أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - لعبة عض الاصابع في اوكرانيا














المزيد.....

لعبة عض الاصابع في اوكرانيا


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7171 - 2022 / 2 / 23 - 21:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل العالم بحاجة الى حرب باردة جديدة، وهل يمكن للعبة عض الاصابع التي تمارسها الولايات المتحدة واوروبا من جهة وروسيا والصين من جهة اخرى ان تؤدي الى سيلان الدماء في اوروبا التي لا تزال تعاني من تبعات الحرب العالمية الثانية؟
يبدو واضحا ان كلا الطرفين لا يرغب بالذهاب الى حل اخر، خصوصا الولايات المتحدة الاميركية التي صعدت من حربها الباردة مع الصين في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، لكنها لم تصل الى حد تخطي الحدود الحمر، ولا يزال الرقص الـ"نانغو" الاميركي- الصيني على حافة الهاوية.
في الوقت نفسه تنظر الولايات المتحدة الى روسيا على انها تلك الدولة الضعيفة في عهد بوريس يلتسين، الخارجة للتو من الاتحاد السوفياتي، وليست الدولة العظمى التي لها مصالحها استراتيجية ولا بد ان تحافظ عليها، وبالتالي فان الاقتراب من حدودها يعني مسا صريحا بوجودها.
لقد كشفت الاحداث في السنوات الاخيرة عن وجود نوايا مسبقة لدى الطرفين الاوروبي والاميركي لاحتواء روسيا وتطويعها، وتحويلها اقوة عظمى معطلة، ولهذا قامت المشاريع المشتركة في مجال الغاز والنفط على قاعدة"العصا والجزرة"، بمعنى ان الاوروبيين يقدمون لموسكو بوابة للدخول الى اسواقهم، بشرط الا تستخدم المداخيل الناتجة من ذلك في تعزيز دورها الاقليمي، والا فان العصا – العقوبات جاهزة، ولقد كانت قضية شبه جزيرة القرم الاختبار الثاني بعد جورجيا التي رأى فيها الغرب خروجا على الخط المرسوم لموسكو، او بمعنى اخر اشارة الى سعيها الى اعادة إحياء الدور السوفياتي في تلك المنطقة.
في المقابل تعتبر روسيا ان توسيع حلف الـ"ناتو" على حدودها اكبر تهديد لها، وهو في جانب كبير موقف صائب، وهو الامر ذاته الذي يمكن ان يكون بالنسبة الى الصين التي باتت القوات الاوروبية والغربية على حدود مجالها الحيوي، ولذا رأت موسكو بمحاولة ضم السويد و اوكرونيا تهديدا وجوديا لها، خصوصا بعد توسيع الحلف في تسعينات القرن الماضي بانضمام كل من تشيكيا وبولندا وهنغاريا، وإستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وسلوفينيا، وسلوفاكيا، وبلغاريا، ورومانيا اليه، اي في الواقع محاصرة روسيا بين فكي كماشة، واضعافها، بل السيطرة على مجالها الحيوي.
لا شك ان الارث السوفياتي في تلك الدول يؤدي دورا في التحريض على الانفكاك من العلاقة مع روسيا التاريخية، وهو في الوقت ذاته يؤجج النعرات القومية التي باتت في العقود الثلاثة الماضية ثقافة منتشرة في العالم بعدما فشلت كل الاتفاقات والمعاهدات الدولية في كبح جماح العنصرية.
في المقابل تجد روسيا نفسها وبعدما خسرت معظم مناطق نفوذها في العالم، لا سيما في الشرق الاوسط، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتخليها عن حلفاء تاريخيين لها على مفترق، فاما ان تقبل بالدور المحدود والفتات الذي يرمى لها، وعدم توسيع دائرة استثماراتها في العالم، وخصوصا في الشرق الاوسط، او ان تسعى الى حماية مصالحها الاستراتيجية وانهاض المارد الروسي، وعدم الخضوع للابتزاز الغربي.
من هنا كان التدخل الروسي في سوريا مثلا اختبارا حقيقيا لامكانية العودة الى الساحة الشرق اوسطية التي تمثل مختبرا حقيقيا لما يمكن ان تكون عليه الحرب البادرة في المستقبل، خصوصا ان الولايات المتحدة الاميركية هي من بدأت تلك الحرب حين رأت نفسها القوة العظمى المتحكمة في العالم، ولم تقبل اي منافسة اخرى، وهو ما بدأ يتكشف اليوم عبر الادوات التي تستخدمها في صراعها مع روسيا على الاراضي الاوكرانية.
ايا يكن الوضع الحالي يبدو ان التصعيد لن ينتهي الى حرب شاملة في اوروبا، اقلها في الاسابيع المقبلة، الا اذا كان الهدف النهائي تغيير خريطة العالم، وهو امر لا ترغب به اوروبا التي لا تزال تعاني من جروح الحربين العالميتين، ولا روسيا ايضا، لكن حتما لن يكون هناك "مؤتمر ميونخ" الا اذا كانت الرغبة الاميركية في التوسع قرارا نهائيا لارجعة فيه، او اذا انعدمت وسائل المناورة لدى الاطراف المعنية.
في المحصلة ان لعبة عض الاصابع الحالية لا شك دامية، وستؤدي الى اضرار للاطراف كافة، ولذا فان طاولة المفاوضات، واحترام حقوق الجميع، ووقف لعبة التوسع الغربي شرقا ربما تكون هي الحل.



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالة
- التطرف وباء يهدد ديمقرطيات العالم... الولايات المتحدة نموذجا
- اقتحام مجلس الشيوخ... واسقاط الهيبة الاميركية
- اضمحلال الجمهورية في لبنان


المزيد.....




- بعد الملاعق... كيت بلانشيت تتألق بإطلالة من الأصداف ودبابيس ...
- بيونسيه وجاي-زي بإطلالات مستوحاة من الغرب الأمريكي في باريس ...
- هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية: الضربات الأمريكية جعلت -فورد ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية -تضررت بشدة- جراء الضربات الأم ...
- قاآني يظهر في طهران بعد شائعات اغتياله، فمن هو الرجل الذي يق ...
- واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء ال ...
- مسلم ومناصر لفلسطين.. زهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهي ...
- حلف الناتو ونسبة 1.5% الغامضة من الإنفاق الدفاعي.. الشيطان ف ...
- دول الناتو تصادق على زيادة استثنائية في الإنفاق الدفاعي
- القوات الروسية تواصل التقدّم في شرق أوكرانيا وتنفذ موجة قصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - لعبة عض الاصابع في اوكرانيا