 .
أسقطت ايران في هذه الحرب مفهوم المقاومة الذي يشير - كما هي تجارب مقاومة الاستعمار من الجزائر إلى الفيتنام إلى جنوب أفريقيا - إلى ان نجاحها مرهون بمشاركة جميع القوى الوطنية فيها من جميع ( مكونات ) الشعب ، وليس بتسليم راية المقاومة إلى طائفة دينية واحدة . انه تدمير متعمد لمفهوم الوحدة الوطنية : بعزل احزاب الشيعة الموالية لايران عن باقي شعوب البلدان في اليمن والعراق ولبنان وتسليحها وتحويلها إلى ميليشيات مسلحة فرضت اجندتها على باقي ( المكونات ) التي تشاركها سكن الوطن الواحد .
وبهذا تكون ايران قد قسمت هذه الأوطان طائفياً ، وقضت على إمكانية بناء دولة في المشرق العربي بمعناها الحديث .
ادخلت ايران العنف كاداة أساسية من أدوات تحقيق الطائفة الشيعية لذاتها : وجعلت نشاط الأحزاب الشيعية يدور حول محاكاة وتقليد أسلوب الحوار الدموي الذي خاضته الأحزاب السنية وعلى رأسها : " الإخوان المسامون " الذين خرجت من تحت عباءتهم مختلف صنوف الجماعات التكريرية ...
لكن الأخطر من ذلك كله : ان ايران زرعت في نفوس غالبية الطائفة الشيعية في المشرق العربي : كره العلم والمنهج العلمي والمختبر والإنتاجية والتحويل والصناعة : والاستعاضة عن ذلك ب ( علم ) رواية الحكايات الخرافية وكتابة قصائد هجاء الذات والشربك والعالم والنوم على مخدة الأساطير والأوهام …
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟