أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري الرابحي - بين انقلاب العسكر البوليفي وصلابة الديمقراطية














المزيد.....

بين انقلاب العسكر البوليفي وصلابة الديمقراطية


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 8026 - 2024 / 7 / 2 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعلوم أن الأرث البوليفاري لصاحبه سيمون بوليفار مازال يطبع الحياة السياسية في بوليفيا إن لم نقل في كل دول أمريكا اللاتينية، تلك البوليفارية على الدوام من حيث عقيدة الوحدة القومية والتحرر، والتي لا تسمح بأن تعود إلى بيت الطاعة الإمبريالي الذي طالما إستهدف الديمقراطية الشعبية كما وردت في الفهم الاشتراكي للبوليفارية.
لقد خبرت دولة بوليفيا جيداً الانقلابات العسكرية وصارت تتمترس اليوم وراء تجربة ثرية من الصراع بين المدنيين والعسكر لإفتكاك الحكم وتقديم البدائل لهذا البلد الفقير الذي ثابر في حربه على الفقر تماما كحربه على إحتكار الثروة والحكم.غير أن مطامع العسكريين لا تنفك تفاجئ العالم باستنهاض أطماعها تماما مثلما حصل منذ أقل من سنة في عديد الدول الأفريقية ليعود الجدل مجدداً حول تأصل الديمقراطية في هذه الدول من عدمه بعد خسائر تاريخية وتنموية وبشرية كان من الممكن تفاديها وإستعمالها من أجل تركيز ديمقراطيات صلبة أمام صلابة القوى الانقلابية التي قد تتفاوت قابلية نجاحها حسب الظروف التي لا تخفي في أغلب الحالات حضور المعطى الخارجي بشدة.
الحالة البوليفية والتفرّد الشعبي:
يبدو أن صدى كلمة الرئيس البوليفي لويس آرسي إلى شعبه قد شكّلت درعه المدني في مواجهة مطامع رئيس أركان جيشه السابق والذي داهم القصر الرئاسي في لابازا بواسطة مدرعة حربية ليعيد إلى الاذهان مشاهد ظننا أنه قد إختفت للأبد في التعامل مع الاضطرابات التي شهدتها عديد الدول في مثل هذه الظروف.
في الحالة البوليفية تحولت القيادة العسكرية إلى ممارسة الضغط المباشر على الاختيار الشعبي بعد تأكد حظوظ الرئيس السابق دي موراليس في العودة إلى الحكم مجدداً، بمعنى أن السبب الرئيسي لمحاولة الانقلاب الفاشلة هو قطع الطريق أمام عودة هذا الرئيس إلى الحكم الذي خرج منه بعد احتجاجات واسعة سنة 2019 والتي اوصلت وزيره السابق للاقتصاد وحليفه السياسي إلى الحكم في فوز تاريخي على مرشحي اليمين في بوليفيا.
يبدو الشعب البوليفي صار على درجة واسعة من الوعي بضرورة الحفاظ على مدنية الحكم كاستحقاق شعبي مهم خاصة في ظل نجاح اليسار الاجتماعي في تقليص نسبة الفقر المتوارثة عن سنوات الحكم العسكري. بل أن الشعب البوليفي أظهر فهمه للحالة البوليفية التي إختارت طريقها إلى نوع تاريخي من التحول الأقتصادي الذي نتج عن الاستقرار السياسي لسنوات قليلة.
بصمة الإمبريالية في الانقلاب الفاشل:
لا يمكن فهم الانقلابات وتفكيك اسبابها بدون الرجوع إلى جملة من الاسباب الموضوعية التي تحيط بها.
قد لايبدو تحالف اليمين مع القائد السابق لاركان الجيش البوليفي سبباً وحيداً للاقدام على مثل هذه المغامرة. فالرئيس الحالي شكل منذ توليه وزارة الاقتصاد في بلده إستثناءاً تاريخيا في تخفيض فقر ثلث المجموع العام للسكان إلى السدس إضافة إلى توجهه نحو تأميم الثروات ودعم صناعات التعدين التي تشكل رافدا مهما للاقتصاد البوليفي خاصة تعدين الليثيوم ذو الطلب العالمي المتزايد.
لكن أكثر ما يميز العهدة الرئاسية للويس آرسي هو شجاعته في انتقاد الإمبريالية العالمية وانحيازه لأمريكا البوليفارية في مواجهة قمم الأمريكتين التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية.
أحد أوجه الشجاعة أيضا ظهرت من خلال موقف الرئيس البوليفي من العدوان على غزة إضافة إلى إعتماد سفيرٍ لدولته لدى السلطة الفلسطينية بدون إقامة في حركة رمزية من المؤكد أنها كلفته الضغينة الامبريالية على حكمه ومحاولاتها تقويضه وان كانت الوسيلة عاجزة عن ذلك.
الشعب البوليفي منح لنفسه خلال ثلاث ساعات فقط الخيار في كسر الانقلاب وحماية ديمقراطيته ومؤسساتها وأحبط مساعي مهندسي الانقلاب في ضرب العمق اللاتيني والانتقام للامبريالية التي عنونت تدخلها ككل مرة بوهم حماية الديمقراطية والذي كشف بصمتها في هذا الانقلاب الفاشل وأثبت أن بعض الشعوب لم تعد تنطلي عليها الخديعة الإمبريالية في تحويل الدول إلى تابعة إقتصادية وسياسية لها ووأد التحرر في مهده التاريخي الذي خلّد إسم سيمون بوليفار ومنح إسمه لهذا البلد الذي إختار طريقه بعناية إلى الديمقراطية سبيلاً أوحد لتقرير مصيره وخياراته.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الطلابية: أممية أو لا تكون
- الردّ الإيراني: ليلة الرعب وتوازن الردع
- النظام الرسمي العربي في مواجهة وهم السلام
- المواطن العربي وحالة انكار الديمقراطية
- عام جديد للحرب على غزة: ما الذي تغيّر؟
- سبعون يوماً من الحرب على غزة: ساعة الحقيقة تقترب
- الحرب على غزة والمأزق الصهيوني
- المقاطعة: سلاح مدني يقارع توحش الإمبريالية
- غزة: المعادلة الصعبة التي ستطيح بنتانياهو وكيانه
- المقاومة الفلسطينية تفرض تغيير المشهد برمّته
- المغرب وليبيا في مرمى الكوارث الطبيعية وردود الأفعال الدولية
- تونس وإيطاليا على صفيح الهجرة والوعود
- حمّى الإنقلابات وإعدام الديمقراطية
- ملف الهجرة: لعبة الإمبريالية وتكلفتها الإنسانية
- مواطن العالم: من العولمة إلى الذكاء الاصطناعي
- يا عمال العالم إتحدوا: من النداء إلى الضرورة
- في اليوم العالمي لمناهضتها، الإمبريالية تجدد نفسها
- المشهد التونسي و أزمة الديمقراطية
- تونس:الحوار بديلاً عن تواصل الأزمة
- كرة القدم بديلاً عن خيبات السياسة


المزيد.....




- ترامب وماسك وفانس كعمّال.. صينيون يسخرون من الحرب التجارية ب ...
- -زفيزدا-: مسؤول أمريكي كبير يشارك باحتفالات -عيد النصر- في م ...
- غزة: 52.418 قتيلا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
- غزة: إسرائيل تفرج عن مسعف فلسطيني بعد نحو شهرين من مقتل 15 م ...
- وسائل إعلام سورية: مقتل رئيس بلدية صحنايا وابنه
- -المسيرة-: غارات أمريكية تستهدف مديرية خب الشعف بمحافظة الجو ...
- رد مصري على محاولة التلفزيون الإسرائيلي تشويه أهرامات الجيزة ...
- بريماكوف: سلطات ألمانيا تحاول بوقاحة منع ممثلي روسيا من المش ...
- مستشار بالكونغرس الأمريكي للمخادعين فوفان ولكزس: نسعى جاهدين ...
- ترامب يهنئ إسرائيل بعيد -الاستقلال- ويؤكد عمق الشراكة بين ال ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري الرابحي - بين انقلاب العسكر البوليفي وصلابة الديمقراطية