الحياة موسيقى

ماجد مطرود

الحوار المتمدن-العدد: 7954 - 2024 / 4 / 21 - 23:08
المحور: الادب والفن
    

تحرّضُ على الرقص بعكازة
مستعدة دائما
للتخلص من زعانفها،
بشرط ألّا نذوب بعيدا عنها

الحياة مسافة في الغياب

تمنعنا من الظهور في المقابر
تغرقنا في الرمال بلا نافذة
تذوّبنا في الجليد دون حنين
وتزحف علينا باربعين بطنا

الحياة ضفاف صخرية

تتآكلُ بعوامل التعرية
كما يتآكل العمر في تجاعيد الزمان
مختنقون نحن في هوائها
مغيبون فيها حدّ الذوبان

الحياة قميص بلا ازرار

حذاءٌ بكعبٍ نازلٍ في الاعماق
ضيّق، أضيق من عبارة
قصير، اقصر من فاصلة
وصغير، أصغر من قلوب أولادنا الغرباء

الحياة أفلام صامتة تضجّ بالحركة

لكنها لا تسقط في الهوى
ولا يهوي الهوى فيها
مقيدون بها بلا وقت
وطيبون معها بلا نكهة

الحياة صور مكرّرة لكنّها مذهلة

مركّبات هلامية على هيئةٍ آدمية
تعرضها القنوات الفضائية بطريقة فجّة
ملثمون، ملتحون
ملحدون وعراة

الحياة دخان

يرشه الموت في الرئتين
وتضخّه أنابيب من زجاج
حيامن حيّةٍ او قطرة سقطت
من خلايا أنبياء يكرهون نبوّتهم

الحياة كلمة مجردة

ليس لها بداية
وليس لها نهاية
لكنها تفرُّ على الدوام من جلدها
وعلى الدوام تكتبنا عبارات بلا تفسيرٍ

الحياة هندسةٌ تهندّست بخطة

مؤامرة باصابع مبتورة
شياطين على هيئة عسسٍ
ملائكة بروؤسٍ مدوّرة
ورجال يعومون في بركة

الحياة رائحة شواء

تُصغّرُ من يخاصمها
وتُعظِّمُ من يرافقها
مقبرة بيضاء ونساء بعباءاتٍ سود
يبحثن عن رئةٍ صالحة للوجود

الحياة دائرة غامضة

انشطار على النفس كالأمبيبا
انقسام على الذات كالفصائل
كيمياء تحرق القلب
وطفل يلعب في النار

الحياة امرأة سقطت أسنانها في المعركة

لسان خرج ساخرا من فم الخندق
لغة بمدافع سقطت في ضجيج الحروب
صياح فصيح لديك اعمى
وصراخ بلا حنجرة باذن جنديّ ابكم

الحياة انفعالات تبوّلت في ملابسها

خطوط امامية بلا تردد
تشييع لجثثٍ تبخّرتْ في الخطوط الخلفية
صرخة بلعت لسانها
وحرب أطلقتْ رصاصةً في الهواء

الحياة جسد مثقّب واعزل

جملةٌ متخمةٌ بالاسئلة
حرف جرّ نرتديه بالمقلوب
حرفُ علّةٍ يضيع بين اللغات
وفعلٌ نرتديه زورا ضد الرصاص

الحياة أكياسُ نايلونٍ معاد

نحشر اعمارنا فيها
لا تشبهنا، لا تعاشرنا
ولا تتكلم لغتنا المحكية
انها شفرة سريّة لن نفهمها ابدا
——

#ماجدمطرود_بلجيكا

#ماجد_مطرود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل