أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مهرجان ريفكيني(وودي ألن):أحاديث الوقت الضائع














المزيد.....

مهرجان ريفكيني(وودي ألن):أحاديث الوقت الضائع


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7980 - 2024 / 5 / 17 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


هل تبقى لوودي ألن شيئا يريد ان يقوله في فيلمه قبل الأخير...؟!
الفيلم محمل بكل هواجس وودي ألن،بكل حواس وودي ألن،على ان الموضوع هنا مختلف ولكن ايضا ليس من كل النواحي،بل ربما من الناحية العاطفية فقط،ومن هنا نقول أن وودي ألن لازال لديه ما يقوله وان لم يكن كبيرا ولا مختلفا،ولكن فنان بحجم وودي الن يستحق ان يقف ويقول وداعه الأخير.
وكان صديقنا شعر باقتراب الاجل، فأراد ان يقدم لحظة وداعية جميلة جدا،ان يقدم ما احبه طوال حياته وطوال مخزونه السينمائي ،مع تقديم المبرر للهواجس الأكثر شغفا...الأكثر حضورا للذهن
الحب والموت والوجود
ويضيف وودي الن البعد الرابع....ألا وهو شغف السينما
ريفكيني(والاس شون) سبعيني متقاعد من صف لتعليم السينما،ويحلم طوال حياته أن ينجز رواية،ولكن ليس كأي رواية،بل تحفة فنية تقف الى جانب دوستيوفسكي وجويس قدما بقدم وساقا بساق،لنه بالنسبة اليه ليس من الضروري أن ينجز رواية لتوضع لاحقا على رفوف المكتبات ليس إلا.
إنه حلم شخصي أن تعتبر نفسك قلت الكثير في حياتك ولكنك في نفس الوقت لم تقل اي شيء،لأن جانب الكمال من الناحية الشخصية،او من ناحية الرؤية الشخصية سيظل يضفي على ما قلته نوعا من النقص ....أو نوعا كبيرا من النقص أو النقص بتمامه....
...لا أعرف من أين أبدأ،فجأة توقفت عن العمل عن الرواية التي كنت أكتبها،ورافقت زوجتي الى مهرجان سان سباستيان السينمائي...
من هنا-كالعادة-يطرح وودي الن العالم من خلال رؤية مثقف وليس اي مثقف،بل هو مثقف نوعي شغوف بالسينما،ولكن اي سينما ليست على طراز فليني أو بيرغمان أو غودار أو تروفو أو بونويل أو الن رينيه ،فهي سينما فاشلة بالأساس ولا يمكن ان توصف بالابداع او اعتبارها قدمت أي شيء جديد....انها السينما الأروبية العظيمة بأي حال من الأحوال....
في حوار بين ريفكيني وزوجته (سو)-الممثلة جينا غيشون-:
سو:الموضوع انك تصنف كل الاشياء طبقا على انه (ضحل فكريا)
ريفيكني:انا لا اصنف الاشياء التي يفعلها بالضحالة...أنها متوسطة الضحالة
سو:اعتقد أن لديه صلة بالسياسة،أعني لقد لاحظت حديثه عن فيلمه المقبل،سيحاول حل معضلة الصراع العربي الاسرائيلي
ريفكيني:نعم سعيد بأنه توجه لصناعة أفلام الخيال العلمي...ويتابع:
السياسة،ما هي السياسة:انها شيء سريع الزوال،أنها تضيع الأسئلة الكبيرة
سو:ما هي الأسئلة الكبيرة التي تعنيها...؟
الاسئلة المهمة،ما الجدوى من الحياة،هل هذا كل شيء موجود أم هناك شيء أكثر
الاشياء التي يتعامل (قيليب) هي في الحقيقة شديدة التفاهة ومع ذلك فهو يتخيل أنها ذات معنى عميق
فيليب هو مخرج على قدر جيد من الشهرة،لكنه يحلق خارج السرب بالنسبة لريفكيني،ولكن في الحقيقة الواضحة أن ريفكيني هو من يحلق خارج السرب....
يعيش ريفكيني في حالة يبدو فيها بأنه في حالة مراجعة ليست ذاتية،وليست من أجل وضع خطة او محاسبة الذات،أنها وقفة تأملية أحيانا تكون قسرية لأن هناك اشياء في الحياة لايمكن نسيانها...مواقف سترسخ في الذهن وتكتب في المخيلة بخط أعرض وأضح من الخطوط الأخرى
في الحلم عادت روز بودنيك...ماتت أنتحارا وهي فس سن الطفولة
الموت،شيء لابد منه،لابد من التعايش معه وقبوله،وهنا يبرر وودي ألن لمشاهديه ....
لماذا اغرقهم طوال خمسين عاما بنفس الهواجس...
أنها الهواجس الأهم...انها ببساطة الأسئلة التي فقط يجب أن تسأل...
ومن ناحية أدبية،لابد ان يكون دوستيوفسكي وكافكا وغيرهم هم الأهم على قائمة وودي ألن الفكرية
وليس من الغريب أيضا أن تكون ناجية من الهولوكست ،ولكن هذا لم يشكل لها دافعا معينا،فهي اعتبرت الحياة ليست ذات مغزى ومن ثم انتحرت...
التفصيل الذي يعنينا في الفيلم،أن الفيلم برمته يبدو كفيلما وداعيا لوودي ألن،وهو لايعتذر للجمهور عن اي شيء،بل هو يقدم لجمهوره مبرراته واسباب طريقة تفكيره،واندفاعاته الفيلمية المتأثرة بالسينما الأروبية الطليعية العظيمة....
انه تبرير لمسيرة فنية طويلة...كانت جميلة...جميلة بالرغم من كل شيء
حكاية مخرج شك في يهوديته،وسببت له اضطراب وعصاب وعقدة اضطهاد ومن ثم شك في كل الاديان،والهواجس عن اليهودية ستعود مثل حلم أو ذكرى بالأبيض والأسود في لقطة قد تحاكي فليني أو بيرغمان او تروفو أو بونويل...
لننظر الى هذه الجملة النقدية باهتمام:
العديد من الأجيال الأمريكية كانو مضللين،جعلوك تصدق أن النهايات الهوليوودية حقيقية،لاتصدق،ثم جاء الأوروبيين وجعلو الأفلام تنضج.
هكذا،يسير ريفكيني في حكايته الأخيرة،يتحدث عن مرارة الفقدان لحبيبته التي تزوجت من اخيه محاكيا لقطة في التوت البري،ومشاركة فيليب في حبة لزوجته في لقطات من جولي وجيم وهي سارة لورنس المتخصصة في الأدب.
إذا هل هو فيلم عن السينما نفسها...؟!
أم هل هو فيلم عن الوجود...؟!
أم هل هو فيلم وداعي عن اقتراب الأجل...؟!
نعم...كل ذلك صحيح...كل ذلك صحيح وحقيقي
ثم يمر ريفكيني بعلاقة عابرة مع الطبيبة جو،فكيف نقيس علاقته بهذه الطبية...؟!
أنها بالتأكيد ليست علاقة غرام،أنها احاديث نهاية العمر...أحاديث الوقت الضائع
طبعا شخص في مثل هذا العمر،وربما بمثل هذه الأفكار الافلاطونية الديناصورية محكوم عليه طبعا أن يظل وحيدا....
وليس من الغريب أن تكون المحاكاة النهائية هي محاكاة للقطة ربما تكون الأشهر قاطبة في تاريخ السينما....
مورت ريفكيني يلعب الشطرنج مع ملك الموت،وتتفوق على لقطة بيرغمان أن مورت يقدم انطباعاته عن الموت للموت نفسه ولا يلعب الشطرنح فقط مع ملاك الموت...
عندما يفقد زوجته لصالح فيليب،فهذه نهاية مؤكدة لأن رجل بمثل هذه الافكار محموم عليه قطعيا أن يظل وحيدا....محكوم عليه بالهجران من كل شيء وأي شيء
النتيجة محزنة ولكنها واقعية...واقعية جدا
بالرغم من كل تحفظاتي على وودي ألن...فأنا أحب هذا المخرج...أحب هذا الانسان
15/12/2023



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذئب البراري 1974: وحدة الوجود
- الحب الموت 1975(وودي ألن):أصل الأخلاق
- ظلال وضباب 1991(وودي ألن): كافكا وكاليجاري وعاهرة لليلة واحد ...
- مثل شخص واقع بالحب(عباس كيارومستاني): التقاء براءة الكبر مع ...
- أزواج وزوجات 1992(وودي ألن): الأزمة
- نسخة مصدقة 2010:العمل الفني والفعل الانساني والاصالة والزمن ...
- سر جريمة مانهاتن 1993: اراد وودي ألن أن يقول أن كل شيء سينته ...
- ناب الكلب 2009: فئة من حمقى تابعين للبشر وليس من البشر انفسه ...
- العبها مرة أخرى سام 1972(وودي ألن): انه وودي ألن...ذلك الرجل ...
- الرصاص فوق مسارح برودواي 1994(وودي ألن): صدفة اغرب من قدرية ...
- ترجمة رواية زرقة الظهيرة:جورج باتاي
- مستخدم لعدة مهام 2005-عن تشارلز بوكوفسكي:لا تحاول
- أفروديت العظيمة 1995(وودي ألن): هل هذه حكاية فاسفقة أم حكاية ...
- تفكيك هاري 1997(وودي ألن): هاري متحرر من السلطة الأخلاقية ال ...
- محاصر 1998(برناردو برتولوتشي): الصمت عند برناردو برتولوتشي
- أناوأنت 2012 (برناردو برتولوتشي): تلميحات من ماضي مخرج كبير
- المزحة 1969:نهاية الفرد
- جمهورية الموز 1971(وودي ألن): كوميديا الاجتماعية قائمة على ك ...
- أمهات متوازيات 2021(بيدرو ألمودفار):انتصار الانساني على البي ...
- الألم والمجد2019(بيدرو المودفار): ارهاصات حياة رجل في لحظاته ...


المزيد.....




- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مهرجان ريفكيني(وودي ألن):أحاديث الوقت الضائع