أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - قراءة في الأعمال الفنية للفنان السويدي بيرتل سوندستيدت -bertil sundstedt-















المزيد.....

قراءة في الأعمال الفنية للفنان السويدي بيرتل سوندستيدت -bertil sundstedt-


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 7925 - 2024 / 3 / 23 - 14:20
المحور: الادب والفن
    


كتبت هذا الموضوع منذ نحو خمس سنوات ونشرته في هذا الموقع بالانكليزية لكني لم انتبه الى اني لم انشره هنا بالعربية ، لاني كنت نشرته في موقع اخر بالعربية ولاني اعتدت ان انشر اي موضع لي في الحوار المتمدن اولا ، لذا اجد انه من المهم ان انشره هنا باللغة العربية.
ثلاث مرتكزات أساسية تعتمل في ذهن الفنان قبل البدء بالعمل الفني لاكتمال الصورة الذهنية التي يريد ايصالها الى المتلقي من خلال العمل الفني الذي يسطره الوانا في لوحاته بما يعكس الانسجام والتكيف والادراك والفهم العميق للإحساس الذي يصوره وينعكس واقعا للسلوك الفني له الذي ينحصر في "معرفة الذات، والآخر، والطريق الى الجنة" عبر خارطة من الالوان وخطوط من المشاعر تسبقها استغاثات ومخاضات حبلى بمختلف الحالات لقصص وصور ذهنية يمكن للمتلقي اكتشافها والاحساس بها وقراءتها.
واذا امعنا في قراءة لوحات الفنان "bertil sundstedt" يمكن ان نجد نصوصا نثرية وشعرية مرسومة بالألوان والخطوط والمساحات اللونية بلغة داخل اللغة وبمعنيان مرئي ومخفي من خلال دراسة اعماله الفنية من حيث مكوناتها وخصائصها واعتماده تقنيات متآلفة من التجريد الذي يعتمد التعبير اكثر من الوصف باستخدام الالوان المشرقة او المعتمة حسب رؤاه لكل عمل من تلك الاعمال الفنية ، ليروي من خلاله حالة من حالات الحياة ومشاكلها بأسلوب فلسفي تعكس شخصية الفنان او بعضا من جوانب شخصيته بحيث ان النتاج الفني لـ"sundstedt bertil" واستخدامه للألوان يعكس مشاهد الحياة الخاصة به لأنها منبعثة من واقع حياتي حقيقي ، فأعماله وحركة فرشاته في اللوحات شاهدة على ثقافته ونضجه الفني ؛ كل ذلك يعكس رؤية حالمة وصادقة ومبدعة هي اقرب الى مفهوم "Utopia" اي اللا مكان او المكان الخيالي او المثالي وهي أفكار سامية تتجاوز نطاق الوجود المادي للمكان وتحتوي على أهداف ونوازع العصر غير المتحققة في النظام الاجتماعي القائم ، وثمة مفاهيم مقاربة للمعنى الذي يريده مثل : أدب المدينة الفاضلة ولها تأثير التحويل والمثالية التي تؤدي الغرض ذاته كاتجاه في الفكر الاجتماعي يدعو الى المساواة الاجتماعية بين جميع الناس.
يمكن ملاحظة اسلوب المدرسة الانطباعية في اعمال"bertil sundstedt" حيث الاختزال والرقة في البناء الانشائي وغياب الخط الذي يعوض عنه بالمتضادات اللونية التي تبرز الاشكال والالوان والقيم الجمالية ؛ وهناك اعمال لها مظهرين من مظاهر الادراك هما : الادراك العقلي والادراك الحسي ، فالفنان كالشاعر يبحث دائما عن المحجوب او المخفي عن الانظار فيرى مباهج الكمال والجمال ، لان تحويل الافكار وما يعتمل في النفس الى خطوط ورسوم هي لغة ابداعية لها اساسياتها التي لا تحتاج الى ترجمة لفك شفرتها فالجميع يستطيع ان يفهمها وفقا لما يعتمل في نفسه اضافة الى ما يقوله الفنان بفرشاته عبر لوحاته فهي كما الموسيقى لغة من اجل تحقيق التواصل وتلاقح الثقافات ؛ فالنسق الايقاعي لأعمال الفنان من خلال ما عرضه من اعمال يمكن ادراك نشأته من خلال معرفة موضوعية للأعمال الفنية التي قدمها من حيث الاسلوب الرمزي والتأملي في موضوعاته وتقنياته التي اعتمدها ، فهي اشارة الى التعامل العقلاني في تنفيذ اعماله بحيث يعكس مفهموم مفاده انه ليس فوضويا في تنفيذ هذه الاعمال انما يتمحور اهتمامه في التركيز على اللون والفكرة ووحدة الموضوع في اللوحات.
ان ما امكنني مشاهدته من اعمال هذا الفنان تدل على الوعي العقلي للفكرة التي يصورها والحس المرهف بها وانه خطط لتكويناتها الفنية بعناية فائقة الا انه لم يكن موفقا في بعضها وهذا ليس عيبا، فليس بين البشر من بلغ درجة الكمال ؛ ثم إنه كفنان لديه فهما آخر للألوان والتمييز بينها وبين مخزون الذاكرة منها ليقود المشاهد الى المعنى والدلالة التعبيرية في اللوحات من خلال تحفيز المشاهد لتحليل العمل الفني الذي يدفعه الى تكوين القصة او الفكرة التي يراها من منظوره الشخصي كمشاهد ؛ وهي قراءة ما وراء ظاهر العمل الفني الذي هو محور كل هذه الافكار والتصورات لـ "bertil sundstedt" الذي يرى كغيره من الفنانين ، ان اللون هو محور الرمزية لان الشعوب تعبر عن ما تشعر به بالألوان كل وفق رؤاه وتصوراته التي تكرست لديه نتيجة الواقع الحياتي لمجتمعه والتي تنعكس لديه كسلوك انساني منتج للمعاني كما الموسيقى ، فالفنان يلجأ إلى التصوير المجرد للفكرة المثالية ، فهل يعد ذلك باعثا لهروب الذات من الواقع المربك الكابوسي والعنيف ؟ ام هل هي نزعة تفاؤلية في تحقيق المرغوب فيه المفقود "داخليا وخارجيا" اي هل هو نفسي؟ ام هل هو تمثيل تخيلي فلسفي وانعتاق من شكلٍ ومعنى الحاضر المستهلك الجامد الذي لا تغيير فيه ؟ فاللون عند "bertil sundstedt" هو وجود حي يعكس التعاطف والتآخي مع محيطه ، حيث تسير الالوان بحرية مع فرشاة انطباعية رقيقة مولدة بحركتها ايقاعات تتفاعل مع بعضها بتناغم جميل وروحانية وخيال وتأمل .
في اعمال "bertil sundstedt" توجود صفتين مجتمعتين الاولى هي الواقعية حيث ينقل لنا بفرشاته الواقع المحسوس والمنظور المتمثل في البيئة السويدية الغنية بمواضيعها وتراثها ، نقلا تأمليا يثير مشاعر المتلقي بعذوبة هادئة وفقا لسياقات المدرسة الواقعية لـ "Gustave Courbet" غوستاف كوربيه ، واستخدم "bertil sundstedt" في تقنياته اصباغا وموادا مختلفة من الزيت والاكريلك بطريقة عفوية ، حرة تذكرنا بأعمال بعض الفنانين الانطباعيين مثل سيزان "Paul Cézanne" الذي حول الادراك العقلي الى ادراك حسي عندما ابتعد عن التناقضات الحياتية باتجاهه الى الانطباعية او الى الطبيعة اي انه يتلقى المؤثرات الجمالية من الواقع الذي حوله كالشاعر ، فاللون هو احساس حيث نجد الغنائية اللونية والشاعرية العذبة الطروب ولمساة فرشاة رقيقة وهي الصفة الثانية.
من المعروف ان الالوان الرئيسة تتحطم عندما تمتزج مع بعضها وهناك طرق كثيرة في مزج الالوان وتخفيفها وتعادلها وتقويتها وقد كان "bertil sundstedt" مدركا لهذه المعادلات اللونية واهميتها ؛ فهو كأستاذ وصاحب تجربة وخبرة علمية وعملية منذ ستينات القرن العشرين الى اليوم في خط تواصلي مستمر من دون انقطاع او توقف ، لم يكن مدركا فحسب وانما دقيقا في التعامل مع الالوان لينقل بأمانة صور الواقع الحياتي الذي يشعر به ؛ فهو كفنان تشكيلي مرآة حقيقية لواقعه الحياتي الخاص "مشاعره ، معتقداته ، فلسفته" وهو انعكاس واقعي لمجتمعه ، فترجم كل ذلك في اعماله الفنية وبلورها بشكل رمزي وتعبيري في اللون والحركة الثيمية واستخداماتها لتتجلى بصيغة لوحات تعبر عن رؤاه الثقافية والإنسانية وخصوصياته الفنية والمعرفية.
ومن ثم تحول كل ذلك الى اثر بصري يغوص بعيدا في فكرة العمل الفني لتصل إلى حدود المعاني القصوى لتلك الافكار التي تتبلور الى اشكال فنية ترسم صورا ذهنية متناهية العمق لدى المتلقي ، وبذا يصبح رديف الفيلسوف الا انه يتعاطى مع الحركة والتوزيع اللوني الذي يعكس وقع الزمن والحدث باطنه وظاهره وتأثيره في الروح والجسد بلغة بصرية تطرح الأسئلة الانسانية العميقة الكبرى مثلا .. لماذا الفنان دائم البحث عن اللانهائي؟ وهل هذا البحث عن اللانهائي هو نزوع إلى الخلود ؟ والسؤال الصعب هو هل حقق الفن التشكيلي الانتشار بين الناس كافة ام انه ظل مقتصرا على الخاصة من المهتمين به ؟
https://www.maxhale.se/



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرايع والذيول .. العراق سرقات وفساد وقطعان تتبع ايران ووو. ...
- بالبطش والتنكيل .. الذيول القتلة يحكمون بلاد الرافدين ويسرق ...
- العلاقة بين التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي في أعمال الفن ...
- اعمال الفنان السويدي TED HESSELBOM الفنية لغة جديدة للتواصل ...
- لمصلحة من الهجوم على اربيل ؟ !! .... الا يكفي غزة تخاذل الان ...
- الرحمة لشهداء اربيل وشهداء العراق جميعا
- لقاء الذيول العراقية وخرفان الخليج العربي ... ...
- للتاريخ .. من الذي أمر بقتل ثوار تشرين ومن افتى بذلك ؟!
- زمن الصعاليك.... ...
- زمن الصعاليك .... ...
- -المرجعية- ارتكبت جناية على الشيعة والتشيع .. لاسقاط النظام ...
- على الشعب ان يغير الوضع الماساوي الذي يعيشه بالقوة
- استحقاق قانوني وشرعي ..... المحاضرين والمحاضرات يجب ان يشمل ...
- الى كل العراقيين الشرفاء انصرو اخوانكم المحاضرين والمحاضرات ...
- الى كل العراقيين الشرفاء .... انصرو اخوانكم المحاضرين والمحا ...
- المجتمع الدولي وتحويل الانظار .. تجاهل جريمة المقدادية وادان ...
- بين التصنع والتلقائية والحرية المطلقة
- قصة الموت والجهل المقدس في العراق ملازم حتمي للمرأة
- العراق ميدانها .. طريق الحرير مواجهة بين امريكا والصين
- هلوسات من ركام الذكريات


المزيد.....




- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - قراءة في الأعمال الفنية للفنان السويدي بيرتل سوندستيدت -bertil sundstedt-