أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله احمد التميمي - لماذا نخاف من اللون؟














المزيد.....

لماذا نخاف من اللون؟


عبدالله احمد التميمي
فنان وباحث

(Abdallh Ahmad Altamimi)


الحوار المتمدن-العدد: 7938 - 2024 / 4 / 5 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


اعتدنا أن نكون كارهين للألوان، خائفين من اللون لدرجة أن ألوان جدران منازلنا بأكملها تقع بين الأبيض والبيج وعلى استحياء جدار بلون آخر، هذا ما يشي أن لدينا فقرا طوعيا اتجاه الألوان، وعلى النقيض من ذلك نشاهد على شاشات الهاتف الخلوي صور المناظر الطبيعية للسماء والأرض تنتشر بكثرة هذه الأيام على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الظاهرة أيضا تشير أن في المجتمع من يتذوق اللون ويعجب بالتدرج والتباين اللوني للمساحات الخضراء وألوان الأزهار، وجمال غروب الشمس المتسلل بين الغيوم، كل هذا يفسر أن حجم البهجة والفرح في رؤية المجموعة اللونية للظواهر الطبيعية على سطح الأرض، وبالتالي أن هذا المجتمع يمتلك القدرة على التمييز بين الألوان المختلفة بمهارة عالية، وتشير الدراسات في هذا السياق، أن الإنسان يستطيع رؤية ما يصل إلى سبعة ملايين لون مختلف في الطبيعية، واستنادا إلى هذه المعلومة، فإن رؤية الألوان لدينا مبنية على حاسة البصر، على الرغم من أن الإنسان الأول لم يكن لديه فائدة تذكر في رؤية الألوان حيث كان يبحث عن الطعام تحت جنح الظلام، معتمدا على رائحة الطعام أكثر من اعتماده على حاسة البصر، وما هي مبادرة عبق اللون للأطفال المكفوفين، والتي أطلقها قبل سنوات الزميل الفنان سهيل بقاعين، إلا عودة بقايا حاسة البصر إلى الملاذ العتيق للإنسان الاول والتي تعتمد على تتبع الرائحة المرتبطة باللون.
وبينما كنت أفكر في اللون كخاصية ترتكز بين الضوء والطعام، كان هناك شعاع من الضوء يسقط على جسم زجاجي متعددة الألوان أمام النافذة، وكأنما كل ألوان الطبيعة دخلت إلى منزلي لتخرج من هذا الجسم الزجاجي جزيئات لونية نشطة تسمى الفوتونات، تم امتصاصها على شكل طاقة غير محسوسة، هذه الفوتونات، التي سقطت على شبكية العين، خلقت إحساسا بجمال ألوان الطبيعة، والتي لها علاقة بالتأكيد بطاقة تلك الفوتونات، وبالإضافة الى ذلك تبين أن الأطوال الموجية القصيرة عالية الطاقة تبدو باللون الأزرق بالنسبة لنا، بينما تبدو الأطوال الموجية الطويلة والمنخفضة الطاقة باللون الأحمر، وفي ذات الوقت تميل الألوان الأكثر سطوعا والتي لها بنية جزيئية أكثر أثاره، الى تعطيل إلكتروناتها مع القليل من الضوء، مما يجعل ألوانها تبدو مكثفة على شبكية العين.
في النهاية، إن طريقة تشكل الألوان في الطبيعة، تبعث الحياة والبهجة فينا وتزيد من النشاط والحيوية ما يوازي نشاط جزيئات الفوتونات الصغيرة المهتزة في الفضاء المحيط بنا، وبالتالي تعمل الألوان الزاهية على تحريك الضوء الذي يسقط على الأجسام الساكنة مثل اللون الأصفر في حالته النقية، فإنه غالبا ما يتمتع بسطوع ودفء خاص عندما يتجاور مع مكمله على دائرة الألوان وهو البنفسجي الناتج من مزج اللون الأحمر مع الأزرق. لذا، إذا كنت ترغب في مساحة أكثر نشاطا داخل بيتك، من الأفضل أن تبادر في التخلص من الألوان المحايدة مثل البيج والرمادي، ويفضل مهندسي الديكور البدء بجدران بيضاء، وبعد ذلك جلب اللون إلى الفضاء الداخلي للمنزل من خلال بعض اللوحات التزينية وألوان الأثاث والستائر التي يفضل أن تكون ملونة لتعكس ما يكفي من الضوء لتنشيط المنظومة البصرية لدينا، هذا النهج المتمثل في جعل بيوتنا مثل صحن الفاكهة يمكن أن يكون استراتيجية جذابة للمجتمع الذي يعاني من رهاب اللون.
عبدالله أحمد التميمي



#عبدالله_احمد_التميمي (هاشتاغ)       Abdallh_Ahmad_Altamimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن صناعةِ الفكرةِ
- الفن التشكيلي المعاصر والاستثمار
- الفن واقتصاد الخوف
- الفن مقابل المال
- الفن المعاصر في الحالة الغازية
- اثر التكنلوجيا في التلقي ما بين القصيدة واللوحة
- ما هو NFT
- عين العقل
- المعلم
- كيف تقرأ الشكل الدال
- ما هو الشكل ؟
- الاشكال الرمزية
- ما هو أثر الجيل الخامس (5G)
- هندسة المدن الذكية ما بعد الكورونا
- الذكاء الاصطناعي وهندسة المعرفة
- إنترنت الاشياء والذكاء الرقمي
- الاستثمار في الفن التشكيلي
- الثقافة والصناعات الإبداعية
- جيل الفا
- الكفاءة الانتاجية في العملية التعليمية


المزيد.....




- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله احمد التميمي - لماذا نخاف من اللون؟