أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سيف المفتي - نبوءة العم خليل المفتي














المزيد.....

نبوءة العم خليل المفتي


محمد سيف المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 19 - 22:04
المحور: كتابات ساخرة
    


غادر عمي خليل العراق 1968 بعد حكم غيابي بالإعدام صدر عليه تاركا املاكه وبيته في المدينة التي يعشق، بغداد.
كنت اسمع عنه وعن علاقاته مع شخصيات مرموقة على كافة الأصعدة الأدبية الفنية السياسية لهذا كنت اراه احد رموز المعارضة لأنه من اوائل الناس الذين اضطهدوا وحرموا من وطنهم.
التقيت به في الاردن في بداية التسعينات في حفل زفاف عائلي بعد غياب دام أكثر من عقدين. دعانا اليه الخال نزار النقيب بمناسبة زواج ابنه في عمان وكانت فرصة لألتقي بكثير من الأقارب لم أكن قد التقيتهم من قبل. في المساء كنا نجتمع وكان معنا الأقارب وكثير من الشخصيات التي كانت تأتي لزيارة العم خليل أو الخال نزار. مهما كان الموضوع المطروح كان الحديث يعرج بنا الى مستقبل العراق، في احد الأيام ذكر عمي اسماء كثير من اهم شخوص المعارضة العراقية الذين كنت انتظر تصريحاتهم بفارغ الصبر وأؤمل النفس بأنهم سيقودون العراق الى مرفأ النجاة.
سالت عمي - ما هي نشاطاتك مع المعارضة العراقية. ضحك عمي من سؤالي.
- ابني اعرفهم ويزوروني جميعا، لكنني لست معهم. كانت مفاجئة كبيرة بالنسبة لي كيف يمكن لعمي المحطوم ظلما من قبل النظام البعثي لا يعمل على خلاص العراق منه.
- كيف أنت لست معهم؟ تسرعت بالسؤال من دهشتي وخيبة أملي.
- في يوم من الايام جاءوا مجتمعين ينوون مفاتحتي بالانضمام اليهم.
فسالتهم انضم الى من؟ اجابوني الى المعارضة العراقية.
سالتهم مستفسرا - عندما تصبحون معارضة حينها سوف انتمي اليكم.
- ماذا نحن الان؟
- انتم معاضضة. سالني كبيرهم لماذا؟
- لانكم ما ان تخرجون من عندي تعودون فرادى لتنتقدوا بعضكم والموضوع الاهم وعندما ترمى لكم عظمة من انكلترا او امريكا تقطعون بعضكم عضا فماذا ستفعلون بخيرات العراق. لهذا انتم معاضضة ولستم معارضة.
ضحكوا جميعا لأنها الحقيقة.
- من منهم فيه امل؟
اجابني بلهجته الموصلية التي لم تغيرها سنوات الغربة " مكلبي" وضحك ساخرا من الوضع وأكمل حديثه.
- لو لا قدر الله وحكمت هذه المجموعة العراق فسيقطعونه بأسنانهم عضا ويقطعون بعضهم بعضا فيضيع العراق وشعبه. استفسر احد الأصدقاء – لماذا لا تصلحون مسارهم؟
- أولا الإصلاح ليس مشروعهم وليس في صالحهم، وثانيا لا يوجد الكثير ممن يقول للأسد رائحة فمك كريهة.. ضحك الحضور.
- سيبيعون خيراته بالتجزئة لكل من يدفع حتى تنفذ فيقتلون بعد ذلك بعضهم بعضا. واتمنى أن لا أرى ذلك اليوم. كانت هذه آخر كلمات عمي التي اتذكرها في ذلك اللقاء.

صدقت يا عماه! فعلا باعوا العراق وصادروا البوصلة الوطنية فضاع الوطن وشعبه، واليوم يعضون بعضهم بعضا.



#محمد_سيف_المفتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحشد يغتصب والشرطة تصور
- نعم! جيراننا مجانين
- قال الملك في زمن الكورونا
- العراق وكورونا
- عندما يوثق لواء الشرطة
- في المقهى
- مظاهرة أوسلو مع اكبر علم عراقي
- احتضار الطائفية في العراق
- رواية ديسفيرال ل نوزت شمدين. قراءة واحدة لا تكفي!
- زالماي خليل زاده وطالبان!
- الساعة الرابعة وعشرين دقيقة!
- ضياع البوصلة الأخلاقية!
- محمد شكري ضحية الجرأة والابداع والتفرد.
- أشبال الخلافة كالانسان الآلي !
- الموصل غضب عارم!
- الخراب يفترس الزمن العراقي!
- نهضة الصالون الادبي
- باب ضمير العالم!
- يأمرني بالبر و ينسى نفسه!
- التمثال أكرم منا جميعاً!


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سيف المفتي - نبوءة العم خليل المفتي