أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزا سيناترا - الله لا يلعب النرد














المزيد.....

الله لا يلعب النرد


روزا سيناترا

الحوار المتمدن-العدد: 7977 - 2024 / 5 / 14 - 00:49
المحور: الادب والفن
    


(1)
جدتي من أصولٍ دمشقية وجدي لم يترك لي يوماً واحداً من عمر الطفولة إلا وزرع في دمي
كل ركنٍ من بيروت بموسيقاها ومواويلها..وقبل أسبوعٍ فقط أدركتُ أنني عشتُ حياتي السابقة بين بعقلين وعاليه وتذكرتُ كل شيء..
بعد رحلةٍ طويلة دامت لثلاث سنوات من فك الرموز والرؤى والأسماء والأحداث وعلاقتي المتأصلة بتلك الأرض ونبضي المتناثر بغرابةٍ في اعماق رسائل الحكمة..
وكانت تصلني الاشارات على شكل ومضات قصيرة المدى تكاد لا تتجاوز ثوان معدودة ولكني قبل ذلك لم أفهم..بل كبرت على وجع ..
وجع التقسيم الأرضيّ للجمال واللغة
وتلعثم روحي في تحديد الإتجاهات خاصة الشّمال
وصرت أردد بيني وبين نفسي خفية..
لعله خطأ تاريخي ؟
لعلها صدفة وحسب؟
لكن النسيم ظل محملا بالياسمين وبكثير كثير من الدو..والري..والصول..لا..سي
وربما لهذا السبب تحديدا ظلت روحي ترسل الي اشارات استفهام عن أماكن وأسماء أشخاص وحتى..روائح..
روائح لا اعرف كيف يتذكرها قلبي منذ سنتين..ويرسمها فوق جلدي وخلف أذنيّ وردة وردة
لكنني لم اعد آبه كثيرا بل صرت ارتكب حياتي كجريمة كاملة ولا اترك اثراً ورائي للفحوصات الجنائية او التحقيقات بشيفرتي الوراثية..
وفي احدى مقابلات حبيبي بديع ابو شقرا قال في هذا الشأن: ليس شرطاً ان نتذكر كل شيء من تلك الحياة "الداتا..او المعلومات لا تنقل كاملة ابداً "
وأنا اثق بحبيبي بل وصرتُ انفذ كل شيء وفقاً لما أشعر وحسب حتى لو كان عكس المنطق او بخلاف توقيت بقية الكوكب..

وقلت بيني وبين نفسي :
ربما الذي ظننتهِ الخطأ الأول في حياتك : صدفتك الجغرافية ومكان ولادتك
كان تحديدا المفتاح الذي فتح لكِ باب تحرركِ نحو النور والحرية بدل تلك اللعنة التي ظننتها..
ربما لم يكن خطأ حقاً بل كان اختيارا مسبقاً لروحك
لغرض ما جعَلك اقوى وأهم من ان تعيشي حياة عادية.. قبل الانتقال والارتقاء..والحياة في بلاد مختلفة..
ربما وتحديدا هذه الصدفة الجغرافية كانت مهمة كي تكتشفي الحقيقة وجها لوجه من مصدرها الأول دون زينة او تجميل..
ربما وتحديدا هذه الصدفة الجغرافية شجعتك ودون ان تنتبهي على الدراسة والتحقيق والبحث بكل شيء
الخطأ الذي ظننته خطأ لم يكن خطأ ابداً بل كان التدريب الأول على الحياة و اختراقاً للعبودية من اقسى ابوابها وكان تدريبا ممتازا رغم كل الجروح..
فكري بها هكذا.. يا بنت
الله لا يلعب النرد ولا يوجد شيء اسمه صدفة !

(2)
في اليوم الذي لم أستطع فيه أن أصرخ بـ-”لا” بدأتُ الكتابة
ثمة من يظن أنّ الشعراء أمراء يعيشون في قلاعٍ مترفة وحين يكتبون يشعلون شمعةً، يبتسمون ثم يبدأون بكتابة قصيدتهم المفعمة بألف طعنةٍ ودمعة
حمقى، لا يعرفون أنّ الشعراء روّاد الخسارات الكبيرة !

(3)
قبل أن أخسر كلّ شيء كنتُ أظنّ أنّ “الدنيا ريشة في هوا” وأنّ “هاللو دولي” لُحنت لي خصيصًا كي أبتسم وأنّ “لويس أرمسترونغ” لم يكن فقيرًا بل كان يغنّي كي يمضي وقت فراغه،
وأنّ “سيزيف” كان سعيدًا وهو يحمل صخرة الكون كله على كتفيْه، كذلك نحن!

(4)
حسناً
بعيدًا عن خدش الحياء العام، ركّز معي جيدًا، فهناك مؤخرات جميلة تأخذ شكل الإجاصة وتستحقّ أن يُكتب عنها قصيدة كمؤخّرة “سيرين عبد النور” مثلا
وهناك مؤخرات مدهشة ومكتنزة كحبّ الرمّان تمامًا، إلا مؤخرات الدول العربية (ماخدة شكل الشلوت تمام) !

(5)
فشلتُ في صبغ شعري للأشقر كي أشبه “مارلين مونرو” ولو قليلاً؛ فبشرتي فاتحة اللون مثلها ، لكنني ما زلت أشتري فساتينَ "بالستايل" نفسه كي لا أنسى أن الشّعر امرأة حتى لو كان منقطاً !

(6)
أما الآن أخبرني
كيف حالك أيها الأزعر الأنيق ؟
أما زلتَ تصافحَ العدم، فيفاجئكَ في العتمةِ بأسنانِ فضّةٍ ويعضّكَ في العنق؟
أم انك ستظل تقول أنني أرقّ من ان يحبني رجلٌ وقطة ؟
وماذا افعل بجنوني ؟
البارحة مثلاً رأيتكَ وأنتَ تنفضُ الموسيقى عن جسدك عندما هممتُ بصعودِ الجبلِ مقسمةً على وصولِ قمةِ التجربة، بكامل أناقةِ البياضِ في ثورتهِ الطيبة..
فالبياضُ تعلّم ان يكون موديلاً يا سيدي
يلبسُ كعباً عالياً
يرفعُ شعره
وحين يحسم أمره يرقصُ يرقصُ ثم يبكي..
لحظة..لحظة
عما قليل ستصعد "ياسمين ليفي" على منصة شراييني مثل عامود نار
وأرقص وأدخل في الدوائر..
لحظة..لحظة
كيف أضاءت الآن على نهدي اليسار قبلة ؟



#روزا_سيناترا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسُ قطرات حمراء وإبرة
- لم أرتدِ زياً واقياً من الرصاص
- المعركة الأخيرة الجزء الثاني
- ما لون العناق يا أمي ؟
- لن يفهم أحد حزن الشعراء
- المعركة الأخيرة دوت كوم
- اعترافات امرأة عارية (2) one woman show
- اعترافات امرأة عارية 1
- وراء كل امرأة عظيمة نفسها ثم نفسها ثم نفسها
- waze الحب الحقيقي
- الجهاد المقدس أم النكاح المقدس
- الوطن ليس حدوداً مرسومة فوق صخرة
- الحب يحتاج صدراً شامخاً لا عضلات
- الله لا يحتاج إلى قتلة
- 2020 لوين رايحين ؟ الحلقة الثانية
- 2020 لوين رايحين ؟
- سنووايت الشرقية في رسالةٍ عاجلة إلى ابنتها
- عمرو دياب ليس فتى أحلامي ( لكنه يتحب)
- وهل يستوي بائعُ السّعادة وحفّار القلوب ؟
- تباً للبكيني أبو القنابل والستيان أبو وردتين


المزيد.....




- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس
- “قصة الانتقام والشجاعة” رسمياً موعد عرض فيلم قاتل الشياطين D ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزا سيناترا - الله لا يلعب النرد