أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - خلل وتجاهل وعِبر















المزيد.....

خلل وتجاهل وعِبر


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت نتائج جلسة 14 حزيران الجاري، وهي المحاولة الرقم 12 لانتخاب رئيس للجمهورية، مجموعة حقائق واستنتاجات، وربما، أيضاً، مهمات لمن ينبغي أن يعتبر ويستفيد ويتدارك.

أولاً، بات من الأكيد أن أحداً لا يستطيع، من خلال التوازن الحالي، الذي أفرزته نتائج الانتخابات النيابية في أيار من العام الماضي، حسم مسألة انتخاب الرئيس بقواه الذاتية أو، حتى، باستقوائه بخارجٍ ما، قريب أو بعيد.
ثانياً، تأكّد أن القوى السياسية ذات المرجعيات الخارجية، تتصرف في علاقاتها مع تلك المرجعيات وفق قاعدة «ملكي أكثر من الملك». هامش الاستقلالية عند بعضها محدود جداً. أما عند الأكثرية، فهو معدوم تماماً! ففيما تشهد المناخات الإقليمية انفراجات واسعة، ويتراجع، نسبياً، تدخل واشنطن (وهي كانت الأكثر تدخلاً ونفوذاً وتخطيطاً)، فإن الانقسام والتأزم الداخليين ما زالا في ذروتهما. يحول ذلك دون اتخاذ مبادرات محلية، تساهم، ولو قليلاً، في احتواء الأزمة تمهيداً لبلورة تسويات بمساعدة الخارج عندما يصبح ذلك ممكناً!


ثالثاً، تقود الانتصارية المستشرية لدى أطراف عديدة متنافسة، لرفع المعنويات، أو لذر الأوهام، ليس فقط إلى ادعاء تحقيق انتصارات، بل أيضاً إلى عقد رهانات خادعة. لا شك أن المصالحات والمتغيرات الإقليمية التي حدثت أخيراً، قد أدخلت، وستدخل المزيد من العناصر الجديدة على توازنات المشهد السياسي في لبنان والمنطقة. انعكاساتها العامة ذات طابع إيجابي بالتأكيد. لكنها ليست واحدة بالنسبة إلى أطراف الصراع: طرفٌ تحرّر من بعض الضغط، وآخر خسر بعض الدعم من حيث الواقع والمنطق. علامات ذلك ماثلة بوضوح في الواقع السياسي اللبناني... يساهم ذلك، أيضاً، في استمرار المراوحة والتعقيد.
رابعاً، إن توازن القوى برلمانياً، لا يقود، تلقائياً، إلى توازن مشابه، على الصعيد الإعلامي والدعائي... ففريق «الممانعة» لا يزال في موقع دفاعي تحت تأثير الحملة الهجومية التي سُعِّرت ضده في الإعلام خصوصاً. كذلك تحت تأثير حضوره الأكبر في السلطة (أي في المسؤولية عن الأزمة)، ولو خرج من صفوفه «التيار الوطني الحر»، أو بسبب هذا الخروج الذي حصل في ذروة الهجوم على حليفه من قبل خصوم داخليين وأعداء خارجيين. لقد رهن التيار العوني مصير تفاهم «مار مخايل» (شباط 2006 ) بشرط استمرار «حزب الله» بدعمه الدائم في معركة الرئاسة الأولى. تمثّل الطابع الهجومي المشار إليه، في الدور المتزايد الذي لعبته «القوات اللبنانية» و«الكتائب» في تحديد هدف الانتخاب وهو إسقاط «مرشح حزب الله» تمهيداً لنزع سلاحه. وهو الهدف نفسه الذي حددته واشنطن (ويسعى من أجله، بكل الوسائل، العدو الإسرائيلي) كسبب للأزمة اللبنانية ولمعالجتها المزعومة!


خامساً، «حماية ظهر المقاومة» كما حدَّد «حزب الله»، وعبر مرشح حليف، سيحمي أيضاً ظهر الثنائي «أمل» و«حزب الله»، وحلفائهما، أي فريق وازن في السلطة، (خصوصاً الرئيس نبيه بري منذ «الطائف» حتى اليوم). سيقود ذلك إلى استبعاد المحاسبة ومعها أي انعطاف جدي في مسار الأزمة العامة وما تفرضه في شقها الاقتصادي خصوصاً، من مقاربات وتغييرات انعطافية وعلاقات في الداخل (بوقف النهب واللصوصية والتحاصص الطائفي... وفي الخارج، بإقامة علاقات وتوجهات جديدة ممنوعة حتى الآن).
سادساً، من جهتها، قوى المعارضة التي كانت في السلطة وفي صلب المحاصصة، وكذلك من دَخَل المجلس بفعل الانتفاضة وبذريعة التغيير، «تقاطعت» على دعم مرشح «صندوق النقد الدولي» وابنه المطيع والبار الذي لم يسلِّف بلده أي موقف وأي قرش، من موقعه مسؤولاً عن الشرق الأوسط وأفريقيا (في الصندوق)، وثمناً أو دعماً لوصوله إلى سدة الرئاسة! الصندوق نفسه كشَّف عن أنيابه مشاركاً في الحصار على لبنان وفي تغذية أزمته، متواقحاً ومتسائلاً، أخيراً، عن الـ«جدوى السياسية» لأي دعم أو قرض للبنان! هذا فضلاً عن شروطه العرقوبية المعروفة والموجّهة ضد مبدأ «دولة الرعاية الاجتماعية». لقد كان صوت «القوات» ضد «السلاح» هو الأعلى بين «المتقاطعين»، وهو صوت يستحضر حقبة علاقة خطيرة سابقة مع العدو الصهيوني، ويكرر استعداداً لمغامرة جديدة (على حساب وحدة لبنان، وربما وجوده) في كنف المشروع الأميركي الصهيوني في لبنان والمنطقة.


سابعاً، طرفا الصراع، تبنيا «عفوياً» أولوية واحدة، ولو بشكل متعاكس: الدفاع عن المقاومة أو الهجوم عليها. من مفاعيل ذلك تجاهل تام (ضمني أو علني ومريب)، للأزمة الاقتصادية. ذلك يعني دفع هذه الأزمة إلى مزيد من الاستعصاء والأذى والكوارث، وإلى مزيد من الاستغلال رغم ما قد يحصل من تسويات مبتورة وبسببها.
ثامناً، إذا كان الطرف المتبني للنهج الأميركي قادراً على تقديم وعود ملغّمة بثمن السعي لإدارة فتنة مدمّرة وبالغة الخطورة ضد المقاومة في حال نجح المرشح الأميركي، فإن أقصى ما قد يراهن عليه الفريق الآخر، من خلال تركيبته وتحالفاته، سيراوح، ووفق التجربة الماضية، هو الحصول، كما في السابق، على بضعة مليارات إلى البلد، ما يتيح امتصاص جزء من الأزمة وتلبية جشع الفاسدين واللصوص المتربصين. الواقع أن بعض ما حصل من تبدلات، في المواقف والتوازنات، لم يلغِ الصراع، بل أدخله في مسار آخر كما تشير دعوات الفدرلة والتقسيم والفتن. كذلك على المستوى الخارجي، يؤشر الموقف الأميركي والأوروبي، إلى استمرار مشروع التفتيت في المنطقة: أداة للإنهاك وسبيلاً للهيمنة. لقد تعامل الاتحاد الأوروبي، مثلاً، بوقاحة غير مسبوقة مع وفد الجامعة العربية بسبب عودة سوريا إليها وهو يسعى بفجور إلى استخدام النازحين السوريين أداة مشروع مشبوه: لا جدال في ذلك!
الطرف المعني هنا بالحوار والسجال، أكثر من سواه، هو طرف «الممانعة». إنه يطرح في لبنان أولوية صحيحة وضرورية (حماية المقاومة). لكنها غير كافية أو غير وحيدة. الوضع الاقتصادي أصبح أولوية هو الآخر. لطالما شكا مشروع «الممانعة»، في صيغه القديمة والجديدة، في لبنان والمنطقة، من فجوات وليس فقط من مجرد ثغرات؛ في الحقول الاقتصادية، وفي مسائل تداول السلطة أو المحافظة عليها بغير الوسائل الديمقراطية: الوراثة، العسكرة، القمع، العصبيات...وهو بذلك قد وفّر فرصاً ثمينة للاستغلال والضغوط الخارجية. ثمّ لتبرير التنازلات أو التهاون والوهن في الدفاع عن الثوابت والمصالح الوطنية والقومية التحررية. ذلك يملي أن تتجذّر المواجهة بالبعد الاقتصادي عبر مشروع تحرري أشمل: لتحرير الأوطان واستعادة الحقوق والسيادة والأرض من جهة، وللتخلص من التبعية والعلاقات التي فرضتها أو نجمت عنها، من جهة ثانية.



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين سيئ وأسوأ
- أسباب وآفاق التحولات السعودية
- فتى الكتائب... مغامراً!
- عشرينية الاحتلال الأميركي: تغيير الوسائل وثبات الأهداف
- واشنطن... لمحات من مسار الهيمنة!
- أزمة الحريري وأزمة لبنان
- وفي الليلة الظلماء...
- أين المعارضة وأيّ معارضة!
- الدولة الطائفية الهشّة
- المعارضة الوطنيّة: إعادة تأسيس
- الإمعان في تشويه «الطائف»
- معارك ما بعد الترسيم
- رؤساء لبنان
- تحوّلات جوهريّة
- مقاومة «جمول» وشيءٌ من الصراحة!
- ألم يحن الوقت بعد؟!
- الانفعالات والأزمات
- الإصلاح السياسي مدخل كل إصلاح حقيقي
- انتهت الانتخابات: الأزمة مستمرة
- انتهت الانتخابات: الأزمة أكثر تعقيداً


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - خلل وتجاهل وعِبر