أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - الولايات المتحدة و-فوبيا- الضعف














المزيد.....

الولايات المتحدة و-فوبيا- الضعف


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7940 - 2024 / 4 / 7 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كتابه "هجوم على العقل" يصف نائب الرئيس الاميركي الاسبق أل غور كيف تصنع الولايات المتحدة الخوف، وتستخدمه من اجل تحقيق مخططاتها، وتعمل على اقناع العامة بالمشاركة في ذلك، وفيما هو يضع الحق على سياسة الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الابن، فإنه يتناسى ان حزبه ايضا، والادارات الاميركية المتعاقبة، الجمهورية والديمقراطية، كلها تنفذ تلك السياسة، وهي استراتيجية قديمة، قدم وجود الولايات المتحدة.
لهذا حين نرى السلوك الاميركي في المنطقة العربية خصوصا، والعالم عموما، لن نستغرب ذلك، لان الدولة التي قامت على المجازر في الهنود الحمر، وقتلت ما يزيد عن خمسين مليونا منهم، والتي قصفت مدينتين يابانيتين بالقابل الذرية وقتلت فورا نحو ثلاثة مئة الف اعزل، وابادة نحو مليون ومئتي الف عراقي، ونحو خمسين الف افغاني، واربعة ملايين مدني فيتنامي، ونحو مليون و500 ألف مدني في الفيليبين، فهي لا شك تدلس على العالم في ما يسمى "حقوق الانسان" والديمقراطية"حين ترد كل هذه المجارز انها من اجل كذبة "اقامة نظام ديمقراطي" والدفاع عن "حرية الشعوب"، فلا نستغرب اليوم هذا الصلف في مناصرة الابادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزة، والتصفيات اليومية للفلسطينين العزل في الضفة الغربية.
في هذا الشأن نستعير من أل غور جملته الشهيرة في كاتبه المذكور "لقد جعلوا الذئاب الخاصة حرسا على حظائر الدجاج"، فعلا ان واشنطن في استراتيجيتها تستخدم هذه القاعدة في محاولة تنزيه الحلفاء، من جهة، وايضا العمل وفق قاعدة "العصا والجزرة" معهم، لكن عندما يصل الامر الى اسرائيل فهي تعود، وفقا لما كتبه أل غور في كتابه الى "روحية بناء الحقوق المدنية وفقا لنظرة توراتية يهودية"، وتعمل ايضا على تسويق ذلك من خلال الهيمنة على وسائل الاعلام، وتزيين الافعال السيئة عظيمة وانها تخدم الانسانية، وهي بذلك تستخدم الدعاية وتجعل تلك المفاسد تعويضات نقدية، على شاكلة مساعدات، في الداخل والخارج.
ثمة من يرى ان سياسة الولايات المتحدة في المنطقة "متهورة"، خصوصا بعد عملية "طوفان الاقصى"، وما نتج عنها انهيار القوة الاسرائيلية التي راهنت عليها واشنطن منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، وخلال الحرب الباردة، ويقول لهذا حشدت اساطيلها في البحرين الابيض والاحمر، واستنفرت بقية قواعدها في المنطقة، لانها خافت من فقدان اداتها العظمى الاقليمية قوتها، وبالتالي وجود اكثر من قوة يمكن ان تتفوق على تل ابيب، التي فشلت في التصدي لمنظمات مسلحة صغيرة، ومنيت بخسائر لا يمكن تعويضها، خصوصا في ما يتعلق بالامان والثقة بين المستعمرين المحتلين فلسطين، وهذا لا شك فيه الكثير من الصحة، لان الضعف الاسرائيلي يؤدي الى اعتماد الحلفاء على شريك افضل من الاسرائيلي والاميركي، ولقد بدأت عملية الالتفاف هذه تؤتي بعض ثمارها، لكنها تحتاج الى زمن طويل كي تكرس تخليا عن القوة الاميركية والاسرائيلية.
عند هذا الواقع احيت واشنطن البعبع الذي صنعته في سجونها في العراق، اي "داعش" بالتوازي مع الدفاع المستميت عن القوة الاسرائيلية، حتى ولو كان ذلك على حساب هيبتها ووجودها في الاقليم، لانها رأت بالضعف الاسرائيلي نكبة لها، وهي مستعدة لمواجهة اي شيء من اجل المحافظة على الحد الادني من تلك الهيبة الكاذبة، وباي ثمن.
علينا ان نتعرف ان الولايات المتحدة ليست قدرا، وهي ليست مطلقة القوة، كما تحاول الـ"بروباغندا" الاميركية تصويرها، بل يمكن معرفة مدى ضعفها، داخليا من خلال معالجتها مشكلة اعصار كاترينا عام 2005، وقبلها تخبطها في معالجة احداث الحادي عشر من ايلول/ سبتمتر 2001، وكذلك احداث الكابيتول العام 2021، وكلها تدل على عدم وجود رؤية اميركية، وانها تعمل على ردود الفعل لا اكثر.
اما خارجيا، فهي ضعفت كقوة مهيمنة بانسحابها المذل من فيتنام في العام 1975، وخروجها المهين من الصومال ولبنان في الثمانينات والتسعينات، وكذلك من العراق وافغانستان في العقدين الماضيين، وبالتالي ليس لها في الشرق الاوسط اليوم الا اسرائيل، لذا تستميت بالدفاع عنها.
في هذا لا بد من ملاحظة جدا مهمة وهي قاعدة غريزية، تنطبق على الدول والاشخاص والحيوانات، "عندما تحشر قطاً في الزاوية فحتماً سيُهاجمك، ويتحول نمراً"، وهو ما عليه اليوم الولايات المتحدة التي حشرت نفسها في اكثر من زاوية، بدءاً من العراق والتدخل في سورية، وصولا الى اوكرانيا ومحاولة استفزاز الدب الروسي، مرورا بكوريا الشمالية، وحتى حديقتها الخلفية اميركا الجنوبية التي قام عليها اساسا "مبدأ منرو"، لهذا هي كالقط الذي حاول اللعب بلفة صوف لكنه وجد نفسه اسير لعبته تلك، ولهذا انقلبت عليها صناعة الخوف، وباتت تعاني من "فوبيا" الضعف، وبسبب ذلك تضرب خبط عشواء، وتفتقد الى استراتيجية يمكن التعويل عليها في دور سلمي، لان فاقد الشيء لا يعطيه.
كاتب، صحافي لبناني



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد الدولة ...الولايات المتحدة نموذجا
- انكار الاسرائيليين للوجود الفلسطيني مبرر للابادة الجماعية
- وجه اسرائيل الحقيقي انكشف في محكمة العدل الدولية
- اليوم التالي في اسرائيل بعد الحرب
- ماذا يعني استحضار القرار 1701 في العدوان على غزة؟
- ابواق اسرائيلية ... بلسان عربي
- هل يعود هرتزل من قبره لتنفيذ مخطط التهجير الكبير؟
- محمد ضيف يقول لنابيلون: بضاعتكم ها هي ترد اليكم
- طوفان الاقصى... والاهتراء الاسرائيلي
- كلنا فاسدون... بارادتنا او رغما عنا
- عندما يتفق العرب على -ظل الحمار- تحل مشكلاتهم
- بين الكحالة والمصرف المركزي... ضاع الشعب اللبناني
- عندما غاب مفهوم المواطنة سادت الفوضى في لبنان
- الشعب اللبناني... يداوي وجعه بثرارة السياسيين
- لبنان... مسلسل الشواغر يفتك بالمؤسسات
- قانون ساكسونيا يحكم لبنان
- الخرق المستمر للدستور اللبناني ... ورش الملح على الجرح
- عندما تحكم السخافة دولة... لبنان مثالا
- حاكم مصرف لبنان وغرائبية محاكمته واسبابها
- التنظيف الاجتماعي... نظرية وحوش المال للبقاء


المزيد.....




- في قائمته 4 خيارات فقط.. كشك تاكو صغير في المكسيك يحصد نجمة ...
- أوكرانيا تزعم إغراق بارجة روسية في البحر الأسود
- متظاهرون مطالبون برحيل نتنياهو يغلقون مدخل القدس بصندوق اقتر ...
- سيناريو مرعب.. دراسة تحذر ألمانيا من الخروج من الاتحاد الأور ...
- مشاركة عزاء للرفيق د.موسى العزب بوفاة عمه
- دراسة: علاج العقم يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب بعد الولادة ...
- خبير روسي يشرح طرق مكافحة مقاتلات -إف – 16- الدنماركية الأمر ...
- ما سبب التقدم السريع للقوات الروسية في منطقة خاركوف؟
- هل تستطيع حملة بايدن استعادة الناخبين السود؟
- الجنرال بوبوف يذكر الأهداف الجديدة لصواريخ ATACMS الأميركية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - الولايات المتحدة و-فوبيا- الضعف