أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - التاسع من نيسان 2003 ..سقوط العقل العربي














المزيد.....

التاسع من نيسان 2003 ..سقوط العقل العربي


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 16:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مرت أمس الذكرى السنوية لاحتلال بغداد من قبل القوات الأميركية.. أو قد ينظر البعض لهذا اليوم على انه عملية تحرير من دكتاتور لم يشهد له التاريخ مثيلا..في ذلك اليوم سقط العقل العربي بكل تهويماته ومشاريعه وتلك اللحظة لاتختلف عن لحظة حزيران 1967. فهو ذات العقل الذي واجه التحدي بالخرافة والاكاذيب والانتصارات الوهمية والاغاني الوطنية التي تسعى لشحذ الهمم المهزومة.
في 9 نيسان كانت لحظة سقوط البطل الكارتوني واوهامه وكرنفالاته .بل نستطيع القول أن السقوط كان للعقل الشعري المتمكن من ذهنيتنا والذي درب هذه الذهنية والعقلية على أن أجمل القول أكذبه فتم تغييب العقل بمخدر الحماسة الفارغة..فاندرجنا في أكاذيبنا وأكاذيب نخبنا و شعريتنا المتمرغة في وحل الذل والتبعية للاستبداد الحاكم بأمر الله.
كيف لا وقد قالها قبلهم احد مرجعياتهم الشعرية وهو يمتدح أستاذ الأساتيذ في الإجرام والقتل الحجاج بن يوسف الثقفي:
مِن سَدِّ مُطَّلَعَ النِفاقِ عَلَيهِمِ أَم مَن يَصولُ كَصَولَةِ الحَجّاج ِ
أَم مَن يَغارُ عَلى النِساءِ حَفيظَةً إِذ لا يَثِقنَ بِغَيرَةِ الأَزواجِ
إِنَّ اِبنَ يوسُفَ فَاِعلَموا وَتَيَقَّنوا ماضي البَصيرَةِ واضِحُ المِنهاجِ
هكذا خطاب كان سيف الاستبداد وصولجانه لايهتم لضحايا الممدوح وجرائمه او حال الامة ومعاناتها. وذهب الممدوح الى مزبلة التاريخ وبقى عار المداحين والطبالين.
نعم هي سنة الحياة والدول التي تنتقل من قوم الى اخرين ..
وهكذا سقط هذا العقل والمروجين له ..
في التاسع من نيسان سقطت خرافة البطل الدونكيشوتي وسقط معها العقل الدونكيشوتي ..
لكن للأسف لم نتعلم من هذا الدرس ... لم نستعد وعينا ولم نسترد عقلنا لحد الآن .. مازلنا اسارى الخرافة والجهل .
مازالت تخدعنا أوهام الفارس البدوي صانع البطولات (الوهمية) ،فنفرح بهذا ونغيب عقولنا عن الحقائق المرة الأليمة وننخدع بالأوهام السعيدة ، لأننا نكره المواجهة والمصارحة مع أنفسنا ، نكره مواجهة الواقع وحقائقه .
عقلنا البدوي الماضوي هو سبب ارتكاسنا وانتكاسنا ، فهل نستطيع أن نغير عدتنا العقلية أو نحاول إصلاحها؟ .
وحين أقول العقل العربي فلا اقصد العرب فقط بل جميع من تشرب ثقافتهم وفكرهم وان كان من قومية أخرى.فهذا العقل حكم المنطقة مئات السنين فأصبح مرجعية لكل سلوك.
الهوة تتسع بيننا وبين الآخر ومازلنا نعتز بخطابنا الشعري الكاذب (أجمل الشعر أكذبه) فالقائد مازال يفرح بمن يدغدغ مشاعره وعواطفه بالأكاذيب ويكره من يصارحه بالحقائق والوقائع والأرقام ..ذهنيتنا تكره العقلانية وتبتعد عنها..لهذا يقرب السياسي ويدني في مجالسه (المهوال) والشاعر ويبعد بل يبتعد عن الباحث العلمي والمثقف الصادق الذي يصارحه.
مازال زعاطيط القائد يحكموننا بذات الذهنية..واقصد بزعاطيطه ليس أتباعه ومن تبقى منهم بل حتى من ناصبه العداء وحاربه..فالضحية تتمسك بأخلاق جلادها وخطابه وعقله.
مازلنا نمسك سيفنا الأحدب الذي صنع الأمجاد وقتذاك فنلوح به للأعداء ممن يهددون حاضرنا ومستقبلنا بالبوارج وحاملات الطائرات.
لن نتقدم ولن ننتصر مادمنا نعيش في الماضي و أمجاده ونكره الحاضر ونعادي المستقبل ، فأصبحنا خارج التاريخ .
ما اكتبه ليس جلدا للذات وان فهم بهذا المعنى بل هو مراجعة بسيطة جدا ووقفة أمام لحظة تاريخية..فهل نستطيع مراجعة عقلنا و تنظيفه مما علق فيه من أدران وأوساخ التاريخ..فمن المعيب أن نواجه العالم بهذا العقل وهذا الخطاب.
وبهذا فقد سقط العقل العربي بجميع اسماله واكسسواراته البالية وامجاد الماضي التي مازلنا نتمسك بها ونلوذ خلفها كلما فجعتنا مصيبة او داهمتنا نكبة.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاوف متبادلة
- قانون جرائم المعلوماتيَّة..انتهاك لحرية التعبير
- ضعف الدور التشريعي وتجاهل الدور الرقابي
- خطاب الكراهية في مجتمعات التنوع
- مابعد داعش..صناعة السلام في المناطق المحررة
- المعارضة البرلمانية التي غيبتها المحاصصة
- الصراع بين الدولة واللا دولة
- الحكم اللامركزي في العراق
- رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي... الفرص والتهديدات
- رواية ترتر .. ..بريق الحداثة وظلام القدامة
- قراءة سسيوثقافية في رواية -شبح نصفي-
- انتفاضة تموز صفحة مجيدة في مواجهة الانحراف والفساد
- الانتخابات العراقية
- السلوك الانتخابي
- المشاركة في الانتخابات حق ام واجب؟
- استهداف المرشحات
- برامج المرشحين وآمال الناخبين
- معلمان في صف واحد
- وفاء متأخر....مهملون في حياتهم محتفى بهم حين موتهم
- المسؤولية الاجتماعية للشركات في العراق


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخضع -ميتا- للتحقيق.. ويوضح السبب
- مدينة طنجة المغربية تستضيف يوم الجاز العالمي
- ?? مباشر: آمال التوصل إلى هدنة في غزة تنتعش بعد نحو سبعة أشه ...
- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - التاسع من نيسان 2003 ..سقوط العقل العربي