أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - عندما تحكم السخافة دولة... لبنان مثالا














المزيد.....

عندما تحكم السخافة دولة... لبنان مثالا


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7633 - 2023 / 6 / 5 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة مثل شعبي لبناني هو "الفقر يولد النقار"، ومن ينظر الى الواقع الحالي وتحلل اجهزة الدولة برمتها، يكتشف ان هذه "المنقارة" السياسية ليست جراء ولادة الفقر الناس، انما نتيجة طبيعية لفقر السياسيين في ادراك حجم المشكلة التي تسببوا بها، جراء الكيدية التي يمارسونها.
اعتاد هذا البلد الصغير المساحة، الكثير المشكلات على هذا منذ زمن، لكن قبل الحرب كانت العلاقات السياسية تنتهي عند حدود معينة، انما اليوم، فان الامر مختلف جدا، لاسباب عدة، اهمها افلاس القوى، مجتمعة، لوضع مشاريع سياسية يمكن ان تلبي حاجة الناس، لهذا فهي تكتفي بتأجيج الشعارات، وشد الاعصاب المذهبية والطائفية، وتمارس رد الفعل ليس فقط في الملف الرئاسي، بل ايضا في تشكيل الحكومات، وتعيين الموظفين، والغريب في هذا الامر انها لا تزال تجد من يؤيدها، رغم الكارثة الاجتماعية والصحية والتعليمية التي حلت في البلاد.
اذ ليس انخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار، ولا سرقة ودائع المواطنين هي المشكلة فقط، بل الامر يتعدى ذلك الى عدم وجود مرجعية سياسية للبلاد، بمعنى عدم وجود مشروع دولة، وهذا بحد ذاته مشكلة تاريخية، منذ وجد لبنان عام 1920، لان الصراع كان دائما على هوية اهو لبنان عربي، او غير عربي، الى حد ان بعض القوى السياسية حرمت في بداية الجمهورية الوليدة الانضمام الى الوظائف العامة، وفي العام 1958، آبان بروفة الحرب الاهلية الاولى، وجدت هذه القوى نفسها خارج منظومة مؤسسات الدولة، وانها شبه ملحقة بدولة غريبة عنها.
منذ ذلك الوقت حاولت هذه الجماعات الانضمام الى الدولة، والسعي الى الحصول على مكاسب مثل بقية الجماعات، غير انها اصطدمت باحتكار القرار السياسي من المرجعيات الطائفية والسياسية الممثلة لها، الى حد ان طرفة تروى عن زعيم ان قال لوفد من احدى القرى جاء مطالبا ببناء مدرسة في القرية: "لماذا تريدون مدرسة، فان اعلم ابني وهو ابنكم".
اما عن احتكار الوظائف ثمة حادثة مثبتة تاريخيا، ففي اوخر العهد العثماني، كانت وظيفة كاتب محتكرة من احدى العائلات، وهي تحتاج لرجل يقرأ ويكتب، وحين مات هذا عين مكانه رجل امي، لانه الوريث الشرعي له، وما ورثه عن العثمانيين استمر في عهد الاستعمار الفرنسي، وحتى منتصف ستينات القرن الماضي، استمر ورثة هذا الشخص في المنصب ذاته.
الناظر الى الواقع اللبناني اليوم لا يجد كبير فرق بين الامس واليوم، فالزعماء التقليديون لا يزالوان يورثون مناصبهم وزعاماتهم، بل حتى في الاحزاب تجري عملية التوريث، باستثناء حزبين او ثلاثة فقط، اما الباقي فمعروف من هو الوريث.
ومن الغرائب ايضا ان جميع القوى السياسية تعمل على ترسيخ قناعة لدى الشعب ان الانتخابات الرئاسية مرتبطة بالوضع الاقليمي، وحتى الدولي، وهو امر ليس صحيحا على الاطلاق، لان لبنان في الحسابات الاقليمية والدولية مجرد تفصيل ثانوي، لكن للتضليل تستخدم هذه الحجة، اما الحقيقة فهي الصفقات التي تعقد على ظهر الشعب، وكم ستكون منفعة قادة هذا الفريق او ذاك.
ومن الطرائف في هذا الشأن التي تدل على محاولة تجهيل الشعب، فخلال الحرب الاهلية، وتحديدا في ربيع عام 1988، اختلفت فريقان على حصيلة العوائد من حاجز ، او ما كان يسمى معبرا، بين مرفأ بيروت والشطر الغربي من العاصمة، فعمد احدهم الى اقفال المعبر، ووقف تسليم البضائع الى الشطر الغربي، يومها كتبت احدى الصحف حرفيا " فتح معبر المرفأ مرتبطة بتطورات الوضع بين الكرملين والبيت الابيض"، وفي اليوم التالي اتفق زعيما الفريقين وفتح المعبر، ولحست الصحيفة المحسوبة على فريق ما عنوانها.
بكل هذه السخافة والبساطة تتعاطى القوى السياسية في امر بالغ الاهمية وهو عودة المؤسسات الى الانتظام، لانها جميعها مستفيدة من فقر الناس، كما انها مستفيدة من ثروة لبنان.
صحافي لبناني



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاكم مصرف لبنان وغرائبية محاكمته واسبابها
- التنظيف الاجتماعي... نظرية وحوش المال للبقاء
- ماذا يعني اصدار فئات عملة جديدة في لبنان؟
- لبنان ... والنحر المتعمد
- الفراغ الرئاسي في لبنان قديم يتجدد... وسيتجدد
- الفيدرالية في لبنان... احلام العصافير واقنعة وحوش المذاهب
- كابلات الانترنت بعد -نرود ستريم-... شدوا الاحزمة
- هل اصبحت الولايات المتحدة جمهورية موز؟
- ابالسة لبنان... لا شريف بينكم
- هل يكون هدف التصعيد النهائي تقسيم روسيا؟
- لعبة عض الاصابع في اوكرانيا
- مقالة
- التطرف وباء يهدد ديمقرطيات العالم... الولايات المتحدة نموذجا
- اقتحام مجلس الشيوخ... واسقاط الهيبة الاميركية
- اضمحلال الجمهورية في لبنان


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - عندما تحكم السخافة دولة... لبنان مثالا