أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العرجوني - من الإنسان العاقل إلى الوحش الكاسر














المزيد.....

من الإنسان العاقل إلى الوحش الكاسر


محمد العرجوني
كاتب

(Mohammed El Arjouni)


الحوار المتمدن-العدد: 7802 - 2023 / 11 / 21 - 18:49
المحور: الادب والفن
    


لا أعتقد أن الإنسان في هذه المرحلة التاريخية التي تتميز عن سابقاتها منذ ظهور الإنسان المتعقل، بتسارع تاريخي "نوتروني" حر، في جميع الميادين : العلمي والتكنولوجي والاجتماعي والصحي الخ... ، سوف يظل على هيئته التي شكلتها وفصلتها على مزاجها، التطورات السابقة. نحن الآن، خاصة مع الاعتداءات الصهيونية على غزة، أمام تحولات تركت بصماتها المخيفة على مستوى عدة مفاهيم، مثل: الأخلاق والقيم والمبادئ والعلاقات الاجتماعية، والسياسة والدبلوماسية. وبطبيعة الحال بقدر ما نلمسها على مستوى المجتمع، فهي تؤثر كذلك على الفرد حسب تواجده داخل مجتمع مادي افقده ما نسميه أحاسيس إنسانية، مجتمع ظل يؤمن بثنائية: العقل / المادة، متحديا العنصر الثالث الضروري الذي لولاه ما كنا بشرا :الروح. بحيث لا يتأثر مثلا بما نشاهده من رعب في غزة، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لإبادة جماعية بدءا من قتل الأطفال والمرضى وهدم المشافي، وهي كلها ممنوعة حسب القيم الإنسانية التي أطرت القانون الدولي، بل وقد يساهم هذا الفرد المتشبع بالمجتمع المادي، الذي ابتلع روحه في خضم صراع مجنون للتحكم في كل ما هو مادي، قد يساهم في خلق هذا الرعب. وفي المقابل سوف نجد من مازال إنسانا بأحاسيسه البشرية وبروحه الإنسانية، فيعيش في ذهول من هذا الرعب الذي لا يصدقه، إما لأنه ضحية له بشكل مباشر أو متابع له عن بعد، وهو ما نلمسه من خلال التنديدات عبر العالم. هذا الإحساس القوي، والذهول الفضيع، سوف نجد له صدى في كل ما يتعلق بالإبداع الفني والنثري والشعري، مادامت هذه الإبداعات انتاجا إنسانيا، في علاقته "بإنسان" تحدت مقدوريته فترة الإنسان العاقل، وأصبح ربما وحشا كاسرا.
فمثلا بالنسبة للشعر، كما هو الشأن أيضا بالنسبة لكل الأجناس الأدبية المعروفة، اعتقد أن هذه المرحلة تؤدي إلى إنتاج يتماشى والتطورات والتحولات المشار إليها. فكما يتم الحديث عن الميتافيرس، سبق وأن أشرت إلى الحديث عن الميتاشعر، بمفهوم الشعر الماورائي. وهي لحظة للتحرر من الثنائية الأرسطية: الشعر /النثر، تسمح بتواصل إنساني بنوع ثالث ماورائي، يستحضر الروح التي غيبها الفكر المادي الغربي. لأن الثنائية المبتذلة لم تعد تساير هذه المرحلة الخطيرة في تاريخ الكائن البشري.



#محمد_العرجوني (هاشتاغ)       Mohammed_El_Arjouni#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فزاعة فوق رأسي
- الديمقراطية أصبحت خردة
- القضية الفلسطينية بين الخذلان والخنوع
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري (2)
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري : قراءة في بعض قصائد الشاعر ...
- نحو إزالة مصطلحي -الوطن- و -المواطن-؟
- علاقة الطبيعة بمفهومي التنوير والظلامية
- -إيقاف- الديالكتيك عند انتصارات مزعومة
- بين الرأسمالية والاشتراكية


المزيد.....




- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار
- العجيلي... الكاتب الذي جعل من الحياة كتاباً
- في مهرجان سياسي لنجم سينمائي.. تدافع في الهند يخلف عشرات الض ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العرجوني - من الإنسان العاقل إلى الوحش الكاسر