أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سيف المفتي - رحلة الى داخل دولة الخلافة














المزيد.....

رحلة الى داخل دولة الخلافة


محمد سيف المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 7923 - 2024 / 3 / 21 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


قصص داكنة من داخل دولة الخلافة
ترجمت من النرويجية الى العربية
بقلم Marte Norheim الصحفية، الناقدة الأدبية والكاتبة التي عملت في هيئة الإذاعة النرويجية 1987 وحتى 2024. تقف المصائب والسخرية جنبا الى جنب في حياتهم اليومية هذا ما قدمته لنا رواية " رقصة داكنة"
متى قرأت في المرة الأخيرة و باللغة النرويجية رواية تتحدث عن سنوات حكم الدولة الإسلامية في الموصل والعراق؟ أعلم أن الجواب هو لا لم أقرأ: هذه الرواية لا مثيل لها في الادب النرويجي ولها عدة جوانب قوية ولها نقاط ضعف سأتناولها أيضا.
نشأ الروائي محمد المفتي وترعرع في مدينة الموصل، كانت عائلته تسكن مدينة الموصل في صيف 2014 عندما سيطرت عليها المنظمة الإرهابية التي سميت بالدولة الإسلامية، بعد أيام سافر الروائي شخصيا الى العراق ليكون مع عائلته. وتفعل الشخصية الرئيسية في رواية "رقصة داكنة" بالضبط نفس الشيء. الرواية هي مزيج من التجارب والحقائق والشخصيات الحقيقية والخيال.
مشروع محفوف بالمخاطر
سرعان ما تتبدل الأجواء الهادئة للمقهى المفضل لبطل الرواية في مركز Ski Storsenter للتسوق بمطعم عراقي له قوانين قاسية غير مكتوبة، إذ يمكن أن تؤدي قواعد اللباس الخاطئة والاستخدام المريب لأدوات المائدة إلى إرسال إشارات قد تكون كافية ليدفع الانسان الدخيل حياته ثمنا لها، لأن لداعش عيون ثاقبة ترصد أدق التفاصيل في المدينة.
تتبع الرواية عن كثب خطوات الصحفي سيف القاضي لنصف عام مليء بالدراما تكفي لحياة طويلة.
تدور أحداث الرواية حول محاولات القاضي إنقاذ قريبه الذي وقع في شرك داعش، واستلام وتوصيل وثائق عن فظائع داعش إلى وسائل الإعلام الغربية، والمشاركة في تجارة الأسلحة الدولية.
كل هذه الأمور هي بطبيعة الحال مشاريع محفوفة بالمخاطر في مجتمع لم يعد يعرف الانسان فيه من هو صديقه ومن هو عدوه، وهذا مجرد تنويه عن خطورة الموقف.
بجانب هذه الأعمال البطولية المثيرة، تصف أحداث الرواية وقوف سيف إلى جانب عائلته وتلبية طلباتهم الملحة. عائلته التي لا تكتفي بمطالبة الأخ الأصغر أن يحل فقط المشاكل التي هو قادر على حلها، بل عليه أيضاً القيام بالمهام المملة من مراجعات واعمال ورقية.
وكأن كل ذلك لا يكفي، عليه أيضاً أن يتعامل مع علاقته المتدهورة مع زوجته التي تشعر أنه قد اهملها كليا بينما يعمل طوال الوقت لأجل مدينته وعائلته.

الفكاهة ضرورة للحياة وخطورة على الحياة
تتطور الأمور من سيء إلى أسوأ، والرواية قاتمة للغاية، لكن ليس ذلك فحسب: فالرواية مليئة بالفكاهة أيضًا
مثل عندما يواسي آدم عمته المتدينة بآية من القرآن:
سأل سيف آدم
«أعلم أن علاقتك بالإسلام سطحية جدًّا، فمن أين جئت بهذه الآية؟»
أجاب آدم وهو يتظاهر بالورع: " من نبي الله جوجل"
هذه المزحة لوحدها كانت ستعرضه لعقوبة الجلد لو وصلت إلى آذان خاطئة: لا مزاح مع لفظة النبي، واستخدام الإنترنت كذلك محرم في عالم داعش. مثال حقيقي على كيف يمكن أن تكون الفكاهة ضرورية للحياة وخطيرة على الحياة في نفس الوقت.
كلمات خاطئة
أشرت في البداية إلى أن لهذه الرواية أيضًا بعض الجوانب الضعيفة، ومن بينها أسلوبها المفصل الذي يطيل من شرح المشاهد ووجهات النظر أكثر من اللازم.
أخطاء لغوية في رواية " رقصة داكنة"
يوجد في الرواية بعض الكلمات والعبارات التي تبدو غريبة أو خاطئة. فكيف يمكن أن تمر كلمة قنصلية بدلا من قنصل على المدقق اللغوي، وفي عبارة كتب المفتي أن الساعة كانت قد وصلت الى التاسعة والنصف.
من الجدير بالذكر أن المفتي كان قد كتب سابقًا روايتين باللغة العربية ، وهذه هي باكورة اعماله باللغة النرويجية
عندما يقوم المؤلف بقفزة نوعية بانتقاله من لغته الام إلى لغة أخرى، كان من المفترض أن يقوم الناشر بعملية عزق لهذه الأخطاء البسيطة والمشوشة على القارئ.
صوت جديد ومهم
من المعروف أن داعش لا تتوانى عن اعتقال، تعذيب وإعدام المدنيين الابرياء. لكن ما يحدث مع عمر قريب سيف، يؤثر على القارئ بطريقة مختلفة.
الرواية تجعلنا نلتقي بالشخص قبل أن يمر بتجاربه الصعبة والتي نعلم أن الكثيرين قد مروا بها، ونرى من خلاله التغيرات التي تطرأ على الانسان على كل الجوانب الشخصية، الاجتماعية والنفسية.
تبقى الأساليب الوحشية لهذه المنظمة، بالإضافة إلى النظرة الدونية للبشر الذين لا يؤمنون بنفس طريقتهم في الايمان وتفسير الامور، عالقة في ذهن القارئ، ويصبح المرء بعد قراءة هذا الكتاب سعيدًا جدًا لأنه يعيش في دولة يحكمها القانون والنظام.
لم يتم التطرق الى المنظور النرويجي العراقي الى هذه المعضلة إلا في النهاية وذلك بعد عودة سيف الى النرويج، وكنت أتوقع ان يعود الى المقهى Ski Storsenter المفضل لديه في الذي سمع فيه خبر داعش، ويتمتع بشطيرة من سمك السلمون مستمتعا بالعودة لحياته الهادئة. بدلا من ذلك يقلب المفتي كل الموازين رافعا مستوى الصراع الى مستوى لأعلى بكثير من كل التوقعات ، ليظهر للقارئ وجها غير مرتقب في الحرب ضد الأيديولوجيات الإرهابية وتعقيدات الحرب ضد التطرف.
بما لا يقبل الشك فإن المفتي صوت جديد ومهم في الأدب النرويجي.
_________________________________________________________________________________
عن الكاتب
محمد سيف المفّتي كاتب عراقي-نرويجي، روائي، ومحاضر، ومترجم معتمد من قبل الدولة
من مواليد مدينة الموصل التي كانت خاضعة لسيطرة داعش، وكان متواجدًا في العراق عندما تعرض المسيحيون والأيزيديين للنهب والسبي في الموصل..
مدير منظمة U-turn النرويجية ، له اطلاع عميق في طريقة تفكير المنظمات المتطرفة الاوربية وكذلك العربية.



#محمد_سيف_المفتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان حلماً!
- قصة كسيرة
- طريق العراق.. بالچلفي
- قصة للتاريخ احكيها!
- من يقتل الوعي في بلادي؟
- ما لم اتعلمه في المدرسة
- لماذا لا يستقطب العراق المستثمرين؟
- لقاء الحقيقة
- عودة قضية بريفيك
- شكرا كوفيد16!
- حكموا على امامنا بالسجن!
- تبرعات في النرويج
- اصبحت اترجم هندي!
- هل هو دين ام تين؟
- نبوءة العم خليل المفتي
- الحشد يغتصب والشرطة تصور
- نعم! جيراننا مجانين
- قال الملك في زمن الكورونا
- العراق وكورونا
- عندما يوثق لواء الشرطة


المزيد.....




- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سيف المفتي - رحلة الى داخل دولة الخلافة