أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - من أين ورث الشعب ثقافته ؟














المزيد.....

من أين ورث الشعب ثقافته ؟


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7965 - 2024 / 5 / 2 - 12:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أين ورث الشعب ثقافته!؟
بل من أين ورث كل هذا البلاء؟
الجواب بكل وضوح, هو ؛ إكتسبها من النخبة التي لم تكن مثقفة فلو كانت متّقيّة لا نصف مثقفة فنتيجتها حتماً ستكون المحبة و الوئام و التعاون و التواضع و الأنتاج و الوفرة و السعادة, و لو كانت العكس, فهو العكس كما هو الواقع!

و لو كان المجتمع يتّصف بآلفساد العام و الجرائم المنظمة و الظواهر الأخلاقية الشاذة؛ فأن السبب من نفاق و خلو الوجدان في الحُكام و السياسيين و هذا هو واقع العراق للأسف وعلة العلل في ذلك .. هي الثقافة المنحطة و الدين المؤدلج :

و بما أن بلادنا حكمها و يحكمها للآن أنصاف المثقفين كظاهرة شاملة حتى في الجامعات والمدارس ناهيك عن الطبقة السياسية التي فقدت الوجدان و إمتازت بآلأمية الفكرية و الأبجدية لهذا إنتهى العراق و مسخوا الشعب و لا يتطور أبداً!؟
ملاحظة : ألتطور ليس بناء شارع أو رصيف مدرسة ؛ إنما هو العدالة و آلحرية و و الكرامة و المساواة و خلو المجتمع من الطبقية في الحقوق و الرواتب, و بما أن هذا الأمر الأهم مفقود بل و معكوس ؛ لذا الخراب و الفساد سيستمر حتى زمن الظهور, ما لم تتقدم المرجعية و تستلم زمام الأمور و تضع ثقتها بآلجهة المطمئة مع إشرافها المباشر, و تلك هي الحالة الوحيدة الناجية خصوصا مع الشعب العراقي!

و إليكم التفاصيل:
يقول أحد الكتاب : [بعد ثورة تموز و تأسيس الجمهورية العراقية عام 1958م عملت الدّولة على نشر التعليم والثقافة والوعي الصحي و الزراعي و الصناعي بشكل خاص بين صفوف الطبقات المحرومة ، فكانت من خطوات تلك الثورة التغييرية؛ إرسال فرق سينمائية للمناطق المحرومة لعرض الأفلام السينمائية بالمجان على شاشات عملاقة في ساحات المدن المفتوحة لتسلية الناس والترفيه عنهم من ناحية وبث الوعي والثقافة من ناحية ثانية بإعتبار الأعلام و القصص السينمائية مدرسة بحدّ ذاتها,و كنت بآلمناسبة شاهداً لتلك الفعالية عندما عرضوا فيلماً في الصوب القديم بمدينة بدرة/واسط و عمري أنذاك لم يتجاوز الأربع سنوات ، بعد أن وصل فريق ثقافي سينمائي عصر ذلك اليوم لمدينتنا لعرض أحدى الأفلام قرب الجسر القديم على شاشة من القماش بطول 5في4 تقريباً, تعلق على الحائط فتتجمع العوائل والناس من مختلف الأعمار نساءاً ورجالاً تفترش الأرض لمشاهدة أحداث الفلم و لأول مرّة يشهدون ذلك، وكانت الدولة حينها تهدّد بالعقوبات الشديدة و محاسبة من لا يحضر العرض السينمائي ، فكانت الناس تحضر مجبرة و بنفس الوقت متلهفة لمشاهدة شيء جديد لم يعتادوا مشاهدته من قبل!

و كلنا يعلم أن الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي لم يعرفوا ولم يسمعوا بالسينما والتلفزيون في ذلك الوقت ، فمع تجمع مئات العوائل الجالسة على الأرض الترابية و في وقت مساءاً تمّ عرض فلم مصري (قصة قديمة) عن حياة عنترة بن شداد ، كانت أحداث الفلم تتحدث عن شجاعة و بطولات عنترة و علاقته العاطفية بعبلة, و كانت العوائل رجالاً و نساءاً منبهرين و هم يشاهدون لأول مرة احداث فلم امام شاشة عملاقة كقصة حقيقية وكان ظن الجميع أن ما يحصل على الشاشة احداث جارية لحظتها ، ففي أحدى لقطات الفلم سقط عنترة من حصانه أثناء أحدى المواجهات فصرخ يستنجد بأخيه بعد أنْ تجمّع عليه الأعداء و احاطوا به!ولكن المفاجأة قبل أن يأتيه أخيه ، هبت الجموع الجالسة التي كانت مندمجة مع الفلم وهي تتفرج هبت لنصرة عنترة فصار الهجوم على الشاشة وهم يهتفون ( إحنا أخوتك عنترة ) فتم تمزيق الشاشة وتوقف الفلم وعمت الفوضى وانتهى العرض ، نعم هذه حقيقة ثقافة الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي قبل حوالي 65 عاماً ، أي بعد الثورة وأسقاط النظام الملكي].

ثم يضيف الكاتب الذي لا أتذكر إسمه للأسف : [بأن تلك الحادثة القديمة جداً أحضرت في ذهني و أنا أتصفح فديوات اليوتيوب فوجدت فديو قد لا يختلف كثيراً في احداثه عن تلك الحادثة عام 1958 م ، فقد تمّ هذا الفديو تم تصويره وبثه في العام 2023 م ، الفديو يصور ساحة ترابية يمثل فيه مجموعة ممثلين محليين في أحدى المحافظات العراقية واقعة يوم العاشر من محرم و مقتل الحسين في واقعة معركة الطف، و الجموع البشرية التي حضرت مبكراً لمشاهدة هذا العرض التمثيلي, و كلهم يعرفون بأن ما يحدث أمامهم هو مجرّد تمثيل أو مايسمى (بالتشابيه) كمسرح كبير, فان حضورهم هذا العرض التمثيلي لفهم حيثيات ذلك الحدث التأريخي ، ولكن المفاجأة أيضاً بدأت عند لحظات مقتل الحسين(ع) حسب تصوير الفديو ، الناس يهجمون بالمئات وبأندفاع عاطفي كبير بشكل جماعي صغاراً وكباراً على الممثلين الذين قتلوا الحسين(ع) و أشبعوهم ضرباً مبرحاً و أدموهم وتمّ نقل بعضهم إلى المستشفيات القريبة وهم في حالة خطرة!

وكأنّ صورة ما حدث قبل أكثر من ستة عقود في خمسينيات القرن الماضي؛ تعاد بشكل حي مع فارق وحيد وهو عدم وجود ضحايا قبل ستة عقود .. و هنا وجود عشرات الضحايا ].

إن السؤال الذي يخطر على بالنا و نحن نشاهد ذلك الفديو و (التّشابيه)، و نعيش الواقع كما هو :
ماذا تطوّر من العراق, خلال فترة زمنية إمتدت لنصف قرن؟
إضافة إلى فائدة الثورة الحسينيّة التي إمتدت لـ 15 قرناً؟
و هذه هي عقلية الناس و هذا هو مستوى وعيهم للآن؟
وهؤلاء هم غالبية الشعب العراقي إن لم نقل كلّهم شئنا أم أبينا, فآلصفة المشتركة : (طيبة + جهل + عاطفة + سذاجة + حرمان + طاعة عمياء) أو (معارضة عمياء)!؟
فهل مع هذا الوعي المشوّه و الوضع العاطفي السطحي البسيط سيتغير العراق نحو الأفضل؟

إذاً علينا تغيير النظام السياسي أولاً ثم تدريب النّخبة و توعية و تعليم المعلم لأحداث تنمية بشرية - حقيقية لا حزبية أو عشائرية تصب لصالح الرؤوساء و الشيوخ و لجيوب السياسيين الفاسدين .. و إلا شعب لا يميز التمثيل عن الحقيقة والعدالة عن الظلم و المثقف عن أنصاف المثقف و الفاسد عن الصالح و المجاهد عن المنافق و حتى العدو عن الصديق؛ كيف يمكن أن يفلح و يهتدي و يتحرر !؟



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا التدخين أخطر من المخدّرات!؟
- مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونيّة
- مفهوم ا لثقافة في الفلسفة الكونيّة
- هل كان السّيد مقتدى الصدر على حقّ!؟
- الأعتراف بآلخطأ فضيلة :
- شروط النهضة الحضارية :
- شروط البناء الحضاري :
- إقترب أجلنا المحتوم !؟
- نعم .. إقترب أجلنا .. و إليكم الدليل!؟
- هل إقتربَ أجلنا؟
- لا أمن بدون العدالة :
- مواصفات المسؤول العادل :
- هل ينتهي الفساد في العراق!؟
- الكتابة الكونية النافذة
- ألعنف و تسويق الجهل :
- العراق بمهب الريح :
- الخيانة العظمى للعراق !
- هدية العيد من العارف الحكيم :
- في وصف العيد :
- معايير إنتخاب الأصلح :


المزيد.....




- شاهد.. محتجون إسرائيليون يخربون شاحنات مساعدات متجهة إلى غزة ...
- في الشأن الإسرائيلي الفلسطيني.. نص ما ورد في -إعلان البحرين- ...
- سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز ...
- قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا
- الرئيس الصيني شي يستقبل نظيره الروسي بوتين في بكين
- صحيفة: درونات مجهولة تصور بشكل خفي أكبر سفينة حربية يابانية ...
- بوتين: تحالف روسيا والصين في قطاع الطاقة سيتعزز
- وزراء خارجية 13 دولة يحذرون إسرائيل من الهجوم على رفح
- كندا تفرض عقوبات على أربعة مستوطنين
- الدفاع الروسية: تدمير أكثر من 100 طائرة و6 زوارق مسيرة أوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - من أين ورث الشعب ثقافته ؟