أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شريف حتاتة - العولمة والفكر فى مصر















المزيد.....

العولمة والفكر فى مصر


شريف حتاتة

الحوار المتمدن-العدد: 7986 - 2024 / 5 / 23 - 20:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


العولمة .. والفكر فى مصر
============================
في حياتنا الأسرية يوجد بينى وبين زوجتى نوال السعداوى تقسيم لا علاقة له بالجنس ، أي بكونها امرأة ، وأنا رجل ، فهى تقوم بجميع الأعمال المنزلية ، وأنا بالمثل. نقتسمها فيما بيننا حسب مقتضى الحال وانشغال كل منا بالكتابة ، أو بنشاطات أخرى في حياتنا . إذا كنت أنا مشغولا تقوم هي باعداد الطعام البسيط الذي نأكله ، أو بغسل الأطباق ، أو بوضع الملابس المتسخة فى الغسالة ونشرها لتجف. وإذا كانت تحتاج إلى الانتهاء بصفة عاجلة من شي بدأته أقوم بهذه الأعمال مكانها. لكن في أغلب الأحيان يقوم خلف مكتبى . فأنا أستمتع بمشاهدة الطماطم ، والجزر والفلفل، والخيار، والبرتقال واليوسفى ،رصتها الأصابع الذكية لتجذب المشترين إليها ، كل منا بجزء منها .
وفيما يتعلق بشراء احتياجاتنا من السوق تعودنا أن أقوم أنا بهذه المهمة. فهي إحدى وسائلى فى الترفيه عن نفسى بعد ساعات طويلة من الجلوس بالأسماك تلمع أصدافها الفضية وترنو عيونها إلى ، بخير الأرض والسماء أخرجه الجهد الإنساني ، و «بالدردشة» مع الباعة والبائعات وسؤالهم عن أحوال الدنيا.
السوبر ماركت
----------------
لما سافرت إلى أمريكا أصبحت أتردد على السوبر ماركت الضخم القريب من بيتنا. أستقل السيارة «الرينو الصغيرة ابتعناها بثلاثمائة دولار من تاجر للسيارات المستعملة. انطلق بها على الهاى واى لأجد نفسى بعد دقائق وقد وصلت إليه . أترك السيارة فى الموقف الكبير الممتد أمامه. أدخل من الباب ينفتح أمامى بحركة عصبية دون أن ألمسه . أسحب عربة معدنية من بين صفوف العربات المخصصة لحمل السلع التي سأبتاعها ، و أندفع سائرا فى الممرات بين رفوف السلع الممتدة على جانبيها ، لا أتحدث مع أحد ، ولا يتحدث أحمد إلى فلا يوجد باعة والجميع هنا على عجلة من أمرهم ، ولا وقت لديهم « للدردشة» مع غيرهم.
كنت أهتم بشراء علب «السيريال» أى الحبوب ، والبقول المطحونة التي لم تنزع قشرتها الخارجية ، فهي غنية بالبروتينات والفيتامينات ، والمعادن التي نحتاج إليها . أتناولها في وجبة الإفطار بعد أن أضيف اللبن إليها .. وهي سهلة الهضم، تساعد على التخلص من الفضلات الغذائية.
وأقسام «السيريال» في السوبر ماركتات الأمريكية شأنها شأن الأقسام الأخرى، تحتوى على عشرات الأصناف المتباينة فكلما ذهبت للشراء اخترت صنفا مختلفا لأتعرف عليه وعندما أقف أمام صفوف العلب المتراصة ينتابني الإحساس بأنني أتمتع بحرية واسعة فالبدائل أمامي كثيرة أختار منها ما أريده ، وبأنني في كل مرة أتخذ قرارا له أهمية . لكن بمرور الوقت أدركت أن هذه القرارات والاختيارات لا تعنى شيئا وإنما تعود كلها إلى جوهر وأحد أساسي هو أنني أبتاع نوعا من «السيريال» فمهما عدلوا فيه أو أضافوا إليه ومهما غيروا في شكل العلب أو لونها ، أو حجمها ومهما اخترعوا من نكهات متباينة ، يظل «السيريال» هو «السيريال» ويظل غرض الشركات الضخمة التي تنتجه هو دفع الناس إلى شراء كميات متزايدة منه بمضاعفة البدائل التي تعرضها عليهم.
اكتشفت أن هذا الأسلوب لا يقتصر على السيريال» أو على السلع الغذائية التي أبتاعها من السوبر ماركت، ولكنه يمتد إلى جميع السلع ، إلى السياسية والثقافة والفن، إلى الرقص والمغني ، إلى كل أنواع وأشكال الترفيه والمتعة ، أن المجتمع تحول إلى سوبر ماركت، ضخم يشمل كل أركان هذه القارة ، وإن الشخص يستطيع أن يقضى عمره متنقلا بين الأشياء التي تعرض عليه ، دون أن يكون قد جرب إلا جزءا ضئيلا منها ، وإن كل هذا لا أنه مر بتجارب أو اكتشافات مهمة، فالمطلوب هو أن يصب النقود في خزائن الشركات ، ويجلب لها الأرباح المتزايدة ، لتتضخم ، وتتمركز رؤوس الأموال بين أيديها وتحكم قبضتها على المجتمع الذي تهيمن عليه.
فالشركات المتعددة الجنسية لا تقلقها الفروق ، والاختلافات والتقسيمات والصراعات والتيارات الدينية أو القومية أو كذلك الحضارية ، أو الثقافية. إنها تتعامل مع التنوع بمرونة لا حدود لها وتوظفها حسب حاجتها إليه ، طالما أنها لا تزعزع كيانها أو نفوذها وإنما تعطى انطباعا بحرية لا حدود لها. باحترام التعدد الثقافي والحضارى طالما أننا نختلف ونتصارع ونتحاور دون أن نمس جوهر النظام الطبقى الأبوى الذى تستند إليه ، ودون أن تنفذ إلى أسس الاقتصاد الذي تبنى نفوذها وثروتها عليه، وطالما أننا لا نكتشف اللعبة، وإنما نشارك فيها وننشغل بها ونتعارك أو تتقسم حولها معتقدين أننا نخوض معارك مهمة لها فعالية.
صدمتني هذه الحقيقة أيضا أثناء الحوارات التي كنت أجربها مع الطلبة والطالبات في جامعة ديوك طوال السنوات الأربع التي قضيتها هناك. كنت أدرس لهم منهجا اسمه «التمرد والإبداع» وكنت أحرص على أن تجرى مناقشات واسعة حول النقاط التى تثار ليشاركوا فيها . بدا لي أن أفقهم يتسع لأي شئ وسرتنى هذه الظاهرة .فأنا آت من مجتمع يضع قيودا ثقيلة على الفكر ، وعلى الآراء المستقلة. لكنى مع مرور الوقت اكتشفت رغم الحرية التي يمارسونها معى فى إبداء الرأى أن هناك جدارا يتوقفون عنده ، سقفا للفكر لا يستطيعون اختراقه إلا نادرا ، فهم يتقبلون أية فكرة طالما أننا نبتعد عن العلاقات الاقتصادية الاجتماعية التي تنشأ عنها ، وتتأثر بها، وتؤثر فيها طالما أنني لا أتطرق إلى الاستعمار الجديد، وكيف يستغل شعوبنا ويحطم قدراتها ويحول دون أن تبنى نظاما ينبع منها ويلبي احتياجاتها، ويعبر عن إبداعها عندما كنا نتطرق إلى هذه القضايا ألمح في عيونهم الشابة الصافية شيئا كلوح من الزجاج يفصل بينهم وبيني ، ستاراً من التوتر ، والرفض ما عدا قلة اقرأ فى عيونهم التساؤل ، ومحاولة للفهم.
في البداية كنت أظن أنها مصالحهم. فهم أولاد وبنات الأغنياء ، وكان لهذا العنصر دور لا شك ، ولكن بعد أن مرت الشهور أدركت أنه منهج في التفكير تكون لديهم ، وسيطر عليهم ، ان وسائل الإعلام والتربية والتعليم غرست في أذهانهم شغفا بالثقافة والاطلاع على روافدها ، ولكنها حرصت دائما على عدم الربط بينها وبين جذورها حتى لا يصلوا إلى إدراك ما يدور في العالم ، وفى مجتمعهم ، حرصت على خلق سوبر ماركت للثقافة وللفكر ولينهلوا منه ، وليأخذ منه كل منهم ما يريده من باب المعرفة أو التجربة أو المتعة ما دام أنه لا يصل إلى حقيقة الأوضاع التي يعيشها ، فيصبح قادرا على تغييرها .
العدوى انتقلت إلينا
---------------------------
مرت السنوات الأربع وعدت إلي مصر في فترة تميزت بعمليات الخصخصة السريعة ، أخذت تشمل مختلف المجالات الاقتصادية والخصخصة ترتبط ارتباطا وثيقا بالعولمة ، أى بسيطرة الشركات المتعددة الجنسيات ، فإذا ما أفلت الاقتصاد من الدولة المسيطرة عليه ، أصبح من السهل على هذه الشركات أن تضمه إليها ، وأن توجه قطاعاته لصالحها دون غيرها ، أن تمد سيطرتها إلى كل مجالات الإنتاج والخدمات لتستثمر أموالها ، أن تدعم وتطور . ما يجلب إليها الأرباح المتزايدة ، وتهمش الجهود المحلية والوطنية ، أو تقضى عليها . فهى ليست معنية بمصالح الناس أو الشعوب ما يهمها هو مصالحها هي.
والنظام الاقتصادى يحتاج إلى فكر يمهد له العقول لتسير وفقا لارادته، وتخضع للاتجاهات التي يفرضها عليها حتى يبرر للناس السياسات التي يقدم عليها ، ويحول دون أن تتبلور المقاومة الشعبية ضد الأضرار التي ستقع على الأغلبية . إنه يحتاج إلى ثقافة، أو ثقافات يختفي وراءها ، ويستخدمها للتأثير على عقل الملايين ، وتسييرها وفقا للسياسات التي يسعى إلى تنفيذها. لذلك ليس من الصدقة مثلا ما نشاهده من انتشار الثقافة الاستهلاكية التى تشجع الرغبات الحسية والجنوح نحو ا المتعة ، والاستهلاك والترفيه والسطحية على حساب المعرفة ، والجدية فى مواجهة تحديات العصر ومخاطرة المتزايدة.
لكن الظاهرة أو العدوى التى أريد أن أركز عليها ، تتعلق بالفكر الذي أصبح مسيطرا على اهتمامات، وكتابات عدد كبير من المثقفين .وهو انعكاس للاتجاهات الفكرية والثقافية السائدة فى الغرب ، والتي يطلق عليها مصطلح ما بعد الحداثة . ومن أهم سمات هذا الفكر هو الفصل بين الثقافة والاقتصاد الذى ترتبط به وتتأسس عليه ، فمجتمعنا ما زال يحكمه بشكل أساسي الصراع بين حفنة من الأغنياء ومختلف طبقات ، وفئات الشعب. وهذه حقيقة تريد الشركات المتعددة الجنسيات والمتعاونون معها من رجال الأعمال ، والحكام والسياسيين تغييبها ، وحتى يتحقق هذا التغييب لابد من فكر. لذلك ليس من باب الصدف أن يسيطر على كتابات ، ومعارك، وحوارات المثقفين في بلادنا اهتمامات ولغة كثر فيها الكلام عن الحضارة . والتنوير ، عن الثقافة الاسلامية ، وثقافة الغرب، عن الهوية والأصالة والوافد من خارجنا عن المواطنة ، وسمعة مصر بينما اختفت اللغة والمصطلحات والخطاب الذى كان مرتبطا بالتحرر والتقدم والعدالة" وتذويب الفوارق بين الطبقات والتضامن بين الشعوب واختفى معها الحديث عن الاستعمار الجديد، وعلاقات الإنتاج ، وصراع الطبقات . تحولت القضايا عند رجال الفكر ، أو كبار المفكرين كما يسمون أنفسهم إلى صراعات ثقافية أو فكرية مفصولة عن الواقع الاقتصادي المادي الذي تنشأ عليه.
صناعة المليونير
-----------------
في عدد جريدة العالم اليوم الصادر يوم الاثنين ٢٧ يناير سنة ١٩٩٧ نشر تحقيق على صفحتى ۸ و ۹ وعنوانه «صناعة المليونير».
يقول التحقيق إن عدد المليارديرات فى العالم زاد من ۳۳۸ سنة ١٩٩٥ إلى ٤٤٧ سنة ١٩٩٧ ، أى أنه أضيف إلى العالم ٥٩ مليارديرا في سنة واحدة، ومعظم أفراد قائمة المليارديرات من الولايات المتحدة ،بينما أغلب الجدد جاءوا من آسيا ، وبالذات اليابان.
وتضم قائمة أغنى أغنياء العالم أولئك الذين يملكون مليار دولار (ألف مليون دولار) فأكثر وتقدر ثرواتهم بحوالي : ٤٥ مليار دولار ، وهو رقم يزيد على مجمل الدخل السنوى لنصف سكان الكرة الأرضية.
وفي معرض هذا التقرير الذى أعدته مجلة فوربس الأمريكية قيل إن الإنتاج العالمى زاد بين سنتى 1995 ، 1996 ، ٤٠% بينما زاد الفقراء ۱۷% ، وفى الوقت نفسه ارتفع عدد المليارديرات ١٦%.
وأوضحت الجريدة أن هناك ۱۱ عائلة عربية ضمن أغنى المليارديرات وعلى رأسها عائلة الراجحى السعودية التى يأتي ترتيبها الثامن والعشرين ، وتليها في قائمة العرب اسرة رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان.
وتتداخل رؤوس أموال هذه العائلات العربية مع رؤوس أموال البنوك، والشركات الدولية فى شبكة من المصالح والمعاملات تعبر حدود الأوطان، والحدود الاقليمية.

أما في مصر فعندنا حوالي ألف فرد استطاعوا في العشرين سنة الأخيرة أن يصبحوا أصحاب ثروات هائلة تتراوح بين ١٥ و ٢٢٠ مليون جنيها لا تتناسب مع الحقائق الاقتصادية والاجتماعية السائدة في البلاد.
وعلى الصفحة العاشرة يتضمن الموضوع حوارا بين الصحفى ماجد عطية ومحمود عبد العزيز رئيس البنك الأهلى ، والبنك التجاري الدولي صرح فيه الأخير قائلا : «مهمتى صنع المليونير وتحويله إلى ملياردير» ، ويصفه ماجد عطيه بأنه أقرض أصحاب الملايين فى مصر حوالى ٤٠ مليار جنيها ، وأنه يدافع عن المليونيرات بشدة، بما في ذلك الذين هربوا بالقروض المصرفية.
المليونيرات في مصر شأنهم شأن غيرهم لهم علاقات وثيقة بالرأسمالية العالمية ويعملون وكلاء للشركات المتعددة الجنسية الموجودة في عدد من بلاد العالم . وعلى الأخص أمريكا ، وألمانيا ، واليابان ، وانجلترا ، وفرنسا وسويسرا .
فالرأسمالية العصرية تعبر كل الحدود ، لا وطن لها ، ولا أرض تستقر عليها ، تنقل أموالها ومشاريعها من مكان إلى مكان ، تضارب في بورصات العالم على أمواج لاسلكية تعبر الفضاء ، لا تصر على شئ ما عدا مالها وما يجعله يتراكم بين أيديها وما يسمح باستخدامه لزيادة قوتها ونفوذها ، وحمايتها بالقوانين ، وبالسلاح والنظم السياسية. ويسمح لها أيضا باحتكار المعرفة ، والعلم ، ووسائل المتعة والتسلية ، وتحريك الأفكار والثقافة، والعقول لصالحها ، ولزيادة أرباحها.
المهم عندها ليس القالب الثقافي أو الحضاري ، أو الفكري الذي تتستر وراءه ، فلا مانع من أن يتعدد، ويتفرع طالما أنه يظل أداة بين أيديها ، أو قناعا تختفي وراءه يمكن أن تستبدله بغيره ليس المهم أن تكون الحضارة، أو الثقافة إسلامية أو مسيحية، شرقية ، أو غربية ، وطنية أو وافدة أو علمانية تنويرية أو دينية سلفية ، أن تكون الأفكار ليبرالية أو أو توقراطية طالما أنها هي التي تحركها ، وتختفى وراءها.
ففى مصر مثقفون ومفكرون علمانيون وتنويريون وماركسيون وليبراليون ترنو عيونهم إلى مفكرى وكتاب الغرب، ويقفون موقفا معارضا للحركات الدينية السلفية ، ويبنون عشهم فى حضن نظام الحكم . وهناك مثقفون غيرهم نصبوا أنفسهم مدافعين عن حضارة ، وثقافة العرب الاسلامية وعارضوا التنوير والعلمانية والماركسية والليبرالية الآتية من الغرب وهم أيضا يبنون عشهم في قطاع من قطاعات نظام الحكم والصراع الحضاري أو الحوار الفكرى بين هذه الفرق ، دائر ليل نهار لا يكفون عنه . لكن لا أحد ينتبه إلى أنهم جميعا جزء لا يتجزأ من النظام السائد فى هذا العصر من المصالح الاقتصادية التي تتستر وراءهم والتي تنتمى إلى فرق الرأسمالية المتعددة الجنسيات في أمريكا ، أو انجلترا ، أو فرنسا ، أو السعودية ، أو الكويت أو إيران ، أو السودان أو مصر.
أنا لا أقصد أن هذه الصراعات وهذه الحوارات لا أهمية لها ، فهي تعبر عن قضايا تتعلق بمجتمعنا وتؤثر فى مساره لكن يجب أن نتنبه لحقائق العصر، إننا انتقلنا إلى مرحلة مختلفة تغيرت فيها أشياء كثيرة وتعدت الحدود الضيقة للوطن والوطنية ، للأصالة والهوية ، والوافد ، والتراث التي كنا نعرفها . ان هناك خريطة بشرية جديدة تتشكل على نطاق العالم وعولمة للشعوب يجب أن ندركها . أن ثمة حركة واسعة على كوكب الأرض ستتشكل من جهد مستقل في كل إقليم وقطر يستقى إلهامه من واقع يعيشه ، من تجربة ذاتية مرتبطة بالناس والفعل.
وحتى تصبح الثقافة ، ويصبح الفكر معبرا عن جهد مستقل لابد أن نرى الاقتصاد وكيف يتحرك وراءه ، إلا ننساق في معارك تفرقنا ، وتجعلنا ننسى مصالح الناس العاديين في بلادنا . فالمشكلة ليست الواجهة الحضارية ، أو الدينية أو الوطنية أو الثقافية وحدها ، وإنما القوى الاقتصادية التي تقف وراءها . وعندما يكتب فهمي هويدى مقالا طويلا في جريدة الأهرام عدد ١٤ يناير سنة ۱۹۹۷ تحت عنوان «محنة العمل الأهلى يقول فيه إن إحدى مشاكل الجمعيات الأهلية فى مصر هى مصادر تمويلها ، وإنه يرفض المال الأجنبى ولكنه يقبل المال العربى أو المصرى فإننى أختلف معه. فالمسألة ليست عندى جنسية المال وإنما نوع الجهة التى تدفعه . ففي رأيي أنه لا يوجد فارق كبير بين مال أمريكي أو خليجى أو مصرى طالما أنه يخدم أغراض الرأسمالية الدولية على حساب بناء الوعى والقوى الذاتية لجماهير الشعب. ان ما يحدث في مجال الثقافة والفكر هذه الأيام يحتاج إلى حوار صريح ينزع عنه الأقنعة التي تخفى الكثير مما يجب أن نظهره.
==============================
من كتاب " العولمة والاسلام السياسى " 2009
=============================



#شريف_حتاتة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام وبرمجة الانسان
- اسلام مجاهدى خلق
- شفافية أم تغطية ؟
- عمل المرأة فى العولمة
- حول الاقتصاد العالمى الجديد
- لحظات من الدفء فى بلاد الثلج
- حديث الهجرة
- أحاديث الترحال
- ليس مهما جواز السفر
- فى سوق الخلفاوى
- هل يمكن أن نصنع مواطنا عالميا ؟
- بنات الباليه المائى وبائع الخس
- دفن - ذات - المرأة فى عيدها العالمى
- بابل
- عودة الحرباية
- ثلاثة أيام فى تونس الخضراء
- تأملات فى صورة
- لماذا يبعون ؟؟ يوميات أستاذ زائر
- عن الابداع والقهر
- الصباح وحكايات الجُرن


المزيد.....




- أفعى سامة تباغت كلبا وتلدغه أثناء سيره مع صاحبه في غابة.. شا ...
- دليلك لمعرفة الأشخاص الذين يجب أن تقدم لهم الإكرامية وقيمة ا ...
- كيف يمكن للمرء العيش في القارة القطبية الجنوبية؟ هل يغط بسبا ...
- حزب -التضامن الجورجي- يناشد بوتين إلغاء التأشيرات للمواطنين ...
- خلال أسبوع.. منع دخول 900 شخص بشكل غير شرعي إلى ألمانيا
- أدلة جديدة تثبت ارتباط الأرق المزمن بأطعمة شائعة
- الخبراء الروس يطورون مسيّرة قتالية بمواصفات مميزة
- هل يؤثر تناول المسكنات في فعالية التخدير؟
- أمراض تسبب مشكلات في السمع
- طبيبة: لا يوجد نباتي واحد بين المعمرين


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شريف حتاتة - العولمة والفكر فى مصر