توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 7942 - 2024 / 4 / 9 - 09:36
المحور:
الادب والفن
سألني سائلٌ في بلد عربي: من أين أتيت؟!
قلتُ: من غزة! قال مستغربا: من غزة!!
قلت: اربطوا أحزمة الأمان، أنا من غزة!
"اليومُ في غزة لا يقاس بالساعات والدقائق كما الأوطان الأخرى، بل يقاس بأزيز الطائرات وبقايا الأجساد تحت ركام البيوت، يقاس بعدد الهابطين والصاعدين إلى السماء بمظلاتٍ منسوجة بخيوط ملونةٍ بزهر الحنُّون!
أما الهواء في كوكب غزة، فهو يخضع للتفتيش! هواءُ غزةَ يمر عبر محقن صغير، يسده جنود كتائب الموت والدمار بفوَّهاتِ بنادقهم، لذلك فإن معظم سكان غزة يتنفسون هواء مُعتَّقا محفوظا في أزقتها توزعه الأونروا في معلبات محفوظة على المواليد، تحسُّبا لمنع التجول والحصار والإغلاق!
غزةُ مُذنبٌ، يدور في الأفق، لم يتمكن الفضاءُ أن يطرده أو يُغير مداره الفضائي على الرغم من تغير المناخ وإعادة تموضع الأفلاك!
أدهشتْ غزةُ العلماءَ والفلكيين، عندما حللوا تربتها فوجدوها تربة بركان ظلَّ متفجرا مشتعلا طوال السنين!
قال علماءُ آخرون: إن كوكب غزة يدور دورتين، دورةَ حول الشمس يبعث الحرارة والدفء عندما تجمُد أناملُ الكادحين، أما الدورة الثانية فهي دورته حول القمر، يُهدي لكل كوكب ضلَّ عن مساره شعلة من شعلاته الساطعة! أرجع خبراءُ آخرون معجزة الكوكب الغزي إلى سِرٍ تخبئه أجِنَّة نسائها في الأرحام، ففي غزة يولد أطفالٌ كوكبيون يهبطون من رحم الأمهات بأطباق طائرة، ويرسلون ساعة الولادة أشعة أشد سطوعا من البرق!
أضاف العلماء: لا تستغربوا عندما تفتشون عن غزة في ولا تجدونها، فغزة لم تعد أرضا بل هي سماءُ!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟