أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - روزا سيناترا - الله لا يحتاج إلى قتلة















المزيد.....

الله لا يحتاج إلى قتلة


روزا سيناترا

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 19:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل أن تقرأ مقالي هذا تذكر أن المعتقدات ما هي الا أفكار ومعلومات حصلت عليها من مصادر عدة كالعائلة والمدرسة والتعليم وظلوا يرددونها عليك حتى علقت بعقلك الباطن فصرت تظنها حقيقة.
ما المشكلة ؟
المشكلة ان المعتقد هو من الفعل يعتقد ويعتقد بحسب المعاني الجامع معناه ظنَّ/تصوّر/توهم !
ما الحل ؟
ان تتوقف عن التوهم وتبحث عن المنطق والحقيقة في كل شيء.
لا أزعم أني محقة أو العكس ولكني باحثة عن المعرفة منذ سنوات ويشرفني هذا التوغل في العمق الإدراكي والعقلي.

عندما أسست وانتشرت الوهابية لم تكن تحتاج سوى لمؤسسات سمّيت بالمؤسسات التعليمية ومناهج خطيرة بدأت تدرّس في أجيال صغيرة وصنعت أكبر التجمعات للمرضى النفسيين والمهوسيين جنسياً ومدمني المخدرات، فأدخلت الأفكار للأطفال في كل مكان، في حصة التربية التي بدل ان تكون حصة للفكر والأدب والفن والموسيقى صارت حصة للتخويف والترهيب وصولا حتى إلى الاستراحة التي بدل ان يصاحب فيها المعلم طلابه ويحتضنهم كان يحمل العصا ووجهه العابس وتكشيرته الواضحة، فبدل ان يتحدثوا عن الحب صاروا يتحدثون عن القوي والضعيف،الطرف المحق بحسب فكرهم المتشدد والطرف الذي يجب ان يُقتل لأنه يخالف عامة القطيع (المؤمن).
الكبت بدأ في مجتمعاتنا اولاً من الجسد، فبدل ان ننظر إلى اجسادنا بكل رقي وجمال كجزء من هويتنا الانسانية بدأنا في تغطيته بأكبر قدرٍ من الأقمشة على أنه عورة وحرام وبدل أن نزرع ثقافة الحب والحياة ونطورها صارت معظم المدارس تدرّس ثقافة الموت والإلغاء ولهذا ولدت عندنا هويات مشوهة لأنها أصلاً شخصيات لم تتعلم التواصل مع أجسادها وعقولها بشكل سليم، اذن كيف ستكون قادرة على التواصل مع الآخر بمحبة وهدوء؟ كيف سننتظر من مجتمعاتنا كل هذا وهي لا تتواصل أصلاً مع خلاياها وأجسامها..هذه الأجساد التي نعيش فيها كل لحظة وتحتوينا حتى آخر العمر !
هكذا تماما طُمست هويات الأطفال فبدل ان يصيروا افراداً منتجين في المجتمع خرجوا لنا بهويات بين المختلين فكريا وعقليا وبين المهوسين جنسيا وبين الخائفين من البحث والسؤال لدرجة ان معظم اقوالهم صارت تتلذذ بما يجب ان تفعله المرأة وما لا تفعل ابتداءً من حركات كالاخوان المسلمين وحماس حتى ظهورداعش.. ومستمرين بذلك نحو فتاوى ارضاع الكبير وما الى ذلك من المسخرة التي لا تنتهي !
ولذا بدل ان تتحول مجتمعاتنا الى مجتمعات مصدّرة ومنتجة وناجحة صارت تضيع وقتها في القشور الخارجية والشعارات وشرعنة إلغاء الطرف الآخر وقتله لمجرد انه يغرد خارج السرب !
وبدل ان ننشغل بصنع الطائرات صار "ذكورنا" منشغلين بطول التنورة وقصرها، الحلمة الواضحة من تحت الفستان الشفاف ام لا،المقارنات والمفاضلات بين الفنانة الفلانية والفنانة العلانية،"عود البطل الملفوف" و"الكيرفي" و"الركبة" اذا كانت سوداء ووجب تبيضها ام لا !
ووجدنا أنفسنا شلة تابعين ملغية للعقل والمنطق ويقودنا بعض الأغبياء الذين لا يفقهون من الحياة الا شكلها الخارجي ولا يعرفون شيئا عن الروح..لا وليس هذا فحسب بل رحنا الى آخر "الاكستريم" وصرنا مبدعين بصنع القنوات الفضائية والإذاعات التي تحمل هذه الأفكار وتتنافس في نشرها،
وفي الوقت الذي كانت تتسابق فيه دول الغرب على صنع الحضارة كان العلماء عندنا مضطرين لمواجهة الأفكار المتخلفة وإخفاء نجاحاتهم وطموحاتهم وإنجازاتهم خوفا من قتلهم لأنهم قرروا التفكير خارج هذه العلبة المسماة "تدين"، هذه العلاقة التي من المفروض ان تكون مقدسة بين الإنسان وربه فقط .
وبدل ان تفكر المرأة في صنع سيارة او حتى دواء شافياً من مرض ما، صار على المرأة اولا ان تواجه كل الذئاب البشرية في الخارج التي لا ترى فيها سوى الجسد وكل الفتاوى وكل الغيورات المغسولات الدماغ من بنات جنسها وفي هذه الآونة وبدل ان ندوس على دواسة البنزين وننطلق نحو مستقبل اجمل صرنا مثل الأسود التي تضطر في كل يوم من جديد لمواجهة الضباع الغبية وهكذا ضاع وقتنا وسلبت أعمارنا !
"من أنا لأقول لكم ما أقول لكم" فكل انسان حر بما يختار ويقول ويفعل ويؤمن، لكن عندما تتحول هذه الأقوال إلى أفعال إرهابية وجرائم فإذن نحن هنا لا نتحدث عن الحب الخالص للقوة العظمى في الكون او الشعائر الروحية أو الروحانيات العميقة، نحن بهذا نتحول الى صيغة مصغرة لقاتل مستقبلي وهذا هو الخطير !
فمثلا ماذا يعني أن تدرس ولدا في روضة أطفال قصة العصافير التي حملت الحجارة لتقتل جيشا او فيلة ؟
الطفل صفحة نقية وبيضاء ومن الظلم ان تظلم براءته بإدخال فكرة ان العصفور الكائن الرقيق والبريء صار شريراً وحمل حجارة فأنت بهذا تكرس في عقله فكرة ان هنالك فريق محق وفريق يجب ان يقتل
وماذا نكون صنعنا بهذا ؟ لا شيء سوى اننا خلقنا العدائية والكره والتفرقة والا ماذا يعني ان يقتل مدرس بسبب"شقفة رسمة"، رسم أحدهم رسمة مسيئة بنظرنا نرسم أجمل منها، قال أحدهم قولا لا يناسب فكرنا ننظم قصيدة أجمل من الذي قاله وهكذا يكون الرد، يكون الرد عندما ننشئ أجيالا قادرة على التغيير وصنع حضارة،أجيال تتسلح بالعلم والتكنولوجيا كي تكون قادرة على الإستمرار والتقدم لا أجيالا تظن أن بمقاطعتها لبعض علب اللبن والجبن ستجعل دولة عظمى كفرنسا تنهار، هذه الدولة التي لا تحتاجنا يا "بيبي"، فاقتصادها يعتمد على تصدير الأدوية والسيارات والطائرات والعطور،هيا اذن "خليني اشوفك تمتنع عن الأدوية الفرنسية او ركوب طائراتها او سياراتها او تتوقف عن استخدام عطورها الفاخرة" طبعا لن تفعل !
أما نحن كلنا مع بعصنا البعض كدول كاملة بكل أمتها العربية تظن اننا لو اختفينا من الوجود ستتأثر هذه الدول بشيء؟ ام ستنهار الكرة الأرضية بدوننا ؟ نحن للأسف حتى "شقفة ماسك" نستورده من الصين
الصين التي كانت أول من احتوى ازمة كورونا وحصرها بسبب التنظيم العالي والنظام الذي لا مثيل له،الصين التي وبحسب قوانينها انت كمتدين تستطيع ممارسة شعائرك الدينية في البيت فقط والتي تتعامل مع كل المتدينين كمرضى نفسيين !
الصين التي صارت "مصنع العالم" كله
طبعا لا أسخر من أحد ولا من فكر أحد والحريات الفردية هي خط أحمر لا يجوز لنا نتجاوزه لكن عندما يصير فكرك متطرفا لدرجة أن تقتل الآخر في وضح النهار وبكل وقاحة وبغض النظر عن الأسباب فهذا هو الخطير وهذه لم تعد حرية شخصية بل صارت تطاولاً وإجراماً !
والآن اوروبا الديمقراطية العلمانية ستضطر لمواجهة أخطر قنبلة زرعتها في وطنها واحتضنتها وأطعمتها ووهبتها بيتا ومأوى، صار عليها ان تواجه فكر بعض المهاجرين المتشبعين بكل هذا التشوه الفكري والنفسي والعقلي وتفكر ألف مرة من جديد كيف تحافظ على ديمقراطيتها التي تسمح لبعض هؤلاء بنشر الفوضى باسم المقدسات أو الدفاع عنها !
وما الحل ؟
العلمانية كانت ولا زالت هي الحل فمهما تطرفت ستظل محافظةً على حقوق كل الأفراد بحسب دستورٍ واحد وقانون واحد دون تفرقة او عنصرية بين مؤمن او غير مؤمن.
سوف لن نشهد عالما أفضل إذا لم نحب بعضنا حقا وننبذ العنف بكل أشكاله فكلنا دون استثناء نستحق ان نعيش بسلام وكلنا نستحق ان نعيش بغض النظر عن إيماننا أو أفكارنا..
لا يحق لأي انسان سلب روح إنسان آخر .
الحب لا يعني الذبح والتربية لا تعني الكره والله لا يحتاج الى قتلة !



#روزا_سيناترا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2020 لوين رايحين ؟ الحلقة الثانية
- 2020 لوين رايحين ؟
- سنووايت الشرقية في رسالةٍ عاجلة إلى ابنتها
- عمرو دياب ليس فتى أحلامي ( لكنه يتحب)
- وهل يستوي بائعُ السّعادة وحفّار القلوب ؟
- تباً للبكيني أبو القنابل والستيان أبو وردتين
- من مختبرات الفحولة مع خالص حبي
- أيوة أنا بطلة بورنو وبطلة حياتي بس أنتم الكومبارس
- الإعلام العربي كلب أثر محشش-


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - روزا سيناترا - الله لا يحتاج إلى قتلة