أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس نهرا - بعد 49 سنة على انفجار الحرب الأهلية














المزيد.....

بعد 49 سنة على انفجار الحرب الأهلية


موريس نهرا

الحوار المتمدن-العدد: 7946 - 2024 / 4 / 13 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في 13 نيسان من كل سنة يردّد اللبنانيون شعار "تنذكر وما تنعاد". ومع أنّ الحرب الأهلية توقّفت مع اتفاق الطائف، إلا أنّ هذا التوقّف لم يُواكَب بمصالحةٍ شاملة مع الوطن والشعب. فلم يُبنَ السلم الأهلي، ولا جرى تحقيق بعض بنود تطرُق باب الإصلاح في الإتفاق، فبقيتْ أسباب الحرب كامنة في بنية النظام السياسي بطابعه الطائفي التحاصصي، وجوهره الطبقي.

فالأسباب والأزمات الاقتصادية والإجتماعية التي بدأ احتدامها أواسط ستينيات القرن الماضي، خصوصاً مع أزمة بنك أنترا 1966 وانعكاساتها الواسعة، هي التي دفعت الفئات الشعبية إلى التحرّك الواسع والإضرابات، من العمّال، إلى المعلّمين، إلى مزارعي التفاح والدخان، والطلاب والمستأجرين، إلخ.. وبدلاً من تجاوب السلطة في المعالجة وتلبية المطالب الملحّة، وتحقيق إصلاحات، لجأتْ إلى القمع الدمويّ والعنف ضد المعلّمين، وقتل ثلاثة من عمّال معمل غندور المضربين دفاعاً عن حقوقهم، وقتل ثلاثة أيضاً من مزارعي الدخّان في تظاهرتهم في النبطية عام 1973، وبعدها إغتيال القائد الشعبي والوطني معروف سعد – على رأس تظاهرة صيّادي الأسماك وفقراء صيدا (شباط 1975). والجدير ذكره، أنّ أسلوب العنف والقمع ضد التحرّكات الإجتماعية، ترافق مع تخاذل النظام وسلطته حيال اعتداءات إسرائيل، بدءًا من عدوانها السافر على مطار بيروت وتدمير 13 طائرة مدنية أواخر 1968، مروراً بتكرار إعتداءات الكوماندوس الصهيوني على القرى الحدودية، وصولاً إلى اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة في منازلهم في بيروت عام 1973، عدا اعتداءات أخرى.
وفيما كشف القمع السلطوي تصادُم سياسة السلطة مع القضية الاجتماعية، فإنّ تخاذل السلطة إزاء اعتداءات إسرائيل كشف أزمة الوجه الوطني لهذا النظام، ومعه سقوط مقولة "لبنان قوي بضعفه". فتلاقت التحرّكات الشعبية المتصاعدة، إجتماعياً ووطنياً في وجه سياسات السلطة. وكان التحريض الطائفي النابع من طبيعة النظام الطائفي وتحاصصاته وانقساماته، بمثابة صاعق التفجير لهذه الحرب عام 1975، وما سبقها وما رافقها من ميليشيات وانقسامات عمودية وصراع دموي، وإلغاء للآخر. ولم يكن تمادي الدور الفلسطيني إلا نتيجة لهذه الأزمات والإنقسامات الداخلية.
وإذا ما كانت العوامل الداخلية هي السبب الأساسي للحرب، فإنّ للعامل الخارجي المتعلّق بمخطّط اتفاق كامب دايفيد، دوراً تحريضياً لتفجيرها، ودافعاً لإشعالها وإطالة أمدها. فلم يكن صدفة تصريح أنور السادات المنشور في جريدة النهار عام 1974، بأن "دماء كثيرة ستسيل في لبنان." كما يبيّن أيضاً جواب المبعوث الأميركي دين براون، على مخاوف الرئيس سليمان فرنجية من خسارة المسيحيين الحرب، أنّ البواخر الأميركية جاهزة لنقلهم إلى كندا.. وإذا لم يغِب هذا العامل الخارجي اليوم أيضاً، فإنه أكثر شراسةً وعدوانيةً ووحشيةً في حربه الصهيونية الأميركية على غزة وفلسطين ولبنان، لتصفية قضية فلسطين، وللسيطرة على المنطقة وثرواتها بما فيها لبنان. وإذا ما كان لبنان غير قادر على إنهاء دور العامل الخارجي، فمن الضروري مواجهته بتحصين الوضع الداخلي، خصوصاً بإزالة الأسباب الداخلية للحرب. ولأنّ الطبقة السلطوية لم تقُم بذلك، وقد أعادوا بناء الدولة على الأسس ذاتها، فإنّ وضع لبنان اليوم هو أكثر سوءاً من أواخر الستينيات والتمهيد للحرب. فالدولة في تَحلُّل، والوضع الإجتماعي في تدهور مريع، والوحدة الداخلية مختلّة، والإستمرار بمقولة لبنان قوي بضعفه، أوصلت لبنان إلى القاع. ولا وجود لعمل سلطوي منتظم ببقاء موقع رئاسة الجمهورية شاغراً.
بالطبع ليست الحرب الأهلية واستغلال الخارج لها أمراً ملازماً للبنان. فاستمرار أسبابها يشكّل مقتلاً للبنان. فالإصلاح الضروري هو اليوم والأمس وغداً، باستبدال سلطة دولة تمتلكها الطوائف حصصاً تُختزل بمصالح زعمائها، بإقامة دولة ديمقراطية علمانية تُحقّق وحدةً لبنانية داخلية، وعدالة إجتماعية، وتعزيز قدرة لبنان وحمايته من العدوان الخارجي والتفتّت الداخلي. بذلك يكون إخراج لبنان من دوّامة الانقسامات وتكرار الحروب الأهلية، وبسط سيادة الدولة. ومثل هذا التغيير يصنعه الشعب باستكمال وتعاظُم انتفاضة 17 تشرين. فلا يُكافَح الفساد بالفاسدين، ولا الطائفية بالطائفيين.



#موريس_نهرا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسار التاريخي للصراع الاجتماعي وموازنة الإفقار 2024
- حزب التجربة الغنية المتجذر بشعبه.. والمتجدد بشبابه
- جمول المشعل المضيء في ظلامٍ دامس
- العيد المفقود
- فيديل كاسترو الحاضر أبداً بفكره وثورة شعبه
- بتوافقات السلطويين وبخلافاتهم الشعب والدولة هما الضحية
- المد اليساري التحرري في القارة اللاتينية
- حوار عن -فرج الله الحلو- ودوره في معركة الاستقلال ورفض تقسيم ...
- النضال التاريخي للشيوعي وانتفاضة تشرين واحداث الطيونة
- حكومة النظام والطبقة السلطوية بمظلة خارجية
- كوبا الثورة والصمود والمثال
- يديرون الانهيار ويتحايلون على الشعب
- الشهداء الشيوعيون منابر تحرير الوطن والإنسان
- البركان الفلسطيني وتواصل الانهيار اللبناني المتواصل
- كوبا تجدُّد وانفتاح ضمن الطابع الإشتراكي
- رسالة الرئيس بذكرى الاستقلال ومقتضيات الإنقاذ
- تحية لذكرى تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني وانتفاضة 17 تشرين
- مئوية لبنان الكبير وقضية الوطن والدولة
- نكبة بيروت ونظام الكوارث والمنظومة الفاسدة
- فكر مهدي عامل اليوم... أكثر توهّجاً


المزيد.....




- -قمع الدولة ساهم في تحوّل مظاهرة صغيرة إلى حركة احتجاجية انت ...
- هل تحمي الملاجئ الإسرائيلية من إصابات الصواريخ المباشرة؟
- كوريا الجنوبية تدرس إمكانية التعاون مع الولايات المتحدة في ...
- أقارب الرهائن المحتجين يلتقون بلينكن خارج الفندق الذي يقيم ف ...
- حاسب لوحي مميز من اليابان لمحبي التصميم والرسم الإلكتروني
- تحرك عاجل من السياحة المصرية بعد رصد مواطنين متجهين للسعودية ...
- -حزب الله- ينعى أحد مقاتليه
- افتتاح معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي من أسلحة -الناتو- ( ...
- شهادات إسرائيليين من سكان المناطق الحدودية مع لبنان: بيوتنا ...
- إيران تكشف عدد مواقعها النووية المشكوك فيها من المنظمة الدول ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس نهرا - بعد 49 سنة على انفجار الحرب الأهلية