أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العرجوني - رسالة إلى جدي آدم (2)














المزيد.....

رسالة إلى جدي آدم (2)


محمد العرجوني
كاتب

(Mohammed El Arjouni)


الحوار المتمدن-العدد: 7869 - 2024 / 1 / 27 - 00:58
المحور: الادب والفن
    


لو تعلم أن جبابرة ذريتك أججت لهيب الشمس بثقوب في حق الأوزون. هل تعرف معنى الأوزون؟ يقال بأنه نوع من الهواء، أو قل غشاء مكونا من غازات تحول دون اختراق أشعة بنفسجية، يقال عنها مضرة بجلد حفدتك وبنبات الأرض التي استقبلتك. هذا ما فهمته جدي من كلام يبدو وكأنه شعر. فهل تفهم ما أقول أم تراك تطأطئ الرأس وبعصاك ترسم فوق التراب هما زادك بؤسا و بأسا ولا تجرؤ على السؤال؟ كأنك تذكرت مقتل إبنك هابيل على يد إبنك قابيل. الله يكون في عونك. أخ يقتل أخاه. با ويلتاه ! يا ويلتاه ! بداية مؤلمة للإنسانية. شكرا للغراب الذي علمنا كيف توارى الجثث. رغم أن هناك من يزعم أن النار هي أولى بالجثث. معذورون هؤلاء، لم تصلهم قصة الغراب. لو تعلم أن جبابرة ذريتك، أبناء قابيل القاتل الأول والجبار الأول، أصبحوا وحوشا يلتهمون الضعاف، تماما كما تفعل الحيوانات المفترسة. شكلوا قطبا، أسموه "الناطو"، تجتمع تحت رايته جيوش عرمرم، تهاجم الضعفاء وتساند الأقوياء. تهاجم مهضومي الحقوق وتساند من هضمها علنا وبكل وقاحة واستصغار.
آه جدي! لو تعلم كيف أصبحت ذريتك في هذا الحجم تثقل كاهل الأرض ! ذريتك أصبحت تعد بالملايير.بإمكانك ربما تعداد نجوم سمائك التي عرفت، لكن ليس بمقدورك عد رؤوس البنات والأبناء الذين خلفت علما أنكما أنت وجدتي حواء لم تنجبا سوى قابيل وهابيل وربما فتيات لم تسجل بالحالة المدنية. لم تكن لكما بلدية و لا انتخابات مزورة و لا برلمانات دائرية ولا جمعية لأمم يقال عنها متحدة وهي مكورة خطاباتها متناثرة، ليبقى الكلام يدور ويدور يطحن الماء في دوراته العادية وغير العادية، ليعطي الحق للقوي ويترك الضعيف في حجمه الثرثار.
هل صحيح جدي ما يقال حول خطيئتك الأولى؟ نحن هنا بين أخذ ورد بين من يجرمك ومن يحملك المسؤولية الأولى فيما تتعرض له الإنسانية من مآس. مسؤولية ثقيلة. هل لك أن تثبت العكس بإشارة رعدية أو برقية أو بالهاتف النقال عبر الواتس آب أو بالفاكس أو عبرمسنجر. يكفي أن تضغط على الزر رقم واحد، لتستجيب لك كل الخوارزمات التي أعدها حفيدك زوكربرج وآخرون. بكل صراحة حسب هذا القيل اقترفت جريمة كبرى لا تغتفر. كيف عاكست أمر المولى ورحت للغواية تسعى بأمر ممن عصى السجود إليك. ورميت هكذا بذريتك في الجحيم بعدما كنت ترفل في النعيم كما يحكى، فأنجبت قابيل القاتل فقلده أحفادك البهاليل.
وبين من لا يعترف –أعوذ بالله - حتى بوجودك ودليله أنك إن كنت ففي صمت قد مررت ولم تترك أي أثر يذكر.لا صورة ولا رسالة ولا حتى أدنى علامة. فحتى حفيدتك الأولى والتي أطلقوا عليها إسم : "لوسي"، تلك التي غنت لها مجموعة موسيقية، سمت نفسها بمجموعة "الخنافيس": "لوسي في السماء" بلغة ربما لا تفهمها، لأن هناك من يقول بأنك كنت تتكلم العربية:" Lucy in the sky"، فإنها لم تأت بشيء يبشر وربما زادت في الغموض غموضا واختتمت حكايتها ولم تعد تنشر.(يتبع)



#محمد_العرجوني (هاشتاغ)       Mohammed_El_Arjouni#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى جدي آدم
- ديكتاتورية الأقلية
- من الإنسان العاقل إلى الوحش الكاسر
- فزاعة فوق رأسي
- الديمقراطية أصبحت خردة
- القضية الفلسطينية بين الخذلان والخنوع
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري  قراءة في بعض قصائد الشاعرة ...
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري (2)
- مغامرات اللغة أو الماوراء الشعري : قراءة في بعض قصائد الشاعر ...
- نحو إزالة مصطلحي -الوطن- و -المواطن-؟
- علاقة الطبيعة بمفهومي التنوير والظلامية
- -إيقاف- الديالكتيك عند انتصارات مزعومة
- بين الرأسمالية والاشتراكية


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العرجوني - رسالة إلى جدي آدم (2)