أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - توفيق أبو شومر - هل انتصرنا في غزة؟














المزيد.....

هل انتصرنا في غزة؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7823 - 2023 / 12 / 12 - 20:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


سأظل أكتب مرات عديدة لأذكِّر قادة أحزابنا وفقهاء السياسيين والمحللين والخبراء المهاجرين من الوطن، أن الانتصار الحقيقي يبدأ أولا بالانتصار لجماهير الوطن وتعزيز الجبهة الداخلية ويتحقق النصر الوطني الصحيح بإشباع بطون الجوعى وتعزيز صمودهم، ورفعة منزلتهم وكرامتهم!
كل نصرٍ يؤسس على أنقاض الوطن وجثث الأبرياء الشهداء ليس له من اسمه نصيب، وكل نصرٍ تُرفع فيه الأعلام والرايات على حطام الوطن وعلى امتهان كرامة أهله وإذلالهم هو نصر زائف، حتى لو عُلقت على شرفاته عشرون معلقة شعرية خطابية!
للأسف فإن كل المغردين بالنصر المبين لا يذكرون شيئا عن الجبهة الداخلية، كما أن بعضهم أعلن أن جبهته الداخلية، أي أهله ليسوا من اختصاص حزبه، هناك مَن ألقى بالمسؤولية عنهم إلى الأممُ المتحدة، وآخر لم ير عيبا في أن يهاجر الفلسطيني من وطنه! هؤلاء وأمثالهم يتنصلون من مسؤوليتهم عن أهلهم وعشيرتهم!
اعذروني إن غردتُ خارج سرب هؤلاء ممن غلبوا مصالحهم الحزبية على أهم قضايا وطنهم فأنا محاصر بالمآسي المحيطة بي في أحد معسكرات اللجوء في جنوب غزة! لا أعرف عن أي كارثة ومصيبة أكتب ليقرأها هؤلاء السياسيون المضللون!
هل أكتب عن النساء اللائي يستيقظن مع أذان الفجر ليقفن في طابور طويل ليحصلن بثمنٍ غالٍ على بعض الأرغفة عند انتصاف النهار، إن كنَّ قادرات على إيجاد الثمن، وما أكثر ما يرجعن خاليات الوفاض وهن يبكين على بكاء أطفالهن، بعد أن يعلن البائعُ نفاد الخبز لندرة الطحين؟!
هل أكتب عن مأساة الطالب الذي كان يستعد للتخرج وكان ينوي أن يُحقق حلمه بدراسة ماجستير الطب لينفع وطنه ويُسعد ذويه؟!
أم أكتب عن صاحب شركة المقاولات الكبرى، الذي خسر مقر شركته وأبنيته ومزارعه وألاته وكل مصدر رزقه، ولم يعد يملك ثمن خيمةٍ قديمة من النايلون!
هل أكتب عن المرأة المقعدة التي تبحث عن ابن واحد من أبنائها السبعة مجهولي المصير، ومن المرجح أن يكونوا جثثا تحت ركام بيتهم؟!
أم عن الطفل الصغير فاقد كل أفراد أسرته ولم يبق له من الأقارب أحدٌ يرعاه، وهو ينتظر حاضنين في زمن عزَّ فيه الكرم وحل فيه الفقر؟!
هل أكتب عن طفل لم يتجاوز الخامسة وهو يرتدي قميصا باليا، وهو يحاول أن يحمل بين يديه زجاجة مملوءة بالماء ليُسقي والدته المريضة، حصل عليها بصعوبة بعد أن سار مسافة طويلة بقدميه الحافيتين وهو يرتجف من البرد؟!
أم أكتب عن عشوائيات النايلون البالية المحيطة بمدارس اللجوء، وكيف يتسرب المطر إلى فراش الأطفال النائمين وهم يصرخون ولا مغيث لهم؟!
أم أكتب عن المرأة التي حاولت أن تشبع أربعة أطفال من عائلتها، فأوقدت أكياس النايلون تحت وعاء مشوه، ملأته بالماء المالح المتوفر، ووضعت فيه حبة طماطم واحدة، وقطعا من حبة بطاطا حلوة، لتصنع لهم طعاما، ربما يُسكت جوعهم!
أم أكتب عن كثيرين من ساردي أشهر قصص التاريخ، قصة الخليفة، عمر بن الخطاب، وهو يتفقد الرعية ليلا، وعندما وجد امرأة لم تجد عشاءً لأطفالها، ظلتْ تغلي ماءً لتوهمهم بأن في القِدر طعاما لم ينضج حتى ينسوا ويناموا، فاقتص الخليفةُ العادل من نفسه، وحمل إليها السمن والدقيق بنفسه ليُطعم أطفالها؟!
للأسف، إن كثيرين من ساردي قصص العدل والإنصاف والكرم والوعظ اختفوا اليوم وتحول كثير منهم إلى تجار في السوق السوداء، يبحثون عن الربح الوفير من جيوب المنكوبين؟!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نجح الإسرائيليون في غزة؟
- وداع بيتي الأخير
- صدمة حرب أكتوبر 1973 على إسرائيل!
- جامعات الحفلات والمهرجانات!
- الحكام المتآمرون والجواسيس!
- اتفاقية أوسلو سفينة تايتنك!
- أحزاب الطواويس والميليشيات!
- دول جمهوريات الموز
- قصتان من علم النفس!
- ميدالية، باروخ غولدشتاين الإرهابية!
- من يقف خلف الإصلاحات القانونية في إسرائيل؟!
- هل هناك جامعات حزبية؟!
- سيناريوالحرب الأهلية في إسرائيل!
- ضحايا الذكاء الصناعي!
- أهلا بكم في مملكة (غلعاد)!
- أنقذوا إسرائيل من مخيم جنين!
- لماذا يبصقون علينا؟
- مرض التشاؤم والإحباط!
- المستجيرون بالنار!
- كيف يعاقبون منتقدي إسرائيل؟!


المزيد.....




- رحل النبيل سامي ميخائيل يا ليتني كنت أمتلك قدرة سحرية على إع ...
- الانتخابات الأوروبية: هل اليمين المتطرف على موعد مع اختراق ت ...
- صدور العدد 82 من جريدة المناضل-ة/الافتتاحية والمحتويات: لا غ ...
- طلاب وأطفال في غزة يوجهون رسائل شكر للمتظاهرين المؤيدين للفل ...
- إندبندنت: حزب العمال يعيد نائبة طردت لاتهامها إسرائيل بالإبا ...
- كيف ترى بعض الفصائل الفلسطينية احتمالية نشر قوات بريطانية لإ ...
- حماية البيئة بإضاءة شوارع بتطبيق هاتف عند الحاجة وقلق البعض ...
- شاهد كيف رد ساندرز على مزاعم نتنياهو حول مظاهرات جامعات أمري ...
- نشرة صدى العمال تعقد ندوة لمناقشة أوضاع الطبقة العاملة في ال ...
- مشادات بين متظاهرين في جامعة كاليفورنيا خلال الاحتجاجات المن ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - توفيق أبو شومر - هل انتصرنا في غزة؟