أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد العرجوني - الديمقراطية أصبحت خردة














المزيد.....

الديمقراطية أصبحت خردة


محمد العرجوني
كاتب

(Mohammed El Arjouni)


الحوار المتمدن-العدد: 7778 - 2023 / 10 / 28 - 21:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن من يقررون في مواصلة الحياة على كوكب الأرض، هم أولئك الدهاة الأشرار الذين يخططون لكل الإستراتيجيات ويتحكمون في الجيوسياسة التي تزرع الفتن لتعيد رسم الحدود بين البلدان على مقاسهم، جعلوا من آلة الديمقراطية، "خردة" يوزعونها على الفقراء في مجالها السياسي المحلي، ماداموا يتحكمون في ما هو أهم: المال، من خلال تحكمهم في خيرات البلدان وفي بنوكهم...
ومن أجل ذلك، منذ ما سمي بعصر الأنوار، وسمي هكذا لأنهم تفطنوا باكرا لضرورة امتلاك الطاقة بجميع أنواعها بدءا بالفحم الحجري إلى ما يسمونه بالطاقة الشمسية والطاقة الخضراء مرورا بكل ما هو بترول وغاز ومراكز ذرية. ومن أجل كل هذا كان ولا بد من خلق بلاغة قانونية غلفوها بالكونية، بلاغة في الخطاب لدغدغة أحاسيس الإنسان أينما كان، للاستحواذ على عاطفته وتعطيل عقله والتحكم فيه كقطيع لا يبعبع إلا حينما يريدون، ولا يأكل إلا ما يريدون، ولا ينام إلا حيثما يريدون. وللتحكم أيضا راحوا يطورون ماكينة الديمقراطية والانتخابات والتداول على التحكم في شعوبهم بصفعات يمينية ويسارية، تفقد الشعوب توازنهم وتركيزهم، فترى القطيع مرة يجري نحو اليمين ومرة نحو اليسار تحت نباح بل وحتى عضات كلابهم التي تسوق القطيع نحو ما يريدون: منهم من يساق نحو الحظيرة ومنهم من يساق نحو الهاوية ومنهم من يساق نحو المجزرة الخ...
أما بالنسبة للشعوب الأخرى فقد جعلوا على رؤوسهم ذئابا تفترس متى تريد من قطيعها لتخدم مصالحهم. فكما تسوق لهم جميع "الخردات" من سيارات وأكل ودواء، فإنها تسوق لهم "خردات" القوانين مما أسموها بمواثيق دولية لحقوق الإنسان وبطبيعة الحال " خردة " الديمقراطية هي المفتاح السحري. ديمقراطية لا تتعدى السباب والشتائم بين المتناحرين داخل قبب وخممة، مادام من وصل إلى سدة الحكم لن يغير في اقتصاد ومالية بلده أي شيء، وإنما سوف يجد، ولو كان صادقا، نفسه وسط لوبي مدرب على خدمة أسياده الذين يقررون في الحياة على كوكب الأرض...
هكذا هي خردة الديمقراطية التي لا تسمح في التحكم في المال والتكنولوجيا. إنها "خردة"، عبارة عن عباءة تآكل نسيجها المصنوع منذ آلاف السنين، حينما كانت تعتمد على البلاغة في الخطاب السياسي للتأثير على الاقتصادي...أما الآن مع التحكم في ما هو اقتصادي ومالي من خلال الضغط على زر فقط، من قبل لوبي مالي عالمي، يشعل الحروب متى أراد ويطفئها كما أراد، فتلك البلاغة نفسها غابت، وعوضها كلام زِقاقي و زُقاقي بين "ممثلي" الشعوب.
ونتيجة لذلك كله، ها نحن نتابع تغول هؤلاء الذين أنتجتهم الحداثة فأصبحوا كالآلات لا حس لهم، همهم ابتلاع الجميع من أجل نزواتهم. فانفضح أمرهم أكثر مع ما برهنوا عليه من وحشية اتجاه الفلسطينيين، فسفكوا دماء الأطفال والشيوخ والمرضى وهم يدكون غزة من السماء، لأن سماءهم مليئة بطيور حديدية وفلاذية تنفث النار، أما سماءنا فمازالت في انتظار طير الأبابيل...
**********



#محمد_العرجوني (هاشتاغ)       Mohammed_El_Arjouni#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية بين الخذلان والخنوع
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري (2)
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري : قراءة في بعض قصائد الشاعر ...
- نحو إزالة مصطلحي -الوطن- و -المواطن-؟
- علاقة الطبيعة بمفهومي التنوير والظلامية
- -إيقاف- الديالكتيك عند انتصارات مزعومة
- بين الرأسمالية والاشتراكية


المزيد.....




- كاميرا ترصد لحظة سقوط حطام صاروخ مشتعل في قطر
- هل كانت ضربة أمريكا على فوردو بإيران ضرورة أمنية أم مقامرة س ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر والد ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي عالقة في الشرق الأوسط بعد إغلاق الإم ...
- ترامب عن الرد الإيراني: -هجوم ضعيف-.. وحان الآن وقت السلام! ...
- من الإمارات إلى الأردن .. القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط ...
- دراسة: الصيام المتناوب يتفوق على الحميات التقليدية
- الرئيس الفلسطيني يعين وزير خارجية جديدا
- أوروبا عالقة بين الرفض الضمني والقلق المعلن من التصعيد في إي ...
- دول خليجية تعيد فتح أجوائها بعد إغلاقها لساعات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد العرجوني - الديمقراطية أصبحت خردة