أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن احمد عبدالله - اضمحلال الجمهورية في لبنان














المزيد.....

اضمحلال الجمهورية في لبنان


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2111 - 2007 / 11 / 26 - 11:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اضمحلال "الجمهورية" في لبنان

انتهت ولاية رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود عند الساعة الثانية عشرة منتصف ليل 23 نوفمبر 2007 من دون انتخاب رئيس بديل ، وبالتالي اضحت سدة الرئاسة خالية، ووفقا للنص في المادة 62 اضحت سلطات الرئيس موكولة بمجلس الوزراء مجتمعا، ولان المجلس المذكور لا يستوفي ،في شكله الحالي، شرطا ميثاقيا ضمن مقدمة الدستور التي هي جزء اساسي من الدستور ، اذ جاء في الفقرة "ي"من مقدمة الدستور " لاشرعية لاي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". ولان العيش المشترك يعني التعاقد السياسي على ادارة شؤون الشعب الذي هو وفقا لنص الفقرة "د "من المقدمة ايضا "الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية"، ولان الشعب اللبناني متنوع طائفيا ، وقد توافق اللبنانيون تاريخيا على توزع الوظائف بينهم على اساس المحاصصة الطائفية، ونصت المادة 95في الفقرة "أ"على مايأتي"تمثل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الوزارة"، وذلك في "المرحلة الانتقالية"،اذ ان المادة نفسها اشترطت على مجلس النواب المنتخب (بعد اقرار التعديلات على الدستور التي نص عليها "اتفاق الطائف" في العام 1989،والتي اقرت في القانون الدستوري الصادر في 21 -9-1990) ، والمجلس المنتخب، المشار اليه في المادة المذكورة، ذاك الذي انتخب نوابه في العام 1992، ان"يتخذ الاجراءات الملائمة لتحقيق الغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية"، ولان هذه الاجراءات لم يتخذه المجلس المنتخب ، ولا المجالس التي انتخبت بعده، فان المرحلة الانتقالية لا تزال مستمرة ،وبالتالي فان ما نصت عليه الفقرة "أ" من المادة 95واجبة التنفيذ، وبما ان طائفة(الشيعية) من الطوائف اللبنانية استقال الوزراء الذين يمثلونها من الحكومة فان مجلس الوزراء الحالي يخالف اولا الفقرة المذكورة في المادة السابق الاشارة اليها،اضافة الى انه يخالف الفقرة "ي"ايضا، وبالتالي يكون من غير الدستوري ان توكل اليه صلاحيات رئيس الجمهورية، وحتى من غير الدستوري ان يمارس عمله كمجلس وزراء حتى بوجود رئيس الجمهورية ، لانه بذلك يخالف "ميثاق العيش المشترك"الذي هو العقد بين اللبنانيين،و في هذا الشأن كتب سليم نصار في كتابه "منطق السلطة "ان "التعاقد الصالح يتم بين فريقين مستقلين الواحد عن الاخر ، وقادرين على تبادل الالتزام والمنفعة بحسب شروط محددة ،وفي فترة زمنية معينة".

استنادا الى ذلك فان السلطة التنفيذية في لبنان غير موجودة وفقا للدستور، و لان الشعب مصدر السلطات وفقا للفقرة "د "،ولان رئاسة الجمهورية خالية السدة، والحكومة منتقصة الشرعية الدستورية ، ولان مجلس النواب الذي يتمتع وحده بالشرعية الدستورية لانه يمثل الطوائف كافة ، وتكوينه الحالي ينسجم مع الفقرة "ي" يعتبر مجتمعا، نظريا، الحاكم الدستوري في هذه الحال.

لكن هذا المجلس هو هيئة انتخابية منذ 13 نوفمبر الجاري، اذ تنص المادة 73 من الدستور على مايأتي"قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الاقل او شهرين على الاكثر يلتئم المجلس بناء على دعوة من رئيسه لانتخاب الرئيس الجديد واذا لم يدع المجلس لهذا الغرض فانه يجتمع حكما في اليوم العاشر الذي يسبق اجل انتهاء ولاية الرئيس"، وتنص المادة 75"ان المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالا في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة او اي عمل اخر".

ولان ليس لمجلس النواب الحق في ممارسة اي عمل قبل انتخاب رئيس الجمهورية، فانه لا يستطيع اداء اي عمل اخر، ولان الحكومة غير مكتملة الاركان الدستورية ، ولان رئيسا للجمهورية لم ينتخب،فان لبنان الان يفتقد وجود السلطات الثلاث ،اي انه من دون اطار حكم دستوري، وبالتالي فان الدولة في حال اضمحلال اذا جاز التعبير.

ان هذا الاضمحلال مرهون بنتائج الجلسة المتوقعة لمجلس النواب في 30 نوفمبر الجاري،فاذا انتخب الرئيس تبدأ الجمهورية باستعادة الحياة،لكنها تكون بحاجة ماسة الى ايجاد جواب على السؤال الذي ولد عند منتصف ليل 23 -24 الجاري،اذ ان التعاقد اللبناني الذي انهار بهذا الشكل المريع ،وللمرة الاولى منذ 23 ايار (مايو)العام 1926 تاريخ اقرار الدستور اللبناني ، وذلك بعدم وجود اطار سلطة حكم دستوري ،نقول ان هذا التعاقد يتوقع له ان يصل في المستقبل الى المأزق مرة اخرى، واذا كان لبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه ،فان هذه النهائية تحتم بقاء الوطن ،واستمرار مؤسساته،فهل سيكون في المستقبل حلا دستورية لمثل هذه الازمة، وهل يقبل الافرقاء اللبنانيون تعديلا محدودا للدستور ام انهم سينقلبون على "الطائف"مرة اخرى؟ ام ان "المرحلة الانتقالية"التي وردت في المادة95 ستستمر الى ان تقع ازمة كبرى كتلك التي شهدها لبنان في العام 1975 وتستمر 14عاما ، وتحصد عشرات الالاف من القتلى حتى يقتنع اللبنانيون بضرورة تعديل الدستور؟




#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن احمد عبدالله - اضمحلال الجمهورية في لبنان