أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - المدرسة المغربية كانت حتى تسعينات القرن الماضي تفتح أبوابها امام الافراد لولوج الإدارة لا لولوج الحياة العامة . اما اليوم فأصبحت المدرسة المغربية تفتح أبوابها على التيه وعلى البطلة والشارع . السبب اللغة .















المزيد.....

المدرسة المغربية كانت حتى تسعينات القرن الماضي تفتح أبوابها امام الافراد لولوج الإدارة لا لولوج الحياة العامة . اما اليوم فأصبحت المدرسة المغربية تفتح أبوابها على التيه وعلى البطلة والشارع . السبب اللغة .


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7935 - 2024 / 4 / 2 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخطاب ( التنموي ) لأنه ليست هناك تنمية بعد اعتراف الملك بفشل ( مخططه التنموي ) ، الذي يتم انتاجه ، سواء من طرف أجهزة الدولة الرسمية ، او من جانب النخب التي كانت في المعارضة التي لم تبق معارضة للسياسة الرسمية للدولة ، كان خطابا " اقتصادوي " ، يتناول عملية التنمية مع استبعاد جوانبها الثقافية ، المطالبة بالديمقراطية كشرط أساسي ، بقيت مقصورة على الجانب المتعلق بالمشاركة السياسية ، دون المطالبة بالحق في الديمقراطية الثقافية . وكالانتخابات الانتخابوية ، لأنها انتخابات الملك ، كذلك سينعكس هذا المشهد السوريالي على المجال الثقافي الذي فقد وزنه واهميته منذ منتصف تسعينات القرن الماضي . فالأزمة السياسية كانت تعكس ازمة الثقافة التي انتقلت من الثقافة المعارضة ، الى الثقافة الرسمية التي لم يعد لها من الثقافة ، غير الاسم والعنوان .. فغابت سنوات عشرية السبعينات ذات الطابع الثقافي ، حين كان للثقافة شأن عظيم ،ولتتحول منذ ذهاب زمن الحسن الثاني ، الى ثقافة اجر ومدح وتآمر على المعطى السياسي ، والمعطى الثقافي . فاين اتحاد كتاب المغرب ، الذي داع صيته ، عندما كانت السياسية تحوم حول الحكم ، لا حول ضفافه الراشية او أصبحت راشية باستبدال المعطف في زمن قصير .
المشاريع الإصلاحية او التثويرية لمختلف التوجهات اليسارية ، فشلت نظرا لغربتها الثقافية ، فكان نفودها ضئيل جدا . فأغلب اطر وقادة الاتجاهات المذكورة ، تلقوا تعليمهم الاجباري في المدارس التي أُنشئت مع دخول الاستعمار ، مع العلم ان المدرسة في المغرب ، لم تأت كتلبية الحاجات المجتمع الثقافية على تعددية هذه الثقافة ، وانما كاستجابة لحاجات الاستعمار في خلق نخب تقنية متشبعة ثقافيا بالإيديولوجية التحديثية الغربية ، وحاجات الدولة المخزنية السلطانية والمزاجية التي مثلت المدرسة وسيلة للتحكم في المجتمع القبلي ، وصهره في نموذج احادي : النموذج العربي الإسلامي المنفتح على الغرب ، وبالتالي فالثقافة قد تحددت انطلاقا من رغبة القصر في اندماج مختلف مكونات التراب الوطني في قالب احادي ، أي ان ضرورات مد السيطرة السياسية ، والتحكم في التراب الوطني ، فرضتا منظورا معينا للثقافة ، يمكن تلخيصه في المنظور النخبوي الذي يجعل الثقافة مرادفة للتعليم المدرسي . فاصبح المتمدرس هو المثقف ، والغير متمدرس غير مثقف ، مع العلم ان التعليم في المغرب بعيد كل البعد عن ثقافة غالبية السكان ، لدرجة وجود مفارقة بين البرامج ولغات التدريس ، وواقع الحياة اليومية .. الى درجة ان المدرسة المغربية قبل ازمة الثمانينات كانت تفرخ اطر الإدارة المتوسطة ، ولم تكن تفرخ جيل او أجيال منفتحة على الحياة .. لكن ومع ازمة الثمانينات وما فوقها ، أي منذ العشرية الأولى من الالفية الثالثة أصبحت المدرسة المغربية تفرخ للشارع وللبطالة التي أضحت من اكبر معضلات المغرب .
ان هذا المنظور يحول الثقافة من شيء ضروري يملكه جميع الافراد ، الى امتياز تحتكره الخاصة دون العامة ، مما يؤدي الى ابعاد اغلب جماهير الشعب من المشاركة الثقافية ، وبالتالي ابعادها من المشاركة السياسية والنقابية .. ومن ثم اصبحنا نسمع عن مثقفين غير مثقفين ( قاري / مقاريش ) . قبل الاستعمار كان مصطلح " العالم " يحيل الى تلك العناصر التي اختصت في أمور الدين والمجتمع ، وكانت تتدخل في توجيه حياة الناس عبر اصدار فتاوى . اما بعد الاستعمار فقد استعمل مفهوم " مثقف " للدلالة على خريجي المؤسسات التعليمية ، الذين يستعملون الكتابة باللغة العربية الكلاسيكية ، واللغات الرومية . فدخلت الثقافة من هذا المنظور مجال التنمية ، فاصبحنا نسمع عن مثقف ومثقف جدا حسب درجات الاستحقاق والديبلومات ..
ان تأطير الثقافة ضمن هذا الفضاء النخبوي التعسفي ، هو الذي سيتحكم في السياسة الثقافية واللغوية للدولة . فما هي الأسس العامة لهذه السياسة ؟ ..
1 ) الدولة والثقافة : اذا كنا نعتبر رغم تعدد التعريفات ، ان الثقافة هي مجمل الأنساق الرمزية ، والتمثلات والمعارف ، ومنظومة القيم الموجهة لسلوكات الافراد والجماعات ، وان الثقافة كنسيج عام وطني ، لا تتأسس الا على ابعاد جهوية ومحلية ، فان السياسة الثقافية للدولة المغربية ستنبني على :
-- عدم الاعتراف بالثقافات واللغات الام للجماعات .
-- تأطير الهوية المغربية داخل مجال عربي إسلامي مشرقي .
-- الانفتاح على الغرب .
-- استبعاد البعد المغاربي والافريقي للهوية المغربية .
1 – 1 ) لقد كان الهدف الأساسي للسياسة الثقافية ، هو نشر أيديولوجية الفئة / الطبقية المالكة بزمام السلطة السياسية ، مما أدى الى اقصاء الثقافة واللغة القبائلية على مستوى النموذج ( وسائل الاعلام – التدريس ) ، رغم انتشارها في الواقع ، حيث يلاحظ غياب تدريس الامازيغية ، وعند تدريسها كان البرنامج المخطط لها ، هو اقبارها مع مرور الزمن ، كما يلاحظ عدم مراعاة الخصوصيات الجهوية في تحديد البرامج الثقافية ، واقصاء اللغات اليومية الام من وسائل الاعلام ..
2 – 1 ) عدم الاعتراف باللغة والثقافة الامازيغية ، ارتبط بضرورة الشرعنة السياسية La légitimation politique للطبقة الحاكمة . وهذه الشرعية مؤسسة على القومية العربية دون غيرها .
3 – 1 ) وبالتالي سنلاحظ ان التأريخ للمغرب ، سيبدأ مع فترة دخول الإسلام ، وبالتالي فأصول المغرب ستتحول الى أصول مشرقية ، كأن تاريخ المغرب ابتدأ في الجزيرة العربية .
-- 2 – اذن ستخضع " الثقافة " لضرورات الشرعنة السياسية ، على أرضية الارتباط بالوطن ليس كهوية متعددة وكذاكرة ، وانما كطبقة حاكمة . فبدل شعار مختلف الثقافات لمختلف ولجميع الافراد ، نجد شعار نفس الثقافة لمختلف وجميع الافراد . ولإنجاز تلك الغاية سيتم تجنيد مختلف المؤسسات الحديثة ، من مدارس ومعاهد ووسائل اعلام ، غير ان انشاء وزارة الثقافة سيعرف عدة توترات لأسباب متعددة على راسها صعوبة فصل الثقافة عن التعليم ، كما هو الشأن في الدول الغربية ، بالإضافة الى التناقض واللاتكامل الحاصل بين مقومات النماذج الثقافية المخزنية التقليدية ، والشكل التنظيمي والوظائفي للوزارة كجهاز غربي تحديثي على الشكل الفرنسي كيف ذلك ؟
2-0 ) من المعروف ان سياسة الدولة في مجال التحديث الاقتصادي ، هي استمرار لنفس السياسة الفرنسية ، حيث العمل على ربط الفلاحة بالاقتصاد ، أي اقتصاد السوق وبالبضاعة . ولتسهيل تلك المسألة عملت على حل المشكلة العقارية ، بمصادرة أراضي القبائل وإدخال عنصري الحيازة و التحفيظ ، وإعادة هيكلة الخريطة الجغرافية والسكانية من خلال ربط الفخدات والدواوير بالجماعات المحلية ، وفتح المجال امام ظهور الملكيات الخاصة الشاسعة والاستثمارات ، أي باختصار شديد مصادرة النموذج القبلي لأجل النموذج الرأسمالي . لكن هل يمكن التحدث عن نفس الشيء بالنسبة للجانب الثقافي ؟
1 – 2 ) بخلاف سياستها في الجزائر ، اتبعت فرنسا سياسة حمائية في المغرب ، حيث حافظت على المؤسسات التقليدية ، واستعملتها لتسهيل انجاز برامجها وخططها الاستعمارية بنجاح ، وبأقل تكلفة .
هذه المؤسسات التقليدية هي بالأساس المؤسسات المخزنية في شقها السلطاني . لهذا السبب نجد على المستوى السياسي ، بل والاقتصادي معا نظرا لفعل الأول في العنصر الثاني ، ما يسمى بلغة Max Weber السوسيولوجي الألماني بالباتريمونيالية ، نظرا لكون عملية التحديث إضافة الى كونها أتت من الخارج ، فانها لم تعطل المؤسسات الثقافية والسياسية للدولة المخزنية ، وفي المقابل لم يكن سهلا احداث وزارة مستقلة للثقافة ، خصوصا اذا اخذنا بعين الاعتبار المنظور المدرسي النخبوي للدولة اتجاه كل ما يدخل في اطار الثقافة .
ففي عهد الاستعمار ، كانت هناك " إدارة التثقيف العمومي " ، وعلى شاكلتها أنشئت سنة 1966 " وزارة التربية والفنون الجميلة " برئاسة الوزير محمد الفاسي ، ثم تحولت الى " وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية والتعليم الأصيل مع احتفاظها بنفس الوزير . وفي 11 غشت 1971 أحدثت " وزارة الثقافة والتعليم العالي والثانوي والاصيل وتكوين الأطر " ( محمد العسكي كوزير يساعده محمد شفيق ككاتب دولة ملحق ) ، وأنشئت وزارة مستقلة للتعليم الابتدائي برئاسة حدو الشيگر ، وفي نفس السنة في 13 ابريل 1972 ، تحولت الى " وزارة التعليم الاصيل " دون تكوين اطر، برئاسة الوزير الحبيب الفهري ، وبعد ستة اشهر تم تحويلها الى وزارة التعليم دون ثقافة ، وحصل ربط الثقافة بوزارة الحبوس والاوقاف الاسلامية ( المكي الناصري كوزير ) ، واخيرا في 25 ابريل 1974 أحدثت وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية برئاسة الوزير ( باحنيني ) .
2 ) الدولة واللغة :
أ – أ ) يتميز المغرب بوجود لغتين رسميتان العربية الفصحى والفرنسية التي تمثل الوجود الفرنسي المستمر في المغرب ، وتبقى ضرورية باعتبار ان عملية التحديث التي اتبعتها الدولة تتأسس على الاستيراد وليس الانتاج كما هو شأن كل دول العالم التابع . وتعمل فرنسا في اطار سياستها في افريقيا ، على دعم اللغة الفرنسية ، لانها ضمان استمرار عملية التثاقف اللامتكافئة .
ومنذ البدايات البدايات الاولى " للاستقلال " برزت في صفوف اطراف في الحركة ( الوطنية ) دعوات متعددة الى التعريب ، والملاحظ ان النخب الاشد دفاعا عن عمليات التعريب هي التي ترسل ابنائها الى المدارس الفرنسية ، بالاضافة الى كون وضعية اللغة العربية الكلاسيكية ضعيفة في سوق التداول اللسني . فاللغات الام ، العربية الدارجة والامازيغية ، هي المتداولة في الحياة اليومية للافراد ، مع الاشارة الى ان اللغة كيفما كانت لا توجد خارج استعمالات الافراد لها ، ومع ذلك نلاحظ على صعيد التوزيع القيمي للغات ، ان هناك فصلا لدى المتكلمين بين الاستعمال اللغوي وبين القيمة اللغوية ، إذ – وهذا ناتج عن التأثيرات المدرسية – لا تعطي القيمة للغة معينة الا اذا اصبحت معترف بها داخل اجهزة الدولة الرسمية وخصوصا الاعلامية .
2 – 1 ) في دراسة حول السلوكيات اللغوية ل 160 تلميذا اسفر تفريغ الاستمارة التي اعتمدها الباحث على النتائج التالية :
-- اللغة الفرنسية ، لغة التقدم والحضارة والمستقبل ، في اجابات اغلب المستوجبين .
-- اللغة العربية الفصحى ، لغة الدين والاجداد .
-- الدارجة المغربية ، لغة غير ذات قيمة ، لانها لغة للتخاطب فقط . ( انظر Paul Pascon / قتلوه في حادثة سير مصطنعة بموريتانية / مجلة لاماليف عدد 24 ابريل 1981 ) ..
يلاحظ ان اللغة الفرنسية تحتل الصدارة في سوق القيم اللغوية باعتبارها لغة الخبز والارتقاء الاجتماعي ، وتستعمل في الغالب في الوضعيات البروتوكولية ، وفي العلاقات بين الجنسين لذا الفئات المتوسطة والمحظوظة ، حيث يتم التخاطب بها ممزوجة بالدارجة العربية ، وهي تحيل الى الحاضر والمستقبل ، بينما تحيل العربية الفصحى الى الماضي والتراث ، بالمقابل لا تحيل لغة التخاطب اليومي اية قيمة مضافة لماذا ؟
3—1 ) ان وضعية الكتابة هي التي تكتسب الفرنسية والعربية بعدها ، مكانة مرموقة على المستوى الرمزي ، فالشفاهي لم يدخل بعد مجال الكتابة ، غير ان المشكل لا يتجلى فقط في لغات لم تكتب وما زالت الدولة لم تسمح بكتابتها ، وعندما سمحت لم يتغير الوضع عن سابقه ، لان الجميع وجد نفسه قد تعرض لمقلب لن يفيد اللغة في شيء ، بل ايضا في الموقع الذي يحتله ما هو شفاهي في السوق اللغوية ، إذ يعتبر بضاعة غير قابلة لإنتاج رأسمال مادي او رمزي . انها لغة خارج -–مؤسساته .
ان شفاهية اللغة هو بمثابة انكار لوجودها كلغة . وإذا كان " بيرك " يقول " بان اللغة لا تصلح لإقامة التواصل ، بل لتحديد الوجود " فهل يمكن الحديث بالنسبة للإنسان المغربي عن وجودين : وجود شعوري داخل اللغة – الكتابة -- ، ووجود لا شعوري داخل – اللغة – الشفاهية ، مما يؤدي الى حرمان الغير متمدرس " الجاهل " للعربية الفصحى مثلا من وجود حقيقي وشعوري ، وبالتالي انطلاقا من العلاقة العضوية بين اللغة والهوية . فهل يمكن الوجود بهويتين ، هوية حقيقية مفقودة على صعيد النموذج ، وهوية مزيفة معترف بها كنموذج حي ؟
حين تعتبر ذاتا ما نفسها سلبية ، فإنها تسعى الى الهروب والاندماج في لسان وثقافة الاخر ، وتوجد هذه الظاهرة في حلات الغلبة ، سواء تعلق الامر باللون او بالدين ، او الاقتصاد او الثقافة ... الخ ، ذلك ان جماعة ما ترفض اصلها وتعارض كل ما يذكرها بذاكرتها ، و بانتمائها الفعلي ، وتشكل القرابة وسيلة للهروب من الذات ، وتحقيق الاستيعاب من طرف الاخر ، و تنتشر هذه الظاهرة في أوساط الموظفين الصغار ، وتنبني على عدة ثنائيات : بادية / مدينة / فقر / غنى .. الخ .
وخلاصة القول ان اللغة ليست وسيلة للتواصل ، بل لتحديد الوجود فعلا . ان الغياب الثقافي واللغوي ، يؤدي الى الغياب السياسي والمجتمعي . لهذا نتساءل بصدد المسألة الديمقراطية ، كيف يمكن اشراك جماعة ما على المستوى السياسي مع تغييبها على المستوى الثقافي . لهذا السبب نجد ان اغلب قواعد التنظيمات السياسية ، لا تعرف سوى التصفيق والانصياع ( للقيادات) دون فعل يذكر ..
1 – 2 ) زيادة على هذا الجانب ، هناك ما يصطلح عليه بالتنشئة الاجتماعية للأفراد . وهنا ترتبط اللغة بالثقافة والهوية ارتباطا وطيدا . ولتقريب الصورة نبدأ بسؤال من التاريخ القريب . لماذا قاوم بعض اجدادنا عملية الدخول الى المدارس ؟
الإجابة قد تتطلب تحليلا سوسيو تاريخيا معمقا ، لكن هذا لا يمنع من بعض الإشارات : لقد وجه دخول الاستعمار مقاومة شديدة من طرف القبائل المغربية ، مقاومة لم تكن عسكرية فقط ، بل ثقافية أيضا ، وما زلنا نتذكر المرأة الدخيسية التي القت بجسدها امام الجرار حتى تمنعه من المرور على ارض الجماعة ، وفي المقابل كانت النخبة المغربية التي تلقت تعليمها بالبعثات الفرنسية ، وفي باريس تطالب الدولة بالسير بعيدا في عمليات ( التحديث القروي ) عبر ادخال التقنية واقتصاد السوق . اننا إزاء موقفين هنا :
-- موقف القبيلة المعبر عن مقاومة ثقافية .
-- موقف النخب المعبر عن ثقافة المستعمر ومشاريعه كذلك .
ان ادخال الجرار كتقنية ليس محايدا ، بل يعكس ادخالا لثقافة ولآلية معينة هي باختصار آلية اقتصاد السوق ، بينما يعتمد الاقتصاد القبلي على الإنتاج لأجل تلبية حاجات القبيلة ، وليس للاستثمار والتصدير وإعادة انتاج الثروة ، ويلعب السوق ( le souq ) دورا في مد الدواوير بالمواد الحرفية الاستعمالية ، بينما السوق في الرأسمالية ( Le marché ) يخضع لمقاييس الإنتاج والربح . فالأرض بدورها رأسمال في الحاجة الى الزيادة في الإنتاج عند القبيلة تفرضها التحديات الداخلية ( ديمغرافية ... الخ ) .
بالنسبة للنخب التي تكونت في البعثات الفرنسية ، فانها تشبعت بالثقافة الغربية الفرنسية. فليس غريبا ان تنطق بلسان غير لسانها .
3 – 2 ) والسياسة التعليمية للدولة على المستوى اللغوي ، تقوم على تلقين أبناء البوادي الناطقين بالأمازيغية ، لسانا غير لسانهم الام ، لإدماجهم وتحيلهم الى هويات منحدرة .
الخاتمة : هذه باختصار بعض العناصر التي يمكن الانطلاقة منها اثناء دراسة السياسة الثقافية واللغوية للدولة المخزنية ، في افق طرح القضايا الحقيقية التي كانت مهمة ، نظرا لطغيان المنظور الاقتصادوي والسياسوي في النظرية الاشتراكية العلمية لسنين طويلة .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ممكن التراجع عن الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة ؟
- هل اصبح ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ، في ملف الصحراء الغ ...
- في العقلنة المشوهة
- الاجماع
- الشعب الصحراوي او شعب الصحراء الغربية
- المدعية العامة لمحكمة العدل الاوربية ، تهندس خارطة طريق لقرا ...
- الحكم الذاتي في الصحراء
- الفرق بين الشعب والرعايا
- ماذا تحضر اسبانيا الدولة ، لنزاع الصحراء الغربية ؟
- سيرورة انهيار الدولة القائمة
- لماذا نحن متخلفون ولماذا هم متقدمون
- المشروع الأيديولوجي العربي الإسلامي
- الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و الجمهورية الريفية
- الاساطير الإعلامية الحديثة
- سيرْ تْضِيمْ ، وسير حتّى ..
- ماذا يحضر من مخططات ومشاريع للنظام المغربي ؟
- هل تدعم فرنسا واسبانيا حل الحكم الذاتي في نزاع الصحراء المغر ...
- برنامج حركة 3 مارس / إحدى وخمسين سنة مرت على ثورة فشلت من يو ...
- الثورة المغربية . يوم ثار الثوار المغارية
- الملك محمد السادس الغائب


المزيد.....




- إسماعيل هنية يعلن موقف حماس من التوصل لاتفاق شامل مع إسرائيل ...
- Asia Times: فرنسا ترسل أول جنودها إلى أوكرانيا
- كويتيات -في حالة غير طبيعية- على متن طائرة.. والنيابة تتدخل ...
- هل يستسلم المحافظون لمصيرهم في الانتخابات البريطانية بالاستم ...
- تقرير: العالم يشهد أسوأ موجة تفش لمعاداة السامية منذ الحرب ا ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة استراتيجية في دونيتسك بشكل كامل
- Repubblica: الناتو يحدد -خطين أحمرين- يفترض تجاوزهما تدخل ال ...
- هنية يصدر بيانا حول متابعة جولة المفاوضات في القاهرة
- الإعلام العبري يتساءل: من هو إبراهيم العرجاني الذي عين رئيسا ...
- مقتل 4 مدنيين لبنانيين بغارات إسرائيلية على بلدة ميس الجبل و ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - المدرسة المغربية كانت حتى تسعينات القرن الماضي تفتح أبوابها امام الافراد لولوج الإدارة لا لولوج الحياة العامة . اما اليوم فأصبحت المدرسة المغربية تفتح أبوابها على التيه وعلى البطلة والشارع . السبب اللغة .