أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق أبو شومر - المرأة الفلسطينية المهَجَّرَة في معسكرات اللجوء!














المزيد.....

المرأة الفلسطينية المهَجَّرَة في معسكرات اللجوء!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7931 - 2024 / 3 / 29 - 13:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اعتدتُ كل عام أن أكتب عن المرأة الفلسطينية في عيد المرأة العالمي في الثامن من شهر آذار، قبل أن تحدث نكبتنا الجديدة (أم المجازر)، اعتدتُ أن أصف بطولات نسائنا وقدرتهن على تحمل المسؤوليات!
سأكتب هذه المرة عن المرأة الفلسطينية في خيم اللجوء المسقوفة بنايلون ممزق، المرأة الباحثة عن طعام وألبسة وأحذية لأبنائها، عن المرأة الفلسطينية التي تصر على إبراز زينتها عندما تخرج من خيمة لجوئها المصنوعة من مِزقٍ من أكياس الدقيق الفارغة، عن المرأة التي فقدت ثلاثة من أبنائها تحت ركام بيتها المدمر بصاروخين أمريكيين، واضطرت للنجاة ببقية أسرتها إلى معسكرات اللجوء الخالية من أبسط مطلوبات الحياة من ماءٍ وكهرباء ودورات مياه نظيفة!
إنها المرأة الفلسطينية التي تركها أهلها المسيطرون على الحكم في غزة في العراء، هذه المرأة تبدأ يومها قبل شروق الشمس بالبحث عن ربطة خبز من أحد المخابز لتتمكن من العودة إليهم بعد ساعات من طابور طويل، لتجعل أبناءها ينتظرون عودتها على أمل إشباع جوعهم، إنها تكتفي بنصف حاجتها من الطعام وتُؤثر أبناءها على نفسها، فهي مثل معظم المهجرين ممن مارسوا صياما طوعيا منذ أكثر من خمسة شهور، وأرغموا على الاكتفاء بوجبة واحدة فقط!
إنها المرأة الفلسطينية المناضلة نفسُها تكظم غيظها وهي تشاهد بعض نساء المتنفذين ومسؤولي الأحزاب، وتجار السوق السوداء يشترين أغلى المعروضات بأثمان باهظة!
إنها المرأة الفلسطينية الموظفة التي حصلت (صوريا)على مرتبها الشهري الضئيل على شكل رسالة نصية في هاتفها المحمول، بدون أن تتمكن من صرفه لعدم وجود سيولة مالية في البنوك ودكاكين المال المنتشرة في غزة وتُضطر لبيع مرتبها الشهري بخسارة تصل إلى ربع هذا المرتب لمنفعة تجار السوق السوداء ممن يملكون الحصانة من بعض مسؤولي الأحزاب الفلسطينية المسيطرة!
إنها المرأة الفلسطينية التي تسير بحذاءٍ قديم مستعمل بالٍ مربوطٍ بسلك صدئ ولا تتمكن حتى من شراء حذاءٍ جديد مسروق من إحدى المنازل التي أُرغم أهلها على تركها، أو من المحلات التي استشهد أصحابها بقنابل الحقد الاحتلالية ونُهِبت معروضاتها من لصوصٍ يبيعونها جهارا بأسعار خيالية بدون أن يسألهم أحدٌ عن مصدر البضاعة التي يبيعونها، لأنهم يملكون حصانة حزبية أو عائلية!
إنها المرأة الفلسطينية الولود التي قررت أن تبيع خاتم زواجها وحلق أذنيها لتاجر منعَّم مدعوم برصيد أسري وفصائلي قوي يضع لوحة قي السوق المفتوحة مكتوبا عليها، (هنا صرَّاف نقود وذهب)، يشتري خاتمها الذهبي وحلق أذنيها بربع السعر الحقيقي!
إنها المرأة الفلسطينية المناضلة المنعَّمة قبل كارثة السابع من أكتوبر 2023م حين قررت أن تفتح صالونا لتجميل النساء بسعر رمزيٍ في زاوية صغيرة في مدرسة اللجوء غطت بابها ببطانية مهترئة، لتجعل مساحيق التجميل تُنير البهجة والسرور على وجه النساء الثاكلات، هي نفسها التي قررت أن تصنع الحلوى وتبيعها لتتمكن من شراء علبتي حليب مجفف بسعرٍ خيالي من تاجر مدعوم بالحصانة الفصائلية والأسرية لتصنع منه غذاءٍ لمولودة ابنتها الجديدة في خيمة اللجوء الصغيرة!
إنها الفلسطينية التي كانت قبل كارثة أم المجازر زوجة المليونير المحسن الكبير، فقدت اليوم كل ما تملكه من مالٍ ومن جاه وأصبحت تعيش في مخيم تركيز كئيب تبحث فيه كل يوم عن مكانٍ يمكنها أن تغتسل فيه، هي نفسُها صنعتْ فرنا من الطين اعتادتْ أن تقضي يومها أمام دخان النار لتُنضج وجبة طعامٍ لأبنائها وزوجها بعد أن يئست من الحصول على عبوة أسطوانة غازٍ منذ عشرين يوما حتى بأضعاف سعرها الحقيقي، هي المرأة ذاتها التي تشاهد أنابيب الغاز المعبأة بسعرٍ رمزي وهبي محمولة بسياراتٍ مملوكة لبعض رجال الطغمة الحاكمة في غزة تدخل بيوت المتنفذين في الأحزاب الفلسطينية!
هي نفسها المرأة الفلسطينية الفاتنة المعطاء ذات الجمال والدلال اعتادت اليوم أن تركب فوق عربة كارو يجرها بغل أو حمار، وهي تشتم رائحة روث الإبل، وفي الوقت نفسه ترفع قدميها المتدليتين خارج العربة حتى لا تمس السيارة الجميلة بعد سماعها بوق التحذير المخصص فقط لسيارات الإسعاف، يملكها أحد أبناء مالكي الجمعيات الخيرية من رجال الأحزاب المرفهين من تُجار السوق السوداء، ومن بيع المعونات المخصصة للتوزيع المجاني على المهجرين البائسين!
هكذا نجح المحتلون نجاحا باهرا، حين جاعت نساء فلسطين، واكلن بأثدائهن نجحوا في تحويل غضبتنا من غضبة على المحتلين العنصريين المجرمين إلى غضبةٍ على من وقعوا في فخ المؤامرة وأوقعونا فيها، ومنحوا الاحتلال أكبر فرصة لتحقيق هذا الهدف حين اتخذوا قرار الحرب ارتجالا بلا تخطيط، ولا أبالغ حين أقول إن الغضب عليهم أصبح هو الأشد والأقسى!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقرؤوا تاريخكم!
- هل أدرك متخذو قرار الحرب هذه النتائج؟
- الجوع يتجول في شوارع غزة!
- استراتيجية إسرائيل من دمار قطاع غزة!
- هل انتصرنا في غزة؟
- هل نجح الإسرائيليون في غزة؟
- وداع بيتي الأخير
- صدمة حرب أكتوبر 1973 على إسرائيل!
- جامعات الحفلات والمهرجانات!
- الحكام المتآمرون والجواسيس!
- اتفاقية أوسلو سفينة تايتنك!
- أحزاب الطواويس والميليشيات!
- دول جمهوريات الموز
- قصتان من علم النفس!
- ميدالية، باروخ غولدشتاين الإرهابية!
- من يقف خلف الإصلاحات القانونية في إسرائيل؟!
- هل هناك جامعات حزبية؟!
- سيناريوالحرب الأهلية في إسرائيل!
- ضحايا الذكاء الصناعي!
- أهلا بكم في مملكة (غلعاد)!


المزيد.....




- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...
- ليبيا..أمر بالقبض على -أحمد الدباشي – العمو- في صبراتة بعد ت ...
- الولايات المتحدة: إعلان بطلان محاكمة هارفي واينستين بتهمة ال ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق أبو شومر - المرأة الفلسطينية المهَجَّرَة في معسكرات اللجوء!