أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد العرجوني - السياسة مصالح وليست مبادئ














المزيد.....

السياسة مصالح وليست مبادئ


محمد العرجوني
كاتب

(Mohammed El Arjouni)


الحوار المتمدن-العدد: 7972 - 2024 / 5 / 9 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحديث عن السياسة، لا يمكن التغاضي عما توصل إليه الفيلسوف نيكولا ماكيافل بفضل تجاربه كديبلوماسي إيطالي في عصر النهضة حيث توصل إلى هذه الملاحظة المهمة: "في السياسة، نادرا ما يكون الخيار ما بين الخير والشر، لكن ما بين الأسوأ وأهون الشرين.". فكل نصائحه للأمير، إذا صح التعبير، برهنت عليها كل التجارب السابقة واللاحقة، وكأنه تمكن من فك شفرة سر الحياة في تدبير الشؤون بين الناس، حيث السياسة هي التدبير الأساسي الذي تعتمده التجمعات التي أسست ما يسمى بالدول، سواء داخلها أو فيما بينها. وهكذا أصبحت السياسة كاستراتيجية مبنية على علاقة تتم ما بين القوة والسلطة و التنافس و الاكتساحات، حيث المصلحة تطغى على كل الأخلاق والمبادئ التي قيل عنها بأنها إنسانية.
وما نعيشه حاليا من خلال سياسة كيان صهيوني مستعمر لفلسطين برعاية من الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، تنطبق عليه مقولة ماكيافل.
فمن جهة هناك مبدأ الأخلاق، أي الخير الذي يتمناه محبو السلام ومن يدافعون عن الفلسطينيين وعن حقهم في استرجاع بلدهم. وهو بطبيعة الحال إحساس كل الشعوب التي اطلعت بفضل وسائل الاتصال على الحقيقة التي كانت غائبة عنهم منذ 48. ما عدا من تم شحنهم بالشر. ومن جهة أخرى هناك السياسيون الغربيون وغيرهم الذين يغلبون المصلحة على المبادئ. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الغرب وقع، كما دائما بسبب السياسة في تناقضات منذ ما سمي بعصر الأنوار. وما يلاحظ وهو أن الفكر الحر المدافع عن المبادئ والقيم الإنسانية، في تصادم دائم مع السياسة. وتظل السياسة تستميل المفكرين لصالحها. لهذا، حتى في بداية العصر التنويري، لاحظنا أن تلك الحقوق التي تحدث عنها كونها عالمية، لم تتعد حدود الغرب، بل عمقت مركزية الغرب. لهذا رأينا انتشار الظلم وانتشار الرق وتطور الاستعمار بسبب السياسيين، الذين استمالوا أغلب مفكري تلك الحقبة، بل وانخرطوا في تلك السياسة المهيمنة والمهينة للشعوب المغلوبة على أمرها، فتعرض من بين التنويريين الذين لم يخضعوا للسياسة، لكل أنواع القمع. ومن غير سرد تاريخي معروف بفضائحه ضد الهنود الحمر أو سكان استراليا الأولين، نقول بأن هذا القمع الذي يعبر عن تناقض السياسيين الغربيين، نعيشه حاليا مع القمع الذي يتعرض إليه كل مناصري القضية الفلسطينية في الغرب، وخاصة الطلبة في أمريكا. تناقض يعكس شر سياسة الولايات المتحدة، والغرب. هذا الغرب الذي يتخذ من مبدأ حقوق الإنسان عصا يهدد بها الدول التي في نظره، عن حق أو باطل، لا تحترمها، هو نفسه لا يحترم حق الاحتجاج السلمي للطلبة الذين يمثلون الخير، ما دام هو مالك العصا وليس هناك من  يهش عليه. الشر إذن هو المنتصر لدى مسؤولي الغرب، كما عبر عنه كل مترشح للرئاسة، خاصة داخل الحزبين الرئيسين، بالولايات المتحدة مثلا، مشجعين الكيان الصهيوني على جرائمه ضد شعب فلسطيني أعزل، غير آبهين بانتفاضة ومعارضة شعوبهم لسياستهم المبنية على الشر.
وأخيرا وجب الانتباه إلى أن انتفاضة الشعوب الغربية تعبير على وعي إنساني، عكس ما ذهب إليه الكاتب إريتش فراوم، إذا كان يقصد الشعوب، حينما اعتبر "الإنسان الحديث بمثابة آلة للإنتاج والاستهلاك" أي أنه بدون شعور. لكن ملاحظته تنطبق على السياسين. هم من تنطبق عليهم فكرة الآلة التي تشتغل حسب المصالح بدون شعور إنساني، لتؤكد ما ذهب إليه ماكيافيل..



#محمد_العرجوني (هاشتاغ)       Mohammed_El_Arjouni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب من أجل امتلاك النار la guerre du feu
- هل يظل الوعي حبيس كهف أفلاطون؟
- الفيس بوك يسمح بتسييج أروقة خاصة
- الناصح المغفل
- المرآة والوضعية الاندماجية
- هذي يدي..
- رسالة إلى جدي آدم ( آخر حلقة 3)
- رسالة إلى جدي آدم (2)
- رسالة إلى جدي آدم
- ديكتاتورية الأقلية
- من الإنسان العاقل إلى الوحش الكاسر
- فزاعة فوق رأسي
- الديمقراطية أصبحت خردة
- القضية الفلسطينية بين الخذلان والخنوع
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري (2)


المزيد.....




- المكسيك.. هكذا تحولت قرية صيد لواحدة من أشهر وجهات الحفلات ع ...
- سفير إيران في بيلاروس يكشف عن السبب وراء الهبوط الصعب لمروحي ...
- سلطان عمان يعزي المرشد الإيراني بمصرع رئيسي
- ريابكوف: منهجنا ثابت تجاه إيران
- -المفاوض المحنك- باقري.. من هو وزير خارجية إيران الجديد؟
- زعماء العالم يعزون في وفاة رئيسي وعبد اللهيان
- من هو محمد مخبر الخليفة المؤقت للرئيس الإيراني الراحل؟
- إيران تفقد اثنين من أبرز الشخصيات في التيار المحافظ!
- الإعلان عن موعد تشييع الرئيس الإيراني
- السفارة الروسية في طهران تنكس العلم حدادا على أرواح الرئيس ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد العرجوني - السياسة مصالح وليست مبادئ