أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - أي علاقات بين واشنطن والكيان الصهيوني؟















المزيد.....

أي علاقات بين واشنطن والكيان الصهيوني؟


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 7961 - 2024 / 4 / 28 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حدثان قبل أيام، ربما بين مئات قبلهما، جدَّدا ضرورة النظر والتدقيق في طبيعة العلاقة القائمة بين الولايات المتحدة (بكل إداراتها) والكيان الصهيوني، أو على الأقل، في الطور الراهن منها. الحدث الأول، إقرار مجلس النواب الأميركي، بتفاهم الحزبين المتنافسين بضراوة على كرسي الرئاسة، «الديموقراطي» و«الجمهوري»، حزمة مساعدات بقيمة 26,4 مليار دولار. وهو، تقريباً، ضعف ما كان قد طلبه الرئيس جو بايدن قبل مدة (حوالى 14 ملياراً). حصل ذلك رغم ما يطفو على السطح من مظاهر «خلاف» و«توتر» بين الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الإسرائيلية حول رفح و«ارتفاع الضحايا المدنيين». المساعدة الأميركية الهائلة ليست مفاجئة. المفاجئ توقيتها قبل الشروع المعلن، من قبل رئيس حكومة العدو، في غزو رفح، وبهذا السخاء المنقطع النظير.
الثاني، هو في ردّتي فعل إسرائيليتين أعقبتا، بعد ساعة فقط، إقرار المليارات الأميركية تلك. فقد هاجم نتنياهو الإدارة الأميركية، بسبب إعلان دعائي تضليلي، عن تحقيق أميركي باحتمال خرق كتائب عسكرية إسرائيلية المواثيق الدولية في الضفة الغربية المحتلة، قبل 7 أكتوبر (ماذا عن الإبادة المتواصلة في قطاع غزة قبل حوالى 7 أشهر!). هاج نتنياهو وماج. هدَّد بأنه سيتصدى لذلك «بكل قوته». ذكّر ذلك بالحملة الضارية التي قادها، بشكل وقح، ضد الاتفاق النووي مع إيران، متحدياً ومستفزاً الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. أمّا النائبة الليكودية المقربة منه طالي غوتليف، فقد شتمت الإدارة الأميركية واتهمتها بالعداء لـ«السامية» وتساءلت: من تحسب الولايات المتحدة نفسها؟
في السياق، ويوم الإثنين الماضي، صدرت «البراءة» الأممية لوكالة «الأونروا» من قبل اللجنة التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة، برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا، للتحقيق في اتهام إسرائيلي لـ12 عضواً من موظفي الوكالة بالمشاركة في عملية 7 أكتوبر. فور صدور الاتهام الإسرائيلي، ومن دون تحقيق أو تدقيق، قررت واشنطن قطع مساهمتها في ميزانية الوكالة، وحذت حذوها، مباشرة، 14 دولة حليفة وتابعة، ما هدّد عمل الوكالة التي تقدّم خدمات لحوالى 6 ملايين فلسطيني في الشتات.
عبر عرض هذه الوقائع، وشبيهاتها كثيرة، تبدو حكومة إسرائيل في موقع قوي في علاقتها بالطرف الأميركي. جرت العادة في اعتبار الكيان الصهيوني أداة للقوى الغربية الكبرى التي رعت عملية إنشائه، وأسبغت على مشروعه الإرهابي الإحلالي الشرعية الدولية. ثم هي وفرت له دعماً مستداماً هائلاً في الحقول السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية. لكن الوقائع والممارسات المذكورة، وسواها، تستدعي، حكماً، التساؤل: هل إسرائيل هي مجرد أداة؟ وإذا كانت كذلك، فلماذا تمتلك، إذاً، كل هذه الحظوة الاستثنائية، لدرجة أن البعض صنفها على أنها الولاية الـ51 في الفيدرالية الأميركية، وحتى ليس فقط أي ولاية! كيف يمكن تقديم تفسير قريب من الحقيقة بهذا الشأن؟
بعد أن تولت «بريطانيا العظمى» مرحلة التأسيس عبر «الوعد» والدعم والتدريب وتسهيل الهجرة، برزت واشنطن قوة هائلة صاعدة، وبجانبها الاتحاد السوفياتي، على حساب الدول الاستعمارية القديمة التي تراجعت قوتها، خصوصاً، بعد الحرب العالمية الثانية. مع تزايد إرهاب العصابات الصهيونية وعدوانيتها في فلسطين، ظهر ارتباك إنكليزي للتوفيق ما بين تلبية طلب الحركة الصهيونية بإنشاء «الدولة اليهودية» في فلسطين، وبين محاولة حكومة لندن تمديد الانتداب البريطاني لخمس سنوات إضافية. في الأثناء، تعاظم نفوذ الجناح الأميركي في الحركة الصهيونية بوصفه الموقع الأكثر تأثيراً فيها. ترتب على ذلك انزياح صهيوني نحو واشنطن التي «تكفّلت» رعاية المشروع الصهيوني مذّاك: بالترويج للاستيطان عبر الرئيس ترومان، وبالاعتراف بالدولة المغتصبة، وبمنع قيام الدولة الفلسطينية حسب نص قرار التقسيم... إلى اليوم: حيث أسقطت واشنطن كل قرارات وقف إطلاق النار. كما أسقطت، قبل أيام، مشروع قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية (التي تاجرت بها مراراً في الأشهر الماضية بوصف «حل الدولتين» هو «الحل الوحيد للنزاع»).
بلغ النفوذ الأميركي ذروته عام 1956 حين استغلت واشنطن «العدوان الثلاثي» على مصر من أجل إمساكها بكامل اللجام الإسرائيلي، من جهة، وبمصير منطقة الشرق الأوسط التي باتت واشنطن صاحبة النفوذ الأكبر فيها، من جهة ثانية. منذ ذلك التاريخ نشأت علاقة بين الطرفين حظيت عبرها تل أبيب بدعم أميركي مطلق لجهة:
1-مدها بكل أسباب القوة والتفوق.
2-إمعان واشنطن في رفض قيام دولة فلسطينية (رغم احتكارها دور «الوسيط» في النزاع) حسب قرار التقسيم (حل الدولتين) الذي أصرت عليه العصابات الصهيونية أساساً لكسب مشروعية دولية، بالتوازي مع منع الطرف الفلسطيني من بناء دولة خاصة به، ولو على الجزء الأقل من وطنه.
3-تصنيف واشنطن لتل أبيب قاعدة سياسية وعسكرية وأمنية و«حضارية» محورية في المنطقة التي تزايدت أهميتها مع تعاظم اكتشافات ثروتها النفطية بشكل خاص، ومع انطلاق تيار تحرري واسع في عدد من بلدانها، ومع ازدياد التنافس الأميركي السوفياتي فيها.
4-فرض إدماج إسرائيل في المنطقة قوة إقليمية لحماية الأنظمة التابعة، ولمواجهة القوى التحررية التي تناضل من أجل تحقيق مصالح شعوبها في الاستقلال والحرية والتقدم.
5-في خدمة هذا الدور جندت الحركة الصهيونية كل إمكاناتها في الولايات المتحدة، من أجل نجاح هذه الأهداف. والحركة الصهيونية قطب وجناح مؤثِّر في الرأسمالية الإمبريالية الأميركية. هي تهيمن على فروع كبيرة ومهمة، تقليدية وحديثة: في الحقول المالية والصناعية والإعلامية والتكنولوجية والفنية والاتصالات... في السياق، جرى بذل جهود هائلة من أجل دخول، أو ممارسة حضور جوهري، في أكثر فروع النشاط أهمية: الأمن والعلاقات الخارجية ومراكز الأبحاث والجامعات الكبرى والاتصالات والبورصة... ما وفَّر للصهاينة، وبالتالي للكيان الصهيوني، قوة ومراكز ضغط كبرى باتت لاعباً أساسياً في تحديد السياسات الأميركية، خصوصاً في مركزي القرار الأساسيين: رئاسة الولايات المتحدة والكونغرس الأميركي.
في امتداد ذلك، باتت إسرائيل جزءاً عضوياً من الولايات المتحدة. وهو جزء يشغل موقعاً أساسياً في خطط هيمنتها الشرق أوسطية التي من أجلها صاغت مشاريع قديمة وجديدة، وغزت، وغامرت، وأقامت القواعد العسكرية، وفرضت التطبيع، ودعمت دائماً، بلا حدود، حروب الصهاينة واعتداءاتهم. إلا أنه، وفي كنف المخطط الأميركي الشرق أوسطي القائم، برز، خصوصاً في السنتين الأخيرتين، وعبر تحالف قاده نتنياهو واستعاد بواسطته رئاسة الحكومة، مشروع أُصولي صهيوني توراتي «متطرف» (حسب وصف الرئيس بايدن). وهو مشروع ميدانه الأساسي «إسرائيل الكبرى» التوراتية، وليس «الشرق الأوسط الواسع» الأميركي، أو حتى ذلك الذي نظّر له رئيس وزراء إسرائيل الراحل شمعون بيريز. من هنا خصوصاً، بدأت تتزايد التباينات الأميركية-الإسرائيلية، دون أن تفسد للودّ الأساسي قضية، كما يتبين من موقف واشنطن من حرب الإبادة في غزة.



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة عظمى للعدوان والهيمنة
- الأميركي، «وسيط» أم عدوّ؟!
- وليمة القتل بين بايدن ونتنياهو
- ماذا عن تلكؤ «الشارع» العربي؟
- جوهر التحرّر العربي: مواجهة مشروع الصهاينة وحماتهم
- خطة الاحتواء الأميركية قيد التطبيق
- بلينكن: خطّة استفراد غزّة وعزل إيران
- حرب بلا قواعد!
- الخاسر الأكبر
- إجرام الصهاينة: التفوّق على الذات!
- قمّة الاحتواء والتمييع
- معادلة الجزء والكل: واشنطن العدو الأساسي
- غزة العُظمى!
- مفارقات ما بين اللجوء والنزوح
- نظام اللامحاسبة
- السيادة في بازار الفئوية والارتهان
- خلل وتجاهل وعِبر
- بين سيئ وأسوأ
- أسباب وآفاق التحولات السعودية
- فتى الكتائب... مغامراً!


المزيد.....




- تفاصيل أقوى عاصفة مغناطيسية شهدتها الأرض منذ 21 سنة وما تسبب ...
- الولايات المتحدة تبدي شكوكها حول احتمالية انتهاك إسرائيل للق ...
- فيديو: رافضين توسيع مصنع تسلا على حساب الغابات.. ناشطون بيئي ...
- -حماس- تعيد تأهيل قدراتها.. الجيش الإسرائيلي يوجه نداء عاجلا ...
- صحفي ألماني: لم يتبق أمام الجيش الأوكراني سوى الفرصة الأخيرة ...
- إيران تتوعد بالرد على نيّة كندا إدراج -الحرس الثوري- على قائ ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في البرازيل
- رغم استمرار الحرب.. مشروع لتسهيل عودة السودانيين من مصر
- شرارة الحراك الطلابي الداعم لفلسطين تصل إلى باكستان
- سيناتور أميركي: اجتياح رفح يجب أن ينهي المساعدات العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - أي علاقات بين واشنطن والكيان الصهيوني؟