أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - مابعد داعش..صناعة السلام في المناطق المحررة














المزيد.....

مابعد داعش..صناعة السلام في المناطق المحررة


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 6757 - 2020 / 12 / 10 - 15:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خاض العراقيون معارك شرسة مع تنظيم داعش الارهابي من اجل هزيمته وتحرير الاراضي التي احتلها، كما انهم خاضوا صراعات شرسة في ما بينهم وصلت الى حد كسر العظم .
لكن المعركة الحقيقية التي تلي كل هذه المعارك والاهم هي معركة صناعة السلام وترميم الجراح وتحقيق الشفاء الناجز للجسد الاجتماعي العراقي .
اذ يتفق الباحثون الاجتماعيون والنفسسيون على ان المعركة الحقيقية ليست تلك التي تستخدم فيها الطائرات والصواريخ او المدافع والبنادق،فهي لاتتمثل في الخنادق او بالهجمات العسكرية او التفجيرات،فليست سيارة مفخخة تنفجر هنا اوهناك، بل هي مشاكل متراكمة تركت من دون حل بسبب عدم وجود ارادة حقيقية لانتاج الحلول وصناعة السلام.
المعركة الاهم هي التي يقودها المجتمع ونخبه لترميم الارواح والقلوب من اثار الحروب والعنف ، واعادة التأهيل النفسي والاجتماعي للفرد والمجتمع .
المعركة الحقيقية هي معركة صناعة السلام وهزيمة الحرب ، لان المعارك الحقيقية ليست تلك التي تحدث على خطوط التماس بين المتحاربين ، او مايسميه بعض العسكريين( خطوط الصد) فحسب بل الاهم هو الواقع المجتمعي وثقافته واستئصال ثقافة العنف والارهاب والكراهية والانتقام والثأر واستنبات ثقافة السلام والتسامح والتعايش .
صناعة السلام
كيف يمكن ان تستأصل روح التسلط التي تمكنت من النسق الثقافي المجتمعي واستبدال الصور النمطية عن العدو ، او ما نعتقد انه عدو يمكن ان يصبح اخا وصديقا (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
لايتحقق السلام من خلال انهاء العدو بهزيمته او قتله بل يتحقق بالتخلص من المشاكل التي اوصلت الفرقاء للعداء.
اليات العمل تعتمد انتاج الحلول وليس غض الطرف عن المشاكل او تدويرها الى اوقات اخرى، وفتح جميع الملفات وليس اهمالها او القفز عليها وتجاهلها مهما كان تعقيدها وصعوبتها .
نستطيع القول ان من الصعوبة بمكان الوصول الى حالة الشفاء التام من الحرب والتخلص من اثارها ،الا اذا تم نبذ الانتقام والثأر ،واعادة الثقة بالنفس وترميم العلاقة مع الاخر وبالتالي بناء جسور الثقة معه من اجل الحوار .
ولايتحقق كل هذا الا من خلال اعادة تأهيل وترميم الارواح والقلوب التي اكتوت بنار العنف او عايشته او كانت جزءا من ادواته القاتلة او المقتولة ،كالنساء والاطفال المعنفين او النساء المغتصبات او الجنود والمحاربين الذين ارتكبوا بعض الاخطاء او اجبروا على المشاركة في الحرب تحت هذا الظرف او ذاك ، مع اننا لا يمكن ان نمسح الذاكرة مما علقت فيها من صور وبشاعات وحوادث عنف ، ولكن يمكن مسح الجراح والاثار التي اصابت الارواح والقلوب والعقول .
الاطراف المحلية وحدها القادرة على صناعة السلام
فالسلام لايمكن ان يصنعه الا اصحاب المصلحة الحقيقية به وهم الفئة التي اكتوت بنار الحرب والعنف ومس اللهيب روحها وقلبها .
وهي تحتاج الى دعم وتعزيز موقفها منه وتمسكها به، كما انها تحتاج الى تمكين وتدريب لتستطيع خوض مسارات تجربة صناعة السلام التي تحتاج الكثير من المهارة والتعب .
صناع السلام يتمتعون بروح الفروسية والنبل ، يرفضون الانتقام والثأر، قادرون على تقديم التنازلات واقناع الاخرين بتقديمها ،مدربون على التفاوض وحل النزاعات يعرفون الواقع المجتمعي ومشاكله بشكل دقيق ،يتمتعون بروح المبادرة.
لقاء هذه الفئات ومد الجسور بينها وتدارس اسباب العنف واثاره ، والبحث عن حلول بديلة عن العنف والصراع وهو ما يحتاج ارادات شجاعة وصلبة وجريئة تخلصت من اثار الماضي وعقده ، تسعى بلهفة نحو صناعة السلام ومن ثم الوصول الى مرحلة الشفاء التام من الماضي واحداثه.
لابد من الاشارة الا ان السلام لايمكن صناعته وتحقيقه بآلية فرض الامر الواقع او كسر الارادة لهذا الطرف او ذاك او استضعافه او الاستهانة به او اجباره على تقديم التنازلات ، لان هذا لا ينتج الشفاء التام، بل يشكل ما يمكن ان نطلق عليه هدنة مؤقتة، لان استغلال ضعف الضعيف الذي قد يصبح قويا يوما ما، فتفتح الجراح من جديد.
كما ان السلام لايمكن ان يتم عن طريق شراء الذمم او تقديم المغريات والمكاسب الشخصية المؤقتة،فهذا ليس حلا بل ارضاء مؤقت،وهو ما لايمكن ان يكون حلا ستراتجيا يوصل الى مرحلة السلام المجتمعي.
كذلك فان الانتهازيين والمواقف الانتهازية لا يمكن لها ان تصنع السلام، لان هؤلاء يبحثون عن مغانم شخصية واثمان لمواقفهم ، مع عدم ثبات هذه المواقف.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة البرلمانية التي غيبتها المحاصصة
- الصراع بين الدولة واللا دولة
- الحكم اللامركزي في العراق
- رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي... الفرص والتهديدات
- رواية ترتر .. ..بريق الحداثة وظلام القدامة
- قراءة سسيوثقافية في رواية -شبح نصفي-
- انتفاضة تموز صفحة مجيدة في مواجهة الانحراف والفساد
- الانتخابات العراقية
- السلوك الانتخابي
- المشاركة في الانتخابات حق ام واجب؟
- استهداف المرشحات
- برامج المرشحين وآمال الناخبين
- معلمان في صف واحد
- وفاء متأخر....مهملون في حياتهم محتفى بهم حين موتهم
- المسؤولية الاجتماعية للشركات في العراق
- تطبيقات القانون رقم 11 لسنة 2014 انتهاك للدستور
- الايزيديون ... التاريخ والابادات
- العنف المدرسي
- التعايش في مجتمعات التنوع
- مستلزمات التسوية التاريخية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - مابعد داعش..صناعة السلام في المناطق المحررة