أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - كيف يدعم الذكاء الاصطناعي الديكتاتوريات والأنظمة الشمولية، محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

كيف يدعم الذكاء الاصطناعي الديكتاتوريات والأنظمة الشمولية، محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7980 - 2024 / 5 / 17 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف يدعم الذكاء الاصطناعي الديكتاتوريات والأنظمة الشمولية


أصبح الذكاء الاصطناعي أداة قوية على نحو متزايد في أيدي الأنظمة الاستبدادية، حيث يوفر وسيلة لقمع المعارضة، ومراقبة المواطنين، والحفاظ على السيطرة على السكان. في السنوات الأخيرة، استخدمت العديد من البلدان تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز سلطتها وخنق المعارضة السياسية. يستكشف هذا المقال النماذج المختلفة التي يدعم فيها الذكاء الاصطناعي الديكتاتوريات، ويسلط الضوء على الطرق التي تستخدم بها هذه التقنيات لتقويض الديمقراطية وحقوق الإنسان.

أحد النماذج الرئيسية التي يدعم فيها الذكاء الاصطناعي الديكتاتوريات هو مراقبة المواطنين. تستخدم الأنظمة الاستبدادية أنظمة مراقبة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتتبع تحركات الأفراد واتصالاتهم وأنشطتهم عبر الإنترنت. ومن خلال جمع كميات هائلة من البيانات عن مواطنيها، تستطيع هذه الأنظمة تحديد واستهداف التهديدات المتصورة لسلطتها، مثل النشطاء والصحفيين والمعارضين السياسيين. وتخلق هذه المراقبة المنتشرة ثقافة الخوف والرقابة الذاتية، حيث يكون الأفراد على وعي دائم بالعين الساهرة للحكومة.

بالإضافة إلى المراقبة، تستخدم الأنظمة الدكتاتورية الذكاء الاصطناعي أيضا للتحكم في تدفق المعلومات والتلاعب بالرأي العام. ومن خلال تصفية المحتوى وفلترته عبر الإنترنت ومراقبته خوارزميا، يمكن للأنظمة الاستبدادية تشكيل الخطاب الذي يتعرض له المواطنون، وقمع الأصوات المعارضة وتعزيز الدعاية المؤيدة للحكومة. غالبا ما يتم إجبار منصات وسائل التواصل الاجتماعي والمنافذ الإخبارية على الامتثال لمطالب الحكومة، مما يزيد من تأثير النظام على الخطاب العام. ويعمل هذا التلاعب بالمعلومات على تعزيز قبضة النظام على السلطة وتقويض مبادئ حرية التعبير والصحافة المستقلة.

الطريقة الأخرى التي يدعم بها الذكاء الاصطناعي الديكتاتوريات هي من خلال استخدام أنظمة الشرطة التنبؤية وأنظمة الائتمان الاجتماعي. ومن خلال تحليل البيانات المتعلقة بسلوك الأفراد وتفاعلاتهم الاجتماعية، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي إنشاء ملفات تعريف تصنف المواطنين باعتبارهم تهديد محتمل أو مؤيدين مخلصين للنظام. وقد يواجه أولئك الذين يعتبرون تخريبيين زيادة في المراقبة أو المضايقة أو حتى الاحتجاز، في حين أن أولئك الذين يعتبرون ملتزمين قد يحصلون على معاملة تفضيلية أو مكافآت. ويخلق نظام السيطرة الاجتماعية هذا انقساما صارخا بين المواطنين الذين يلتزمون بخط الدولة وأولئك الذين يتحدونها، مما يزيد من ترسيخ سلطة النظام وإدامة ثقافة الخوف والامتثال.

علاوة على ذلك، تستخدم الأنظمة الديكتاتورية تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لأتمتة عمليات صنع القرار وتعزيز كفاءة الحكم. ومن خلال نشر الخوارزميات لتحليل البيانات وتقديم توصيات سياسية، يمكن للأنظمة الاستبدادية أن تركز السيطرة وتمارس التأثير على جوانب مختلفة من المجتمع، من التخطيط الاقتصادي إلى برامج الرعاية الاجتماعية. هذا النهج المركزي في الحكم يمكّن النظام من الحفاظ على قبضة محكمة على السلطة وقمع المعارضة، حيث يتم اتخاذ القرارات بناء على أولويات النظام بدلا من احتياجات ورغبات الشعب. وهذا يؤدي إلى مزيد من تآكل مبادئ الديمقراطية والمساءلة، حيث تتركز السلطة في أيدي عدد قليل من النخب الحاكمة.

يتم استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الديكتاتوريات لتعزيز جهودها الدعائية والتلاعب بالرأي العام. ومن خلال استخدام الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والحسابات المزيفة لنشر المعلومات المضللة وزرع الفتنة على الإنترنت، يمكن للأنظمة الاستبدادية تشكيل الخطاب لصالحها وتشويه سمعة أصوات المعارضة. يمكن لهذه الحملات الدعائية الآلية أن تعمل على تضخيم رسالة النظام مع إسكات المعارضة، مما يخلق واقعا مشوها يتم فيه تهميش وجهات النظر المعارضة وتشويه سمعتها. ويعمل هذا التلاعب بالرأي العام على تعزيز قبضة النظام على السلطة وتقويض مصداقية المؤسسات والعمليات الديمقراطية.

كما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الديكتاتوريات لقمع المعارضة السياسية من خلال الرقابة الآلية والإشراف على المحتوى. ومن خلال نشر الخوارزميات لمسح وتصفية المحتوى عبر الإنترنت، يمكن للأنظمة الاستبدادية تحديد وإزالة المنشورات التي تنتقد النظام أو تروج لوجهات نظر معارضة بسرعة. تعمل هذه الرقابة الآلية على خنق حرية التعبير والخطاب السياسي، مما يخلق بيئة يتم فيها تثبيط الأفراد عن التحدث علنا ضد النظام خوفا من الانتقام. ويعمل هذا القمع للمعارضة على تعزيز سلطة النظام وقمع أي تحديات لحكمه، مما يزيد من ترسيخ سلطته وتقويض المبادئ الديمقراطية.

و تستخدم الأنظمة الديكتاتورية تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد ومراقبة أنشطة المنشقين السياسيين وجماعات المعارضة. ومن خلال تتبع اتصالات الأفراد وحركاتهم وتفاعلاتهم الاجتماعية، يمكن لأنظمة المراقبة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تحدد التهديدات المتصورة للنظام وتستهدفهم بالمضايقة أو الترهيب أو حتى الاعتقال. وتخلق هذه المراقبة المنتشرة مناخا من الخوف وانعدام الثقة. كل هذه المعلومات تجعل من التشكيك في نزاهة أنظمة الذكاء الصناعي أمرا طبيعيا ومحتملا ، بل تحول إلى أداة طيعة ومفيدة في يد الأنظمة الدكتاتورية والشمولية.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لودفيج فان بيتهوفن عاشقا ، محمد عبد الكريم يوسف
- المنطق واللامنطق في تطبيقات الذكاء الصناعي ، محمد عبد الكريم ...
- السيدة السوداء في أدب شكسبير ، محمد عبد الكريم يوسف
- تحطيم الأساطير في روما القديمة: عقوبة قاسية وغير عادية
- لودفيج فان بيتهوفن والقدر
- عصر التنوير وعصر الذكاء الصناعي ، محمد عبد الكريم يوسف
- السياسيون والمثقفون
- القادة العظماء مفاوضون عظماء
- شكرا باخ: لماذا ندرس أعظم موسيقي الغرب؟ بقلم جارود ريتشي، تر ...
- مدينة المستقبل في الشرق الأوسط بحلول عام ٢٠٥& ...
- محادثتي الأخيرة غير المتوقعة مع كورماك مكارثي ، ديفيد كوشنر، ...
- قصة حبي مع دولوريس هيز ، محمد عبد الكريم يوسف
- مقابلة افتراضية مع نابوكوف حول لوليتا ، محمد عبد الكريم يوسف
- نهج كورماك مكارثي الشجاع في الكتابة ،  بيل هاردويج ، ترجمة م ...
- مقابلتي الافتراضية مع مريم المجدلية حول الصليب ، أجرى المقاب ...
- محور الانقلاب كيف يتحد خصوم أمريكا لقلب النظام العالمي؟ بقلم ...
- الغموض والبساطة والكارثة: كان خيال كورماك مكارثي بمثابة رواي ...
- من قيصر إلى ترامب: الحصانة أمر يصعب التخلي عنه
- النص الكامل لمقالة الرئيس الصيني شي جين بينغ الموقعة في وسائ ...
- الحب والصراع الطبقي والرغبة الجنسية في رواية عشيق السيدة تشا ...


المزيد.....




- إعلام إيراني: إسرائيل تهاجم مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الر ...
- زيلينسكي يعول على حزمة أسلحة أمريكية موعودة لأوكرانيا
- مصر تحذر من استمرار التصعيد الإسرائيلي الإيراني على أمن المن ...
- لحظة استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (فيديوها ...
- لقطات من داخل مستشفى الفارابي بمدينة كرمنشاه غربي إيران عقب ...
- ترامب: الأمر مؤلم لكلا الطرفين.. إيران لن تنتصر بالحرب على ا ...
- هل مقعد 11a هو الأكثر أماناً على الطائرات؟
- نتنياهو: إسرائيل على طريق النصر وعلى سكان طهران إخلاء المدين ...
- -سي إن إن-: ترامب يتجنب المواجهة مع إيران لكن الجمهوريين يحث ...
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - كيف يدعم الذكاء الاصطناعي الديكتاتوريات والأنظمة الشمولية، محمد عبد الكريم يوسف