أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - اين يقف المثقف؟














المزيد.....

اين يقف المثقف؟


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 7967 - 2024 / 5 / 4 - 00:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


جاء في الحديث الشريف (إذا رأيتم العلماء على أبواب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك، وإذا رأيتم الملوك على أبواب العلماء فنعم العلماء ونعم الملوك) وجاء (الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك) وقال مظفر النواب(ان أرضنا حفلت بنواطير شجعان كثيرين منحوا حياتهم لحراسة الارض والتاريخ والناس، ولكن هناك نواطير جلسوا في احضان اللصوص، اللصوص الذين سرقوا كذلك الارض والتاريخ والناس) والنواطير هنا هم القائمون على عقل المجتمع وقيمه وقادة الرأي العام فيه، فتواطأ بعضهم مع الدكتاتور وخان شرف الكلمة وحافظ عليها وصانها البعض الاخر. حالتان تتسع فيهما الهوة بين المثقف والمجتمع، أولهما: حين يكون المثقف جزءا من السلطة وأداة بيدها، فيتحول الى كرباج تجلد به السلطة ظهر الرعية، وثانيهما: حين يترفع فيها المثقف على المجتمع او يتعالى عليه ليس من باب الرفض او اتخاذ موقف نقدي مما يعانيه المجتمع ويعيشه ويتبناه من قيم وعادات وتقاليد بل من باب الترفع المتنكب للغرور.
المثقف كائن نقدي لايحده او يؤطره دين او طائفة او عرق، بل هو للجميع ومع الجميع، حامل آلام المجتمع وآلامه ولايردد مع صاموئيل بيكت(لست ساعي بريد حتى احمل رسالة). لان المجتمع بحاجة اليه، ليتبنى قضاياه ويؤسس لثقافته ويصحح مسارات بنيته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
كثيرا مايكتب بعض المثقفين والادباء عن الزملاء الذين اندرجوا في ماكنة النظام السابق الاعلامية والثقافية، اذ يملؤون الدنيا صخبا كله لوم وتقريع، وفي الجانب الآخر نرى هؤلاء الزملاء يعضون اصابع الندم وقد أفلسوا من الامتيازات التي كان يغدقها صدام على مروجي خطابه الاعلامي ومتبني ثقافته والذابين عن سياساته.
المشكلة الاساسية التي مازلنا نعاني منها ان الدولة مازالت مهيمنة على كل السلطة والثروة، وهي التي تمتلك الاعناق والارزاق، فهي الآخذ والمعطي والمنعم والمغني، لاشريك لها في كل هذا فاصبح المجتمع تابعا لها، بل شحاذا يقف على بابها، يحتاجها ولاتحتاجه، بعد ان ابتلعت كل شيء.
عليك ان تصدق حين يقال لك ان فلانا كان في الصباح على مائدة السياسي الاسلامي، او في مقر حزبه يسرد صولاته ضد النظام السابق ضمن الحركة الاسلامية، ومساء عند القائد الليبرالي يتحدث عن المجتمع المدني والليبرالية وكيف كان شوكة في عين النظام ورموزه مدعيا تبني قيم الديمقراطية والمجتمع المدني.
وحال هذا المثقف الممسوخ هو حال من يصلي خلف الامام علي ويفضل مائدة معاوية، وحين يحمى الوطيس ويجد الجد ويصطدم الطرفان نراه في منطقة اللاموقف.
مسخ كهذا لايمكن ان تنطبق عليه صفات المثقف، فهو حين يكتب مثلا ، لايكتب الا مالا ينفع ولايضر، ولايقترب مما يوجع الرأس ويسبب الصداع..مايسمى بالمثقف هو مواطن كغيره له حقوق وعليه واجبات ومتى ماأخل بواجباته، لابد ان يحرم من هذه الحقوق، فكفتي الحقوق والواجبات لابد ان تتوازنا، وعكس هذا يعد اعتداء على حقوق الآخرين. وهذه الحقوق لاتستجدى من احد، بل نظمتها التشريعات والدستور.
السلطة دائما تسعى الى تدجين المثقف بالتلويح له بجزرتها، فهل استطاعت ان تجعله ينبح كما نبحت نمور زكريا تامر ؟ نعم استطاعت ان تحول البعض الى ابواق ومهرجين، يتم من خلالهم تسلية السلطان، لان السلطة دائما بحاجة الى مهرجين يرفهون عن رموزها او ابواقا تردد مقولاتها او تدبج لها المدائح وتبرر اعمالها وليست بحاجة الى المثقف صاحب الموقف النقدي.
والشعراء اثبتوا وبكل جدارة انهم اهل للعب دور البوق والمهرج في جميع الازمان لهذا تقربهم السلطة وتقيم لهم المهرجانات.
يروي د.غازي القصيبي في كتابه (عن قبيلتي احدثكم) اضطر الشعراء إلى التنقل بين الدويلات لعرض خدماتهم على حكام هذه الدويلات، وظهر "شعراء الكدية أو التسّول، بل هناك من يبتزون بشعرهم فيمدحوا وإن لم يعطوا قاموا بالهجاء المقزز - وأصبح الشعراء لا يكتبون إلا بمقابل, وقد نظم المتنبي قصيدة مديح حصل بمقابلها على دينار ولذلك تمت تسميتها بـ "القصيدة الدينارية.
بعض المثقفين في العراق اغوتهم قبائلهم وطوائفهم او احزابهم فتخلوا عن الوطن والمجتمع ولم يضعوا في اجنتدهم مايعانيه وطنهم او شعبهم فتهافتوا على موائد السحت الحرام كما يتهافت الذباب.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيابات النواب وضرورة ضبط الأداء
- الحادي عشر من سبتمبر، لحظة الحوار الدامي
- تهديد السلم الاهلي في كركوك
- -انقذوني بتهمة-
- مادة التغيير وغايته
- شباب العراق وصناعة لحظة التغيير
- مجتمع الدولة ودولة المجتمع
- التاسع من نيسان 2003 ..سقوط العقل العربي
- مخاوف متبادلة
- قانون جرائم المعلوماتيَّة..انتهاك لحرية التعبير
- ضعف الدور التشريعي وتجاهل الدور الرقابي
- خطاب الكراهية في مجتمعات التنوع
- مابعد داعش..صناعة السلام في المناطق المحررة
- المعارضة البرلمانية التي غيبتها المحاصصة
- الصراع بين الدولة واللا دولة
- الحكم اللامركزي في العراق
- رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي... الفرص والتهديدات
- رواية ترتر .. ..بريق الحداثة وظلام القدامة
- قراءة سسيوثقافية في رواية -شبح نصفي-
- انتفاضة تموز صفحة مجيدة في مواجهة الانحراف والفساد


المزيد.....




- زيلينسكي: الهجوم الروسي على خاركيف -تحت السيطرة-
- مقتل أحد قيادات -كتيبة جنين- في غارة إسرائيلية
- سوليفان يزور السعودية للقاء الأمير محمد بن سلمان
- زيلينسكي يتهم الغرب بمنعه من استخدام أسلحتهم لضرب روسيا
- مصادر: إعلان قريب هام يخص لعبة -Call of Duty-
- بعد إشرافه على تجربة.. وكالة: زعيم كوريا الشمالية يسعى إلى ت ...
- بالفيديو: إسرائيل تقتل قياديا في -كتيبة جنين- بالضفة الغربية ...
- زيلينسكي: هذا ما نحتاجه لتحقيق -تكافؤ جوي- مع روسيا
- بعثة الاتحاد الأوروبي لتدريب الجيش في مالي تغادر البلاد
- من هو سقراط خليل الذي اعتقل في كردستان العراق؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - اين يقف المثقف؟