أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - مستقبل حماس والمقاومة الفلسطينية أم مستقبل الكيان الصهيوني بعد وقف العدوان على قطاع غزة؟















المزيد.....


مستقبل حماس والمقاومة الفلسطينية أم مستقبل الكيان الصهيوني بعد وقف العدوان على قطاع غزة؟


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 7829 - 2023 / 12 / 18 - 20:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


مستقبل حماس والمقاومة الفلسطينية أم مستقبل الكيان الصهيوني بعد وقف العدوان على قطاع غزة؟
بقلم : عليان عليان
غداة دخول الحرب على قطاع غزة شهرها الثاني ، وبعد انقضاء عن 73 يوماً على بدء معركة طوفان الأقصى ، راحت الولايات المتحدة - التي أمدت العدو الصهيوني بأطنان من الأسلحة والقذائف المتطورة عبر جسر جوي بري وبحري لا يقل في حجمه عن الجسر الجوي الأمريكي للكيان الصهيوني إبان حرب تشرين - تبحث مستقبل قطاع غزة بعد القضاء على حركة حماس ، وكأنها تستقرئ هزيمة كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة ، متجاهلةً عن قصد الحقائق القائمة على الأرض، التي تؤكد ( أولاً) هزيمة العدوان الصهيوني الماحقة على الأرض في السابع من أكتوبر الماضي ، والتي تؤكد (ثانياً) أن المقاومة عموماً وكتائب القسام على وجه الخصوص، لا تزال تمسك بزمام المبادرة في الدفاع والهجوم ، بعد بدء العدوان البري منذ السابع والعشرين من أكتوبر الماضي ، وأن الكيان الغاصب يلعق هزيمة غير مسبوقة ، سواء في المعارك البرية أو في الهجمات الصاروخية غير المسبوقة منذ نكبة عام 1948.
وهذه الحقائق التي لا يمكن إنكارها، سواء على صعد الخسائر العسكرية البشرية أو الاقتصادية ، أو على صعيد تصدع الجبهة الداخلية ، تقتضي طرح السؤال المضاد الذي يكتسب المصداقية وهو : ما هو مستقبل الكيان الصهيوني بعد وقف الحرب الراهنة على قطاع غزة، وليس مستقبل قطاع غزة بعد حماس ، وفق بديهية سياسية تقول أن النتائج السياسية اللاحقة تبنى على نتائج المعركة السابقة .
ولما كانت مخرجات المعركة حتى الآن، وفي المدى المنظور هي لمصلحة المقاومة في قطاع غزة ، يصبح الحديث عن مرحلة ما بعد حماس ، نوع من الأماني البائسة أو أحلام اليقظة ، ومن ثم فإن الطروحات الأمريكية ، حول سلطة فلسطينية متجددة تحكم القطاع أو قوات طوارئ عربية أو دولية تحكم القطاع لفترة انتقالية ، وكذلك حديث نتنياهو عن إدارة مدنية تحكم القطاع في إطار سيطرة أمنية إسرائيلية، هي شكل من أشكال التمني والهروب للأمام من قبل الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ، وتجاهل لحقيقة أن المعطيات على الأرض تقول أن مستقبل الكيان في المنظور الوجودي بات مطروحاً بقوة منذ زلزال السابع من أكتوبر.
وللإجابة على سؤال : مستقبل الكيان الصهيوني بعد وقف الحرب أم مستقبل حماس والمقاومة ؟ نتوقف أمام المقارنات التالية:
أولاً : الجانب العسكري في ميزان الفعالية والنتائج بين المقاومة وقوات العدو
1-فشل العدوان الصهيوني في تحقيق أي إنجاز على الأرض في غزة وفي المحافظات الشمالية، قبل انتقاله للهجوم على المحافظات الوسطى والجنوبية ، وليس أدل على ذلك أن المقاومة تدمي العدو ، في المناطق التي اجتاحها في الأيام الأولى للحرب في بيت حانون وبيت لاهيا وجحر الديك وغيرها، من خلال نصب الكمائن المحكمة لجنود العدو ، ونصب الكمائن أيضاً لجنود العدو وآلياته في شوارع غزة وأحيائها ، في حي الشجاعية والشيخ رضوان وغيرهما، والانقضاض على جنود العدو من المسافة صفر ، وتدبير دبابات الميركافا بقاذف الياسين والتاندوم والعبوات اللاصقة ، والأخطر من ذلك أن العدو بعد مرور 73 يوماً على الحرب، يفشل في تحقيق أي اختراق جزئي لمخيم جباليا جراء المقاومة الهائلة لفصائل المقاومة.
2- فشل العدو بعد الانتقال إلى الجبهة الجنوبية ، في التعويض عن مسلسل فشله في الجبهة الشمالية ، حيث يواجه تكتيكات عسكرية متطورة في محيط خان يونس ودير البلح ورفح ألحقت به خسائر كبيرة في الآليات وعلى الصعيد البشري، تفوق الخسائر التي ألمت به في الجبهة الشمالية.
ويمكن الاستنتاج من واقع الخسائر الهائلة في صفوف العدو ، وتحول أرض القطاع إلى مقبرة للدبابات الإسرائيلية ، أن المقاومة في المحافظات الجنوبية ، بدأت تعتمد تكتيكات أكثر إيلاماً للاحتلال ، للضغط على قيادته السياسية والعسكرية ، وعلى جمهور المستوطنين وبنية الاحتلال الاجتماعية ، حيث أوقعت الأيام الأخيرة خسائر يومية هائلة للاحتلال في عمليات خاصة " كوماندوز" للمقاومة ، تضمنت كمائن مركبة ، وتسللات عبر الأنفاق وفوق الأرض ، وإغارات سريعة وانسحابات مخطط لها، جعلت الاحتلال يتخبط ، ويظهر بصورة كارثية في أوساطه الإعلامية ، برغم كل الرقابة والتعتيم المفروض ، حيث راحت المستشفيات والصحف الإسرائيلية ، والقيادات العسكرية السابقة تتحدث عن الأرقام شبه الحقيقية عن خسائر فوات الاحتلال ، وراح قادة العدو يتحدثون عن صعوبة المعركة مع فصائل المقاومة وقساوتها، وأن ( إسرائيل) تمر في ظروف صعبة وفي مواقف لم تتوقعها من قبل.
لقد أذهلت فصائل المقاومة ( كتائب القسام ، وسرايا القدس ، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى ، وكتائب المقاومة الوطنية ، وكتائب شهداء الأقصى ، وكتائب الأحرار ولجان المقاومة ) أذهلت العدو والعالم أجمع، بقدراتها القتالية وإنجازاتها، رغم الخلل الهائل في ميزان القوى ، وفي استخدامها غير المسبوق لتكتيك الدفاع الهجومي، بالاستناد استراتيجية الأنفاق وحرب المدن ، ما أدى إلى تدمير ما يزيد عن 600 دبابة وآلية ومصرع (457) جنديا وضابطاً صهيونيا وفق مصادر جيش العدو ، من بينهم (132) قتلوا منذ بدء الحرب البرية حتى تاريخ أل (18) من ديسمبر ، في حين أن وسائل الإعلام الصهيونية تتحدث عن أرقام أكبر بكثير ، من أرقام الناطق العسكري الصهيوني حيث ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير لها في التاسع من ديسمبر الجاري عن إصابة 5000 جندي وضابط إسرائيلي بجروح ، من بينهم 2000 أصيبوا بإعاقات دائمة ، ومائة أصيبوا في عيونهم ، في حين قالت صحيفة " معاريف" الإسرائيلية في الخامس عشر من شهر ديسمبر الجاري أن "الجيش" يخفي خسائره ، وأن هناك ما لا يقل عن 3500 معوّق في صفوفه، بينما يجمع المراقبون العسكريون أن عدد قتلى جنود العدو يتجاوز أل(5000) قتيل استناداً لعدد الدبابات المدمرة وحمولتها من الجنود والضباط ، واستنادا إلى قتلاه وجرحاه في الكمائن المحكمة ، وفي الهجمات خلف خطوط العدو.
. 3 – فشل العدو في عدوانه البري المتصل منذ السابع والعشرين من أكتوبر الماضي في ترميم صورة جيشه بعد هزيمة السابع من أكتوبر ، وفي رفع الحالة المعنوية لقوات الاحتلال فالضربة القاتلة التي تلقاها في ذلك اليوم ، وعلى امتداد أيام الحرب البرية حفرت عميقاً في وجدان المؤسسة العسكرية ، وخلقت حالة كبيرة من عدم الثقة من قبل مجاميع المستوطنين في القيادتين السياسية والعسكرية ، ما أدى إلى انهيار ما يسمى بجدار المناعة القومي ودفع عشرات الآلاف لللحروج من الكيان الصهيوني ، حيث قدر عدد الذين برحوا الكيان ما يزيد عن (300) ألف من حملة الجنسية المزدوج ، وأن رقماً مشابهاً تقدم بطلب اللجوء إلى البرتغال.
4- فشل العدو حتى اللحظة في تحقيق أي من الهدفين الرئيسين من العدوان الصهيوني وهما : القضاء على حماس وفصائل المقاومة ، وإنقاذ الأسرى الصهاينة بالقوة المسلحة واضطراره في هدنة الأيام السبعة للإفراج عن الأسرى من النساء والأطفال مقابل الأسرى من النساء والأطفال الصهاينة وفق شروط المقاومة وفق معادلة (3) لصالح الفلسطينيين مقابل (1) لصالح الصهاينة.
خلاصةً في الجانب العسكري : يمكن الجزم بأن الصورة العسكرية لا زالت تميل لمصلحة المقاومة وقيادتها ، وأن العدو بات يعترف على لسان قيادته العسكرية والسياسية بخسائره وبصعوبة المواجهة مع المقاومة.
ثانيا : في المقارنة بين جبهة العدو الداخلية والجبهة الداخلية للمقاومة
رغم الخسائر الهائلة على صعيد الشهداء والجرحى ، ممثلةً باستشهاد ما يزيد عن (18) ألف مواطن فلسطيني ، 70 في المائة منهم من النساء والأطفال ، وإصابة ما يزيد عن 50 ألف ، في أكبر عملية تطهير عرقي في التاريخين القديم والحديث، جراء لجوء العدو منذ اليوم الأول الحرب ، إلى تدمير أحياء مدن القطاع ومخيماته وقراه ،وتدمير البنية التحتية والصحية بالقنابل والصواريخ الأمريكية ، بما يزيد عن 40 طن من القنابل والصواريخ ما يوازي قنبلتين ذريتين ألقيتا على مدينتي هيروشيما ونكازي في اليابان .
و (ثانياً) ورغم نزوح ما يزيد عن أكثر من مليون ونصف من غزة والمحافظات الشمالية إلى الجنوب ، وتعرضهم لقصف مستمر ناهيك عن ظروف العيش القاسية ، إلا أن هذه الخسائر والمعاناة القاسية لجماهير شعبنا ، لم تربك المقاومة ، بل دفعتها لمواصلة المعركة بذات الزخم الذي بدأته منذ مطلع أكتوبر الماضي ، حيث فشل العدو في ضرب الحاضنة للشعبية للمقاومة، وليس أدل على ذلك أن المواطنين يخرجون من تحت الأنقاض ويرفعون صوتهم " نحن مع المقاومة" ، ما يؤكد أن الجبهة الداخلية للمقاومة لا تزال متماسكة مقارنة بانهيار الجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني ، التي تشهد انهياراُ وأزمات غير مسبوقة منذ نشوء الكيان عام 1948 على غير صعيد على نحو :
1-انهيار على الصعيد المعنوي ،جراء فقدان ثقة جمهور الصهيوني بالمؤسستين العسكرية والصهيونية ، اللتان هزمتا في معركة السابع من أكتوبر وتهزم حالياً في المعارك البرية ، ما أدى إلى تآكل ما يسمى " بالمناعة القومية" لدى الجمهور الصهيوني ويدفعه للتفكير بمغادرة الكيان إلى الخارج.
2-أزمة الأسرى الصهاينة : حيث لا زال الشارع في الكيان الصهيوني يشهد مظاهرات كبيرة ، تطالب بالاستجابة لشرط المقاومة ، القائل بمبدأ الكل مقابل الكل ، وترفع شعار إسقاط نتنياهو ، خاصةً بعد فشل قوات الاحتلال في إنقاذ أسيرين إسرائيليين في خان يونس في السابع من ديسمبر الجاري ، ما أدى إلى مصرع أحد الأسيرين ومصرع وجرح عدد من وحدات النخبة الصهيونية ، وبعد قيام قوات العدو بقتل ثلاثة أسرى في حي الشجاعية في 16 ديسمبر الجاري، اعتقاداً منها أنهم من رجال المقاومة.
3- أزمة نزوح حوالي (200) ألف مستوطن من مستوطنات غلاف قطاع غزة ومستوطنات شمال فلسطين المحتلة ، والتي تحدث لأول مرة منذ نكبة 1948 هربا من صواريخ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ومن صواريخ وعمليات مقاومة حزب الله .
4- أزمة اقتصادية عميقة تحدث لأول مرة منذ نشوء الكيان، جراء معركة طوفان القدس وتداعياتها المستمرة ، حيث بلغت خسائر العدو 73 مليار دولار حتى اليوم أل (73) من الحرب بواقع مليار دولار في كل يوم من أيام الحرب ، وهذه الخسائر موزعة على قطاعات الإنتاج الصناعي والزراعي والتكنولوجي، وعلى قطاع السياحة والخدمات والنفط والغاز والبورصة والبنوك والاستثمارات ، ناهيك عن كلفة الحرب الأسبوعية التي تقدر بحوالي 3 مليارات دولار أسبوعياً.
ثالثاً: في المقارنة بين موقف الرأي العام العالمي من المقاومة والرواية الفلسطينية ومن الرواية الصهيونية
بات العدو الصهيوني بعد معركة طوفان الأقصى، يواجه عزلة دبلوماسية وانقلاباً في الرأي العام العالمي لصالح المقاومة والقضية الفلسطينية ، إثر الثورة الشعبية العالمية المنددة بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة ، التي تمثلت ولا زالت تتمثل بالمسيرات المليونيه في كل من واشنطن وشيكاغو وباريس ولندن وبرلين وغيرها من المدن والعواصم الغربية ، حيث اعترف معهد الأمن القومي الإسرائيلي ، بأن نسبة المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين وصلت إلى (95) في المائة ، مقابل (5) في المائة لصالح الكيان الصهيوني.
وبات الحراك الشعبي في معظم بلدان العالم ،وخاصةً في دول المعسكر الغربي الرأسمالي الإمبريالي - التي وفرت الغطاء السياسي والإعلامي للعدوان على قطاع غزة- يتبنى الرواية العربية في فلسطين ، ويكشف زيف مقولة معاداة السامية .
إذ أنه وفقاً لنتائج الاستطلاع الذي أجراه باحثون من معهد هاريس ومركز الدراسات السياسية الأمريكية بجامعة هارفارد بتاريخ 13- 14 ديسمبر الجاري، اللذان يتمتعان بموثوقية عالية ، يتبين حدوث انقلاب في الرأي العام بين الشباب الأمريكي نحو دعم المقاومة الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه ، وإقامة دولته على كامل التراب الفلسطيني من النهر إلى البحر.
وقد أظهرت نتائج الاستطلاع ما يلي :
1-أن (51) في المائة من الشباب يرون في ضرورة إنهاء ( إسرائيل) وتسليمها إلى "حماس" والفلسطينيين كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، أي نهاية دولة ( إسرائيل)
2- تعتقد الأغلبية المطلقة من الشباب في الولايات المتحدة (60%) أن الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر 2023 ، كان عملاً مبرراً، نابعاً من محنة الفلسطينيين وأن (إسرائيل) ترتكب إبادة جماعية ضدهم.
3- أن نسبة أكبر (67%) من الشباب في الولايات المتحدة تعتقد أن أن اليهود "ظالمون"، وهو الموقف الذي وصفه 73% من جميع المشاركين بأن اليهودية"أيديولوجية زائفة.
كما شكلت المسيرات المليونية في الدول الغربية ، ضغطاً على حكومات الغرب ، لإدانة العدوان ومجازر التطهير العرقي في القطاع ، وقد تبدى ذلك على سبيل المثال لا الحصر فيما يلي:
1-تحت ضغط الشارع الأوروبي اضطر الرئيس الفرنسي "ماكرون" إلى الاحتجاج على جرائم الإبادة في قطاع غزة ، بعد أن ذهب إلى الكيان الصهيوني لنجدته بعد هزيمة السابع من أكتوبر رافعاً شعار تشكيل تحالف دولي ضد حركة حماس ، كما اضطر رئيس الوزراء الكندي "ترودو" إلى الاحتجاج والتنديد بمجازر ( إسرائيل) بحق المدنيين في قطاع غزة.
وقد ذهبت دول أوربية بموقف سياسي مستقل ، إلى إدانة التطهير العرقي الذي تمارسه قوات الاحتلال في قطاع غزة وهي اسبانيا وبلجيكا والنرويج ، حيث طالب وزراء في الحكومتين الإسبانية والبلجيكية ، بمحاكمة قادة الكيان الصهيوني بوصفهم مجرمي حرب ناهيك أن رئيسي وزراء كل من اسبانيا وبلجيكا، توجها إلى معبر رفح وعقداً مؤتمراً صحفياً عبرا فيه عن إدانتهم للجرائم التي ترتكبها ( إسرائيل) ، وعن إدانة الجرائم التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين.
2- عزلة الولايات المتحدة وحلفائها : وقد تبدت هذه العزلة ، في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 نوفمبر على قرار يقضي بهدنة انسانية بأغلبية 120 صوتاً، وامتناع 45 عن التصويت، إلى جانب معارضة 14 منهم (إسرائيل ) والولايات المتحدة ، وقد بررت الولايات المتحدة رفضها للقرار بأنه يمكن حماس من معاودة ضرب (اسرائيل ) على النحو الذي حصل في 7 أكتوبر 2023.
3- عزلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن : بعد أن عمل الأمين العام للأمم المتحدة على تفعيل المادة (99) من الميثاق بشأن العدوان على غزة في أنه يهدد السلم والأمن الدوليين ، ودعوته مجلس الأمن للانعقاد للبحث في وقف إطلاق النار ، صوت جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي في التاسع من ديسمبر الجاري على مشروع يقضي بوقف إطلاق النار ، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية التي أشهرت في وجهه حق النقض "الفيتو" بزعم انفصاله عن الواقع ، في حين امتنع الذيل البريطاني عن التصويت..
2- عزلة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني مجدداً في الجمعية العامة : وتبدت هذه العزلة في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني عشر من ديسمبر الجاري على قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري ، وإلى حماية المدنيين وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية حيث حاز القرار على موافقة أغلبية (153) دولة ، في حين صوّتت عشر دول من بينها الولايات المتحدة و(إسرائيل ) ضدّ القرار، بينما امتنعت 23 دولة عن التصويت.
لقد بتنا نشهد بالملموس ولأول مرة منذ نكبة عام 1948 ، انحيازاً في الرأي الشعبي العالمي ، وبخاصة في دول المعسكر الرأسمالي لصالح القضية الفلسطينية ، ما أقلق الدوائر الحاكمة في واشنطن وباريس ولندن ، وراحت الإدارة الأمريكية والكونجرس يتخبطان في مواقفها لدرجة أن الكونجرس استدعى رؤساء الجامعات ليستجوبهم ، بشأن المظاهرات المنددة بالعدوان ، وليكشف عن زيف الديمقراطية وحرية الرأي حين يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني ، ووصلت الأمور بالكونجرس أن يصدر قانونا يعتبر فيه أن معاداة الصهيوني هي معاداة للسامية.

مستقبل الكيان الصهيوني بعد الحرب
ما تقدم يكشف حقيقة مأزق الكيان الصهيوني بعد انتهاء الحرب ، ويؤكد على سؤال مستقبل الكيان بعد انتهائها ، وليس مستقبل " حماس" وفصائل المقاومة ، إذ أن قراءة الأوضاع على جانبي الصراع في ضوء القراءة المقارنة السابقة ، تشير وتؤكد على ما يلي :
1-أن وقف إطلاق النار سيتم بعد فترة وجيزة ، ارتباطاً بالمفاوضات التي تجري بشأن تبادل الأسرى في إحدى العواصم الأوروبية ، بين رئيس جهاز الموساد الصهيوني وبين رئيس وزراء قطر ، بإيعاز من الكابينيت ومجلس الحرب الإسرائيلي.
2- أن وقف إطلاق النار ووقف العدوان على قطاع غزة، دون أن يحقق العدو الصهيوني أهدافه من الحرب ، يشكل انتصاراً للمقاومة وهزيمة كبرى للعدو الصهيوني.
3- لا مجال أمام حكومة العدو في ضوء ضغط عائلات الأسرى ومناصريها ، سوى أن ترضخ لشروط المقاومة في مسألة التبادل، وفق معادلة " الكل مقابل الكل " بما فيهم المواطنين الفلسطينيين الذين جرى اعتقالهم بعد (7) أكتوبر ، والشهداء الفلسطينيين المركونين في ثلاجات العدو وفي مقابر الأرقام ، حيث سيعكس تحرير الأسرى خاصة من ذوي الأحكام المؤبدة ، إذلالاً غير مسبوق للعدو الصهيوني.
4- تزايد الهجرة المضادة ، إّذ إنه وفق مصادر إسرائيلية ، فقد غادر ما يزيد عن (-170) ألف إسرائيلي من ذوي الجنسيات المزدوجة ، منذ السابع من أكتوبر ، هرباً من ويلات الحرب ، ووفق القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن عددا كبيرا من الإسرائيليين قدّموا طلبات لجوء إلى البرتغال ، بعد إعلانها السماح لليهود بالحصول على تأشيرات اللجوء بشرط حملهم جواز سفر إسرائيليا ، بينما كشف موقع أخبار تأشيرة شنغن الأوروبي، عن زيادة إقبال الإسرائيليين على طلبات الحصول على الجنسية البرتغالية بنسبة 68%، والفرنسية بنسبة 13%، والألمانية بنسبة 10%، والبولندية بالنسبة نفسها.
ووفق صحف إسرائيلية، فإن السبب الأبرز لهذه الهجرة العكسية، هو فقدان الإسرائيليين شعور الأمان بسبب تزايد عمليات المقاومة الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى، يلي ذلك أسباب سياسية؛ أبرزها: تخوف الإسرائيليين من اعتماد حكومة بنيامين نتنياهو على أحزاب التيار الديني واليمين المتطرف.
5- أن سؤال الوجود بات بعد معركة السابع من أكتوبر ، مطروحاً بقوة لدى كل المستوطنين في الكيان الصهيوني.
6- بداية فقدان الدور الوظيفي للكيان الصهيوني ، الذي أقامته الدول الاستعمارية لخدمة مصالحها في الشرق الأوسط ، وبات العديد من المراقبين يطرحون سؤال : ماذا يتبقى من دور لهذا الكيان، بعد أن هزمه بضعة آلاف من فصائل المقاومة ، في معركة (7) أكتوبر وفي المعارك البرية اللاحقة.
7- فقدان الثقة بين جمهور المستوطنين وبين القيادات السياسية والعسكرية ، وفقدان الثقة بالمؤسسة العسكرية ودورها في حماية سكان الكيان الصهيوني.
8- ازدياد الانقسام في داخل الكيان بين اليهود الشرقيين ( السيفارديم ) واليهود الغربيين على خلفية نتائج الحرب ،والانقلاب القضائي الذي قاده نتنياهو لتحجيم دور المحكمة العليا الإسرائيلية.
9- تعمق الأزمة الاقتصادية ونزوح الاستثمارات إلى خارج الكيان.
أما بالنسبة لقطاع غزة : فإن انتصار المقاومة سيفشل كل البدائل المطروحة من قبل الإدارة الأمريكية لحكم القطاع ، فالشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره بنفسه في الضفة والقطاع في المدى المنظور ، والمؤكد أن القطاع سيخضع لسلطة المقاومة ، على قاعدة أن المقاومة - صانعة الانتصار- هي الممثل الشرعي الوحيد لأبناء شعبنا في القطاع ، أما المراهنين على حكم قطاع غزة ، عبر الركوب على ظهر الدبابات الإسرائيلية ، فقد تجاوزهم السابع من أكتوبر ، وألقى بهم فعلاً في دائرة الخزي والعار.
انتهى



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع مطلع الشهر الثالث للحرب : المقاومة في قطاع غزة تنتصر في ا ...
- في اتفاق الهدنة في قطاع غزة : العدو الصهيوني يخضع لشروط المق ...
- في اليوم أل ( 46 ) لحرب طوفان الأقصى : يد المقاومة لا تزال ه ...
- أزمات الكيان الصهيوني المركبة منذ انتصار (7) أكتوبر التاريخي ...
- بعد مرور ثلاثة أسابيع على طوفان الأقصى : المقاومة تواصل انتص ...
- مخاوف الغرق في رمال غزة تربك خطة العدو الصهيوني بشأن الاجتيا ...
- المقاومة الفلسطينية تتأهب لصد العدوان البري على قطاع غزة وحز ...
- المقاومة الفلسطينية في حرب -طوفان الأقصى - تنجز إعجازاً عسكر ...
- اتفاق التطبيع القادم بين الكيان الصهيوني والسعودية -أمني- با ...
- انقلاب النيجر محطة عل طريق دحر الاستعمار الفرنسي من أفريقيا
- الشعب الليبي ينتفض ضد التطبيع ، وحكومة - الدبيبة - (طرابلس) ...
- بلدة حوارة أصبحت رمزاً للمقاومة والنضال
- في اجتماع الفصائل الفلسطينية في العلمين : رئيس السلطة حقق ال ...
- في ذكرى حرب تموز 2006 : المقاومة اللبنانية أحدثت فرزاً في ال ...
- التيار القومي العربي في مواجهة مختلف التحديات
- حرب يونيو 1967 حرب صهيو أميركية لإسقاط نظام عبد الناصر بعد ف ...
- حراك دبلوماسي أمريكي لفرملة نتائج الاتفاق السعودي- الإيراني
- في الذكرى أل (75) للنكبة : نحو إعادة الاعتبار للميثاق الوطني ...
- في معركة -ثأر الأحرار- : القدس المحتلة وتل أبيب وكافة مستوطن ...
- أبعاد وتداعيات اغتيال الشيخ خضر عدنان -القيادي في حركة الجها ...


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - مستقبل حماس والمقاومة الفلسطينية أم مستقبل الكيان الصهيوني بعد وقف العدوان على قطاع غزة؟