أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - موريس نهرا - النضال التاريخي للشيوعي وانتفاضة تشرين واحداث الطيونة














المزيد.....

النضال التاريخي للشيوعي وانتفاضة تشرين واحداث الطيونة


موريس نهرا

الحوار المتمدن-العدد: 7054 - 2021 / 10 / 22 - 13:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



تحية لمؤسسي هذا الحزب الشيوعي اللبناني ولشهدائه ومناضليه في ذكرى تأسيسه. فمنذ نشأته الى اليوم يركز نضاله على تحرير الوطن والانسان، وتغيير النظام السياسي الطائفي بوجهيه الوطني والاجتماعي.

وكان باستمرار يؤكد ضرورة اقامة نظام ودولة وطنية ديمقراطية علمانية قادرة على حماية لبنان وتحقيق العدالة الاجتماعية، وعلى تجنيب بلدنا وشعبنا مسلسل الصدامات والحروب والأهلية. وقد شكلت انتفاضة 17 تشرين رداً شعبياً بالغ الدلالة في تجسيد نقمة اللبنانيين من جميع الطوائف والمناطق وصرختهم المدوية باسقاط النظام الطائفي ومنظومته السلطوية، وضد الانهيار والافقار والاذلال الذي أوصلت شعبنا اليه. ولم تكن احداث الطيونة المؤلمة في الاسبوع الفائت بين اشخاص وجيران، فهي وليدة سياق صراعي طائفي مناقض كليًّأ لوجود أو بناء الدولة وتغييب معالمها بما فيها استقلالية القضاء وحماية الوضع الامني وتعزيز السلم الاهلي.

لقد كان في مقدمة اهداف الحزب الشيوعي الذي ناضل تاريخياً وما يزال من أجل تحقيقها، بناء وطن مستقل وحرّ، في هوية وطنية تجمع وتوحد اللبنانيين في الانتماء اليه، بدلاً من فشل تأسيسه على قاعدة الانتماء للطائفة التي تفرّق بين اللبنانيين وحقوقهم ربطاً بأحجام طوائفهم وفي لبنان 18 طائفة، وعلى تخويف جمهور كل طائفة بمطامع زعامات الطوائف الأخرى بقضم حصتها. وبالاضافة الى دور الحزب الاساسي في النضال لتحقيق مصالح الحركة العمالية والنقابية والدفاع عن حقوق الكادحين وفئات شعبنا الاجتماعية الاخرى، فإنه كان يقف باستمرار ضد الجمود وتمسّك الطبقة السلطوية بنظامها الطائفي وتحنيطه وتقديسه، تحت عنوان الفرادة اللبنانية، والزعم ان وجود لبنان مرتبط ببقاء نظامه القائم. وقد تسبّبت هذه المفاهيم والسياسات المعتمدة وبخاصة في الثلاثين سنة الأخيرة في الوصول الى استشراء الفساد ونهب المال العام، واحتماء كل فاسد بطائفته ومذهبه، وبالتالي الى الانهيار وافقار الشعب وإذلاله، والى التناقض والشلل في عمل السلطة نفسها، واضعاف دور الدولة بما يجعل زعامات الطوائف قادرة على فرض اولوية مصالحهم عليها، والى الابتزاز بالامتناع عن مشاركة ممثلي الطائفة في الحكومة أو الانسحاب منها، فتختل الميثاقية وفقا للمفهوم المتبع بشأنها، فيصبح الوضع السلطوي محكوما بين الخلل الميثاقي وبين الانصياع لإرادة ومصلحة هذا الزعيم الطائفي او ذاك.

ان هذا النمط من القواعد والممارسات السياسية يبقى الوضع اللبناني والوحدة الداخلية والسلم الاهلي تحت خطر الانزلاق الى التصادمات والحروب الاهلية،

وهذا يبقي الوضع بما في ذلك الدولة وسلطتها في حالة ارتباك وشلل وبالتالي اللجوء في كثير من الاحيان الى مساومات وتواطئات تنفيسية تبقي الاسباب الطائفية ومعاييرها كامنة في صلب النظام والدولة وسلطتها.

ان المشكلة الاساسية هنا هي في ان القيّمين على هذا النظام والتنظيرات التبريرية لادامته، لا يستفيدون من دروس التجربة عندنا وما يجري في العالم. فالحرب الأهلية المدمّرة التي جرى توقفها على اساس اتفاق الطائف، دون استخلاص العبر منها. فقد طرح الحزب الشيوعي مراراً ضرورة مؤتمر مصالحة وطنية، ليست بين زعماء طوائف كأشخاص، وإنما مصالحة شاملة مع الوطن وبناء الدولة والسلم الاهلي، ومع قضايا ومصالح شعبنا الوطنية والاجتماعية. لكن تواطؤ زعامات الطوائف مع الدول الراعية لمؤتمر الطائف اميركا والسعودية وسوريا، منعت تحقيق فكرة المصالحة الوطنية المذكورة التي تضع لبنان على طريق الخروج من دوامة الانقسامات والحروب الاهلية. فبقيت الاسباب التي فجرت الحرب الاهلية كامنة في بنية هذا النظام وسلطته متسببة بتكرار الهزات والتصادمات والحروب الاهلية. وما جرى في منطقة الطيونة واخطاره هو دليل قاطع على ذلك. وإن أية مساومة على حساب إستقلالية القضاء وفصل السلطات وكشف حقيقة تفجير المرفأ ومحاسبة المسؤولين، تحمل معها خطرين، الأول الإطاحة بما تبقى من معالم الدولة، وبالتالي إبقاء مرتكبي الجرائم بكل اشكالها متفلتين من الحساب، فيشجعهم ذلك على الامعان في ممارساتهم. ومما لا شك فيه ان من اهداف احداث الطيونة، إضعاف وضرب المناخ الشعبي المتصاعد الذي جسدته انتفاضة 17 تشرين، وتحويل الصراع الجامع ضد النظام ومنظومته السلطوية، الى صراع بين طوائف يستخدمة زعيم كل طائفة لاسترجاع المتفلتين من عبائته، وتحسين موقعه في جمهور طائفته.

لاسترجاع المتعلقين من عبائته، وتحسين موقعه في جمهور طائفته.

إن خطر الانزلاق الى فتنة وحرب اهلية، يبقى قائماً طالماً بقي النظام الطائفي. لذلك فإن النضال للتغيير وبناء نظام ودولة ديمقراطية علمانية كان وما يزال عند الشيوعيين واوساط لبنانية تزداد إتساعاً هدفاً وطنياً يجدر النضال والتضحية والاتحاد معاً لتحقيقه.



#موريس_نهرا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة النظام والطبقة السلطوية بمظلة خارجية
- كوبا الثورة والصمود والمثال
- يديرون الانهيار ويتحايلون على الشعب
- الشهداء الشيوعيون منابر تحرير الوطن والإنسان
- البركان الفلسطيني وتواصل الانهيار اللبناني المتواصل
- كوبا تجدُّد وانفتاح ضمن الطابع الإشتراكي
- رسالة الرئيس بذكرى الاستقلال ومقتضيات الإنقاذ
- تحية لذكرى تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني وانتفاضة 17 تشرين
- مئوية لبنان الكبير وقضية الوطن والدولة
- نكبة بيروت ونظام الكوارث والمنظومة الفاسدة
- فكر مهدي عامل اليوم... أكثر توهّجاً
- تشابه واختلاف في الأزمة اللبنانية والفنزويلية
- الانتفاضة وترابط المواجهة الوطنية والاجتماعية
- القمع السلطوي ليس علاجاً للفقر والانهيار
- كلمة في ذكرى اسبوع الرفيق ابو اكرم في بلدة كفركلا
- حزب التحرير والتغيير والاشتراكية: متجدّد بشبابه وراسخ بشعبه
- في ذكرى تشافيز: فينزويلا والهجمة الأميركية
- فيديل... القائد التاريخي والرمز الثوري العالمي.. يُنصفه التا ...
- -انتخابات فنزويلا- مجابهة بين النهج التحرري وقوى التبعية وال ...
- ندوة الدولة من منظور علماني ومعوقات قيام الدولة العلمانية


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - موريس نهرا - النضال التاريخي للشيوعي وانتفاضة تشرين واحداث الطيونة