أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس نهرا - ذكرى الانتصار على الفاشية














المزيد.....

ذكرى الانتصار على الفاشية


موريس نهرا

الحوار المتمدن-العدد: 7983 - 2024 / 5 / 20 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يتخذ الاحتفال بالإنتصار على الفاشية في الحرب العالمية الثانية، طابعاً يتعدّى الدول التي تلاقتْ في محاربتها. فالفاشية بأيديولوجيتها وبأهدافها العدوانية وممارستها الوحشية، ترمي الى السيطرة على أوسع مدى في العالم. وهي بذلك خطرٌ على جميع البلدان والشعوب.

وارتباطاً بادراك الأوساط والأحزب اليسارية والوطنية والتقدمية خطر الفاشية هذا في الكثير من البلدان، تشكلت هيئات وأطر متنوعة ضد الفاشية، لكشف جوهرها المعادي للشعوب، ونشر الوعي والتعبئة الشعبية ضدها. وقد تشكلت في لبنان عصبة مكافحة الفاشية كما في معظم البلدان، في أواخر ثلاثينيات وأوائل أربعينيات القرن الماضي. وكان من أبرز رموزها في لبنان عمر فاخوري، انطون تابت، نقولا شاوي، رئيف خوري، وغيرهم. واذا ما كانت أضخم وأهم إحتفالات النصر على الفاشية، تجري في الاتحاد السوفياتي وروسيا اليوم، فذلك لأن الدور الحاسم في إلحاق الهزيمة بالفاشية كان للجيش الأحمر الذي قضى على الهتلرية في عقر دارها في برلين، وأنقذ بذلك بلده وشعبه وشعوب العالم. هذا مع العلم أنّ هذه الحرب، قد أودت بحياة 54 مليون ضحية، 27 مليوناً منهم من الاتحاد السوفياتي وحده، اضافة الى تدمير أكثر من 1100 مدينة وبلدة سوفياتية.. لقد كانت الوطنية الروسية والسوفياتية العامل الاساسي في صلابة مجابهة الترسانة العسكرية الضخمة للهتلرية. ويرتبط ذلك كما جاء في كتاب الطبيبة جمال القرى، وهي خرّيجة احدى جامعات الاتحاد السوفياتي، بظروف تكوُّن الشعب الروسي، والمراحل التاريخية التي مرت بها الدولة الروسية داخلياً وخارجياً . فمن ميزات هذا الشعب تمسكه بأرضه، وبالروح الوطنية العالية دفاعاً عن وطنه. واذ نرى في الكتاب المذكور، استناداً الى كتابات باحثين ومؤرخين روس، تتالي المراحل في علاقة روسيا مع لبنان وسوريا وفلسطين، فإننا نجد دوراً بارزاً للكنيسة الأرثوذكسية الروسية من خلال علاقتها مع طائفة الأرثوذكس في لبنان وسوريا والقدس. وكانت عاملاً مهماً في تنامي دور روسيا ونفوذها في مرحلة معينة. وكذلك كان للبعثات التبشيرية والإرساليات التعليمية الفرنسية والإنكليزية في القرن التاسع عشر دورٌ في تنامي النفوذ الفرنسي والإنكليزي.
وقد جرت شرعنة هذه التدخلات وتكريس دورها، بعد افتعال تلك الفتنة الطائفية عام 1859 ـ 1860 لضرب انتصار الثورة الفلاحية بقيادة طانيوس شاهين، في بروتوكولات 1863 ـ 1864، التي تمنح روسيا رعاية الطائفة الأرثوذكسية، وفرنسا الموارنة، والنمسا الكاثوليك، وانكلترا الدروز.
أما الوجه الآخر للعلاقة الروسية مع منطقتنا وبلدنا، إضافة الى المجال السياسي، فيتعلق بالمجال الثقافي. فالأدب الكلاسيكي الروسي بدأ باكراً يصبح موضع إهتمام من جانب عديدين من الأدباء والكتاب اللبنانيين والعرب. ويبرز ذلك كما جاء في كتاب الطبيبة ، ما كتبه أمين الريحاني، وفرح انطون، ومخايل نعيمة عن تولستوي، وآخرين، وأديب سعادة خوري (فلسطين)، وسلامة موسى، عن دوستويفسكي، وكذلك عن الشاعر المعروف بوشكين المجسّد للروح الروسية.
إنّ محتوى هذا الكتاب يُغنِي معرفة الباحث والمتابع لشؤون روسيا داخلياً ولدورها في العلاقة مع لبنان والمنطقة قبل الحقبة السوفياتية.
ولا بد من الإشارة الى أن نتاج الأدباء والكتّاب الروس، هو من مقدمات الثورة البلشفية التي أسست لوحدة الشعب السوفياتي والدولة السوفياتية.. ويمكن التأكيد أن الدفاع عن الوطن وعن منجزات ثورة أكتوبر الاشتراكية شكّلا معاً دافعاً أشمل وأكبر لبطولات وتضحيات الشعب السوفياتي وتحقيق الإنتصار الكبير على الفاشية.
إلا أنّ الفاشية ليست ظاهرة عابرة او تتعلق فقط بمزاج شخص او قائد او رئيس دولة.. فهي أولاً، وليدة النظام الرأسمالي وقانون التطور المتفاوت بين دول هذا النظام اقتصادياً وتكنولوجياً، فيخلق حالة تنافس وتصادم تصل الى الحرب. ثانياً، تلجأ الدولة أو الدول الرأسمالية المأزومة، الى سياسة العدوان والحرب والى الفاشية، كمخرج للهروب من أزمتها، ولتصديرها الى الخارج عن طريق العدوان والحرب ونهب ثروات الشعوب الأخرى.. ثالثاُ، إنّ ما يجري اليوم من مجازر وحرب إبادة لأهل غزة وفلسطين وفي جنوبنا اللبناني، على يد العدو الصهيوني، هو مظهر لفاشية جديدة مدعومة بأحدث الاسلحة من أميركا وحلفها الاطلسي. وما تقوم به الولايات المتحدة من مساندة لإسرائيل بعشرات مليارات الدولارات، وأكثر من ذلك لسلطة أوكرانيا ضد روسيا، وعشرات مليارات أخرى تقدمها الى تايوان ضد الصين، عدا بؤر توتر أخرى، تُظهر الميل لنزعة فاشية. وإن قمع واعتقال الألوف من طلاب الجامعات الأميركية، المطالبين بوقف الحرب على غزة، وتذرّع بايدن بأنها حركة معادية للسامية، يذكّرنا بوزير الاعلام غوبلز في المانيا الهتلرية، الذي يكرّر "أكذب.. أكذب، فلا بد ان يعلق شيئاً ولو بأقلية". وان هذا الاسلوب من العنف ضد تحركات طلابية سلمية، يُسقط قناع الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان عن وجه الامبريالية الاميركية وسلطتها، ويُظهرها على حقيقتها.



#موريس_نهرا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد 49 سنة على انفجار الحرب الأهلية
- المسار التاريخي للصراع الاجتماعي وموازنة الإفقار 2024
- حزب التجربة الغنية المتجذر بشعبه.. والمتجدد بشبابه
- جمول المشعل المضيء في ظلامٍ دامس
- العيد المفقود
- فيديل كاسترو الحاضر أبداً بفكره وثورة شعبه
- بتوافقات السلطويين وبخلافاتهم الشعب والدولة هما الضحية
- المد اليساري التحرري في القارة اللاتينية
- حوار عن -فرج الله الحلو- ودوره في معركة الاستقلال ورفض تقسيم ...
- النضال التاريخي للشيوعي وانتفاضة تشرين واحداث الطيونة
- حكومة النظام والطبقة السلطوية بمظلة خارجية
- كوبا الثورة والصمود والمثال
- يديرون الانهيار ويتحايلون على الشعب
- الشهداء الشيوعيون منابر تحرير الوطن والإنسان
- البركان الفلسطيني وتواصل الانهيار اللبناني المتواصل
- كوبا تجدُّد وانفتاح ضمن الطابع الإشتراكي
- رسالة الرئيس بذكرى الاستقلال ومقتضيات الإنقاذ
- تحية لذكرى تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني وانتفاضة 17 تشرين
- مئوية لبنان الكبير وقضية الوطن والدولة
- نكبة بيروت ونظام الكوارث والمنظومة الفاسدة


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس نهرا - ذكرى الانتصار على الفاشية