بناء الإنسان

حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8024 - 2024 / 6 / 30 - 09:27
المحور: المجتمع المدني
    

إن بناء الإنسان يحتاج بيئة صحيحة وصالحة ونظيفة وبصيرة مدركة لنصنع مجتمعات متماسكة متينة، متعاونة وكذلك افراد صالحين حتى لا تهتز مجتمعاتنا امام أي هبوب لعاصفة خارجية تخلخل جذور المجتمع و تهدم
كيانه.
من السهل بناء الحجر ولكن من الصعب جدا بناء الإنسان وتنمية روحه وعقله وفكره خدمة للمجتمع.
التي هي من العوامل المهمة لبناء الفرد بشكل صحيح ومتكامل وليس بناء المكان الذي للأسف اليوم الكثير اهتموا وتكالبوا و تولعوا في بناء ناطحات السُحب والمنازل الفخمة والمنتجعات وجمع الأموال وما إلى ذلك وتناسوا بناء الإنسان وتنمية ثقافته بسبل عديدة مفيدة.
‏يقول الشيخ زايد "طيب الله ثراه" .. "إن بناء الإنسان في المرحلة المقبلة ضرورة وطنية وقومية تسبق بناء المصانع والمنشآت لأنه بدون الإنسان الصالح لا يمكن تحقيق الازدهار والخير لهذا الشعب".

ان فكرة بناء الإنسان قبل البنيان تعني التركيز على تنمية وتطوير الفرد قبل البدء في تطوير البنية التحتية المادية هذه الفكرة تركز على الاستثمار في التعليم، الصحة، القيم والأخلاق، والمهارات الشخصية والاجتماعية للأفراد.
حتى ننشأ مجتمع متقدم ومتوازن يمكنه ان يحافظ ويطور البنية التحتية بشكل مستدام وفعّال، إذ إن الإنسان المتعلم والمثقف هو من يستطيع تحقيق الاستفادة القصوى من البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع.
يجب في كل وقت، الاهتمام بشريحة الشباب الذين لهم دورٌ كبير في تنمية وبناء المُجتمع، ولا يقتصر دورهم على مجال محدّد، بل يتقاطع مع جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومُختلف قطاعات التنمية، فلهم دور كبير كقوة تغيير مُجتمعية ايجابية.

أراد الصينيون قديما أن يعيشوا في أمان، فبنوا سور الصين العظيم، حيث كان اعتقادهم بأنه لايوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن الغريب في الأمر
أنه خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات !!
وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه
لان الاعداء كانوا في كل مرة يدفعون للحارس (الرشوة) ثم يدخلون عبر الباب.
لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الإنسان

قال ديفيد برين، عالم الاجتماع:
«المجتمع شيء نمارسه سوياً، إنه ليس مجرد حاوية» لذا توفير البنية التحتية واللوجستية لأي مجتمع مهم جدا
إذ ان اللبنة الأساسية في الحياة هو التعليم الأكاديمي في مؤسسات المجتمع التربوية والتعليمية كفيل في افراداً مثاليين لكن للأسف أصبح التعليم يلفظ أنفاسه الأخيرة و يحتضر في معظم البلدان مما أدى إلى الفقر الفكري والعلمي والثقافي وتراكم الجهل في كل زقاق وكل بيت و اضمحلال هيبة المعلم و انعدام الإحترام لشخصه المبجل النبيل .
زمان كان احترام الكبير الوقور واجب على كل فرد وكان للمعلم هيبته وسطوته في المجتمع فكانت مجتمعاتنا متماسكة ومتشابكة مثل خيوط السجاد و تمشي على قدم وساق كما يقال أما اليوم فالله المستعان .

يقول أحد المستشرقين:
إذا أردت أن تهدم حضارة أمه فهناك وسائل ثلاث هي:
- أهدم الأسرة
- أهدم التعليم.
- أسقط القدوات والمرجعيات.
وللأسف الشديد هذا ما حدث في مجتمعاتنا
فإذا اختفت (اﻷم الواعية)، واختفى (المعلم المخلص)
وسقطت (القدوة والمرجعية)، فمن يبني الانسان؟؟


■ من ابرز معرقلات بناء الإنسان في المجتمع

▪︎ نقص التعليم أو جودة التعليم الرديئة يمكن أن يحد من قدرات الإنسان على التعلم والنمو الشخصي والمهني.
▪︎ الفقر والبطالة قد يجعلان من الصعب على الأفراد الوصول إلى الفرص والخدمات التي يحتاجونها للنمو.
▪︎ تأثير المجتمع والعائلة يمكن أن يكون معرقلاً إذا كانت هناك ضغوط أو توقعات سلبية.
▪︎ ان المشاكل الصحية الجسدية أو النفسية يمكن أن تعيق تطور الإنسان.
▪︎ القيم الثقافية والتقاليد قد تكون في بعض الأحيان معرقلة إذا كانت تحد من حرية التفكير أو الابتكار.
▪︎ بالرغم من فوائد التكنولوجيا إلا أن الاستخدام المفرط لها غير الصحيح، وقد يؤثر سلبا على تطوير المهارات الاجتماعية والبدنية.

■ ان بناء الإنسان يشمل تطويره بشكل شامل ومتوازن من النواحي الجسدية، العقلية، العاطفية، والاجتماعية
فلابد من :

▪︎ يجب الاهتمام بالتعليم الأكاديمي لتطوير المعرفة والمهارات الفكرية والتركيز على التربية الأخلاقية والقيم لتشكيل الشخصية والسلوك.

▪︎ التغذية السليمة والنظام الغذائي المتوازن ينتج من ممارسة الرياضة وقوة النشاط البدني، مع الاهتمام بالفحوصات الطبية الدورية والعناية بالصحة العامة.
▪︎ تطوير مهارات التواصل الفعّال وبناء العلاقات الصحية لتعزيز الذكاء العاطفي وفهم الذات والآخرين، لذا ينبغي ان يكون تقديم الدعم العاطفي من الأسرة والأصدقاء والمجتمع.
▪︎ وضع أهداف واضحة والعمل على تحقيقها لتعزيز الثقة بالنفس والاعتماد على الذات في مواجهة التحديات والتعلم من الفشل.
▪︎ تنمية القيم الروحية والمبادئ الأخلاقية من خلال الأنشطة التي تعزز السلام الداخلي.
▪︎ كما ينبغي علينا احتلال أروقة المكتبات والاستشفاء بالمعلومات المفيدة التي تحتضنها الكتب
حينها سنستطيع بناء الإنسان بشكل دقيق و متكامل يسعى لخدمة أهله وبلده ويعمر لا يدمر و يزرع لا يصحر و يُعَّلم لا يجهّل

#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل