أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - لا أيها القدر














المزيد.....

لا أيها القدر


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7961 - 2024 / 4 / 28 - 12:52
المحور: الادب والفن
    


أنا الآن أبحث عن زوج رابع ..
قبل أيام أكملت عامي الخامس والثلاثين .. لم أعد جميلة فقط بل وأنوثتي تصرخ لتعلن ولادة امرأة جديدة تعرف معنى أن تستيقظ لتجد إلى جانبها رجل يلتهم أنوثتها ويقول هل من مزيد .. تختبأ في أحضانه هربًا من سياط الشتاء وعذاباته فيخبرها أن الربيع يولد من لون عينيها والصيف من صفائهما ولن تسقط أوراق خريفه الصفراء إلا على أرضها الحنون .. فتشعر بالقوة تسري في أيامها تنتظر شمس الغد بلا قلق فيمضي الليل بها وهو ينتعل الأحلام نحو فجر يملئه الندى ..
أنا الآن أبحث عن رجل يزرع في أرضي بذرة تحمل في ثناياها روح لحياة أخرى قبل أن تغادرني مواسم الأمطار، فأغدو موطنًا للغربان ..
أبحث عن نصفي الآخر لأني به فقط أكتمل
أصرخ بأعلى صوتي فيرتد إلي الصدى ضاحكًا ساخرًا ليقول لي:
لا تصرخي .. إنه القدر ..
أيّ قدر يرتضي لفتاة في الرابعة عشرة أن تكون زوجة لرجل في الأربعين يغتصب طفولتها باسم الشرع .. يعبث بجسدها كذئب انفرد بفريسته .. وطِئ بقدميهِ أرضها البكر فسحق زهورها لتموت الفراشات ولما يزل الربيع على الأبواب .. يثيره صراخها وهي تستجير بأمها .. مزقَ دميتها ورمى بها بعيدًا ثم رمى بها بعيدًا بعد أن مزق غشاء بكارتها ..
خرجَ ليباهي أشباه الرجال من أمثاله .. بعد سنوات .. خرجتُ من مخدعه وأنا أحمل اسم مطلقة ..
ألا تبًا لكَ أيها القدر ..
لماذا صممتْ أذنيك عن توسلاتي؟ ألا أثير شفقتك وأنت ترى أبهى أيام عمري وأغلاها تحترق بصمت .. الزوج الثاني الذي اخترته لي .. في الليل يفرغ في جسدي كل سمومه .. أمسي مكبًا لنفاياته .. تسري رائحة الدواء في شراييني حين يقبل شفتيّ أشعر بالمرض يحتل روحي .. أعد الثواني .. أذهب بأفكاري بعيدًا لأنسى العذاب الذي يمارسه معي باسم الزواج ثم ينهض عني ليتركني جثة .. وجهه الشاحب يذكرني بالموت .. ليس لدي خيار .. أما أن اموت كل يوم معه وهو ينعم بالحياة أو انتظر موته وأنا أعرف أني سأبدأ رحلة أخرى لا أعرف نهايتها فحملت وأنا في العشرين لقب أرملة ..
أية قسوة تحمل وأنت تغرس مخالبك في قلبي فتقتلع كل الرحمة منه؟!
هل أنستُ العتمة لتلازمني طوال الوقت ؟ أيّ قدر أنتَ ساقته الأقدار إلي؟
هل عذابي يمنحك كل هذه النشوة؟ ماذا فعلت لتدخر هذا الزوج لي؟
أثار ضربه لي لا زالت تحفر عميقًا في روحي .. كفه الخشنة وهي تهوي على خدي وباقي جسدي تجردني من إنسانيتي ، يقتلني ثم يكشفَ عن ذكورته فيدفنها في قبوري ليزداد عدد الموتى واحدًا .. فحيحه يملأ المكان برائحة دخان أسود ترسم الكوابيس فيها ألف وجه فتنغلق كل الأبواب ولا نوافذ ليدخل منها بصيص أمل .. يقتص مني لأن القدر اللعين لم يمنحه الابن الذي يريده .. عقيم الجسد والروح والمشاعر .. أيها الألم .. ألم تجد أرحب من هذا الجسد تتوالد فيه ؟! حفرتَ أوردتي حتى غرست عمقيًا أشواكك فيّ ثم سقيتها صبرًا من دمي ودمعي وجاء موسم الحصاد .. هذه المرة حصدت سنوات عمري .. ألتفتُ إلى الخلف يقتلني الندم .. أتطلع إلى ما تبقى أتيه في الضياع ..
أنا الآن أبحث عن زوج رابع!!



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساحل النسيان
- سطور بيضاء في كتاب أسود
- زهرة الليلك الأرجوانية
- زوبعة على ورق
- دردشة
- رماد أبيض
- في ضيافة مجلة سطور الأدبية .. مع الإعلامي أحمد مالية
- بعد فوات الأوان
- زاوية لست قائمة
- لا خيار
- حالة حب
- س .. ش
- لحظة ويشتعل الضوء
- لحظة فارقة
- قبل الألف .. بعد الياء
- بعيدًا عن الضفة
- كلمات غير متقاطعة
- يسعد صباحك يا حلو
- مذكرات زوجة ميتة
- اللقاء


المزيد.....




- مهرجان -القاهرة السينمائي- يعلن عن أفلام المسابقة الدولية في ...
- زلزال في -بي بي سي-: فيلم عن ترامب يطيح بالمدير العام ورئيسة ...
- 116 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة.. الإعلان التشويقي لفيلم مايكل ...
- -تحيا مصر وتحيا الجزائر-.. ياسر جلال يرد على الجدل حول كلمته ...
- منتدى مصر للإعلام يؤكد انتصار الرواية الفلسطينية على رواية ا ...
- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...
- مصر.. انتقادات على تقديم العزاء للفنان محمد رمضان بوفاة والد ...
- الإمارات.. جدل حكم -طاعة الزوج- ورضى الله وما قاله النبي محم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - لا أيها القدر