أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - العراق 1















المزيد.....

العراق 1


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1741 - 2006 / 11 / 21 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نموذج لا بد من العودة إليه!

بعد صدور قرار بالحكم على الرئيس المخلوع صدام حسين بالأعدام في قضية الدجيل ـ كنا نتمنى ألا يصدر حكما بالأعدام لأننا نرفض هذه العقوبة من حيث المبدأ , بل بالأشغال الشاقة المؤبدة مع تنفيذ الحكم ولو رمزيا ! ليعمل هو وزمرته في شق الطرق مثلا أو أي شغل فيه خدمة عامة !! ولو ربع ساعة في النهار باعتبار أنهم تجاوزوا سن السبعين . لكي يكونوا مادة دسمة لقناة الجزيرة! عل وعسى يتعلم حلفائها الدرس ! اشتقاقا من معاناة شعوب لازال هنالك من يتاجر بدمائها ومستقبل أوطانها وأبنائها . لم نعد في منأى عن نص فيه من الحيادية لأننا بتنا نغرق في الدم حتى الجبين المندى بكل هذا الأرث الذي زرعته سلطات عمرها أكثر من أربعة عقود رابضة على أعناق شعوبنا , التي دفعت ما يكفي من الدم ! إن الدخول على اللوحة العراقية الآن هو من أعقد القصص والحكايا التي ترويها الشعوب الإسلامية من عرب وكرد وفرس وترك ومن لف لفهم ! وهو الذي تحول إلى لطخة عار في وجه هذا النظام الدولي الحالي والذي من باب التكتيك لابد أن نحيده لأننا نحتاجه الآن ـ خذوا النفطات وخلونا شوية هالدم ! كما قالت أحدى العجائز العراقية .

ونحن إذا نميز هنا بين السخط على حقوق تهدر وبين الممارسة السياسية . والتي لا نريد كثيرا الكلام حولها الآن لأننا لازلنا نرى في الولايات المتحدة قاطرة التاريخ بالنسبة لنا هنا في هذه المنطقة التي تقف الآن على كف عفريت , لا ندري ربما أنزلها العفريت من كفه وأصبحت في ساحات الوغى تقتل بعضها ! وهي قاطرة فيها من الخشونة ربما أكثر مما فيها من النعومة والرقة وتفهم الآخر . بل تركه مغلقا على مصيره بين بن لادن وسلطات مارقة وجشع بنكي ونفطي منقطع النظير . أعلنا جميعا الحرب على الإرهاب وهو بيننا وفي دوائر البنتاغون ! وقد حقق السيد بوش برنامجه في نقل الإرهاب إلى مصدره وهذا ما تم والآن الإرهاب يحصد الجميع ! وعلى الهوية المزيفة أصلا ! لأن مواطننا لايعرف حتى ماذا تعني له الهوية سوى طائفته وسلطته القمعية والدينية والعشائرية والشرعية النضالية أو الثورية إن شئتم تهتكنا ليل نهار ! ونحن بالتأكيد لن نصدق ماقاله لي أحد المستشرقين المهمين : أين البرميل يتدحرج تجدون سياسية الإدارة الأمريكية ! هل يعقل أن تبني هذه الدولة العظيمة سياستها فقط على برميل النفط ؟! ونبدأ الآن بالسؤال : من يحكم العراق الآن ؟


لدينا لوحة عجيبة غريبة وكلها فاعلة في الوضع العراقي : الأمريكان والأنكليز والإيرانيين وحلفاءهم وعشائر السنة وعلماءهم والقاعدة والسيستاني وقناة الجزيرة والروس ليسوا بعيدين عن اللوحة تماما . بل هم في قلبها أيضا . نسينا الحكومة والهيئات المنتخبة من قبل : لا ندري الشعب العراقي أم هذه القوى الفاعلة ؟ صعب أن نقتنع أن شعب تربى خمسة عقود في ظل الدم والقمع يمكن أن ينتخب قياداته على أساس مدني وبرنامجي حقيقي ! ولكن هذا هو شعبنا من أين نأتي بغيره ؟ علينا أن نتعلم معه الديمقراطية ونبذ العنف وحقوق الإنسان وكل القيم التي من شأنها إعلاء قيمة المواطن الفرد بعيدا عن ولاءاته الدينية والطائفية والعشائرية ! في دولة القانون والمؤسسات التي تحولت بفعل النموذج العراقي إلى كابوس وهذا ما يجعلنا نعود لمناقشته في كل مرة ! نعم النموذج العراقي تحول بفعل هذا الدم إلى فزاعة لدى النظم المماثلة لصدام ولدى مثقفينا العروبيين ! وهي نماذج مرعية فهي قد رافقت هذا الاستبداد القومي منذ نشاته ولازالت تدافع عنه وعن هزائمه ونكساته وتصورها على أنها انتصارات ! علينا تفكيك ما تم حتى هذه اللحظة من فعل في هذا النموذج حتى يتضح لنا على الأقل أن هذه الشعارات ليست نافلة وليست من خارج التاريخ بل هي روحيته المعاصرة حتى هذه اللحظة.


من هذه اللوحة يمكننا اشتقاق التعقيد الدموي الحادث في العراق ! لأنه من الصعب لا بل من المستحيل الجمع بين كل هذه المتناقضات والمصالح والثقافات ! ولا حتى بالتقاسم السلمي للمصالح! فهذا يحتاج لدول طبيعية! وثقافات تؤمن بروح العصر ومصالح تخاف من القانون سواء كان محليا أو دوليا ! لهذا وبحكم غياب أي نوع من القوانين ـ ولا حتى قانون العشائر الذي من المفترض إذا تدخل في لحظة ما على الأقل أن يحقن الدماء ! بلغة ساذجة نعرف جيدا أنها غير فاعلة كثيرا في هذه اللوحة . هل هو القانون المحلي الأمريكي أم الإيراني أم العراقي أم قوانين الأمم المتحدة ! التي لاتملك ولا حق الاعتراض حتى هذه اللحظة ! ونحن ندرك سلفا أن الأمريكان لم يأتوا بكل هذه الجحافل الجرارة ! ويمارسوا كل أنواع العسف في فهم الواقع العراقي وواقع المنطقة ! لكي يخرجوا خاسرين ! وكل هذه المناورات عن سحب قواتهم لن تكون سوى لذر الرماد في العيون ! لأنهم لم يأتوا لكي يسلموا العراق لإيران ! ولا لكي يخرجوا مهزومين أمام العالم لأن هيبة الولايات المتحدة ستصبح في الحضيض هذا من جهة ومن جهة أخرى ستدفع كامل التكاليف للمجتمع الأمريكي والدولي وهي تكاليف ستكون باهظة جدا لأنها تكاليف حرب خاسرة . كما أنها ستكون عرضة للإرهاب من جديد بعد أن تكون هذه القوة الدولية ـ الإرهاب بكل تواطؤاته وحمولته ومن يدعمه ـ ستنتقل للهجوم من جديد ! على أمريكا وفي عقر دارها مرة أخرى . إذن دعونا ننسى أن أمريكا ستغادر العراق قبل أن تحقق نظاما مستقرا ولو نسبيا.

إن الدور الأمريكي دورا منذ بداياته متناقضا جدا فهو يحمل بذور شقاقه ! من جهة هو دور محرر ومن جهة أخرى هو دور له مصالحه المعقدة . لهذا هو ليس سهل القراءة فهو محرر ومحتل , إنساني وطبقي , عولمي ودولتي , له وجه عالمي ـ تمثل في دعم القرارات الدولية له وغالبية دول العالم ـ وقومي تمثل في هذا الوجه الأمريكي الرامسفلدي في التعاطي اليومي مع العملية السياسية والأمنية والثقافية في العراق . وكثير من المتناقضات تجعل من الدور الأمريكي لا يفسر فقط لا ببرميل النفط لوحده ولا بالمحرر الإنساني لوحده.


هذا التعقيد خلق ركائزه في داخل الساحة العراقية , لهذا تجد في هذه الساحة من تحول إلى سمسار نفوذ لمصالح شتى , ومنهم مازال يعمل جاهدا من أجل عراق ديمقراطي حقيقي هذا على صعيد المعارضة العراقية التي أتت مع الأمريكان . اما على صعيد القوى التي تضررت مصالحها من مجيء الأمريكان فهم تحولوا إلى إقليم قاعدة للإرهاب الدولي ! ومنهم من لازال أيديولوجيا حقيقة ولا يرى في الحضور الأمريكي سوى احتلال غاصب وعليه أن يقاومه بشتى السبل . دون أن يغيب عن البال أن المسافات بين هذه الوجوه جد واهية لأن مساحة الدم والعنف والخوف واللاقانون هي الأكبر . وهذا أيضا نجده على صعيد الزعامات الكردية : تريد الانفصال من جهة وأخذ حصة الأسد في الغنيمة العراقية من جهة أخرى , فلأي مسؤول عراقي سلطة سواء كان كرديا أو شيعيا أو سنيا على كامل الأراضي العراقية ماعدا أقليم كردستان بينما الزعامات الكردية لها نفس الامتياز ولكنه يضاف إليه سلطتها في الأقليم نفسه . كنا نتمنى من الأخوة الأكراد إما أن يكونوا رافعة لعراق ديمقراطي موحد أو يعلنوا انفصالهم بشكل نهائي ! كي لايبقى هذا الالتباس مثار شقاق بينهم وبين بقية شعوب المنطقة . لأن المعادلة التي هي مثار لغط تتلخص في نفس متناقضات الوضع العراقي : الشمال لي وأشاركك في حكم الجنوب والوسط ! سياسيا ومصلحيا هذا مفسر لترسيخ وضعا استقلاليا متينا كما تراه القيادة الكردية ولكنه ليس مبررا أبدا . لأنه سيكون هذا الوضع بحد ذاته مفخخا فيما لو تغيرت المعادلة الأقليمية والدولية والداخلية الكردية.


هذه لمحة سريعة عن اللوحة العراقية قبل الدخول إلى تفاصيلها في مقالات لاحقة يبقى الهدف منها هو دعم المطلب الديمقراطي لشعوب المنطقة ودور المجتمع الدولي في ذلك وتبيان أن التغيير في هذه المنطقة محفوف بالمخاطر التي تنتج عن تصدي قوى التخلف والاستبداد لهذا التغيير ولو كان على حساب المجتمعات كلها . ولأن التغيير ضرورة لا تحتمل التأجيل مطلقا مهما كانت دواعي الذين رون في النموذج العراقي نموذجا لتسويق الاستبداد في منطقتنا دورة جديدة ! وهذه ستكون الكارثة بعينها فيما لو تحقق لهم هذا الهدف . فسيخرج علينا صدامات كثر . وهم محتضنون من لدن ثقافة هم وراء إنتاجها قولا وعملا . ولكي يبقى هؤلاء يتذكرون بأن هذه النظم هي السبب المباشر وغير المباشر لكل هذا التخلف وهذا الدم ولكل ما من شأنه أن يحدث في مستقبل بلداننا وليس أمريكا ـ وإن كانت تتحمل مسؤولية في هذا الشأن فهي تنبع من درجة تواطئها مع هكذا نظم ـ لأن لإرادة السلط القمعية في بلداننا هي إرادة مطلقة , وليس أدل على ذلك من المثال السوري والليبي فالقذافي كان فرض على الشعب الليبي أنه بطل مناهضة أمريكا وعاد وفرض عليه أنه يعمل مع أمريكا سوية من أجل نشر الديمقراطية في العالم!



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور الإيراني 2 هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية
- الدور الإيراني 1 هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية
- النص القابض على عنق الوطن 2-2
- النص القابض على عنق الوطن (1-2
- اللاعقلانية حضور القول غياب الفعل الخطاب المقاوم نموذجا
- جبهة الخلاص وإعلان دمشق عود على بدء
- المعارضة السورية الحاجة إلى تفعيل مؤسسي
- إشكاليات
- الماركسية واليسار نوستالجيا متأخرة أم تعبير عن إفلاس؟
- القضية الكردية في سوريا تنميات على المواقف
- الطائفية وإرادة السلطة شيء من الفخ العراقي
- لبنان وسورية دولتان لشعب واحد
- فدوة لله شكد يخبل جيفارا
- على المسلمين الاعتذار
- الإسلام السياسي من منظور هجين سوريا نموذجا
- 11سيبتمبر كارثة على أمريكا أم علينا ؟
- مشروع الهيبة في فضاء الخيبة !!تعزية خاصة إلى ميشيل كيلو
- المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة 3
- المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة
- الليبرالية العربية ..تغيير المسميات في هذا الزمن القحط


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - العراق 1