أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - 3 ـ قراءة في المشهد الغزازي














المزيد.....

3 ـ قراءة في المشهد الغزازي


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7929 - 2024 / 3 / 27 - 14:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا نبالغ في القول أن سيرورة الحرب المستمرة في قطاع غزة و انعكاساتها في البحر الأحمر و شرق المتوسط ، توحي بان التطورات لا تتقرر في ميدان المعارك فحسب و إنما في دوائر الهيمنة الامبريالية اساسا ، و تحديدا الولايات المتحدة الأميركية و الدول الأوروبية الملتحقة بقافلتها في إطار الحلف الأطلسي ، و بدرجة أدني في المحافل الدولية من خلال الأمم المتحدة ، و التكتلات الاقتصادية الإقليمية . بتعبير آخر ، توحي هذه الحرب بأنها فصل في صراع الامبريالية الأميركية ضد امبريالية صاعدة ، فمن المعروف أن الامبرياليات لا تتعايش معا ،هذا من جهة أما من جهة ثانية فإن زمانها محدود.
اللافت للانتباه ،أن جيشا يوصف بأنه يماثل جيوش الدول الكبرى ، استدعى بالإضافة إلى عديده ، جنود الاحتياط ، ليضرب منذ ستة أشهر حصارا مميتا حول قطاع غزة الذي لا تتعدى مساحته مساحة ناحية إدارية أو قضاء في دولة عادية ، و لكن سكانه الذين يفوق عددهم مليوني نسمة ، يكوِّنون كثافة سكانية في الكلم² هي من بين الأعلى في العالم ، بحجة القضاء على فصائل مقاومة شعبية يمتلكون قدرات بشرية و مادية و عسكرية محدودة ، فيستخدم الطيران الحربي و المركبات المدرعة والمراقبة بواسطة الأقمار الاصطناعية إضافة إلى أحدث وسائل التنصت و الملاحقة الإلكترونية . و لم يكتفي بهذا كله ،فيلجأ أيضا إلى أسلوب " تجفيف الماء كي يموت السمك " ، حيث حبس الماء و الغذاء والوقود و الدواء عن جميع السكان و دمر المستشفيات و المدارس والأبنية السكانية ، فصار الناس جوعي ، عطشى ، يقرصهم برد الشتاء ، هائمين بلا مأوى تحت القصف ، كالقطعان " البشرية " يأمرهم العسكر الذين تولّجوا في أغلب الظن أمر الحد من عددهم أو ترحيلهم أو إبادتهم ، بالتنقل من مكان إلى آخر ، بانتظار خلق فتحة لإبعادهم من خلالها نحو سيناء .
و ما يثير الذهول و الرهبة هو أن أجهزة الدولة الصهيونية لا تساهم و حدها في هذه السيرورة الجهنمية و إنما ترافقها أجهزة الولايات المتحدة الأميركية و دول حلف الأطلسي ، إعلاميا و ديبلوماسيا و عسكريا في الميدان ، إلى جانب دول الخليج النفطية ، و جميع الدول "العربية و الإسلامية "التي تقيم علاقات طبيعية مع الدولة الإسرائيلية ، دليلا دامغا من وجهة نظرنا على أن حرب غزة هي في جوهرها حرب من أجل استمرارية الإمبراطورية ، أي بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، هي أكثر من حرب ضد جماعات من المقاومين ، هي أكثر من حرب ضد سكان قطاع غزة الذين يقول الرئيس الإسرائيلي " أن ليس بينهم لأبرياء "، و إنما هي حرب إمبريالية من أجل تثبيت الهيمنة على بلاد الهلال الخصيب ، لدرجة تحاكي مستوى ارتهان دول شبه جزيرة العرب .
مهما يكن تتواصل الحرب على سكان قطاع غزة منذ ستة أشهر دون أن يحقق الإسرائيليون و حلفاؤهم في الحلف الأطلسي ، و المتواطئون معهم ، المحليون و الإقليميون ، الأهداف التي يريدون بلوغها ، و لكن بالضد من ذلك ، حصدوا الفضيحة نتيجة سقوط الأقنعة حيث انكشفت طبيعتهم العنصرية و قدرتهم على الكراهية و الخيانة ، لحد ارتكاب فظائع الأفعال إرهابا و إبعادا و إبادة .
استنادا إليه ، من البديهي و المنطقي ، أن هذه الحرب لن تتوقف قبل نهايتها ، أي بانتصار الامبريالية الأميركية ممثلة بدولة إسرائيل في الهلال الخصيب أو بهزيمتها و تراجعها . لقد استطاعت هذه الأخيرة حتى الآن ، بالتعاون مع حلفائها في دول الغرب الأطلسي من إشباع ادمغة الناس بواسطة سردية ملفقة عن الإرهاب و الاغتصاب و القتل و الذبح و الحرق ، لتغطية حرب الإبادة ، و لكن هي بحاجة أيضا ، بعد الحرب ، إلى شروط تتيح لها إنتاج سردية " المنتصر" تبريرا لإبادة " الحيوانات البشرية ، تجويعا و تعطيشا و تشريدا " !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2 ـ قراءة في المشهد الغزاوي
- 1 ـ قراءة في المشهد الغزاوي
- أبعاد الحرب على قطاع غزة
- إتلاف الشعب الفلسطيني
- البحر أمامكم
- الحرب الدولية الكبيرة 2
- الأبادة أو المنفى
- حرب دولية كبيرة
- الموقف الوسطي خدعة في المحيط المتوسطي
- 3 ـ حرب حزيران 1967 لم تنته بعد !
- 2 حرب حزيران 1967 لم تنتهه بعد !
- 1 ـ حرب حزيران 1967 لم تنته بعد !
- إعلام السرب !
- 6 الحرب على قطاع غزة, ما تظهره و ما تسمعه !!
- 5ـ الحرب على قطاع غزة ، ماتطهره و ما نسمعه |!
- 4 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !!
- 3 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !
- 2 ـ الحرب على قطاع غزة: ما أظهرته و ما أسمعته !!
- الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و أسمعته !
- الحلول الهمجية ـ 2ـ


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - 3 ـ قراءة في المشهد الغزازي