أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - موريس نهرا - في ذكرى تشافيز: فينزويلا والهجمة الأميركية















المزيد.....

في ذكرى تشافيز: فينزويلا والهجمة الأميركية


موريس نهرا

الحوار المتمدن-العدد: 5474 - 2017 / 3 / 28 - 09:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    




ليست المرة الأولى التي أتناول فيها الوضع في فينزويلا وتطوراته. لكن المشاهدة الحية والمشاركة والصلات مع الناس الفنزويليين، أهم من استقاء الأخبار من الوسائل الإعلامية. فهذا البلد الذي يتميز بجماله، وبطيبة وبساطة حياة شعبه، كانت زيارتي له تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الفينزويلية للمشاركة في نشاطات الذكرى الرابعة لوفاة القائد هوغو تشافيز. ومن مجمل لقاءاتنا مع الفنزويليين، أنا وزوجتي معاً، ومع سفير لبنان، الذي أتاح لنا فرصة الاستمتاع بجمال طبيعة هذا البلد، اتضح لي ما تركه هوغو تشافيز من أثر وتقدير راسخ في نفوس شعبه وطبقاته الكادحة. فقد كان منطلقاً من المسيرة النضالية التاريخية، على خطى القائد المحرر سيمون بوليفار، جامعاً بين التحرر من التبعية، وتحقيق سيادة واستقلال بلده، وبين الجانب الاجتماعي. فاستخدم ثروة بلاده البترولية الكبيرة، لتحسين معيشة الفقراء والطبقة الكادحة. وحقق إنجازات كبيرة لشعبه، وبخاصة على صعيد التعليم والصحة العامة، وفي مجال بناء المساكن للفقراء كعملية متدرجة ومستمرة، وفي مجال الفنون والموسيقى وجعلها بمتناول التلامذة وأصحاب المواهب.

واستلهاماً لدور وأهداف سيمون بوليفار، قام بخطوات مهمة في اتجاه التكامل مع بلدان أميركا اللاتينية، أهمها: merco sur - Alba- tele sur تعزيزاً للتقارب والتعاون بين هذه البلدان، وجعلها أكثر استقلالية، ورفضاً للتبعية وهيمنة واشنطن عليها، وقد نجم عن إدراكه الترابط بين مصالح الشعوب وقضاياها التحررية، اعتماده سياسة تضامنية ساطعة، بين شعوب أميركا اللاتينية وشعوبنا العربية وغيرها، فوقف بحزم إلى جانب شعبنا ومقاومته للغزو الصهيوني عام 2006، وكان الأقرب من معظم الحكومات العربية التي تراوحت موافقها بين متآمر مع العدو، ومتفرج. وهذا ما قلته له عندما التقيته في 30 آب 2006، أثناء زيارته لسوريا، مقدراً له تضامنه الحازم مع شعبنا، ودعمه للشعب الفلسطيني وقضيته.

لقد تجلت التشافيزية في أذهان القسم الأكبر من الشعب. بالنزول الفوري لفقراء فنزويلا وشعبها، إلى شوارع كراكاس، فور حصول الإنقلاب عليه، عام 2002، وفرضوا تحريره وإعادته إلى الرئاسة. لكن اليوم يشعر الناس بصعوبات معيشية في هذه المرحلة، جراء فقدان بعض المواد الاستهلاكية في السوق، وتراجع قيمة البوليفار وقدرة الناس الشرائية، وبروز فارق كبير بين سعر البوليفار الرسمي، وبين السوق السوداء. والمشكلة هنا تتلخص في الحرب الاقتصادية التي تشنها الشركات الاحتكارية الأميركية وبالتواطؤ مع البرجوازية واليمين الفنزويلي وCIA، بدءاً من هبوط سعر برميل النفط أكثر من 50% وصولاً إلى تعميم الفساد. ولم يكن صائباً بالأصل، ارتكاز الاقتصاد الموروث على مداخيل النفط، التي تتجاوز 90% من مجموع الدخل الوطني. صحيح أن تشافيز استخدم قسماً كبيراً منها في صالح مكافحة الفقر الموروث، ولكن بقي الوضع الإنتاجي المحلي على ضعفه تقريباً.

فقد خلق هبوط سعر برميل النفط، وضعاً مربكاً، وتباطؤاً في تحقيق ما كان مقرراً، وتراجعاً في مستوى المعيشة. وتستغل سلطات واشنطن هذه الصعوبات وتعمل مع أدواتها واليمين المحلي للمزيد منها اقتصادياً وأمنياً. وليس صدفة أن يقول الرئيس الأميركي السابق أوباما، منذ حوالي سنة أن فينزويلا تشكل تهديداً للولايات المتحدة. ورغم أن هذا التصريح مدعاة للسخرية، إلاّ أنه يعكس نوايا ومخططات الإمبريالية الأميركية، حيال فينزويلا ونهجها التحرري ودورها الاستقلالي الأميركي اللاتيني. وفي مهرجان شعبي ضم ما لا يقل عن مئة ألف شخص، رد الرئيس مادورو في خطابه قائلاً: نحن لا نهدد أحداً، إننا ننشد السلام والمحبة، والعلاقات السليمة. لكن أي تدخل في بلدنا سيواجهه شعبنا وجيشنا بكل قواه. وتناول المطامع الإمبريالية في فينزويلا وأميركا اللاتينية، وقال ان C-I-A هي التي صنعت الإرهاب من "القاعدة" إلى "داعش" وأمثالها. وأعرب عن التلاقي مع العرب والإسلام البريء من الإرهاب. وكنا على المنصة على مقربة منه. وعندما أنهى خطابه، صافحته وأعربت له عن تضامن حزبنا الشيوعي والوطنيين اللبنانيين، مع فينزويلا وشعبها، فأقدم على رفع يدي هاتفاً أمام الجمهور الكبير VIVA LIBANO.

لقد أظهر دعم دوائر واشنطن للانقلاب على ديلما روسيف، ولولا في البرازيل، وعلى لوغو في الباراغواي، والمحاولة الفاشلة على الرئيس كورييا في الإكوادور، مدى حقد وشراسة الدوائر الأميركية المذكورة، على نجاحات شعوب أميركا اللاتينية، كما هي الحال على شعوبنا ومنطقتنا الشرق أوسطية. ويكشف ذلك نواياها حيال وطن بوليفار وتشافيز، ضد الرئيس نيكولاوس مادورو والنهج البوليفاري.

والتصريح الوقح والمدان، لرئيس منظمة الدول الأميركية، لويس الماغرو، الذي يهدد فينزويلا بتعليق عضويتها في المنظمة، إذا لم تجر "انتخابات حرة"، وإطلاق السجناء السياسيين، خلال شهر، يمثل تصعيداً وتدخلاً سافراً من واشنطن في الشؤون الفينزويلية، واستخدام دور هذه المنظمة في تغطية تدخلاتها.

ومن خلال لقاءاتنا مع تشافيزيين، ومع قيادة الحزب الشيوعي الفينزويلي، شعرنا بوجود استياء في صفوف الشعب من صعوبات الوضع المعيشي القائم، وعدم ثقة أكبر، بالقوى اليمينية المعارضة والمعروفة بفسادها. وإن هذا المناخ يتسع شعبياً دون اتضاح ما قد ينجم عن ذلك.

لقد أتيح لي خلال الزيارة، تقديم مداخلة (20دقيقة) في المسرح الوطني- كراكاس، مع ثلاثة بلدان أخرى، وبحضور حشد من الناس والشبيبة التشافيزية وبعض المسؤولين في الحزب الاشتراكي الفينزويلي الموحد، بعنوان تشافيز ولبنان والشرق الأوسط. وكذلك إلقاء محاضرة في قاعة وزارة الخارجية بحضور الكوادر الشابة في الوزارة، ونائب الوزيرة، لوضعهم في صورة ما يدور في الشرق الأوسط ولبنان، ودور العوامل الداخلية، والإقليمية، والدولية، في ذلك. كما كانت لي مشاركة في طاولة مستديرة مع مسؤولين والوفود المدعوة، حول الهجمة الإمبريالية، وبخاصة على فينزويلا ونهجها.

لقد كانت الزيارة واللقاءات مناسبة لتبادل الإطلاع على قضايا شعوبنا في أميركا اللاتينية وفي منطقتنا العربية، كما ولتعزيز علاقات الصداقة والتضامن ضد العدو الإمبريالي ــ الصهيوني المشترك.



#موريس_نهرا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيديل... القائد التاريخي والرمز الثوري العالمي.. يُنصفه التا ...
- -انتخابات فنزويلا- مجابهة بين النهج التحرري وقوى التبعية وال ...
- ندوة الدولة من منظور علماني ومعوقات قيام الدولة العلمانية
- الأزمة المستمرة والبرنامج المطلوب
- السياسة الاميركية وفلسفة اللصوص
- حوار انتظاري متعثّر وأزمات متداخلة مفتوحة
- مغزى الإنتصارات في أميركا اللاتينية ودلالاتها


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - موريس نهرا - في ذكرى تشافيز: فينزويلا والهجمة الأميركية