أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - فساد الدولة ...الولايات المتحدة نموذجا














المزيد.....

فساد الدولة ...الولايات المتحدة نموذجا


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7876 - 2024 / 2 / 3 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احلام العصافير تلك التي تسوق لانفصال تكساس عن الولايات المتحدة الاميركية، او تلك التي تتحدث عن حرب اهلية جديدة فيها، فيما يغيب عن بال اغلب المنظرين في "حالة تكساس" انها جزء من المعركة الانتخابية الرئاسية التي بدأت ساخنة اكثر من اللازم.
ان هذه الحال تحتاج الى فهم اعمق للسياق التاريخي لقضية المطالبة بالانفصال، فهي ليست المرة الاولى التي يطالب بعض سكان الولاية بالاستقلال، فيما كانت كل مرة تفشل حملة الاستفتاء على الانفصال، ولهذا فشلت كل المحاولات، فيما هناك اقتراح لاستفتاء جديد في مارس المقبل، لكن كما هو واضح انه لم يكتب له النصيب لجملة اعتبارات، اهمها عدم وجود قوة ضغط كافية.
اما في ما يتعلق بالحرب الاهلية، فإن الظروف ليست مهيأة لهذا الامر، رغم وجود ميليشيات مدنية في معظم الولايات، ففي العام 1995، وبعد تفجير اوكلاهوما نشرت مجلة "نيوزويك" ملفا ورد فيه ان 532 ميليشيا ناشطة في الولايات كافة، وتتفاوت منابعها بين الايديولوجية والفكرية، ومنها الوطنية والعنصرية والدينية، وكلها لها الحق بالتسلح وفقا للتعديل الثاني للدستور، كما ان حرية حيازة الاسلحة الفردية منصوص عليها ايضا في الدستور، بالتالي، ومع ارتفاع معدل العنف الفردي، يخيل للبعض ان ذلك قد يؤدي الى حرب اهلية.
صحيح ان هناك جماعات اميركية تعمل على تسويق العنف من اجل مصالح خاصة، كما هناك القوى ترغب بتحقيق مشروعها حتى لو كان عبر الحرب، لكن كل هذا مرتبط بما يمكن ان يحققه مشروع الحرب، فاذا كانت حرب القرن التاسع عشر قد ادت الى تغيير بعض ملامح المجتمع الاميركي، الا انها لا تزال جذورها الى اليوم موجودة، وليس من السهل التخلص منها، خصوصا في ما يتعلق بالعنصرية، والتمييز الطبقي الذي يطغى على المجتمع، وهذه عوامل يمكن ان تساعد على التفكك، لكنها لا ترتقي الى مستوى الحرب الاهلية، الا اذا توفرت العناصر الضرورية لاي حرب داخلية، وهذا الى اليوم غير موجودة في المجتمع الاميركي.
لكل هذا لماذا استنفرت "حالة تكساس" النخب الاميركية، وقدمت صورة للخارج ان الولايات المتحدة متجهة الى الحرب الاهلية؟
هذا السؤال يمكن معرفة اجابته التقديرية من خلال معرفة مراكز القوى التي تتحكم بمفاصل السياسة الاميركية داخليا، فاذا كانت الحرب الاهلية بين عامي 1861 و1865 بنت شراكة بين ادارة لنكولن وشركات السلاح والنقل، وعززت بعد ذلك قوتها في الادارات المتعاقبة، فأن الحرب العالمية الاولى عززت ايضا الرديف الاخر، او جناح القوة الجديد، وهو شركات النفط، وترسخت تلك القوة في الحرب العالمية الثانية، والاتجاه نحو احتكار النفط الولايات المتحدة خصوصا، والعالم العربي ايضا، وهو ما مثل تمدد المصالح الخارجية التي لها حسابات اخرى، لا مجال لبحثها الان.
لقد عملت تلك القوى- الشركات على احتكار القرار السياسي الداخلي من خلال استغلال قوة المال في الدعاية، فوظفته في المطبوعات والصحف بداية، ثم الاذاعة تاليا، واخيرا التلفاز، وهي عملت على افساد المجتمع عبر استطلاعات رأي الموجهة ومحددة، فيما تشبه عمليات الاستفتاء في العالم الثالث، واستفادت تاليا من وسائل التواصل الاجتماعي، التي حذر منها هنري كسينجر في كتابه "النظام العالمي" من ان "العصر الحالي هو عصر الانترنت"، ما يعني دخول عنصر جديد على توزيع عناصر القوة في الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الصراع اصبح اليوم بين ثلاث قوى، وهذه لا بد ان تؤثر في مزاج المواطن الاميركي.
لهذا فان "حالة تكساس" ربما تكون ازمة اعادة تكوين القوى المهيمنة على القرار الاميركي، لانها ادخلت عناصر جديدة على الصراع الرئاسي من باب المهاجرين غير الشرعيين، ومن المحتمل ان تزيد من فضح فساد الدولة الاميركية التي تخلت عن افكار المؤسسين، لكنها لا تدفع الى حرب اهلية، او انفصال، انما تضعف الهيبة الاميركية التي تحاول اليوم استعادة ذلك، داخليا من خلال فرض صورة الادارة الحالية على انها مقاتلة، وبتصديها لرغبة اهالي تكساس في عدم استقبالهم للمهاجرين غير الشرعيين، او من خلال الهجمات على اليمن والعراق وسورية، تماما كما فعلت في افغانستان عام 2001، لكنها فشلت بعد نحو عقدين.
"حالة تكساس" هي مفترق طرق تماما مثل انكشاف ضعف القوة الاميركية في 11 سبتمبر عام 2001، ثم انكشاف ضعفها داخليا في اعصار كاترينا عام 2005، وبعدها خروجها من افغانستان عسكريا بصورة مذلة، واليوم في "حالة تكساس" ينكشف اكثر كيف تتحكم قوى مالية واقتصادية بوحدة الدولة،ولو كان ذلك من الهجرة غير الشرعية التي تخدم اهداف صناع المال، لو حتى على حساب حقوق الانسان،ما يجعلها من دولة فاسدة على غرار العالم الثالث.
كاتب، صحافي لبناني



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انكار الاسرائيليين للوجود الفلسطيني مبرر للابادة الجماعية
- وجه اسرائيل الحقيقي انكشف في محكمة العدل الدولية
- اليوم التالي في اسرائيل بعد الحرب
- ماذا يعني استحضار القرار 1701 في العدوان على غزة؟
- ابواق اسرائيلية ... بلسان عربي
- هل يعود هرتزل من قبره لتنفيذ مخطط التهجير الكبير؟
- محمد ضيف يقول لنابيلون: بضاعتكم ها هي ترد اليكم
- طوفان الاقصى... والاهتراء الاسرائيلي
- كلنا فاسدون... بارادتنا او رغما عنا
- عندما يتفق العرب على -ظل الحمار- تحل مشكلاتهم
- بين الكحالة والمصرف المركزي... ضاع الشعب اللبناني
- عندما غاب مفهوم المواطنة سادت الفوضى في لبنان
- الشعب اللبناني... يداوي وجعه بثرارة السياسيين
- لبنان... مسلسل الشواغر يفتك بالمؤسسات
- قانون ساكسونيا يحكم لبنان
- الخرق المستمر للدستور اللبناني ... ورش الملح على الجرح
- عندما تحكم السخافة دولة... لبنان مثالا
- حاكم مصرف لبنان وغرائبية محاكمته واسبابها
- التنظيف الاجتماعي... نظرية وحوش المال للبقاء
- ماذا يعني اصدار فئات عملة جديدة في لبنان؟


المزيد.....




- فحص الحمض النووي يفضح متهمًا بعد -40 سنة- من ارتكاب جريمة شن ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق 10 صواريخ على معبر كرم أبو سالم. ...
- مصر تحتفل بأقدم الأعياد في العالم بتناول الفسيخ والرنجة.. وخ ...
- وسائل إعلام: مدير الـ -C.I.A- يسافر إلى الدوحة لعقد اجتماع ط ...
- فيديو: إصابة 10 جنود إسرائيليين على الأقل في هجوم صاروخي لحم ...
- غزة ـ تواصل محادثات الهدنة وإسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ...
- بعد قرار الحكومة إغلاقها.. وقف بث قناة الجزيرة في إسرائيل
- تصوير جوي يظهر آثار فيضانات عارمة في مدينة برازيلية
- قتل حماته وتخفى بعباية.. التحقيقات تكشف بعض تفاصيل جريمة -مد ...
- مطالبات بإجلاء 400 شخص من سكان منطقة شمالية في اليابان بسبب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - فساد الدولة ...الولايات المتحدة نموذجا