|
في الذكرى أل (76) للنكبة : طوفان الأقصى تنقل قضية تحرير فلسطين إلى دائرة الإمكانية الواقعية
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 7978 - 2024 / 5 / 15 - 20:47
المحور:
القضية الفلسطينية
في الذكرى أل (76) للنكبة : طوفان الأقصى تنقل قضية تحرير فلسطين إلى دائرة الإمكانية الواقعية تشاء الظروف أن تمر الذكرى أل (77) للنكبة وفلسطين المحتلة ( الضفة والقطاع والأراضي المحتلة 1948) تعيش أجمل أيام عمرها ، في ظل محطة السابع من أكتوبر التاريخية 1923 ومعركة الطوفان التي دخلت شهرها الثامن ، المعركة التي أذلت العسكرية الصهيونية ومرغت أنف الكيان الصهيوني ، وألحقت به هزيمة قاسية هي الأولى من نوعها منذ نكبة 1948 ، ولا تزال تلحق به خسائر غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني. نعم فلسطين الشعب والأرض، تشهد المحطة الأهم في تاريخ المقاومة الفلسطينية لأنها نقلت هدف التحرير الكامل، من زاوية الإمكانية النظرية إلى زاوية الإمكانية الواقعية ، ولأنها برهنت أن الحرب غير المتناظرة ، في مواجهة معسكر الكيان الصهيوني وحلفائه ، كفيلة بتحقيق النصر ، عندما تتوفر قيادة مؤتمنة على الثوابت الاستراتيجية الفلسطينية، كتلك التي تقود المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية . فالمقاومة لم تكتف بإلحاق الخسائر البشرية والمادية في صفوف العدو ، بل ضربت الدور الوظيفي للكيان ، وطرحت سؤال الوجود بقوة في الكيان الصهيوني ، وهشمت المرتكزات التي قام عليها الكيان الصهيوني" الاستيطان والهجرة والقوة العسكرية ، ناهيك أنها كشفت بؤس الرهان على خيار السلام المزعوم ، وكشفت عورة المطبعين ووضعتهم في موقعهم الصحيح كقوات احتياط للعدو ، وقبرت إلى غير رجعة السردية الصهيونية في دول الغرب الرأسمالي وخاصةً في الولايات المتحدة ، وأعادت الاعتبار للرواية العربية في فلسطين. ونحن هنا لا نقلل من مسيرة المقاومة الفلسطينية، وقوافل الشهداء الأبرار من المقاتلين ومن القيادات الفلسطينية ،منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة قبل وبعد عام 1967 ، وفي الذاكرة التي لا تمحي : القادة الكبار كمال عدوان ، وكمال ناصر وأبو يوسف النجار وغسان كنفاني ووديع حداد ، وأبو علي مصطفى ، والشيخ أحمد يسن وعبد العزيز الرنتيسي . ولا نقلل من أهمية انتفاضتي الحجارة وانتفاضة الأقصى، اللتان هزتا الكيان الصهيوني بعنف ودشنتا بداية الهجرة المضادة من الكيان الغاصب، لكن مقاومة ما قبل السابع من أكتوبر 2023 ، جرى ضربها باتفاقيات أوسلو المذلة وباستمرار الرهان على خيار المفاوضات البائسة ، وبتحول سلطة الحكم الذاتي إلى وكيل أمني للاحتلال. وتقتضي الموضوعية هنا القول ، أن النقلة النوعية وغير المسبوقة، التي مثلتها معركة طوفان الأقصى ، بنت على ما سبقها من كفاح فلسطيني مستمر ، وهي نتيجة للسياق التراكمي لمجمل النضال الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وفي رفضه لمشاريع التسوية الصفوية التي أبرمتها القيادة المتنفذة لمنظمة التحرير منذ عام 1993، ولبنائها على انتصارات المقاومة في مواجهة العدوان على قطاع غزة في حروب 2008 -2009 ، 2012 ، 2014 ، وفي معارك "سيف القدس" التاريخية في مايو (أيار) 1921، و"وحدة الساحات" في أغسطس(آب) 2022 و"ثأر الأحرار" في مايو ( أيار) 2023 و"بأس جنين" في يوليو (تموز) 2023 ، حيث بتنا نشهد في هذه المحطات ، تلاحماً للجبهات الفلسطينية الثلاث: جبهة القدس والضفة وجبهة قطاع غزة وجبهة الداخل الفلسطيني 1948 ،يضاف إلى ذلك جبهة الشتات الفلسطيني. دروس النكبة في ذكرى النكبة ، لن نتوقف أمام السياق التاريخي للنكبة ابتداء من وعد بلفور ، مروراً بوصاية حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين ، برئاسة الصهيوني هربرت صموئيل التي سهلت الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، وصولاً إلى قرار التقسيم 1947 ، وانقلاب العصابات الصهيونية عليه، واستيلائها على 75 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية، بدعم امبريالي أمريكي وبريطاني وتواطؤ رجعي رسمي عربي ، فقد أشبع هذا السياق بحثاً وتحليلاً . بل نركز هنا على استخلاص الدروس الأساسية للنكبة، للبناء على مخرجات معركة طوفان الأقصى التاريخية، في إطار استراتيجية المقاومة، وأبرز هذه الدروس: أولاً: أن بريطانيا وأميركا كانتا ولا تزالا دولتين عدوتين ،لم تغادرا موقعهما الاستعماري وبالتالي فإن رهان البعض الفلسطيني والنظام العربي عليهما لإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، هو عبث في التكتيك وتدمير لاستراتيجية الكفاح الوطني الفلسطيني التي يجب أن تستند بديهياً إلى تحديد واضح للوحة معسكر الأصدقاء ولوحة معسكر الأعداء. وأنه من الخطأ التعويل على أية مواثيق أو قرارات سياسية مصدرها أو مرجعيتها الولايات المتحدة وغيرها من الدول الإمبريالية، لأن هذه الأطراف تبنت موضوع قيام الدولة اليهودية على أرض فلسطين، وعملت ولا زالت تعمل على، تفوقها وإفساح المجال أمامها للتوسع والسيطرة على ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية ، وتحقيق تفوقها العسكري في المنطقة. ثانياً : أن الأمم المتحدة ومن خلال الدور الذي لعبه الأمين العام للأمم المتحدة في تلك المرحلة لعبت دوراً أساسياً في صنع النكبة، خاصةً وأنها لم تتابع تنفيذ قراراتها التي تجاوزها العدو عندما رفض تنفيذ قرار التقسيم على سوءته، واستولى على (75) في المائة من فلسطين التاريخية، وعندما رفض تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي ينص على العودة والتعويض معاً . ثالثاً: أن القوى المحلية الرجعية المرتبطة والتابعة لقوى الاستعمار ، لعبت دوراً رئيسياً في تنفيذ الوعد وخلق النكبة، وهذه القوى لا تزال تشكل الاحتياطي الرئيسي للاستعمار والصهيونية في تفعيل مفاعيل النكبة، وعلينا أن نستحضر ثورة 1936 التي كانت على وشك تحقيق أهدافها لولا التدخل العربي الرسمي في حينه ،الذي راهن على صديقته بريطانيا لوقف الهجرة والاستيطان. رابعاً : أن الكيانات الوظيفية العربية التي انخرطت في مشاريع التطبيع الإبراهيمية والكيانات والتي وقعت معاهدات مع الكيان الصهيوني ، باتت خارج معادلة الصراع مع العدو الصهيوني وخارج معادلة توفير أي دعم للمقاومة ، وموقفها الراهن من معركة الطوفان مؤشر على ذلك حيث يعمل بعضها على محاصرة القطاع خدمةً للأهداف الصهيو أميركية. خامساً : أن نهج التسوية – مطلق نهج التسوية- لعب دوراً رئيسياً في خدمة المشروع الصهيوني التوسعي ، وفي توفير الغطاء السياسي لمشاريع التهويد والاستيطان في القدس وعموم الأراضي المحتلة. خامساً: أن المقاوم بكافة أشكالها وعلى رأسها وفي مقدمتها الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين . وأخيراً؛ أشير إلى نقطة أعتقد جازماً بأهميتها وهي: "أنه من المشروع لمؤسسات المجتمع المدني ولمؤتمرات حق العودة، التي ترفض اتفاقات أوسلو التصفوية وأخواتها، التركيز على القرار 194 في سياق إدارة الصراع مع العدو الصهيوني وحلفائه، وفي سياق كسب أصدقاء جدد للقضية، وللنضال الوطني الفلسطيني ،أو في سياق تحييد بعض الدول، وعدم حشرها في خانة الأعداء، لكن من غير المشروع لها أن تعبئ الشعب الفلسطيني وفق هذا القرار على حساب التثقيف والتعبئة، بضرورة تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، خاصةً وأن هذا القرار مستند إلى قرار التقسيم الذي مكن العصابات الصهيونية من إقامة دولة لها في فلسطين. انتهى
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مأزق قوات الاحتلال في -رفح- ونتنياهو يفقد ورقته الأخيرة
-
المفاوض الفلسطيني يفرض شروط المقاومة على صفقة الوسيطين المصر
...
-
ثورة الطلاب في الجامعات الأمريكية تنسف السردية الصهيونية وتج
...
-
معركة طوفان الأقصى تنقل قضية تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين م
...
-
في خطوة تكتيكية بأبعاد استراتيجية : إيران تقصف عمق الكيان ال
...
-
في الذكرى أل (48 ) ليوم الأرض : معركة طوفان الاقصى امتداد جد
...
-
استهدافات الإدارة الأمريكية من إقامة ميناء عائم على شاطئ غزة
-
المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة : في مواجهة استراتيجية الإبا
...
-
عملية حاجز الزعيم البطولية شرق القدس محطة نوعية لانتفاضة جما
...
-
قراءة في قرار محكمة العدل الدولية بشأن النظر في جرائم الإباد
...
-
قيادة حركة أنصار الله في اليمن ومعادلة وقف الحصار والعدوان ا
...
-
أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة وحلم القدوم إلى قطاع غزة عل
...
-
مستقبل حماس والمقاومة الفلسطينية أم مستقبل الكيان الصهيوني ب
...
-
مع مطلع الشهر الثالث للحرب : المقاومة في قطاع غزة تنتصر في ا
...
-
في اتفاق الهدنة في قطاع غزة : العدو الصهيوني يخضع لشروط المق
...
-
في اليوم أل ( 46 ) لحرب طوفان الأقصى : يد المقاومة لا تزال ه
...
-
أزمات الكيان الصهيوني المركبة منذ انتصار (7) أكتوبر التاريخي
...
-
بعد مرور ثلاثة أسابيع على طوفان الأقصى : المقاومة تواصل انتص
...
-
مخاوف الغرق في رمال غزة تربك خطة العدو الصهيوني بشأن الاجتيا
...
-
المقاومة الفلسطينية تتأهب لصد العدوان البري على قطاع غزة وحز
...
المزيد.....
-
-جيل كامل قد ضاع-.. وزارة الصحة الفلسطينية: ثلث ضحايا حرب غز
...
-
لافروف يعلق على تصريح فيتسو حول مهاجمة بروكسل بالصواريخ
-
حزب الله يستهدف قاعدتي الكرمل و-7200- جنوب مدينة حيفا بالصوا
...
-
مقتل 7 أشخاص وإصابة 11 آخرين في حصيلة أولية للهجوم الإسرائيل
...
-
بي بي سي تعود لمقابلة أشخاص أجرت معهم لقاءات في بداية حرب غز
...
-
ارتفاع هائل في -وفيات الإناث المشبوهة- في تركيا.. السياسة ف
...
-
مع اقتراب الإعصار -ميلتون-.. بايدن يرجئ زيارته إلى ألمانيا
-
قتلى ومصابون في استهداف إسرائيلي جديدة للعاصمة السورية (صور+
...
-
عام على طوفان الأقصى..حماس تتحدى إسرائيل
-
الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على نفق قصير يمتد من لبنان إلى
...
المزيد.....
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
المزيد.....
|