أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله احمد التميمي - الفن المعاصر في الحالة الغازية














المزيد.....

الفن المعاصر في الحالة الغازية


عبدالله احمد التميمي
فنان وباحث

(Abdallh Ahmad Altamimi)


الحوار المتمدن-العدد: 7613 - 2023 / 5 / 16 - 01:29
المحور: الادب والفن
    


بينما تنتصر الجماليات الرقمية على القيم الفنية التقليدية، ما زال الفن المعاصر في عالمنا العربي يطرح اعمال النمذجة و ثقافة النسخ للواقع ويبتعد عن المواكبة، نشاهد ذلك كل يوم على وسائل التواصل الاجتماعي، مع العلم اننا غير مجبرين على الخضوع لمتابعة تمارين إعادة الإنتاج من حيث المبدأ، ولكن قد يساهم ذلك في تنشيط التغذية البصرية ليس اكثر، على الرغم من امكانية الحصول قيم جمالية تضاهي العمل اليدوي التقليدي بكل يسر وسهولة، من خلال الاستعانة بالحالة الغازية للوسائط السيبرانية والذكاء الاصطناعي، والتي غالباً ما تحاكي أنماط الوجود الجمالي بحرفية عالية عن طريق ادخال بيانات رقمية الى جهاز الحاسوب المتصل بشبكة الانترنت، لتخرج علينا صور ولوحات تشكيلية بكل الأساليب والتقنيات القديمة والحديثة، وبالتالي ان التجربة الفنية التي تستند الى تمارين التوافق الحركي البصري، لم تعد تحيط بها هالة من القداسة، بل أصبحت تعكس حالة من الخواء الرمزي لعقلية المُنتج والمستهلك، وفي ضوء ذلك بات الفن المعاصر العربي يعيش عصر التناقضات ما بين الحالة الغازية في العالم الافتراضي الرقمي الذي لا يستند الى نمط او قاعدة محددة، الى حالة السرديات الحرفية والمهارة اليدوية في تنفيذ النمذجة الخالية من الحدس.
ومع انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الأجهزة الخلوية، أصبح الفن يتدفق رقمياً بحرية وفقاً للسياق البياني للمحاكاة الخوارزمية المحيطة برغباتنا وتفاعلاتنا، وبذلك يكون كل شيء قابل للتأويل والتعديل بحسب ما يطلبه الجمهور، كذلك يمكن للتصوير المعاصر ان يكون متنوعاً ومتعدد الاشكال، مما يتيح للفنان تجربة متجددة مثيرة للاهتمام، يتجلى ذلك بالاستعراض المشترك بين الفنان والمتلقي، حتى يتحول المُنتج الفني الى قيمة نفعية عن طريق التفاعل المباشر بين منتج ذلك المحتوى والمتلقي، مما يرفع من رصيد صانع المحتوى بعدد المشاهدات او المشاركات، ضمن اطار الوسائطية الرقمية.
ويمكن للفنان المعاصر في الحالة الغازية إقامة المعارض الفنية الافتراضية او اللعب التفاعلي مع الذكاء الاصطناعي، او توليد أفكار بنائية للعمل الفني، من خلال تزويد العالم السيبراني ببيانات عن الموضوع والرسالة التي ترغب بإيصالها للجمهور وأسلوب التنفيذ وشريحة المتلقين، كما يمكن ان ينطوي على ذلك الحرية التامة في التعبير عن الرؤى الفنية مع قدرة عالية بالوصول الى اكبر شريحة من المشاهدين، حتى يصل الى مرحلة يتجاوز المكان والزمان. وهناك ميزة أخرى تطرحها مواقع وتطبيقات العالم السيبراني، وهي إمكانية بيع التسلسل الرقمي للمُنتج الفني واستبدال ذلك بالعملة الرقمية، كما يمكن الدخول الى صالات المزادات العالمية افتراضياً، ويمكن للفنانين ايضاً التعبير عن منتجاتهم الفنية بصناعة محتوى تثقيفي تروجي للأعمال الفنية، مما يسمح للجمهور بقراءة مضمون المُنتج الفني، والانغماس بسعة خيال عالية في الفكرة مع تفعيل ميزة المزج مع الوسائط المتعددة الإضاءة والصوت، والحركة، واللعب التفاعلي مع المحتوى الرقمي، كل ذلك يمثل تحولاُ جديداً في عالم الفن المعاصر من مجرد مظهر جمالي الى سلوك رقمي يعتنق فيه الفنان والمتلقي الذكاء الاصطناعي بهدف تحليل موقفً معين، علاوة على ذلك تتيح الحالة الغازية الرقمية في العالم الافتراضي، القدرة على دفع الفن المعاصر نحو الوظائفية في الإنتاج وتسليع الفن، مما يشكل منعطف قد يكون مفيد للفنانين العرب اذا تم إعادة تأهيلهم رقمياُ ويساعد في اخراجهم من القمقم والعمل بالسخرة، الى عالم الادراك الرقمي وخلق الفرص التسويقية للمُنتج الفني لغاية إعادة التمويل الذاتي والعيش ببحبوحه.



#عبدالله_احمد_التميمي (هاشتاغ)       Abdallh_Ahmad_Altamimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اثر التكنلوجيا في التلقي ما بين القصيدة واللوحة
- ما هو NFT
- عين العقل
- المعلم
- كيف تقرأ الشكل الدال
- ما هو الشكل ؟
- الاشكال الرمزية
- ما هو أثر الجيل الخامس (5G)
- هندسة المدن الذكية ما بعد الكورونا
- الذكاء الاصطناعي وهندسة المعرفة
- إنترنت الاشياء والذكاء الرقمي
- الاستثمار في الفن التشكيلي
- الثقافة والصناعات الإبداعية
- جيل الفا
- الكفاءة الانتاجية في العملية التعليمية
- الوظائفية في التعليم Productivity in education
- الانتاجية في التعليم
- الفن وصعوبات التعلم
- أثر الوسائط المتعددة في تعليم الفنون
- فن نكران الذات


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله احمد التميمي - الفن المعاصر في الحالة الغازية