أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - طوفان الاقصى... والاهتراء الاسرائيلي














المزيد.....

طوفان الاقصى... والاهتراء الاسرائيلي


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7766 - 2023 / 10 / 16 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عشرة ايام على عملية "طوفان الاقصى" والعدوان الانتقامي الاسرائيلي انكشفت حقيقة القوة الهمجية التي قامت طوال العقود الماضية على الكذب والافتراء.
فها هي تسقط اكذوبة الاستخبارات القوية التي نسجت حولها الروايات طوال 75 عاما، وكذلك بان الاهتراء بالجيش الاقوى في المنطقة، وانه مجرد نمر من ورق احرقه عود ثقاب، وكذلك القوة الاقتصادية التي حاولت تل ابيب تسويقها على انها جنة للاستثمارات الاجنبية، لا سيما العربية المستجدة، خسرت اليوم قيمتها.
صحيح، ان الخسائر البشرية الفلسطينية كبيرة، وان شلال الدم لم يتوقف، لكن لا بد من القول: ان الحقد والانتقام يدلان على غياب الرؤية، وان الاستنجاد بالولايات المتحدة الاميركية، وحاملات الطائرات والبوارج لن يغير الحقيقة، وان هذا الكيان بات مجرد خردة، وقد فقد وظيفته الى الابد، لان عدم شعور المستعمر في المستعمرات في اي مكان من فلسطين المحتلة، لن يكون باستطاعته ان يخدم المصالح الغربية والاميركية.
ولهذا فان الهجمة المضادة، البريطانية – الفرنسية- الالمانية والاميركية، ليست الا خوفا من حقيقة واحدة، وهي ان الهجرة الاسرائيلية من الاراضي المحتلة الى اوروبا ستعيد تأجيج مشاعر الكراهية الاوروبية ضد اليهود، وهي ما لا ترغب به تلك الدول، ايضا فان المصالح الاوروبية والاميركية في المنطقة بحاجة لاسرائيل اكثر منها بحاجة الى العرب، الذين وفقا للمخيلة تلك هم مجرد ارقام ودمى.
لهذا فان التهديدات الاتية من خلف البحار هي محاولة لترميم ما يمكن ترميمه لا اكثر، لكنه لم يعد يجدي نفعا بعدما احترق نمر الورق.
"طوفان الاقصى" في الحقيقة زلزال مزق كل تلك الدعاية التي سادت في الذهنية العربية، حين اعتمدت اسرائيل على المجازر الاولى في العام 1948 طريقا لها للارهاب، وهي جعلت الملايين تخاف من مجرد ذكر الوحشية الاسرائيلية، لكن كل هذا انكشف في الـ 25 دقيقة الاولى من العملية الجرئية صباح السابع من اكتوبر/ تشرين الاول.
لا شك ان التكنولوجيا البدائية التي اعتمدتها المقاومة الفلسطينية في هذه العملية اسقط الصورة البراقة للتكنولوجيا الحديثة التي عملت تل ابيب على تسويقها انها الاحداث في العالم للتجسس.
من هنا، يمكن القول ان النهايات اصبحت واضحة، وان نبش خطة غيورا ايلاند بشأن تهجير الغزيين الى سيناء تعني امرا واحدا، وهو ان ما يسمى النخبة الاسرائيلية قد اسقط في يدها، لهذا لم تجد غير صب الحمم على الشعب الاعزل في غزة لمجرد الانتقام لا اكثر، بل انه نهاية حلم تل ابيب بغزو العواصم العربية، اكان بالتطبيع او غيرها، ذهب مع غروب ذلك اليوم.
صحيح ان خيارات الدول لا تقف عند احداث معينة، وان التطبيع خيار استراتيجي، لكن هذا لا يعني ان القضية الفلسطينية مرهونة بالحكومات والانظمة، بل انها مرتبطة بالشعوب التي رأينا كيف انتفضت، حتى في بعض الدول الغارقة بالتطبيع الى قمة رأسها، وهذا لا شك سيكون في حسابات الحكومات التي تجاهد اليوم الى الحفاظ على وجودها، لان استمرار المجزرة الاسرائيلية ستدفع بالشعوب الى الثورة، وهذا الكابوس التي لا تريدها تلك الحكومات.
من هنا فإن"طوفان الاقصى" لن تقف موجاته عند الانهيار الاسرائيلي، بل ستتخطاه الى العالم العربي كله، واذا ما فتحت جبهة ثانية، اكان من جنوب لبنان او الجولان السوري المحتل، فان ذلك سيظهر مدى الاهتراء، ليس الاسرائيلي او الاميركي، بل العربي.
ما كتب في السابع من اكتوبر/ تشرين الاول قد كتب، ولن تغير الاف القنابل الهزيمة الكبرى لاسرائيل وتجعلها نصرا، لكن لا بد من القول ان حسابات الربح والخسارة لم يحن اوانها بعد، خصوصا في ما يتعلق بالحق الفلسطيني المشروع الذي حاول كل العالم غض النظر عنه، لكنه اصبح اليوم يعيش في كوابيس مسؤوليه، فالمارد الفلسطيني استيقظ، ولن يرعبه وخز الدبابيس الصهيونية.
كاتب، صحافي لبناني



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا فاسدون... بارادتنا او رغما عنا
- عندما يتفق العرب على -ظل الحمار- تحل مشكلاتهم
- بين الكحالة والمصرف المركزي... ضاع الشعب اللبناني
- عندما غاب مفهوم المواطنة سادت الفوضى في لبنان
- الشعب اللبناني... يداوي وجعه بثرارة السياسيين
- لبنان... مسلسل الشواغر يفتك بالمؤسسات
- قانون ساكسونيا يحكم لبنان
- الخرق المستمر للدستور اللبناني ... ورش الملح على الجرح
- عندما تحكم السخافة دولة... لبنان مثالا
- حاكم مصرف لبنان وغرائبية محاكمته واسبابها
- التنظيف الاجتماعي... نظرية وحوش المال للبقاء
- ماذا يعني اصدار فئات عملة جديدة في لبنان؟
- لبنان ... والنحر المتعمد
- الفراغ الرئاسي في لبنان قديم يتجدد... وسيتجدد
- الفيدرالية في لبنان... احلام العصافير واقنعة وحوش المذاهب
- كابلات الانترنت بعد -نرود ستريم-... شدوا الاحزمة
- هل اصبحت الولايات المتحدة جمهورية موز؟
- ابالسة لبنان... لا شريف بينكم
- هل يكون هدف التصعيد النهائي تقسيم روسيا؟
- لعبة عض الاصابع في اوكرانيا


المزيد.....




- من داخل غزة.. وزير دفاع إسرائيل يدعو قواته لتوقع القيام بتحر ...
- حرب غزة: إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم بعد هجوم على جنودها. ...
- في غزة المحاصرة والمدمّرة.. من لم يمت بالقصف مات جوعا أو يكا ...
- السعودية - انطلاق تمرين بمشاركة قوات دول مطلة على البحر الأح ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة لأول مرة تعلق إمدادات الأسلحة إلى ...
- بعد جدل واسع.. القضاء الفرنسي يتخذ إجراءات هامة في قضية مقتل ...
- مسؤول في حماس يؤكد انتهاء مباحثات الهدنة واستعداد وفد الحركة ...
- الرئيس الصيني يقوم بجولة أوروبية لإعادة تنشيط العلاقات التجا ...
- خبير مصري: إسرائيل لا تفكر ولن تدخل رفح ونتنياهو يلعب بهذه ا ...
- العسكريون الروس يحتفلون بعيد الفصح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - طوفان الاقصى... والاهتراء الاسرائيلي