بعيدا عن الأوهام

حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 1755 - 2006 / 12 / 5 - 10:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

المكتوب‮ ‬يقرأ من عنوانه،‮ ‬وقوام مجلس النواب الجديد أصبح واضحا من دور الانتخاب الأول منذ أسبوع،‮ ‬ولا أحد‮ ‬يتوقع أن‮ ‬يأتي‮ ‬الدور الثاني،‮ ‬الذي‮ ‬يفترض أن نتائجه أصبحت معروفة مع نشر هذه السطور بما‮ ‬يغير الصورة جذريا،‮ ‬وعلى البحرين أن تتعايش لمدة أربع سنوات مع مجلس نيابي‮ ‬ببنية محافظة كاسحة سيكون لأدائها أكبر الأثر على وضعنا السياسي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬خلال الفترة القادمة‮.‬ لا نريد أن نستبق الأحداث،‮ ‬ولكننا ننطلق من المقدمات التي‮ ‬باتت واضحة،‮ ‬وحين نقرأ المقدمات جيدا نستطيع أن نتوقع ما ستكون عليه النتائج‮.‬ علينا أن نقرأ في‮ ‬نتائج هذه الانتخابات أمورا كثيرة تتصل بطبيعة الحراك الاجتماعي‮- ‬السياسي‮ ‬في‮ ‬مجتمعنا،‮ ‬وهو حراك‮ ‬يستجيب في‮ ‬الكثير من أوجهه للإيقاع العام في‮ ‬المنطقة العربية،‮ ‬حيث تنحسر المساحات التي‮ ‬كانت التيارات الليبرالية والديمقراطية تغطيها في‮ ‬المراحل السابقة،‮ ‬إما تحت تأثير العوامل الموضوعية القاهرة أو تحت تأثير سوء أو ضعف أداء هذه التيارات وعجزها عن قراءة ما حولها من مستجدات قراءة حصيفة،‮ ‬كي‮ ‬تتعاطى معها ببرامج أكثر حيوية وديناميكية تستجيب للحاجات الجديدة‮ ‬التي‮ ‬أفرزتها التحولات،‮ ‬وتستلهم من خبراتها الكفاحية السابقة الدروس بشكل خلاق ومبدع،‮ ‬مع ملاحظة أن قوى اجتماعية جديدة قد أصبحت تتبنى مطالب وشعارات وأهدافا كانت التيارات الديمقراطية وحدها في‮ ‬السابق من‮ ‬يكافح ويضحي‮ ‬في‮ ‬سبيلها‮. ‬يضاف إلى ذلك الإمكانيات الموضوعية التي‮ ‬تمتلكها التيارات الإسلامية للتأثير على الرأي‮ ‬العام ولا‮ ‬يمكن للتيار الديمقراطي‮ ‬بلوغها،‮ ‬هذا دون أن نغفل عن تشجيع خفي‮ ‬أو‮ ‬غير خفي‮ ‬تناله هذه التيارات من بعض الأجهزة المسؤولة التي‮ ‬تفضل التعاطي‮ ‬مع أشكال التضامن التقليدية من أن تتعاطى مع القوى والمؤسسات الحديثة من أحزاب ونقابات ومؤسسات للمجتمع المدني‮.‬ سنعود إلى هذا الموضوع بوقفات أطول في‮ ‬الأيام القادمة،‮ ‬لكننا نود الإشارة هنا إلى أن التيارات الإسلامية بتلاوينها المختلفة باتت اليوم على المحك،‮ ‬فهي‮ ‬قد استحوذت على المؤسسة البرلمانية بصورة تكاد تكون شاملة،‮ ‬وعليها الآن،‮ ‬وقد أصبحت مجتمعة في‮ ‬المؤسسة البرلمانية،‮ ‬أن تختبر مقدرتها على الوفاء بوعودها التي‮ ‬أطلقتها في‮ ‬حملتها الانتخابية،‮ ‬وهي‮ ‬وعود خلقت أوهاما كبيرة لدى قطاعات واسعة من الناخبين،‮ ‬وهو أمر جرى التحذير منه،‮ ‬فمن السهل أن تعد الناس بالمن والسلوى وأنت خارج تعقيدات وآليات وتشابكات العمل البرلماني،‮ ‬لكن من الصعب جدا أن تفي‮ ‬بالنزر القليل من هذه الوعود وقد أصبحت أسيرا لهذه التعقيدات والآليات وسط القصور الدستوري‮ ‬الذي‮ ‬نعرفه ومحدودية الصلاحيات التشريعية لدى الغرفة المنتخبة من المجلس الوطني‮. ‬لكن الأهم من هذا كله هو مدى كفاءة النواب الذين اختارهم الناخبون طوعا أو كرها،‮ ‬ولم تعد خافية آليات الإكراه في‮ ‬مجال حركته لترجيح بعض المترشحين أو الكتل،‮ ‬في‮ ‬التصدي‮ ‬للملفات ذات الطابع الاجتماعي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬والمعيشي،‮ ‬وملفات التحول الديمقراطي‮ ‬الحق‮. ‬وسيكون لكل حادث حديث‮.‬

#حسن_مدن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل