أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مأساة رجل سخيف 1981(برناردو برتولوتشي): في عالم الخواء لايمكن ان تكون الاخلاقيات مفهومة














المزيد.....

مأساة رجل سخيف 1981(برناردو برتولوتشي): في عالم الخواء لايمكن ان تكون الاخلاقيات مفهومة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 8058 - 2024 / 8 / 3 - 22:56
المحور: الادب والفن
    


الفيلم هو من كتابة مخرجنا برناردو برتولوتشي،ولكن الحكاية قد تكون كبيرة وقد تكون صغيرة أيضا،وعندما يحصل أوغوتو تاغنازي على جائزة افضل ممثل من مهرجان كان،فهذا لايعني بالنسبة لنا سوى تأكيد المنحى الشخصي التام للقصة.
اليوم هو عيد ميلاد بريمر(اوغو توغنازي) وهو المالك لمصنع متوسط لصناعة الألبان والمنتجات الحيوانية،وهو القادم اصلا من رحم الفقر،من رحم الطبقة العماليةنولكن الهم السياسي في القصة يبدو متواضعا،على ان الاشارات اليه في الفيلم تبدو كبيرة،وهذا يحمل تناقض آخر في طريقة فهم الفيلم وفي طريقة النظر الى الفيلم ايضا.
الفيلم هو احد انواع الأفلام التي يرويها البطل نفسه،ففي المونولوج يعبر البطل عن نفسه،يقدم للآخرين-المشاهدين-نظرة ذاتية عن نفسه خالية من حكم الآخرين عنه،يقول بريمو عن نفسه:
أنا أعلم بأني سخيف...كنت دائما كذلك
ولكن هذا الرجل العصامي الغني من المستحيل أن يطلق عليه لفظ سخيف،على الأقل من قبل الآخرين.
في هذا اليوم بالذات،يوم عيد ميلاده يطالع بريمو مطاردة لأختطاف ابنه ويطالب بالفدية...
وهنا تدخل لورا-صديقة جيوفاني-الى حياتهم ويتحدث المونولوج:
دعوني اتحدث لكم عن زيارة لورا،هي لم تكن تعلم بأني اراقبها،لكن لماذا كانت تتحرك مثل الغريبة...؟!
هناك شيء غريب ...تقول لورا له:جيوفاني كان دائما يشعر بالعار من والده
ولكن لماذا كان جيوفاني خجلا مني...؟!
ثم بعد ان يسرد للورا شيئا عن حياته،يسأل نفسه:لماذا اتحدث لها عن حياتي...؟!
ثم-ولا زال المونولوج يتحدث-ابني قد خطف،والحياة لازالت تسير بطبيعية...بشيء من التقليدية العابثة غير المبالية...؟!
حتى لو تعمد برتولوتشي ان يقتبس أو حتى لم يتعمد، فهذه الجملة لها علاقة بأنتونيوني
المونولوج الداخلي لبريمر هو عملاق الفيلم،وهو الذي يدب على ان الفيلم شخصي بالدرجة الأولى،بل غاية في الشخصية،وليس اختفاء جيوفاني إلا مرآة للحقيقة...السطوع...الذي باختفائه سطعت الحقيقة الشخصية لهذا الشخص-المقصود هو بريمر-.
الزمن لايمر أبدا،اشعر بأني عديم النفع وسخيف
الشعور بالسخافة هو شعور داخلي(تام) لا يتعلق بالمحيط...شعوره بالسخافة هو احساسه بسخافة الحياة نفسها،بالخواء المخيف الذي يحمله من دون مقدمات مسبقة:
ليس المهم ما حققته،ولكن هل ما حققته هو مهم فعلا...؟!
لا اعتقد ان برتولوتشي اراد ان يدخل بعض المحفزات لهذه العدمية كان يقول:أن بطلنا بريمو لا يعرف انه خاوي،فارغ لأنه لم يقدم شيئا ذا هدف أو ذو مضمون...كمساعدته للطبقة العاملة ،بمعنى آخر البروليتاريا أو الماركسية...؟!
تعليق هذا الهم الشخصي الموجود للبطل على فكرة مثل هذه يبدو سخيفا جدا،سخافة اعتقاد بريمر لنفسه،سخافة البعث عند تولوستوي،كما ان بريمر يتابع في مونولوجه الخاص:
أنا سعيد بفكرة الموت،ولكن يا العار،انه من العار الموت،ولكني سعيد...حتى التبول يساهم في مرور الوقت.
في الحقيقة بريمر لاينتمي الى الطبقة التي يعيش فيها،وهو حتى لايملك سلما واضحا للطبقية...أي انه لايعيش في منحى سياسي عام تجعل من الطبقة كانتماء بالنسبة له،وهو من منحى آخر فهو متواضع...بالتأكيد من الممكن أن يكون كذلك.
كاد بريمو الخمسيني ان يمارس غراما غير مفهوما مع لورا التي في الحقيقة تقبل ذلك،ولكن في عالم الخواء لايمكن ان تكون الأخلاقيات مفهومة،بمعنى آخر أنها شيء يحلق فوق الاحتمال،فوق الفهم...انها خاوية مثل العالم
أنا لا أخاف من المقدمات:الأخلاقيات غير موجودة
أدولف،صديق جيوفاني،وبمعوانة لورا يخبران بريمر ان جيوفاني قد ماتـوتتدخل باربرا –زوجة بريمو-القادمة من الطبقة الارستقراطية الفرنسية في المؤامرة...ولكن أي مؤامرة؟!
يقرر بريمو ان تسير الخدعة لجمع الفدية لإنقاذ مصنعه الذي على وشك الافلاس،ولكن بدلا من ذلك يكتشف بطريقة مفاجأة ان ابنه لازال على قيد الحياة،وان لورا وادولف وباربرا استغلوا مبلغ الفدية لإنقاذ جيوفاني.
لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن...هل هذا حقيقي؟!
بالنسبة لبريمو فهو ينظر الى الخدعة بهذه الطريقة:
سواء كانت الفدية دفعت لإنقاذ ولده فعليا،أو لدعم الطبقة العاملة التي من الواضح جدا ان جيوفاني ينتمي لها...فابني على قيد الحياة
هو لايبدو بأنه سيطيل التفكير في هذه المسألة...وان كل الاشياء بالنسبة له تعني شيئا واحدا
يرى برتولوتشي ان هذا الفيلم فيه عودة،فيه اشارة الى فيلم 1900،ولكن حتى لو كانت هذه الاشارة موجودة،فالفيلمان بعيدان جدا عن بعضهما البعض،ولكن بالتأكيد،فإن كان هذا الفيلم هو استراحة-كما يقولون-في مسيرة مخرج كبير،ولكن هذه الاستراحة ليست عابرة على الاطلاق.
2/2/2024



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السماء اللواقية1990(برناردو برتولوتشي):محظية الشرق
- داني روز مسارح برودواي 1984:هناك شيء مطمئن داخل وودي ألن هذه ...
- أشياء مسكينة: البزوغ الأنثوي الأول لجيل قادم سيغلب منطق العا ...
- ليالي منتصف الصيف 1982(كوميديا جنسية): بلزاك مبالغ جدا في تق ...
- نرسيس وغولدمند 2020:غولدمند الذي ظل طوال حياته أسيرا لصورته ...
- ذكريات غبار النجوم 1980(وودي ألن): المخرج الذي لازال يبحث عن ...
- مهرجان ريفكيني(وودي ألن):أحاديث الوقت الضائع
- ذئب البراري 1974: وحدة الوجود
- الحب الموت 1975(وودي ألن):أصل الأخلاق
- ظلال وضباب 1991(وودي ألن): كافكا وكاليجاري وعاهرة لليلة واحد ...
- مثل شخص واقع بالحب(عباس كيارومستاني): التقاء براءة الكبر مع ...
- أزواج وزوجات 1992(وودي ألن): الأزمة
- نسخة مصدقة 2010:العمل الفني والفعل الانساني والاصالة والزمن ...
- سر جريمة مانهاتن 1993: اراد وودي ألن أن يقول أن كل شيء سينته ...
- ناب الكلب 2009: فئة من حمقى تابعين للبشر وليس من البشر انفسه ...
- العبها مرة أخرى سام 1972(وودي ألن): انه وودي ألن...ذلك الرجل ...
- الرصاص فوق مسارح برودواي 1994(وودي ألن): صدفة اغرب من قدرية ...
- ترجمة رواية زرقة الظهيرة:جورج باتاي
- مستخدم لعدة مهام 2005-عن تشارلز بوكوفسكي:لا تحاول
- أفروديت العظيمة 1995(وودي ألن): هل هذه حكاية فاسفقة أم حكاية ...


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مأساة رجل سخيف 1981(برناردو برتولوتشي): في عالم الخواء لايمكن ان تكون الاخلاقيات مفهومة