|
3 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 20:49
المحور:
القضية الفلسطينية
1ـ لماذا تطوعت ألمانيا فأرسلت فريقا من أهل القانون للمرافعة دفاعا عن إسرائيل أمام المحكمة الدولية في لاهاي ؟ أغلب الظن انها تولت هذه المهمة نيابة عن نفسها و عن الإتحاد الأوروبي ، نظرا إلى ما يوحي به ظهورها في كل شأن يتعلق بإسرائيل ، استنادا إلى مفهومين صنّعتها و سائل دعاية الامبريالية الغربية ، و هما انتصار دول الغرب على النازية بماهي عنصرية فاشية ، انتصارا ساحقا من جهة و التزام هذه الدول ، الكامل و غير المشروط بضمان أمن إسرائيل و في تحقيق مشروعها المعروف ، من النيل إلى الفرات من جهة ثانية . و من البديهي بهذا الصدد أننا حيال كذبة كبرى ، أو بكلام اكثر صراحة ووضوحا ، إن إسرائيل دولة أقامتها الحركة الصهيونية في ظاهر الأمر ، بمعاونة و موافقة الحكومة البريطانية التي استعمرت فلسطين ، حيث وفرت خلال مدة استعمارها الظروف الملائمة لاستعداد و إعداد الحركة المذكورة لمواصلة المهمة الاستعمارية ـ الاستيطانية من بعدها . من المعلوم أن ذلك تطلب ليس فقط تسليم أرض فلسطين للحركة الصهيونية ، و لكن تسليم اليهود في بلدان العرب لها أيضا ، الذين كان باستطاعتهم قبل إقامة إسرائيل ، الهجرة إلى فلسطين دون إذن من أحد ، بالإضافة إلى تسليم اليهود الأوروبيين أيضا، رغما عنهم ، الذين و قعوا في فخاخ النظام الألماني النازي و فخاخ نظام فيشي في فرنسا ، فالحركة الصهيونية لا تمثل على الإطلاق اليوم ،جميع اليهود ، و لاشك في أن هذا التمثيل كان أضعف بكثير في سنوات 1940 ، كما يتضح من تتبع الأحداث التاريخية . اللافت للنظر في هذه النقطة ان كثيرين من المفكرين اليهود تخلوا عن الفكرة الصهيونية ، بعد أن استهوت قلوبهم في سنوات 1930 ـ 1940 . إن دعم ألمانيا لإسرائيل ، و هو دعم غير مشروط ، باسم الدول الأوروبية ، في حلف الناتو ، يتعدى على الأرجح في لبه ، رمزية التطهير العرقي الذي مورس ضد اليهود في ظل الحكم النازي ، إلى الدفاع عن المصلحة المشتركة بين الدول الغربية و إسرائيل من خلال المشروع الاستعماري الكبير ، الذي تمثله هذه الأخيرة في بلاد الشام ، و بلاد ما بين النهرين و مصر . أن المجال هنا لا يتسع للدخول في تفاصيل هذا الموضوع ، لذا نقتضب فنذكر بأن الغاية هي امتلاك موقع يضمن السيطرة على شبه الجزيرة العربية ، و إقفال البحر المتوسط أمام طريق الحرير، وإبقاء شمال إفريقيا خزانا للطاقة وللناس ، كما كانت تحت تصرف دول الغرب الأطلسي . استنادا إليه ، فان الرأي عندنا هو أن الدول الغربية التي تقدم الدعم غير المشروط لإسرائيل و الدعم غير المحدود أيضا بالضد من دعمها لأوكرانيا ، لا تقيم في الحقيقة وزنا لحقوق الإنسان ، كون الاستعمار و الاستيطان يرتكزان أساسا على التمييز العنصري ، ينبني عليه أن مرد هذا الدعم يرجع إلى التجانس التام بين القيادة الصهيونية من جهة و قادة النظام الامبريالي الغربي من جهة ثانية و ليس إلى عقدة الذنب التي تؤرق ضمائر الأخيرين . يرتجع موقف ألمانيا أمام المحكمة الدولية ، دفاعا عن التصفية العرقية في قطاع غزة و في كل فلسطين ، أمام الذاكرة ، أبادة شعب الهيريرو في نامبيبيا التي ارتكبها المستعمرون الألمان في سنة 1904 ، على غرار غيرهم من المستعمرين الأوروبيين ، حيث طرد السكان الأصليين جميعا إلى الصحراء و حوصروا فيها طيلة أشهر ، كما في قطاع غزة اليوم ، دون ماء ودون غذاء ، فلم يبق منهم سوى هياكل عظمية وجدت حول حفر في الأرض يبلغ عمقها عدة أمتار دليلا على أن أصحابها كانوا يبحثون عن الماء . لا جديد أذا تحت شمس قطاع غزة . و لا جديد أيضا في سلوك المستعمرين ، إذا توحشوا افترسوا الفقراء و المعدمين و المعارضين أينما وجدوا ،دون تمييز بينهم على أساس اللون و المعتقد .(يتبع)
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
2 ـ الحرب على قطاع غزة: ما أظهرته و ما أسمعته !!
-
الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و أسمعته !
-
الحلول الهمجية ـ 2ـ
-
الحلول الهمجية
-
حرب واحدة أم حربان
-
لا جديد تحت الشمس سيدي الجنرال
-
ملحوطات عن موضوع تصفية عرقية
-
عنصريتان
-
كيان استيطاني في أزمة
-
كيان أستيطاني في أزمة
-
كشف الكواشف
-
بناء الدولة الوطنية من مسافة صفر !
-
حرب النكبة 2
-
حرب النكبة
-
الذهنية القبلية و الذهنية الوطنية
-
قنبلة الوزير
-
الخاسرون و الرابحون 2
-
الخاسرون و الرابحون 1
-
من أجل أم نفهم ، انصر أخاك ظالما أو مظلوما
-
كل حرب إسرائيلية هي حرب أميركية أيضا
المزيد.....
-
بعد اعتراف طبيب بالذنب.. إليكم آخر تطورات قضية وفاة ماثيو بي
...
-
شاهد.. فيديو يظهر انفجارات ضخمة في وسط بيروت
-
لأول مرة..غارة إسرائيلية تستهدف قلب بيروت والصحة اللبنانية ت
...
-
الجيش اللبناني يعلن مقتل عسكري وإصابة آخر بقصف إسرائيلي جنوب
...
-
إعصار -كراثون- يصل تايوان: مقتل شخصين وإجلاء الآلاف في المنا
...
-
تفاصيل جديدة: خامنئي حذر نصر الله قبل أيام من الاغتيال والأم
...
-
ترقبا للرد الإسرائيلي...دعوات للتهدئة وتنديد بقصف بيروت
-
” ملتقى دعم المقاومـ.ـة” يطالب الجانب الرسمي ببناء رؤية وطني
...
-
الأمين العام “لأخبار البلد”: الضربة الإيرانية أصابت الكيان ف
...
-
مصر.. سر عمره 20 سنة سبب تخلص المتهمين من -طالب الرحاب-
المزيد.....
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
المزيد.....
|