أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الألمان سرقوا الحمار














المزيد.....

الألمان سرقوا الحمار


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1758 - 2006 / 12 / 8 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بلا مقدمات كثيرة ببساطة الالمان شعب عظيم لبلد عظيم. ومع ذلك سرقوا الحمار ولهذا الحمار قصة تبدأ مع غونتر غراس في روايته الحمار ولا تنتهي مع قصة من قصص تعرف عن طرف اللجوء واللاجئين السياسيين والانسانيين في المانيا. ساسردها لكم باختصار :
جاءهم شاب كردي سوري هاربا من التمييز القومي لكونه من المحرومين من الجنسية السورية. ومن جهة اخرى بحثا عن عمل شريف. وكما هو معروف يخضع اي طالب لجوء الى سلسلة من التحقيقات تتعلق بالتاكد من صحة قضيته. وهذه التحقيقات تختلف من محقق لاخر ومن فترة زمنية لاخرى ومن وضع سياسي لاخر. ومن البداهة ان يكون السؤال الاول هو :
كيف وصلت الى المانيا من سورية ?
اجابهم الشاب بسرعة : اتيت على حمار ! هذا الجواب اثار لغطا بين المحققين والمترجم. منهم من ضحك فورا ومنهم من اعتقد ان هذا الشاب يسخر منهم. ومرة اخرى سالوه فأعطاهم الجواب نفسه. عندها اثار اصراره احد المحققين فساله : اين الحمار الذي اتيت عليه ?
اجاب الشاب انه مربوط على الشجرة في الغابة القريبة من المركز هنا ?
وهل تستطيع ان تدلنا عليه ? اجاب الشاب نعم. خرجوا جميعا مع الشاب الى الغابة القريبة وعندما وصلوا الى اول شجرة في الغابة قال لهم هنا ربطته. وبدا يصرخ باعلى صوته :
الالمان سرقوا الحمار. الالمان سرقوا الحمار ! وليس الحمار الذي هو شعار احد الحزبين الاميركيين لم اعد اذكر الحزب الجمهوري ام الديمقراطي , ولا يهمني ان اعرف خصوصا بعدما شاهدت عبقرية رامسفيلد في العراق. وعبقرية لجنة بيكر التي اوصت بفتح الحوار مع النظامين السوري والايراني من اجل الخروج من المستنقع العراقي باقل الخسائر. او بهزيمة مشرفة ! فالاميركان خارج تيار المحافظين الجدد ¯ باستثناء عبقرية رامسفيلد طبعا ¯ عودونا ان يبيعوا الشعوب بارخص الاثمان. وان يسجلوا في سجلهم دوما نقاطا سوداوية مقيتة.
والان ومنذ السيد شرويدر المستشار السابق والذي نمي الينا انه في شراكة اقتصادية ما مع طرف سوري هو او احد اعوانه لم نتاكد من الخبر بتفاصيله ولكنه اكيد. وما يؤكد عمق علاقة الحزب الاشتراكي الالماني مع النظام السوري انه في ندوته حول العالم العربي والاصلاح فيه دعا اطرافا محسوبين على النظام , ليس هنا المشكلة ولكن الدعوة تمت على ارضية وفي سياق ان في هذا النظام تيارا قويا للاصلاح يمثله السيد الرئيس وان الموضوع في سورية هو اصلاح النظام القائم فقط !
والان المانيا تقود حملة مكثفة من اجل اعادة النظام السوري الى الحظيرة الدولية ومعه النظام الايراني. ان هذا البلد العظيم فعلا مازال القسم الغالب من سياسييه يتصرفون على انهم يبحثون في الامكنة المظلمة ! بمعنى عن ما تتركه الدول الكبرى الاخرى من فراغ في هذه المنطقة او تلك. وهاهم مازالوا يدفعون من اموال دافع الضرائب الالماني لاسرائيل على مافعله هتلر في الحرب العالمية الثانية. ويقومون بمفاوضات من اجل تبادل الاسرى بين حزب الله واسرائيل كل مرة. وكان الغاية لديهم ان ينسلوا دوما من الزوايا المعتمة والتي لاتثير الاضواء فالالمان لايحبون الاضواء ابدا كما هم الساسة في بريطانيا واميركا وفرنسا. انهم يزاحمون في الملفات الخاسرة دوما , حتى مع ليبيا ! واحيانا ينجحون في اقناع الاميركان بكثير من الامور التي تجعل سجلهم اسود في الحقيقة. وهم على ما يبدو معذورون, فكيف لامة عظيمة مثل المانيا ليس لهم حق الفيتو بينما الامة الانكليزية المنافس التقليدي مع الامة الفرنسية لهم حق الفيتو في مجلس الامن كاعضاء دائمين.
ولماذا المانيا لاتصبح عضوا دائما ايضا ? اعتقد ان السبب هو الحمار والحمار كائن غير مؤذ مهما تعرض للاذى. ونحن نعتمد في فشل محاولاتهم هذه التي ستتم على حساب الشعب السوري على عدم قدرة النظام السوري على الاستجابة للمطالب الدولية. وهذا الحوار الذي تخوضه المانيا الان انما يندرج شئنا ام ابينا في اطار :
عقد صفقة تتضمن خلاص النظام من المحمة الدولية. وهذه المحاولة بدات مع اقصاء ميليس عن مهمته. نتمنى على الطرف الالماني ان يحاور النظام السوري في مصالحه وفي قضايا حقوق الانسان ايضا. ويبدو ان استقبال خارجيتهم لوفد من المعارضة السورية منذ شهر لانعرف هل هو لتقوية اوراقهم التفاوضية مع رئيسنا الشاب ام هم جادون في معرفة معاناة شعبنا من فساد سلطته وبطشها. ومع ذلك نحن سنبقى في منطقة حسن النوايا ونقول : ان الالمان لم يسرقوا الحمار ولن يسرقوه ابدا. فهذه السياسة التي بدات تتغير نسبيا مع مجيء السيدة ميركل الى الحكم , تدل على ان المانيا لن تسرق الحمار ثانية.
ونعتذر لاننا لن نقول من الحمار ? طالما ان الالمان لم يعودوا بوارد سرقته في العتمة !



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة الخلاص وإعلان دمشق والمعارضة الكردية
- السيد نصر الله يرسل ندائه الأخير
- رأي في المقاومة العراقية
- العراق 4
- العراق 3
- الشارع اللبناني بين الحرية الفردية وعنف الخطاب
- العراق 2
- العراق 1
- الدور الإيراني 2 هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية
- الدور الإيراني 1 هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية
- النص القابض على عنق الوطن 2-2
- النص القابض على عنق الوطن (1-2
- اللاعقلانية حضور القول غياب الفعل الخطاب المقاوم نموذجا
- جبهة الخلاص وإعلان دمشق عود على بدء
- المعارضة السورية الحاجة إلى تفعيل مؤسسي
- إشكاليات
- الماركسية واليسار نوستالجيا متأخرة أم تعبير عن إفلاس؟
- القضية الكردية في سوريا تنميات على المواقف
- الطائفية وإرادة السلطة شيء من الفخ العراقي
- لبنان وسورية دولتان لشعب واحد


المزيد.....




- أوباما: الولايات المتحدة -قريبة بشكل خطير- من الاستبداد
- نتنياهو: لدينا القدرة على ضرب كل المنشآت النووية الإيرانية و ...
- ترامب يُحدد المدة الزمنية قبل اتخاذ قراره بشأن التدخل العسكر ...
- من الصين وروسيا إلى باكستان.. هل تصمد تحالفات طهران أمام الح ...
- صاروخ سجيل.. ما مميزات السلاح الذي أطلقته إيران لأول مرة على ...
- ترامب لبوتين: -توسط في شؤونك الخاصة-.. ردا على عرضه التوسط ب ...
- إسرائيل وإيران: هل تتّسع دائرة التصعيد بعد الضربات الأخيرة؟ ...
- تحرك طائرة -يوم القيامة- الأمريكية
- وفق القانون الدولي - تنسيق أوروبي أكبر لمكافحة -أسطول الظل- ...
- صحة غزة: 84 شهيدا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الألمان سرقوا الحمار