أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لماذا سخرت أرضنا للخراب،هل هو فقر الثقافة،أم التربية؟














المزيد.....

لماذا سخرت أرضنا للخراب،هل هو فقر الثقافة،أم التربية؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 7971 - 2024 / 5 / 8 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرروا أسماء الشهداء من قبورها..ارسموها أيقونات فوق ساحاتكم، انقشوها وشماً يزين صدوركم,,فهم من أطلق صهيل الثورة من حبسها الطويل ..وهم من أخرج الصمت من محاراته..هم من أشعل النار في رمادكم ومن أيقظ الحلم والأمل في قلوبكم..هم من فتح أبواب المدن الجريحة..وفضح عري الأنظمة من خليجٍ يغرق في عارهِ إلى محيط يغطُ في شخيره..
منذ عقد ونيف وشامنا تفتقر للنوم..تتوسد الجوع والموت..تحاصرها لغات الأرض بمفردات دون معنى.تنفث تارة روح أمل ثم تعود لالتقاط ما "..سقط منها سهواً من كلمات فهمت خطأً..أو سجلها آمل في غير سياقها"!، وتارة أخرى ترفع مناديلها البيضاء في استسلام واضح وجلي لعجزها أمام انفراط عقدها وأمام هشاشة وجدانها وضعف روابط الانسانية في لُبها..فتصاب بالشلل أمام استغلال الطغيان وأحابيله في تدوير الحقائق وتزوير الأحداث.
وهاي" غزة" تلحق بالشام في بؤسها وموتها ودمارها،فللطغيان صورة واحدة.
ماذا نقول لأمهات نسجت درب الحرية ورصفته بأشعارها أمام أبناء عرفوا درب السجون صغاراً وذاقوا مرارة الظلم قبل أن يدرجوا في ملاعب الطفولة؟..ماذا نقول لأمهات وقفن في حقول الألغام..ينتظرن غائباً ويرقبن حدوداً تمر منها جحافل الهاربين...يرقبن شمساً تعودت أن تشرق من هنا..وألا تغرب إلا مع نسيم الحرية؟ ...ماذا نقول لمن تركض بين قبر وآخر؟ لمن تذرع الطرقات والشوارع بحثاً عن ابن التقطوه من مقاعد الدرس واختفى..؟ ماذا نقول لمن ترفع التراب بيديها بحثا عن فقيد، او فقيدة؟،أسئلة مرة تعلق بحلوقنا..لأن أضواء الغد مبهمة ضبابية ...تحمل عشرات الاحتمالات ولا نملك لها جواباً محدداً.
فمنذ اعتلى الحجاج السوري وهتلر الاسرائيلي منصة المهزلة التاريخية ، والموت سَبحَتُنا اليومية إلى صلاةٍ لاتتوقف عن استجداء الله كي يتلطف ويلتفت لما يجري لأمة قيل عنها" خير أمة أخرجت للناس"!!، فأي أمة يتنفس الطفل فيها من رئتي حروبها، وتُجلد النساء في هزيع ليلها وضوء نهارها؟، تُقطع الظفائر وتزين بها عباءات المشايخ كعربون حرب على الخطيئة، أو عربون نصر على سقوط الشمس في بئر الأشواك البربرية..مذ انزلقت قدم الزمن من صندوق العجائب السوري-الفلسطيني متسلقةً أغصان لغة قطعت شوطاً بينها وبين صمت الدهر على الطغاة، وخرس الحناجر أمام جوع البطون وظمأ الإنسان لنسائم الحرية..ساد لغطُ خطابٍ ملغوم ..يأتمر بكونترول التفريق والتعصب والانحياز للظلام ، وتقطيع الجسور بين المواطن وأخيه المواطن..في وقت يمزق العسكر فيه جسور المدن وتواصلها...كلاهما يريد أن يلهبنا بجحيم عروش لاتعرف سوى الخليفة سلطاناً ، والمجرم سيدا، ومانحن سوى أولياء يأتمرون بأمره، وإن اختلف لونه وجلبابه السياسي أو الديني المُركب من خيش السياسة العالمية ، والمُحاك بإبر العمائم الملفوفة فوق رؤوسٍ لاتصلح إلا حين تُعِدُ القوافل ليغزو الأخ أخيه ، ويبطش الكبير بالصغير ..إعداداً مطلياً بزيوت تلمع تحت أشعة الشمس الصحراوية تخرج من باطن البترودولار متمنطقةً بمنطق مدني السراب! ، فلأي منهما ننصاع ونحن نتوضأ بدماء الضحايا ؟..لماذا سُخِّرت أرضنا لكل هذا الخراب؟ لماذا يكثُر المُرابين في ديار ناطقة بالضاد؟ لماذا لاتجد تقاويمهم سلطاناً إلا في أسماء شوارعنا وعلى ضفاف حكاياتنا؟ ..هل هو ضعف الثقافة أم التربية؟ ، أم إقصاء مُعمِر مَدَّ زمنه واستقام بين بيوتنا ونثر بذوره في حقولنا...وهاهي تُنبت أشواكها وتُخرج من جذور الأنامل أظافراً يمكنها أن تمزق لَحمنا ولُحمتنا، ومابنيناه وما انتظرناه جُلَّ عمرنا، فهل نتركهم يستبيحوا عذريتنا وأغرارنا البسطاء؟
هل لدينا قابلية للتطرف والخيانة؟ هل العيب في بنيتنا وتاريخنا ..أم العيب فينا؟ وهذه الأخيرة هي الأكثر صواباً ــ برأيي ــ لسنا من عشاق الموت ، وإن كنا من فوارس الخيال الشعري، فهذا يعني أننا نتقن الأحلام بغدٍ يعج بحدائق ملونة ومزهرة ، تنقل لقلوبنا الحزينة المرتجفة دهراً، دفءَ ربيعٍ نعمل على أن نصنعه بأيدينا..يصنعه...شبابنا المعتقل والمشرد ..فتياتنا القابعات في السجون أو ممن ارتضين العيش في سجنِ مُختار هرباً من عيون عسس الطاغية...يصنعه من يتسلق جدران الجسور ويعبر الشوارع بحداء لايُخفِتُ الاغتيال المتواصل من عنانهِ...يشقون تراب الأرض، يخرجون من بطن كربلاء جديدة تعيد إحياء تراثها كائنات لاتعرف إلا البطش عربوناً لخلود الطغيان..
فإلى أي مدى يوقن سياسيينا المتناحرين والمتكاثرة مجالسهم كالفطر السام في جسم الاوطان مدى غوصهم في دماء ضحايانا؟ أهي آبار النفط أم آبار الخلط بين الأنا وهفواتها والأيديولوجيا وعلاتها؟..كلما مر الزمن على مأساتنا، كلما غاصت برمالٍ متحركة بعضها تصنعه أيدي العبث، وبعضها يخرج عن طور طاقاتنا، لكني أتساءل أما آن الأوان لبعضكم أن يترجل عن صغائره ويكبُر عليها من أجل انقشاع سحابة الزيف والاتجار بدماء الأبرياء؟
فلورنس غزلان ــ باريس -8/5/2024



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نحرر عقولنا من تراث زيد وعمر؟
- المرسل إليه -اختفى في عواصم النفوذ والقرار
- ماذا نجد تحت قمصان أصحاب حقوق الإنسان؟
- كتاب وكتابة:-
- ااأم الفلسطينية والأم السورية في - عيد الأم -
- الكراهية والطائفية لن تأخذنا إلا للجحيم:
- أين نقف اليوم من الحلم وكيف نقرأ الفشل؟
- قراءة نقدية تؤشر للأخطاء في مسيرة الثورة ، بمناسبة اقترابنا ...
- المرأة الفرنسية ...سيدة النساء هذا العام :ــ
- ماهي مكاسب حماس في غزة بعد الحرب؟
- ( مزار الدب ) قراءة في رواية المفكر الراحل ميشيل كيلو الصاد ...
- اغسلوا عينكم من قذاء إيران
- الكوميديا السوداء في السودان :ــ
- لم هذا اللغط حول قرار أوربا بإدخال مسحوق بعض الحشرات الغنية ...
- يوم العنف ضد المرأة:
- الأخلاق والدين عبارة عن قطعة قماش !
- السياسة غدت - تجارة -
- الأسبوع الأول من حزيران :
- مابين - شيرين أبو عاقلة - وتغريد المحزم:
- عيدٌ، بعد مذبحة - التضامن -!


المزيد.....




- المشاط يعرب عن تضامن الشعب اليمني وحكومته مع إيران
- روسيا تجهز لإطلاق قمر صناعي للحصول على بيانات رقمية عن الموا ...
- مقتل 27 فلسطينيا في غارة جوية إسرائيلية وسط غزة
- الديوان الملكي السعودي يعلن إصابة الملك سلمان بالتهاب في الر ...
- سفارة روسيا لدى طهران: موسكو مستعدة لمساعدة إيران بعد -الهبو ...
- لقطات توثق الوضع الجوي في منطقة حادث مروحية الرئيس الإيراني ...
- أزمة دبلوماسية بعد تصريحات خطيرة من رئيس الأرجنتين عن زوجة ر ...
- خبير بريطاني: الأوكرانيون متخوفون من سيطرة روسيا على مدينة ز ...
- بأمر من بوتين.. طائرات روسية متطورة وفرق إنقاذ تصل لإيران لل ...
- إيران.. قائد الحرس الثوري يتوجه إلى منطقة حادث مروحية رئيس ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لماذا سخرت أرضنا للخراب،هل هو فقر الثقافة،أم التربية؟