أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العرجوني - تقييم بانفعالية كاسرة














المزيد.....

تقييم بانفعالية كاسرة


محمد العرجوني
كاتب

(Mohammed El Arjouni)


الحوار المتمدن-العدد: 7985 - 2024 / 5 / 22 - 16:48
المحور: الادب والفن
    


أ*+*+*+
الانتقادات التي تابعتها على وسائل الإعلام حول إقبال اليافعين على رواية "خوف"، للكاتب الشاب السعودي أسامة مسلم، تشبه إلى حد قريب انتقادات الأستاذ للتلميذ. إنها انتقادات تبدو موجهة من قبل "أساتذة"، "عارفين" بعالم الأدب. فلم يترددوا في إلصاق ما تحدث عنه ادورنو في كتابه médiocratie، بهذا النوع من الكتابة التي عرفت إقبالا كبيرا بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط، لا يختلف عن ذلك الإقبال الذي عرفته كذلك في معرض القاهرة. لم يتردد "العارفون إذن في إخراج مصطلح" التفاهة"، خاصة وأن هذه الكتابة أصبحت معروفة وسط اليافعين بفضل الإشهار "التيكتوكي" المصنف كوسيلة تشيع التفاهة لاستخدامه من قبل جيل" روتيني اليومي". هكذا إذن، اجتمعت بالنسبة لهؤلاء "العارفين"، حتى لا نقول" بوعروف"، عناصر "التفاهة". وهو الشيء نفسه الذي قيل منذ سنة بالضبط، حينما خرجت الشابة الجزائرية من المواقع الإلكترونية إلى الواقع بروايتها : captive، أمام يافعي باريس، حيث تدافع محبو روايتها هذه أمام إحدى مكتبات fnac المعروفة. من يتذكرها الآن؟ وهو ما قد يحدث أيضا مع الشاب السعودي.
لكن لا بد أن نتساءل: هل الذوق مسألة مطلقة؟ حتى يقف "بوعروف" عند ما اجتره نقلا وحفظا ولو عن ما يسمى "بأمهات الكتب"؟ لهذا في نظري، على هذا "الأستاذ"، "بوعروف"، إذا أراد أن يحافظ على هبته هذه، أن يراجع "منهجية تدريسه"، بل وحتى" منهاج" التدريس، عوض أن يلقي اللوم على"التلميذ". فإذا كان هو يعتبر نفسه شاعرا أو روائيا يسير (إذا كان متواضعا) على نهج كتاب "أمهات الكتب"، وذلك طبعا ذوقه ويحترم، او يعتبر نفسه قامة مثلهم (بدون أدنى تواضع)، عليه أن يتفهم الوضع، وأن الذوق خاضع لعدة متغيرات. فلو فعل وحاول مراجعة نفسه، سوف يجد بأنه متجاوز، تقنيا أولا، حيث لا يتقن فن "التيكتوك" الذي يسمح لمن يتقنه بالقيام بالإشهار للتأثير على "التلميذ". وهنا حسب بعض المعلومات، فالأمر يرجع فيه الفضل في التعريف بهذا الكاتب لمؤثر مغربي الذي قام بالإشهار له منذ مدة، وهو ما يؤشر على اجتهاد في فن التسويق الذي يجهله "الأستاذ"، ولكن يتفاعل معه جيدا" التلميذ"، الذي بدوره يعتبر قريبا من "التكتكة" أو أي وسيلة اتصال، أكثر من" الأستاذ" الذي مازال في سبات بين أحضان "أمهات الكتب"، تماما كما يفعل اليتيم وهو مستلق على قبر أمه، في غياب تام عن فن التسويق، منتظرا أن يقام سوق عكاظ. وهذا دليل على أنه لم يعِ ما يحدث من متغيرات، ناتجة عن تسارع رهيب في التكنولوجيا والعلم وبطبيعة الحال، متغيرات تمس أيضا المجتمع والفرد.
ما حدث مع هذا الكاتب الذي يقال عنه من قبل البعض من بين البوعروف، بأنه قادم من "الربع الخالي"، حدث أيضا مع تلك الشابة الجزائرية، التي دخلت باريس من بابها الواسع.
لنتساءل إذن: هل يجب الحكم على هذا النوع من الإنتاج الخيالي فقط انطلاقا من نمط روائع الكتاب الكبار؟ هل المرجعيات جامدة إلى هذا الحد؟ فإذا كان الأمر كذلك، فالواقع مع الأسف لا ينصف من يسلكون مسار هؤلاء الكتاب الكبار، وإذا فعل، فقد ينطبق على عدد ضئيل جدا. وهو ما يديم عدم الاهتمام بهم من قبل كل شرائح المجتمع، وخاصة اليافعين منهم. وهكذا يظل هؤلاء المحظوظون، يخاطبون نخبة النخبة. إذن لا بد من الاهتمام باليافعين لتهييئهم للحاق بهذه النخبة. وفي اعتقادي، هذا ما يحصل مع هؤلاء الكتاب الشباب الذين استطاعوا من خلال كتاباتهم التي تعتمد على الخيال في جانبه العلمي وربما النفسي أيضا، حيث استطاعوا استمالة اليافعين بذكاء نحو الكتاب، أي القراءة التي يشتكي المجتمع من غيابها. وعلى هؤلاء "الأساتذة" أن يتمعنوا جيدا فيما جاء في هذه الرواية:
"هُناك من يصفني بالمُتحرر، وهذا إقرار من الواصف بأني كُنت مُستعبداً لشيء لا زال هو عبداً له، وهناك من يرى أن في أفكاري خطر كبير على الجيل الصاعد، وكأن هذا الجيل خُلق ليصعد على سلم مبادئه فقط. حرية التفكير جزء لا يتجزأ من حرية التعبير: لذلك كانت هذه الرواية ضمن مجموعة الخيال العلمي، فهي بذلك ستكسب قبولاً أكثر كونها مُصنفة كمجرد أضغاث أفكار".
لهذا، على "الكتاب الأساتذة" أن يتحلوا بأخلاق التربية التي تعتمد على النقد الذاتي أولا، ثم على التقويم الهادئ عوض إخراج مخالب التقييم بانفعالية كاسرة.



#محمد_العرجوني (هاشتاغ)       Mohammed_El_Arjouni#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة مصالح وليست مبادئ
- الحرب من أجل امتلاك النار la guerre du feu
- هل يظل الوعي حبيس كهف أفلاطون؟
- الفيس بوك يسمح بتسييج أروقة خاصة
- الناصح المغفل
- المرآة والوضعية الاندماجية
- هذي يدي..
- رسالة إلى جدي آدم ( آخر حلقة 3)
- رسالة إلى جدي آدم (2)
- رسالة إلى جدي آدم
- ديكتاتورية الأقلية
- من الإنسان العاقل إلى الوحش الكاسر
- فزاعة فوق رأسي
- الديمقراطية أصبحت خردة
- القضية الفلسطينية بين الخذلان والخنوع
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...


المزيد.....




- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...
- من بينها السعودية ومصر.. فيلم -صوت هند رجب- يُعرض في عدة دول ...
- وفاة الفنان وليد العلايلي.. لبنان يفقد أحد أبرز وجوهه الدرام ...
- وفاق الممثلة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العرجوني - تقييم بانفعالية كاسرة